|
|
|
تنيح عصر يوم الأحد 23 نوفمبر 2014، صاحب النيافة الأنبا ميخائيل مطران أسيوط ورئيس مجمع رهبان دير القديس أنبا مقار ببرية شيهيت، بعد صراع طويل مع المرض، عن عمر يناهز الثلاثة والتسعين عاماً، وبعد أن حقق العديد من الإنجازات في دير العذراء بأسيوط، ودير القديس أنبا مقار في وادي النطرون. وقد ظل نيافته رئيساً وأباً غيوراً على الحق ومُدافعاً عن ديره بقوة ومحبة وشجاعة وروحانية وإنكار للذات على مدى 66 عاماً التي قضاها رئيساً للدير. ولما أحس في السنين الأخيرة عدم قدرته بسبب كبر سنِّه، وعدم استطاعته القيام بمهام إدارته للدير، ولأجل رغبته الحارة التي كانت تسيطر على فكره في أواخر أيامه أن يطمئن على مَنْ يخلفه في رئاسة الدير من أبناء الدير المخلصين، لكي يستمر دير القديس أنبا مقار كما كان يشتهي، في مكانته المعروفة عنه وعن رهبانه في التقوى والنسك والتفاني في محبة المسيح والكنيسة، سعى بكل اهتمام لدى قداسة البابا تواضروس الثاني عقب رسامته بابا وبطريركاً للكرازة المرقسية بقليل، أن يسمح لرهبان دير القديس أنبا مقار أن يختاروا من بينهم واحداً من إخوتهم مشهوداً له بالتقوى والعلم والحزم لرئاسة الدير. فوافق قداسة البابا على ذلك. وتم انتخاب نيافة أنبا إبيفانيوس أسقفاً ورئيساً للدير لكي يعيد للدير أمجاده كما اشتهاها مطراننا المتنيح القديس أبا ميخائيل أن يظل دير القديس أنبا مقار مكان الصلاة والتقوى والنسك والروحانية العالية. وقد طلب نيافة أنبا إبيفانيوس من قداسة البابا أن يظل اسم نيافة أنبا ميخائيل مذكوراً في القداسات والصلوات طوال حياته بجوار اسم قداسة البابا واسم نيافته. - وقد تنيح صاحب النيافة أنبا ميخائيل مطران أسيوط ورئيس مجمع رهبان دير القديس أنبا مقار ببرية شيهيت عصر يوم الأحد 23 نوفمبر 2014، بعد صراع طويل مع المرض، عن عمر يناهز الثلاثة والتسعين عاماً، وبعد أن حقق العديد من الإنجازات في إيبارشيته المتسعة الأرجاء، مُدافعاً عن الحق بمواقف مُشرِّفة للكنيسة والوطن، وكذلك في دير العذراء بأسيوط حيث هيَّأها بالمباني والكنائس ووسَّع تخومها لتَسَعَ الجموع الغفيرة التي تجتمع في أيام احتفالات صوم العذراء، وكذلك رعايته لدير القديس أنبا مقار في وادي النطرون.
ملخص سيرة حياة نيافة الأنبا ميخائيل:
- وُلد أبونا نيافة أنبا ميخائيل عام 1920 تقريباً في قرية الرحمانية التابعة لمركز "نجع حمادي" بمحافظة قنا.
- التحق بدير القديس أنبا مقار في وادي النطرون في 19 فبراير عام 1939، وترهبن باسم "الراهب متياس المقاري" ولم يكن قد أكمل العشرين من عمره.
- رُسم مطراناً في 25 أغسطس عام 1946 على مركز أسيوط والبداري وساحل سليم بيد قداسة البابا يوساب الثاني البابا الخامس عشر بعد المائة في تعداد بطاركة كرسي الإسكندرية، خلفاً للبابا مكاريوس الثالث الذي كان قبل تنصيبه بطريركاً مطراناً لأسيوط الذي لما تنيح أصبح لابد من رسامة مطران لأسيوط بدلاً من البابا مكاريوس. وكان يُقال آنذاك إن أنبا ميخائيل كان على صلة قرابة للبابا يوساب الثاني (ابن أخته). وقد كان لسيامته مطراناً لأسيوط قصة متداولة في ذلك الوقت. إذ أنه عندما كان راهباً في دير القديس أنبا مقار، كان شجاعاً دائم الدفاع عن الحق مما جعله يصطدم بممارسات رئيس الدير ويُراجع بكل وداعة رئيس الدير عن سلوك خاطئ. لكن رئيس الدير قرر أن يتخلص منه بالطرد. وقيل إنه في نفس الليلة ظهرت السيدة العذراء للبابا يوساب بابا الإسكندرية وأَمَرَته بالإسراع إلى دير أنبا مقار وأنه سيجد راهباً اسمه متياس وأن عليه أن يرسمه مطراناً على أسيوط الذي كان كرسيها شاغراً في هذا الوقت. وأسرع البابا إلى الدير، وفوجئ الرهبان بزيارته فاحتفلوا بمَقدمه. وحينما سألهم عن الراهب متياس المقاري، ظن الرهبان أنه سمع عن الخلاف بينه وبين رئيس الدير، فقالوا له إنه سيغادر الدير اليوم!! فأجابهم: "نعم سيغادر الدير لأنه سيرسم مطراناً على أسيوط".
- وبعد سيامته لاقى معارضة شديدة من باشوات أسيوط في ذلك الوقت، بدعوى صغر سنِه. ولكن مع مرور الوقت أصبح أنبا ميخائيل هو محبوب شعب أسيوط وكل الصعيد.
- في عام 1956 قرر المجمع المقدس عزل البابا يوساب الثاني عن كرسي الإسكندرية، إثر فساد أزعج شعب الكنيسة بسبب تلميذ له في البطريركية كان يتقاضى رشاوي مقابل رسامة مطارنة، لذلك قرر المجمع تشكيل لجنة لإدارة شؤون الكنيسة من: أنبا أغابيوس مطران ديروط وقسقام، وأنبا ميخائيل مطران أسيوط، وأنبا بنيامين مطران المنوفية.
- وفي أوائل عام 1969، وبوساطة القمص صليب سوريال راعي كنيسة مار مرقس بالجيزة، تمت المصالحة بين البابا كيرلس السادس والقمص متى المسكين برجوع الأب القمص متى المسكين والرهبان الذين معه من صحراء وادي الريان ليتوجهوا إلى دير القديس أنبا مقار وذلك بعد أن كان قد تشاور مع نيافة أنبا ميخائيل رئيس الدير في ذلك، الذي بناءً على رؤيا رآها نيافة أنبا ميخائيل بضرورة العودة فوراً إلى مصر من رحلته ضمن البعثة التي توجهت إلى روما لإحضار رفات القديس مار مرقس كاروز الديار المصرية، عاد فجأة ليحضر هذه المناسبة.
- وفي يوم 9 مايو 1969 حضر القمص متى المسكين مع رهبان وادي الريان إلى البطريركية وكان نيافة أنبا ميخائيل حاضراً. وفي هذه الجلسة كلَّف قداسة البابا كيرلس السادس القمص متى المسكين بإعادة الحياة الرهبانية إلى دير أنبا مقار وتجديد مبانيه التي كانت على وشك الانْهيار. وقد توجه الآباء جميعاً إلى الدير في هذا اليوم. وقد كلف نيافة أنبا ميخائيل الأب متى المسكين أن يكون هو "الأب الروحي" لرهبان الدير.
- كان نيافة أنبا ميخائيل سعيداً بحضور الأب القمص متى المسكين ورهبان وادي الريان الاثني عشر إلى الدير. وسرعان ما أقبل الكثيرون إلى الدير بقصد الترهُّب. وكانت الرسامات الرهبانية تتم بموافقة وتصديق نيافته في أسيوط. كما كان يداوم على زيارة الدير والبقاء فيه لمدة أسبوع على الأقل، وكانت له قلاية خاصة به يقيم بها حين حضوره. وكان يتجول في كل أرجاء الدير وفي المزارع وأماكن العمل. وكانت له لقاءات خاصة مع الأب القمص متى المسكين يتحادثا معاً في الأمور الروحية والرهبانية. وكان يبدي رأيه في أعمال الدير ونشاطاته المختلفة.
- وظل أنبا ميخائيل رئيساً للدير حتى يوم السبت 21 مارس 2009 حيث قدَّم لقداسة البابا شنودة استقالته من رئاسة الدير. ولكن بعد نياحة البابا شنودة الثالث وفى 17 مارس 2012 توجَّه بعض من رهبان الدير إلى نيافة أنبا ميخائيل يرجونه أن يستأنف رئاسته للدير فقبِِل هذا الرجاء بفرح. وكانت دموعه تسيل من الفرح لغيرته على ديره, وكان يقول باتضاع شديد: "اعتبروني واحداً من مجمعكم".
- وبعد رسامة البابا تواضروس الثاني طلب نيافة أنبا ميخائيل من قداسته أن يسمح للرهبان أن ينتخبوا راهباً من بينهم ليكون أسقفاً للدير بسبب عدم استطاعته القيام بمهام إدارته للدير، فوافق قداسة البابا على ذلك على أن يظل نيافة أنبا ميخائيل رئيساً شرف للدير. ولكن ظل اسم نيافة أنبا ميخائيل يُذكر في القداسات داخل الدير جنباً إلى جنب مع ذكر اسم كلٍّ من قداسة البابا تواضروس ونيافة أنبا إبيفانيوس، وكان ذلك بناءً على طلب نيافة انبا ِبيفانيوس.
- وفي 10 مارس 2013 تمت رسامة نيافة أنبا إِبيفانيوس أسقفاً ورئيساً للدير،
- ومن المعروف عن المتنيح نيافة أنبا ميخائيل أنه الأسقف الوحيد الذي رفض الخروج من إيبارشيته والصلاة خارجها، وعندما اشتد عليه المرض في شهر أغسطس الماضي (عام 2014)، وتزامناً مع نهضة السيدة العذراء في ديرها بمنطقة "درنكة" بجبل أسيوط، والذي يشرف عليه نيافته، ذهب نيافة أنبا ميخائيل لحضور النهضة على كرسي متحرك، واللاصقات الطبية تحيط بجسده.
- عاصر أنبا ميخائيل مدة جلوسه على كرسي مطرانية أسيوط أربعة بطاركة وهم: البابا يوساب الثاني البطريرك 115 وهو الذي سامه أسقفاً فمطراناً، والبابا كيرلس السادس البطريرك 116، والبابا شنودة الثالث البطريرك 117، والبابا تواضروس الثاني البطريرك 118.
- بعد نياحة مثلث الرحمات قداسة البابا أنبا شنوده الثالث في 17 مارس 2012، اعتذر نيافة أنبا ميخائيل عن قبول منصب القائم مقام البطريرك وذلك لِكِبَر سنِّه، حيث كان هو أكبر المطارنة سناً. وكان يليه نيافة أنبا باخوميوس مطران البحيرة.
- يلقب أنبا ميخائيل بعدة ألقاب ومنها "شيخ مطارنة الكنيسة" لأنه أكبر المطارنة الموجودين سناً، و"عميد أساقفة الكنيسة". كما يطلق عليه أقباط أسيوط لقب "أسد الصعيد".
- للأنبا ميخائيل مواقف حاسمة في المواجهة مع المسؤولين، ومنها عندما أراد شراء قطعة أرض، لكن المحافظة رفضت ثم باعتها لشخص آخر، فقام بإلغاء احتفالات مولد السيدة العذراء في جبل أسيوط بـ"درنكة" الأمر الذي دفع المحافظ لعقد اجتماع موسع مع مسؤوليه لإيجاد حلٍ للأزمة، ثم قرر تقديم 13 فداناً من الأراضي المتاخمة للدير فقام أنبا ميخائيل بإصدار بيان رسمي يشكر المحافظ فيه، إعلاناً عن انتهاء الخلافات.
- ومنذ عدة شهور دخل نيافة أنبا ميخائيل في أزمة صحية سافر على إثرها لتلقي العلاج في ألمانيا، على الرغم من عدم سفره في أوقات سابقة للخارج لتلقي العلاج.
- قضى في خدمته الأسقفية بدرجة "مطران" حوالي 66 عاماً.
- عزاءً لشعب إيبارشيته ولرهبان ديره ولكل الكنيسة وعارفي فضله.