يوم الثلاثاء المبارك 5 مايو 2009م
1. في يوم السبت 21 مارس 2009م تم الإعلان عن استقالة نيافة الأنبا ميخائيل مطران أسيوط ورئيس الدير من رئاسة الدير، بعد مضي 65 عاماً على خدمته كرئيس للدير، منذ عام 1944 (حينما كان ما يزال إيغومانساً، ثم تمت رسامته مطراناً لأسيوط عام 1946 بيد قداسة البابا الأسبق يوساب الثاني، مُحتفظاً أيضاً برئاسته للدير).
2. وفي مساء نفس يوم السبت 21 مارس 2009م وفور معرفة الآباء الرهبان بنبأ استقالة نيافته، توجه وفد من الآباء الرهبان من شيوخ الدير وبعض الآباء الرهبان إلى قداسة البابا في مقره البابوي بالإسكندرية. وحين اجتماعه بهم رجَوْه أولاً أن يحاول إثناء نيافة الأنبا ميخائيل عن استقالته. وقد أفادهم قداسة البابا بأنه حاول ذلك فور استلامه الاستقالة (يوم 14 مارس)، ولكن نيافته أصرَّ على الاستقالة.
3. وبناء على ذلك، أبلغ الآباء الرهبان قداسة البابا رغبة الرهبان جميعاً من هذا الوقت فصاعداً أن يكون هو – شخصياً – المسئول المباشر عن الدير وعن الرهبان كرئيس وكأب للكنيسة كلها ولهم. ورجَوْه أن يتفضل بزيارة الدير لكي يتمتع كل آباء الدير بأبوته ورئاسته.
4. وفي تمام الساعة العاشرة صباحاً يوم 5 مايو 2009، وصل قداسة البابا شنودة الثالث إلى الدير حيث كان في استقباله آباء الدير كلهم (حوالي 110 راهباً و20 طالب رهبنة)، وذلك بالألحان الكنسية حيث توجه إلى كنيسة القديس أنبا مقار، فأدَّى بها صلاة الشكر، ثم سلَّم عليه الآباء الرهبان واحداً فواحداً، بتقديم الميطانية وتقبيل الصليب في يد قداسته. ثم انتقل الجميع إلى الخورس الخلفي حيث جلس قداسة البابا والآباء الرهبان جميعهم حوله للاستماع إلى قداسته في الكلمة التي سيلقيها. وقد قدَّم الشكر أولاً لقداسته على الزيارة قدس الأب القمص كيرلس المقاري وكيل الدير ورجاه أن يحدِّث الرهبان عن مبادئ الرهبنة. وقد بدأ قداسة البابا حديثه عن الرهبنة، باستفاضة، تخلله مناقشات موضوعية قيِّمة ومفيدة بين الرهبان وقداسة البابا، الذي كان يرد على كل سؤال (إما مكتوباً أو شفوياً من الراهب) وكان قداسته يسأل أو يستفسر أو يستوضح من السائل ثم يردُّ. وقد استغرقت الكلمة مع الحوار حوالي الخمس الساعات والنصف.
5. وقبل بدء الحديث قدَّم قداسة البابا للرهبان الوفد المرافق له من الآباء الأساقفة رؤساء الأديرة وأعضاء لجنة شئون الرهبان بأسمائهم وأسماء أديرتهم التي يرأسونها (10 أساقفة - بالإضافة إلى الآباء الأساقفة الثلاثة من سكرتارية قداسة البابا). وقال إنهم حضروا معي للترحيب بكم والتعرُّف عليكم.
6. ثم توجه قداسة البابا مع الآباء الأساقفة الذين معه بعد ذلك إلى مائدة الأغابي بالدير حيث تناولوا وجبة الأغابي (المحبة) مع الرهبان. وبعد ذلك توجه قداسة البابا والآباء الأساقفة الذين معه إلى مضيفة الدير حيث ودَّعهم الآباء الرهبان، مقدِّمين لله ولهم الشكر على هذه الزيارة المباركة.
7. ومن المنتظر أن يعاود قداسة البابا المجئ إلى الدير عدة مرات متتالية لمناقشة الأمور الإدارية الخاصة بالدير، التي لم تُتح الفرصة لمناقشتها في هذا اليوم.