الكنيسة
هذا الشهر



استشهاد القديس تادرس المشرقي
(12 طوبة / 20 يناير)
استشهاد القديس فيلوثاؤس الأنطاكي
(16 طوبة / 24 يناير)

نشأة القديس ثاؤدوروس المشرقي:

وُلِدَ بمدينة صـور سنة 275م. ولمَّا بلغ دور الشباب، انتظم في الجنديـة، وارتقى إلى رُتبـة قائد. وكان أبـوه ”صداريخوس“ وزيراً في عهد الملك نوماريوس، وأُمه أُخت واسيليدس الوزير.

فلما مات الملك نوماريوس في حرب الفُرْس، وكـان ولـده يسطس في الجيش المُحارِب جهة الغرب؛ ظـلَّ الوزيـران صداريخوس وواسيليدس يُديـران شئون المملكة، إلى أن أثـار الإمبراطور دقلديانوس سنة 303م الاضطهاد على المسيحيين.

الرؤيا التي رآها القديس:

أما القديس ”ثاؤدوروس“ فكان في هذه الأثناء متولِّياً قيادة الجيش المُحارِب ضد الفُرْس. وقد رأى في رؤيا الليل كأنَّ سُلَّماً منصوبـاً مـن الأرض إلى السماء، وفـوق السُّلَّم جلس الرب على منبرٍ عظيم، وحوله ربوات مـن الملائكة يُسبِّحون. ورأى أسفل السُّلَّم تنيناً عظيماً هـو الشيطان. وقال الرب للقديس ”ثاؤدوروس“: ”سيُسفك دمك على اسمي“. فأجابـه القديس: ”وصديقي لاونديـوس“. فـردَّ عليه الرب: ”ليس هو فقط، بل وبانيقاروس الفارس أيضاً“.

استشهاد القديس ثاؤدوروس:

عندمـا عُقِدَت هُدْنـة بين جيش الروم وجيش الفُـرْس، أقنـع القديس ثـاؤدوروس ”بـانيقاروس الفارسي“، وأرشده إلى الدِّين المسيحي، فآمن بالمسيح.

ثـم رأى دقلديـانوس أن يسـتقدم الأمـير ثـاؤدوروس، فحضـر بجيشه ومعه لاونديوس وبانيقاروس. وإذ عَلِم ثاؤدوروس أنَّ الإمبراطور دقلديانوس سيدعوه إلى عبادة الأوثـان، قـال القديس لجنوده: ”مَـن أراد منكم الجهاد على اسم المسيح، فلْيَقُم معي“. فصاحـوا جميعاً بصـوتٍ واحد: ”نحن نموت معك، وإلهك هو إلهنا“.

وعندمـا وصل القديس ثـاؤدوروس المدينة، ترك جنوده خارجاً، ودخل إلى الإمبراطور الذي أَحْسَـن استقباله. وعندمـا رأى دقلديـانوس أنَّ القديس ثابتٌ على إيمانه المسيحي، أَمَر الجنود أن يُسمِّـروه على شجرة، وأن يتبـاروا في تعذيبه؛ ولكن الرب كان يُقوِّيه ويُعزيه.

وبعـد سلسلةٍ طويلة مـن العذابـات والآلام بغرض زحزحة القديس عـن إيمانـه، ورسوخه وثباتـه على الإيمـان؛ أخيراً أَمَر الإمبراطـور بإعدام القديس، فـأسلم روحه الطاهرة في يـدَي الرب الذي أحبه، ونال إكليل المجد الأبدي في ملكوت السموات.

وقـد أرسل الإمبراطور كهنة أبوللون إلى جنـود القديس يدعـونهم إلى عبـادة الأوثان. فصرخوا جميعاً قائلين: ”ليس لنا ملكٌ إلاَّ سيِّدنـا يسـوع المسيح مـلك الملـوك ورب الأرباب“.

فلما بلـغ مسامـع دقلديانـوس، ثباتهم على الإيمـان بشخص المسيح، أَمَـر بقطع رؤوسهم جميعاً، فنالوا الأكاليل النورانية والسعادة الدائمة.

بركة صلواتهم تكون معنا، آمين.

نشأة القديس فيلوثاؤس الأنطاكي:

وُلِـدَ القديس ”فيلوثـاؤس“، والذي تفسير اسمه ”مُحـب الإله“، بمدينة أنطاكية مـن أبويـن وثنيَّيْن يتعبَّدان لعِجْلٍ اسمه ”زبرجد“، وكانا يُطعمانه سميذاً معجوناً بزيت السيرج وعسل النحل، ويدهنانه بدُهن وطِيب ثلاث مرات في اليوم، ويسقيانه نبيذاً وزيتاً، وخصَّصوا لـه مكانـين: أحـدهما للشتاء والآخر للصيف، ووضعوا في عُنقه طوقاً من الذهب، وفي رِجليه خلاخيل من ذهب.

ولمَّا بلغ فيلوثاؤس عشر سنوات، دعاه أبـوه أن يسجد للعجـل، فلم يقبل. فتركـه ولم يُرِد أن يُكـدِّر خاطـره لمحبته له ولأنـه وحيـده. أمَّا فيلوثاؤس فلصِغَر سِنِّه، ولعدم إدراكه معرفة الله ظـنَّ أنَّ الشمس هي الإله، فـوقف أمامها مرَّةً قائلاً: ”أسألكِ أيتها الشمس إنْ كنتِ أنتِ هو الإله، فعرِّفيني“. فأجابه صوتٌ من العلاء قائلاً: ”لستُ أنا إلهاً، بل أنـا عبدٌ وخادمٌ للإله الـذي سوف تعرفه، وتسفك دمك لأجل اسمه“.

إيمانه بالمسيح:

ولما رأى الرب استقامة قَصْد الصبي، أرسل إليه ملاكاً فأعلمه بكـلِّ شيء عـن خِلْقة العالم، وتجسُّـد المسيح لأجـل خـلاص البشـر. فسُرَّ فيلوثاؤس وابتهج قلبه، وشَرَعَ مـن ذلك الوقـت يصوم ويُصلِّي ويتصدَّق على المساكين والبائسين.

وبعد سنةٍ مـن ذلك التاريخ، أقام أبواه وليمة لبعض الأصدقاء، وطلبا ولدهما ليسجد للعِجْل قبل الأكـل والشُّـرب. فـوقف الصبي أمـام العِجْل وقـال له: ”أأنت الإله الـذي يُعبَد“؟ فخرج منه صوتٌ قائلاً: ”إنني لستُ الإله، وإنما الشيطان قـد دخل فيَّ وصرتُ أضـل الناس“. ثم وثب العجل على أبـوَيِّ الصبي ونطحهما، فماتـا في الحال.

أمَّـا القديس فأَمَرَ عبيده بقتل العجل وحرقـه وتذرية رمـاده. وصلَّى إلى الله مـن أجل والديه، فأقامهما الرب من الموت. وبعد ذلك تعمَّد هو وأبواه باسم الآب والابـن والروح القدس.

وأعطاه الـرب موهبـة شفاء المرضى. فـذاع صِيتـه وبلـغ مسامـع الإمبراطـور دقلديانوس، فـاستحضره وطلب منه أن يُقدِّم البخور للأوثـان، فرفض رفضاً باتّاً. حينئذ أَمَر الإمبراطـور، بتعذيبه بكل أنواع العذابات.

استشهاد القديس فيلوثاؤس الأنطاكي:

وعندما لم تُثنِ كل هـذه العذابـات القديس عن إيمانه المسيحي، عاد الإمبراطور فلاطفه وخادعه. فوعـده القديس بـالسجود لأبـوللون كطلبه. ففرح الإمبراطور وأرسـل فأحضر ابوللون وسبعين وثناً مع سبعين كاهناً، ونادَى المُنادون في المدينة بذلك.

وحدث اضطرابٌ وهَرْجٌ كثير عندما شَاهَدَت الجماهير ثبـات القديس على إيمانـه واستهانته بالأوثـان، فآمـن جمهورٌ كبيرٌ بـالرب يسوع. فغضب الإمبراطـور وأَمَـرَ بقطع رؤوسـهم، فنالـوا أكـاليل الشهادة. وأخيراً أَمَرَ بقَطْع رأس القديس فيلوثاؤس، فنال إكليل الحياة.

بركة صلواتهم تكون معنا، آمين.

**************************************************************************************************
دير القديس أنبا مقار صدر حديثاً الكُتُب التالية:
مفاهيم إنجيلية
أعطوا ما لقيصر لقيصر ومقالات أخرى
إعداد نيافة الأنبا إبيفانيوس أسقف ورئيس دير القديس أنبا مقار
364 صفحة (من القَطْع المتوسط) الثمن 50 جنيهاً
شرح تسبحة الأحد السنوية
(بحسب أقوال الآباء والنصوص الكتابية)
مراجعة نيافة الأنبا إبيفانيوس - إعداد الراهب فلتاؤس المقاري
396 صفحة (من القَطْع المتوسط) الثمن 55 جنيهاً
الأب متى المسكين الراهب المستنير
تأليف دكتور ماجد عزت إسرائيل - دكتوراه في التاريخ الحديث المعاصر
بحث علمي شامل لسيرة الأب متى المسكين، مُوثَّق بمعلومات وأوراق ومستندات بخطِّ يـد قُدْسه حينما كان أميناً لدير السريان بوادي النطرون في أوائل الخمسينيات. ويحـوي خرائط وصُوراً فوتوغرافية تخصُّ البحث.
168 صفحة (من القَطْع المتوسط) الثمن 25 جنيهاً
مُجلَّد مجلة مرقس عام 2017م
يضمُّ أعداد المجلة من يناير - ديسمبر 2017م الثمن 70 جنيهاً
مسيح التاريخ مسيحٌ حيٌّ (للأب متى المسكين)
16 صفحة (من القَطْع المتوسط) الثمن 3 جنيهات

**************************************************************************************************

This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis