بمناسبة صوم نينوى |
|
|
لماذا أُرسِلَ يونان إلى شعب وثني:
«وصار قول الرب إلى يونان... قُمْ اذهب إلى نينوى المدينة العظيمة ونادِ فيها، لأنه قد صعد صراخ شرِّهم إليَّ» (يون 1: 2،1 سبعينية). ينبغي أن تُلاحظوا من خدمة ورسالة نبوَّة يونان مبدءاً هاماً بأسلوب الطوباوي بولس الذي قال: «أم الله لليهود فقط؟ أليس للأمم أيضاً؟ بَلَى للأمم أيضاً. لأن الله واحدٌ، وهو الذي سيُبرِّر الختان بالإيمان والغرلة بالإيمان» (رو 3: 30،29). وإذ نتعلَّم ذلك بالاختبار فإنَّ الرسول بطرس أيضاً يُعلن ذلك بقوله: «بالحق أنا أجد أنَّ الله لا يقبل الوجوه، بل في كل أُمَّةٍ الذي يتقيه ويصنع البر مقبولٌ عنده» (أع 10: 35،34). فإنَّ الله هو الذي خلق الإنسان في البدء على صورته ليكون مُكرَّساً للفضيلة، لكي يعيش حياة قداسة مُباركة جديرة بالثناء، ولكي يتمتَّع بنصيبٍ وافرٍ من عطايا الله.
ولكن البشر ضلُّوا في الخطية، إذ أغوتهم خداعات الشيطان، وبالتالي فقد أصبحوا ملعونين وخاضعين للفساد. وكان المسيح قد دبَّر - إذ عَلِمَ بذلك قبل تأسيس العالم - أن يُصحِّح كل شيء. لقد سُرَّ الله الآب أن «يجمع كل شيء في المسيح ما في السموات وما على الأرض» (أف 1: 10).
أَمَرَ الله يونان أن يذهب إلى نينوى التي كانت مدينة فارسية، وكانت كما قال إرميا النبي: «أرض منحوتات هي» (إر 50: 38). وكانت على حدود بلاد اليهود وقد استسلمت لعبادة الأصنام. فلماذا ترك الله المدن القريبة وأرسل يونان إلى تلك المدينة الوثنية التي كانت كما قال ناحوم النبي: «الزانية الحسنة الجمال صاحبة السِّحْر البائعة أُمماً بزناها» (نا 3: 4)! أرى أنَّ الله كان له قصد نافع في أن يُبرهن حتى للمتغرِّبين عنه أنه يمكنهم أن يُجتذَبوا، في الوقت المناسب، إلى معرفة الحق حتى ولو كانوا غارقين في عنادهم.
قوة تأثير كلمة الله:
وكما ترون، فإنَّ كلمة الله قادرة على حثِّ الناس أن يتعلَّموا ما يجعلهم حكماء. وكما قال الرب لإرميا النبي: «هأنذا جاعلٌ كلامي في فمك ناراً، وهذا الشعب حطباً فتأكلهم»، وأيضاً: «أليست هكذا كلمتي كنارٍ، يقول الرب، وكمطرقةٍ تُحطِّم الصخر؟» (إر 5: 14؛ 23: 29). وهكذا فلم يكن بدون هدف أن يُرسَل يونان إلى أهل نينوى، بل إنَّ ذلك حدث لكي يكون كبشير لرأفة الله المتأصِّلة فيه، والتي يمكن أن تُمنَح حتى للشعب الذي ضلَّ بجهالته.
وفي نفس الوقت، فقد كانت في هذا القول من فم إرميا النبي إدانة لشعب إسرائيل، لأنهم كانوا مُدانين بكونهم متمردين غير مستجيبين لناموس الله وغير مُبالين به. ومع ذلك فإنَّ أهل نينوى رجعوا فوراً إلى الشعور بالالتزام بالتوبة بإنذارٍ واحدٍ للنبي، رغم أنَّ هذا الشعب كان يعيش في خداع الوثنية؛ في حين أنَّ شعب إسرائيل استخفَّ بموسى والأنبياء، ثم قاوم المسيح مخلِّصنا، رغم أنه أيَّد تعاليمه بالمعجزات، حيث كان يجب أن يقتنعوا بسهولة أنه هو الله الذي صار إنساناً ليُخلِّص الجميع وهم قَبْل الجميع. ولذلك قال عنهم الرب: «رجال نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينونه لأنهم تابوا بمناداة يونان، وهوذا أعظم من يونان ههنا» (مت 12: 41). وما هو الأمر الأعظم في المسيح من يونان؟ ففي حين أنَّ الرب هدَّد أهل نينوى بأن تنقلب مدينتهم، فإنَّ الرب يسوع أدهش اليهود بعجائبه التي تفوق الوصف، والمعجزة التي ترافق الرسالة هي دائماً وسيلة لتوصيل الناس إلى الإيمان.
لماذا هرب يونان؟ ولماذا إلى ترشيش؟
هرب يونان إلى ترشيش من وجه الرب. (وترشيش هي التي تُدعَى في أيام القديس كيرلس ”تارسي“ في كيليكية. كما يُرجِّح البعض أنها هي ”طرسوس“ موطن شاول الطرسوسي - بولس الرسول). ولكن لماذا هرب إلى ترشيش؟ ربما لأنه كانت لديه فكرة أنَّ قوة الله كانت قاصرة على أرض إسرائيل، ولذلك فقد غادر اليهودية إلى إحدى المدن اليونانية.
ويمكننا أن نتعرَّف على نفور يونان من تلك الإرسالية وعدم تحمُّسه لها من خوفه من عدم تحقيق الله لإنذاره بمعاقبة أهل نينوى، وذلك من كلامه هو إذ قال: «آه يا رب! أليس هذا كلامي إذ كنتُ بعد في أرضي؟ لذلك بادرتُ إلى الهرب إلى ترشيش، لأني علمتُ أنك إله رؤوف ورحيم، بطيء الغضب، وكثير الرحمة، ونادم على الشر. فالآن، يا رب، خُذْ نفسي مني، لأن موتي خيرٌ من حياتي» (يون 4: 3،2).
ولكن الرب أرسل ريحاً شديدة على البحر حتى صارت السفينة في خطر، وارتعب الملاَّحون وصرخوا كل واحد إلى إلهه، وطرحوا الأمتعة في البحر لتخفَّ الحمولة عن السفينة. أمَّا يونان فقد نزل إلى جوف السفينة ونام نوماً ثقيلاً. فجاء إليه رئيس النوتية وأيقظه قائلاً: «مالك نائماً، قُمْ اصرخ إلى إلهك لعلَّه يُنقذنا»! وإن كان يبدو أنه نام هكذا قبل هبوب العاصفة، إلاَّ أنَّ ذلك دلَّ على عدم مبالاته بإرساليته، وأنَّ اهتمامه انحصر في ذاته، ولكنه لم يتجاهل واجبه.
اعتراف يونان بخطيئته:
ولما ألقى الملاَّحون قرعتهم لمعرفة «بسبب مَن هذه البلية... وقعت القرعة على يونان». وكان ذلك جزءاً من خطة الله، إذ اكتشفوا الشخص الذي ظنَّ أنه يمكنه أن يهرب من حضرة الله. ولما سألوه عن أمره، اعترف أنه هاربٌ من وجه الرب. فسألوه عمَّا يفعلونه به ليسكن البحر الذي كان يزداد اضطراباً، فاعترف بخطيئته وقال لهم: «خذوني واطرحوني في البحر، فيسكن البحر عنكم، لأنني عالمٌ أنه بسببي هذا النوء العظيم عليكم». ولكنهم «جذَّفوا ليُرجعوا السفينة إلى البَرِّ»، لأنهم أرادوا أن ينقذوا خادم الله ويأتوا به سالماً إلى الشاطئ، ولكنهم «لم يستطيعوا لأن البحر كان يزداد اضطراباً عليهم». ثم «صرخوا إلى الرب وقالوا: آه يـا رب لا تـدعنا نهلك مـن أجل نفس هـذا الرجل، ولا تجعل علينا دماً بريئاً... ثم طرحوه في البحر، فتوقَّف البحر عن هيجانه» (1: 15،14).
ولماذا سألوه عن موطنه الأصلي؟ لأنهم أرادوا، حسب رأيي، أن يعرفوا مَن هو الإله الذي أغضبه. فلما قال لهم إنه عبراني وإنه خائفٌ من إله السماء، تحقَّقوا من أنه هرب من وجه الله، لماذا؟ ذلك لأنَّ اليهود غير مسموح لهم أن يتركوا بلادهم المُخصَّصة لهم ويدخلوا مدناً وثنية... ولما هدأ البحر بمجرد أن طرحوا يونان فيه، يقول الكتاب: «فخاف الرجال من الرب خوفاً عظيماً، وذبحوا ذبيحةً للرب، ونذروا نذوراً» (1: 16). وهكذا انتفعوا من هذا الحدث بكونهم آمنوا أنه يوجد في الكون إله واحد وقدَّموا له ذبيحتهم.
كيف عاش يونان
في جوف الحوت ثلاثة أيام؟
«وأمَّا الرب، فأعدَّ حوتاً عظيماً ليبتلع يونان». ونحن لا ندَّعي أنَّ الله يأمر الحيوانات كما يفعل معنا أو مع الملائكة. فإذا قيل إنه يأمر الحيوانات أو العناصر، فهذا يُشير إلى مشيئته كقانون وأمر، فنحن نرى أنَّ كل شيء يخضع لإرادته. وبالتالي فإنَّ إرادته الصالحة التي جعلت الحوت يبتلع يونان لم تُسبِّب ضرراً للنبي، حيث إنه ظلَّ «في جوف الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ» (1: 17).
هذه الحقيقة ربما بَدَت غير مُقنعة للبعض حتى أنهم لا يُصدِّقون أنه مكث حيّاً ثلاثة أيام في جوف الحوت، وكيف أن جسده لم يتحطَّم عند ابتلاعه؟ وكيف أمكنه أن يتحمل حرارة جسم الحوت ورطوبة أحشائه الشديدة؟ وكيف أنَّ الحوت لم يهضمه كبقية الأطعمة؟ ونجيب على ذلك بأنَّ القوة الإلهية يمكنها أن تُغيِّر طبيعة الكائنات الحية بسهولة إلى أيَّة حالة يختارها الله. ونحن نعلم أن الجنين في رَحِم أُمِّه يكون غاطساً في رطوبة طبيعية وكأنه مدفون في أحشاء أُمِّه، ولا يمكنه أن يتنفس، ولكنه يظل حيّاً ويتغذَّى بطريقة دبَّرها الله. إن تدابير الله لا يمكن أن يُدركها أحد بسهولة.
وإذا اتخذنا يونان النبي كنموذج للخدمة التي تُدرَك في المسيح، فيمكن القول إنَّ العالم كله، منذ آدم، كان مُعرَّضاً للخطر، وإنَّ الجنس البشري كان متأثِّراً بعواصف وأمواج الخطية الهائجة، والمسرَّات الكئيبة التي لا تُطاق كانت تغمر البشر؛ إذ كان الجنس البشري مُهدَّداً بالفساد وتضربه رياح عنيفة، أي الشيطان وقُوَى الشر الخاضعة له والتي تعمل معه. فأشفق علينا الخالق وأرسل ابنه لكي يُهدِّئ العاصفة، وهكذا خلَّصنا بموت المسيح. وإذ هدأت العاصفة واستقرَّت الأمواج ساد السلام وتمتَّعنا بجوٍّ روحي صافٍ منذ أن تألَّم المسيح من أجلنا. وذلك كما أنَّ رُسل المسيح عندما صدمتهم الرياح العاتية والأمواج، أيقظوا الرب يسوع لكي ينقذهم؛ فقام وانتهر البحر وأنقذهم. وهكذا حدث مع الجنس البشري، فإننا بالمسيح قد تحرَّرنا من الموت والفساد والخطية والأهواء البشرية، وامتلأت حياتنا بالسلام.
«دعوتُ من ضيقي الرب فاستجابني»:
عاش يونان في جوف الحوت كمنزل له، ودون أن يشعر بأيِّ نوع من المؤثِّرات الرديئة على الجسد أو الذهن، شعر بمعونة إلهية إذ عَلِمَ أن الله خيِّر. ومن الناحية الأخرى، فإذ لم يكن على دراية بأن ما حدث كان نتيجةً لنفوره من خدمته؛ فقد اتجه إلى الصلاة ناطقاً بمشاعر الشكر معترفاً بمجد الله مخلِّصه. وقوله إنَّ الرب استجاب له فقد تحقَّق من ذلك مُسْبقاً، في رأيي، بروحٍ نبوية. وقوله: «صرختُ من جوف الهاوية» الذي كان يقصد به معدة الحوت، فقد قارَن هذا الوحش بالجحيم والموت، إذ عرف كيف يقتل ضحيته ويلتهمها بوحشية.
«طرحتَني في العمق في قلب البحار، فأحاط بي غمر. جازت فوقي جميع تياراتك ولُججك، فقلتُ قد طُردتُ من أمام عينيك». إنه يُرجِع هذا الحدث إلى نعمةٍ من فوق، وينسب إلى الأحكام الإلهية إمكانية الإنقاذ بسهولة من كل ضيقة. ويقول إنه كان في عمق البحر وفي صخب المياه التي تجيش وتُغرقه كأمواج غامرة، وقد أدرك في تلك المحنة أنه كان يُعاني من الغضب الإلهي، وأنه قد صار يائساً من إنقاذه، وهذا شعورٌ مُرعب. ثم قال: «هل حقّاً لن أعود وأنظر إلى هيكل قدسك؟» (2: 4 سبعينية). لقد كان على درايةٍ أنه قد حُفظ بقوة الله الذي أعانه على الحياة في جوف الوحش مما يفوق التصديق. وربما كان يشكُّ إن كان الوحش سيقذف به إلى ضوء النهار مرة أخرى. ومن الناحية الأخرى، فقد اعتبر أنَّ رجوعه إلى هيكل الله لكي يُمجِّد ذاك الذي أنقذه أمراً شهياً ويحتاج إلى صلاة لكي يحصل على تلك النعمة.
«قد اكتنفتني مياهٌ إلى النَّفس. أحاط بي غمرٌ. التفَّ عُشب البحر (أو الحلفاء) برأسي. نزلتُ إلى أسافل الجبال (”هبطت رأسي إلى شقوق الجبال“ - سبعينية). مغاليق الأرض عليَّ إلى الأبد (”هبطتُ إلى عمق الأرض التي قضبانها هي المغاليق الأبدية“ - سبعينية). ثم أصعدتَ من الوهدة حياتي أيها الرب إلهي (”لكنك أيها الرب إلهي سترفع حياتي من الهاوية“ - حسب الترجمة العربية المشتركة؛ أو ”دَع حياتي المُحطَّمة تتجدَّد“ - سبعينية)» (2: 6،5).
إذ شعر يونان أنَّ الرب أنقذه حتى الآن، فكان ينوي أن يُقدِّم له أروع أناشيد الشكر. وحسب رأيي، فإنَّ كلمة ”المغاليق“ أو ”القضبان“ تعني أنها غير قابلة للكسر فلا يتغلَّب عليها أحد. وكونه لم يَمُت ولم يتألم من أيِّ شيء يتعلَّق بالموت أو الفساد، فقد ترجَّى، بشعوره النبوي، أن يُنقذه الله بإخراجه من جوف الحوت كما من الهاوية. ثم قال: «حين أعيت فيَّ نفسي ذكرتُ الرب، فجاءت إليك صلاتي إلى هيكل قدسك (أو ”لعل صلاتي تأتي إليك إلى هيكلك المقدس“ - سبعينية)» (2: 7).
إنَّ الضيقات ليست بلا منفعة للذين يُجرَّبون بها، ولذلك قال بولس الرسول: «الضيق يُنشئ صبراً، والصبر تزكيةً، والتزكية رجاءً، والرجاء لا يُخْزِي» (رو 5: 3-5). فلما تعرَّضت حياة يونان للخطر وبلغت ضيقته إلى أقصاها، التجأ إلى شيء نافع له وليس مثل الذين يُفسِحون المجال لليأس؛ بل ذَكَر ذاك الذي يُنقذ. فصرخ إليه عالياً، إذ كان على درايةٍ بقدرته.
«الذين يُراعون أباطيل كاذبة يتركون نعمتهم. أما أنا فبصوت الحمد (والاعتراف) أذبح لك، وأوفي بما نذرته. للرب الخلاص (”أوفي بما نذرته لك أيها الرب خلاصي“ - سبعينية)» (2: 9،8). أي أنَّ الذين يُقدِّمون ولاءهم للآلهة الكاذبة ينبذون الرحمة التي كان ينبغي أن يطلبوها من الرب. أما أنا فأعلم أنك طيِّبٌ ورؤوف، ولذلك فإنني أعترف لك وأُقدِّم لك تسابيح مثل بخور عَطِر، أي ذبائح شُكر روحية. وأوفي لك نذور خلاصي بكل غيرة، أي تلك التي سبَّبت إنقاذي وكانت نافعة لحياتي. وهذا كان استجابةً للخدمة النبوية التي يريدها الله حيث زال كل نفور وجُبن. ولعل ذلك كان رمزاً للمسيح الذي في ضيقه قال للآب: «يا أبتاه، إنْ أمكن فلتعبُر عني هذه الكأس» (مت 26: 39). وهنا نتذكَّر قول الرسول بطرس مُستشهِداً بما قاله داود النبي: «لأنك لم تترك نفسي في الهاوية، ولا تدع قدوسك يرى فساداً» (أع 2: 27). وهكذا فإنَّ جسد يونان أيضاً لم يَرَ فساداً، وبعد ثلاثة أيام رجع إلى الحياة؛ تماماً كما أنه كان يستحيل أن يخضع الرب، الذي هو الحياة بطبيعته، لقيود الموت.
«وأَمَرَ الرب الحوت فقذف يونان إلى البَرِّ» (2: 10). وهكذا تلقَّى الحوت الأمر مرةً أخرى بقوة إلهية لا توصف لتنفيذ إرادة الله، فحرَّر من أحشائه النبي الذي انتفع من المحنة، أو بالحري تشجَّع بتلك الخبرة واكتسب معرفةً صافيةً بأنه من المخاطرة أن يُقاوِم الأحكام الإلهية!
(يتبع)
**************************************************************************************************
دير القديس أنبا مقار
صدر حديثاً
تحليل الذوكصولوجيات
إعداد الراهب أندر ياس المقاري
560 صفحة (من القَطْع الكبير) الثمن 45 جنيهاً
(تخفيض خاص للفصول الدراسية للُّغة القبطية)
**************************************************************************************************