الزيارة التاريخية لقداسة البابا تواضروس الثاني
لدير القديس أنبا مقار بوادي النطرون
يومي الاثنين والثلاثاء 10، 11 مارس 2014

قام قداسة البابا تواضروس الثاني، يومي الاثنين والثلاثاء 10، 11 مارس 2014، بزيارة دير القديس أنبا مقار بوادي النطرون. وقد اصطحب قداسة البابا معه لفيف من الآباء الأجلاء رؤساء الأديرة وبعض أعضاء المجمع المقدس منهم: اﻻنبا صرابامون رئيس دير الأنبا بيشوي، الأنبا متاؤوس رئيس دير السيدة العذراء السريان، الأنبا إيسيذوروس رئيس دير العذراء البراموس، الأنبا يسطس رئيس دير القديس الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر، الأنبا كيرلس رئيس دير مار مينا مريوط، الأنبا مينا رئيس دير مار جرجس بالخطاطبة، الأنبا إبيفانيوس رئيس دير القديس أنبا مقار، الأنبا إشعياء أسقف طهطا وجهينه، الأنبا بيسنتى أسقف حلوان والمعصرة، الأنبا مارتيروس أسقف عام شرق السكة الحديد، الأنبا دوماديوس أسقف مدينة 6 أكتوبر وأوسيم، الأنبا صموئيل أسقف طموه، الأنبا مقار أسقف الشرقية والعاشر، الأنبا زوسيما أسقف أطفيح والصف، الأنبا يوحنا أسقف شمال الجيزة.

وفور وصول قداسته إلى الدير في تمام الساعة الخامسة والنصف بعد الظهر استقبله بالصلوات والألحان آباء الدير وعلى رأسهم نيافة الأنبا إبيفانيوس أسقف ورئيس الدير، مُتوجهين إلى داخل كنيسة القديس أنبا مقار الأثرية حيث قام قداسته بأداء صلاة الشكر. ثم ألقى كلمة شكر وبركة على الرهبان. وقد قام قداسته بعد ذلك بزيارة كنائس الدير الأثرية وقبة الميرون المقدس التاريخية التي طالما ذكر التاريخ الكنسي قيام الآباء بطاركة الكنيسة القبطية بطبخ الميرون المقدس فيها. وقد تفقَّد قداسته مطبعة الدير حيث تطبع كتابات المتنيح الأب الطوباوي القمص متى المسكين وكذلك أبحاث وكتابات آباء الدير ومجلة مرقس الشهرية. وقد تحادث مع عمال المطبعة وكان يتوقف أمام كل آلة من آلات الطباعة والتطبيق والقص وخياطة الملازم والتدبيس ويسأل العامل الذي يقوم بتشغيلها. وقد فرح به العمال والتقطوا صوراً مع قداسته صوراً تذكارية. وقد قدَّم لقداسته الراهب المسئول عن المطبعة باسيليوس المقاري هدية تذكارية بمناسبة الزيارة التاريخية للدير وللمطبعة صورتين للمسيح والعذراء والقديس أنبا مقار الكبير من النوع المسمَّى 3 Dimension صناعة الصين، وكذلك مجموعة مجلدات مجلة مرقس عن السنوات الخمس الأخيرة.

ثم عقد قداسته اجتماعاً مع الآباء رهبان الدير في قاعة الاجتماعات، وألقى عليهم كلمة روحية عن مبادئ الرهبنة الخمسة، ثم استمع إلى أسئلتهم. ثم قدم نيافة الأنبا إبيفانيوس هدية الدير لقداسته بمناسبة زيارته المباركة وهي: مجموعة تفاسير آباء الكنيسة على أسفار الكتاب المقدس والأسفار القانونية الثانية (29 مجلداً) باللغة الإنجليزية نُشرت في إحدى الجامعات بالخارج. وبعد ذلك توجه قداسة البابا والآباء الأساقفة المرافقين له إلى مائدة الأغابي في القاعة المخصصة لذلك، حيث تناولوا أكلة الأغابي مع رهبان الدير. وفي فجر اليوم التالي الثلاثاء 11 مارس 2014 اشترك مع آباء الدير في خدمة صلاة نصف الليل التي تبدأ الساعة الرابعة بعد منتصف الليل، وبعدها تسبحة يوم الثلاثاء حيث اشترك مع الرهبان في أداء الهوسات والثيؤتوكيات والأبصاليات بألحانها الخاصة بالصوم الكبير. وكم كانت فرحة الآباء الرهبان بمُشاركة قداسة البابا معهم هذه التسبحات والصلوات لأول مرة في التاريخ الحديث كما كان يفعل باباوات الكنيسة القبطية في القرون الأولي من عصورها القديمة.

ثم قام قداسته بزيارة باقي قطاعات العمل بأرض الدير خارج منطقة قلالي الرهبان من مزارع وحظائر تربية المواشي وغيرها، حيث يعمل الرهبان عملهم اليومي (العمل اليومي للراهب جزء من أعمال الرهبنة والنسك حسب ترتيب آباء الرهبنة الأوائل في القرن الرابع) في الإشراف على العمال العاملين في هذه القطاعات، حيث كان يرافقه نيافة الأنبا إبيفانيوس أسقف ورئيس الدير وكثير من آباء الدير.

وفي الساعة الحادية عشرة قبل الظهر أقام قداسة البابا خدمة القداس الإلهي حيث قام بالاشتراك معه الآباء الأساقفة برسامة ستة رهبان لرتبة القسوسية المقدسة، هم الرهبان: الراهب برسوم، الراهب بفنوتيوس، الراهب موسى، الراهب أورانيوس، الراهب بسخيرون، الراهب دوماديوس.

ومما هو جدير بالذكر أن قداسة البابا نبَّه قبل إجراء طقس الرسامة إلى خطأ شائع هو القول بكلمة "ترقية الراهب" إلى رتبة الكهنوت مشيراً إلى أنها ليست "ترقية" بل هي "خدمة" لمجمع الدير (وأشار إلى ما قاله في القداس أن الكهنوت هو خدمة أساسها التواضع ونقاوة القلب ما تسميه الصلوات الكنسية "بهاءً للإكليروس")، ومما يُذكر أنه بحسب تعبير صلوات الرسامة أن رسامة الراهب قساً هي "انتقال من رتبة الشموسية إلى رتبة القسوسية". ولا توجد في طقوس صلوات الرسامات في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كلمة "ترقية" في صلوات أيٍّ من درجات رتبة الكهنوت المقدس. وكانت هذه اللفتة التعليمية الكنسية من قداسة البابا توجيهاً تعليمياً مناسباً لهذه المناسبة المباركة. وقال قداسته في كلمته التي ألقاها إن الذي أفسد الرهبنة في العصر الحديث أمران: الأوقاف، ودخول الكهنوت وسط الرهبان. وبعد انتهاء صلوات القداس الإلهي توجَّه قداسة البابا مع الآباء الرهبان إلى مائدة الأغابي لتناول أكلة الأغابي المعتاد إقامتها بعد كل قداس لمجمع الدير. وهذه هي المرة الثانية لتناول قداسة البابا مع الآباء الرهبان لقمة الأغابي في هذه الزيارة المباركة.

ثم عقد قداسة البابا اجتماعاً مع عمال الدير حيث ألقى عليهم كلمة روحية مُبسَّطة وتحاور معهم، ثم قدَّم لهم هدايا مناسبة. وبعد ذلك انصرف قداسة البابا تواضروس الثاني مع باقي الأساقفة المرافقين من الدير مودَّعين بمثل ما قوبلوا به من حفاوة وترحيب من آباء ورهبان الدير. وقد رجَوا قداسته أن يكرر هذه الزيارة كل فترة دورية حسبما تسمح به ظروف قداسته.


صور الزيارة
فيديو الزيارة: [الجزء الأول] - [الجزء الثاني] - [الجزء الثالث] - [الجزء الرابع]
This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis