حول الأحداث الجارية



شهداء الكنيسة البطرسية

 جثامين الشهداء محمولة على أكتاف الجنود في الجنازة العسكرية

أسدل الرئيس عبد الفتاح السيسي الستار على قضية الانفجار الذي حدث في الكنيسة البطرسية بشارع رمسيس المُلاصقة للكاتـدرائية المرقسية الكبرى. وقـد أعلن الرئيس السيسي أثناء تأديـة واجب العـزاء وتقدُّمه الجنازة العسكرية المُقامة أمام النصب التذكاري للجندي المجهول بمدينة نصر، أنَّ مُنفِّـذ العملية الإرهابية يُدعَي ”محمود شفيق محمـد مصطفي“، 22 عامـاً، فَجَّر نفسه داخل الكنيسة بحزامٍ ناسف.

+ ففي الساعة العاشرة مـن صباح الأحد 11 ديسـمبر 2016، حـدث انفجـارٌ هـزَّ منطقـة العباسية، وأَخَـذَ المواطنون يهرولون. ونتج عـن الانفجار أشلاء مُصلِّين ومُصابون داخل الكنيسة البطرسية المُلاصقة للكاتدرائيـة بمنطقة العباسية، مـع بكاءٍ وعويـل؛ فضلاً عن تواجُد عربـات إسـعاف لإنقاذ المُصابين ولحَمْل جثامين الشهداء وسط تواجُد أمني مكثَّف.

+ وقد أعلنت وزارة الصحة عن استشهاد 25 شخصاً وإصابـة 49 آخرين معظمهم من السيِّدات والبنات الصغار؛ الأَمـر الـذي أثـار احتجاج بعض الجماهير الذين نظَّموا عدَّة وقفات احتجاجية أمام الكنيسة للتنديد بالحادث الأليم، وبعضهم صاروا يتلون قانون الإيمان المسيحي.

وقد حُمِلَت جثامين شهداء الحادث  من مستشفى الدمرداش، متوجِّهة إلى مشرحة زينهم استعداداً لنقلهم إلى كنيسة العذراء بمدينة نصر، لإقامـة صلـوات الجنازة الكنسية عليهم؛ ثم حَمْلهم إلى النصب التذكاري لإقامة الجنازة العسكريـة، التي كـان في مُقدِّمتها الرئيس السيسي،  وقداسة البابـا تواضروس الثاني الذي قَطَعَ رحلته في اليونان مساء الأحد 11 ديسمبر، وهي الزيارة الأولى له لكنيسة اليونـان منذ تولِّيه الكرسي البابوي.

+ وقد وصف قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الحادث بـ ”الجبان“. واستطرد في كلمة له عقب عودته من اليونـان: ”إن الحـادث يستهدف النسيج الوطني، وسوف نُصلِّي على الشهداء الذين انتقلوا“.

وقد أدان الأزهر الحادث، وقال مستشار شيخ الأزهر محمد مهنا: إنَّ الانفجار ”لن ينال مـن وحـدة الوطن وأبنائـه“، مُشدِّداً على ”أنَّ الشعب المصري أكثر وعياً مـن أن ينال المجرمون مـن وحدته“.

وتلقَّت مصر الكثير مـن الإدانـات العربية والدولية حول الحادث، واصفة مصر بأنها قادرة على مواجهة الإرهاب.

+ وقـال الـرئيس السيسي: ”إنَّ الحـادث يتلخَّص في دخـول شخصٍ بحزام ناسف إلى الكنيسة البطرسية، وفجَّر نفسه“. مُسْتَبعِداً حدوث خلل أمني، ومؤكِّداً أنَّ ما حدث هو ضربة إحباط للإرهـابيين، قائـلاً: ”لـن يتمَّ إحباط الشعب المصري، والإرهاب يُحاول مَنْع المصريين مـن تقدُّمهم إلى الأمـام، ولـن نترك حـقَّ الشعب المصري“. وقـد أكَّد أنـه تم القبض على ثلاثة رجـال وسيدة فى حـادث الكنيسـة الإرهابي، وجاري البحث عن اثنين آخَرَيْن.

الجنازة العسكرية:

+ وأبرزت كافة الصحف، تقدُّم الرئيس عبد الفتاح السيسي الجنازة الرسمية الشعبية لجثامين شهداء حادث الكنيسة البطرسية الإرهابي، وذلك من أمام النَّصْب التذكاري للجندي المجهول بمدينة نصر، يُرافقه قداسة بابـا الإسكندرية وبطريـرك الكرازة المرقسية الأنبـا تواضـروس الثاني. وتقدَّم الرئيس بخالص العزاء للمسيحيين ولكلِّ المصريين، مؤكِّداً أنه مُصابٌ لكلِّ المصريين. وأشار إلى أنَّ العزاء في شهداء الحادث الإرهابي هو عزاءٌ لكل المصريين.

مجموعة صُور تُظهِر الرئيس عبد الفتاح السيسي وهو يؤدِّي واجب العزاء في شهداء الحادث الأليم في الجنازة العسكرية، ويَظهر معه في بعض الصُّور قداسة البابا تواضروس الثاني وبعض شيوخ المسلمين

+ واختتم الرئيس كلمته، مُجدِّداً عزاءه لشعب مصر بالكامل في هذا الحادث الإرهابي، ووجَّه حديثه للمصريين قائلاً: ”الضربة وَجَعتنا وسبَّبَتْ ألماً كبيراً لنا، ولكنها لـن تكسرنـا أبداً، وسنقف وسنكون أقوياء وسنصمد وسننجح بـإذن الله فى الانتصار في هـذه الحرب“. وقرَّر الرئيس حداداً رسمياً في كلِّ البلاد لمدَّة ثلاثة أيام.

الجنازة الكنسية:

+ وقد وصلت مساء الاثنين، جثامين شهداء الحادث الإرهابي الذي استهدف الكنيسة البطرسية، إلى مثواهم الأخير بمدافن الأنبا شنودة بالمقطم.

+ وترأَّس قداسـة البابـا تواضروس الثانى صلاة الجنازة على جثامين الشهداء بكنيسة السيدة العذراء والقديس أثناسيوس بمدينة نصر، وشارَكه فى الصلاة عددٌ كبير من الأساقفة والكهنة وأهالي الشهداء. وقـد وُضِعَت الجثامين أمـام الهيكل، وقُـرِأَتْ صلوات الجنازة والألحـان عليها، ثم ألقى البابا تواضروس عظة عزاء، بدأَها بطلب النياحة لهذه النفوس في ملكوت السموات، وأن يفتح الله لهم أبواب الرحمة.

+ وقـال قداسة البابـا: ”على رجاء القيامة نودِّع هذه النفوس، نودِّعهم فى بداية شهر التسبيح والفرح، شهر كيهك“. واستشهد بقَوْل القديس بولس الرسول الذي أكَّد فيه أنَّ آلام هذا الزمان مهما تبلغ قسوتها فلا تُقاس بالمجد العتيد الذي ينتظر هـؤلاء الشهداء، وأنَّ ”الكنيسة المصريـة كنيسة شهداء، وعمل الشهادة يـربطنا بالسماء أكثر. وكلُّ مَـنْ انتقلوا إلى السماء في حادث الكنيسة البطرسية استُشهِدوا وهم يُصلُّون. ونحن نتألَّم لفُراقهم، ونتألَّم أيضاً على هذا الشرِّ الذي تخلَّى عن المشاعر الإنسانية التي أَوجدها الله في الإنسان. وهذا المُصاب ليس مُصاباً للكنيسة فقط، ولكنه مُصاب الوطن وكل مصر“.

This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis