عظات
وكلمات روحية



«كلَّمنا في ابنه»



+ نص العظة التي ألقاها نيافـة أنبا إبيفانيوس أسقف ورئيس دير القديس أنبـا مقار ليلة عيد الميلاد المجيد 7 ينايـر 2017م، بكنيسة القديس أنبا مقار بديره العامر ببرية شيهيت.

البولس من رسالة معلِّمنا بولس الرسول إلى العبرانيين (1: 1-2: 4).

يُحدِّثنا البولس الذي قُرئ علينا الآن عن تجسُّد الرب يسوع. يبدأ البولس، وهو من الرسالة إلى العبرانيين، ب‍هذه الكلمات: «اَللهُ، بَعْدَمَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيماً، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُقٍ كَثِيرَةٍ، كَلَّمَنَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ». أو بحسب ترجمة القطمارس التي تُعطينا ترتيب الكلمات حسب الأصل اليوناني: «بأنواعٍ كثيرة وأشباه متنوعة كلَّم الله الآبـاء قديماً بالأنبياء». هنا يشرح لنا البولس طريقـة اتِّصال الله بالخليقة في الأيام القديمة. كانت الرسائل تُبلَّغ للبشر عن طريق الأنبياء، وقد تنوَّعت الطريقة التي كانت تُرسَل ب‍ها هذه الرسائل.

إن أول مَنْ ذُكِرَ عنه أنه نبيٌّ في العهد القديم كـان إبراهيم أبو الآباء، عندما قال إبراهيم عن سارة أن‍ها أُخته، وأخذها أبيمالك، فظَهَرَ الله لأبيمالك في حُلْمٍ وقال له: «فَالآنَ رُدَّ امْرَأَةَ الرَّجُلِ فَإِنَّهُ نَبِيٌّ ( / ) فَيُصَلِّيَ لأَجْلِكَ فَتَحْيَـا. وَإِنْ كُنْتَ لَسْتَ تَرُدُّهَـا فَاعْلَمْ أَنَّكَ مَوْتاً تَمُوتُ أَنْتَ وَكُـلُّ مَـنْ لَكَ» (تك 20: 7). هنا يُكـرم الله وظيفة النبي جدّاً، وأنَّ بصلاتـه سيُعطي حياة لأبيمالك.

لقد تكلَّم الله مـع آدم وحواء ووعـدهم بميلاد المسيَّا الذي سيسحق رأس الحية (تك 3)، وتكلَّم مع نوح وبنيه وأعطاهم عهداً بعدم فناء البشرية بالطوفان (تك 9)، وتكلَّم مع إبراهيم، الذي أطلق عليه لقب ”نبي“، وكانت أول رسالة أعلنها عن طريقه في أول دعوته له أن فيه ستتبارَك كل قبائل الأرض: «وَقَالَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ: اذْهَبْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ أَبِيكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ. فَأَجْعَلَكَ أُمَّةً عَظِيمَةً وَأُبَارِكَكَ وَأُعَظِّمَ اسْمَكَ وَتَكُونَ بَرَكَةً. وَأُبَارِكُ مُبَارِكِيكَ وَلاَعِنَكَ أَلْعَنُهُ. وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ» (تك 12: 1-3).

ولم يُذكر عـن أيٍّ مـن الآباء أنه نبيٌّ بعد ذلك حتى دعـوة موسى. وقد ذُكِرَ أولاً عن هارون أنـه نبي: «فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: انْظُرْ! أَنَـا جَعَلْتُكَ إِلَهـاً لِفِرْعَـوْنَ. وَهَـارُونُ أَخُـوكَ يَكُـونُ نَبِيَّـكَ » (خر 7: 1)؛ ومن بعده مريم أخته: «فَـأَخَذَتْ مَرْيَمُ النَّبِيَّةُ أُخْتُ هَارُونَ الدُّفَّ بِيَدِهَا وَخَرَجَتْ جَمِيعُ النِّسَاءِ وَرَاءَهَا بِدُفُوفٍ وَرَقْصٍ» (خر 15: 20)، وكان كلام الله مع مريم وهارون يخصُّ خدمتهم وخدمة موسى.

أمَّا موسى فقد ذَكَرَ هو عن نفسه أنه ”نبيٌّ“ قُرْب ن‍هاية حياته على الأرض، عند تنبُّوئه عن المسيَّا: «يُقِيمُ لكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَبِيّاً مِنْ وَسَطِكَ مِنْ إِخْوَتِكَ مِثْلِي. لهُ تَسْمَعُونَ» (تث 18: 15). أمَّا بعد وفاته فقد ذُكِرَ عنه صراحة أنه ”نبي“: «وَلمْ يَقُمْ بَعْدُ نَبيٌّ في إِسْرَائِيل مِثْلُ مُوسَى الذِي عَرَفَهُ الرَّبُّ وَجْهاً لِوَجْهٍ» (تث 34: 10).

وآخر ذِكْر لكلمة ”نبي“ في العهد القديم، حسب ترتيب الأسفار التي بين أيدينا، تأتي في ن‍هاية سفر ملاخي: «هَئَنَذَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ إِيلِيَّا النَّبيَّ قَبْلَ مَجِيءِ يَـوْمِ الرَّبِّ الْيَوْمِ الْعَظِيمِ وَالْمَخُوفِ، فَيَرُدُّ قَلْبَ الآبَاءِ عَلَى الأَبْنَاءِ وَقَلْبَ الأَبْنَاءِ عَلَى آبَائِهِمْ. لِئَلاَّ آتيَ وَأَضْرِبَ الأَرْضَ بِلَعْنٍ » (ملا 4: 5-6).

وقد شهد الرب يسوع أنَّ المقصود بإيليا هنا يوحنا المعمدان: «لأَنَّ جَمِيعَ الأَنْبِيَاءِ وَالنَّامُوسَ إِلَى يُوحَنَّا تَنَبَّأُوا. وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ» (مت 11: 13-14).

فأنبياء العهد القديم سواء يبدأون من إبراهيم أبي الآباء، أو من موسى، وينتهون بيوحنا المعمدان، فقد تكلَّم الله مع آبائنا عن طريق هؤلاء الأنبياء، كما تذكُر الرسالة إلى العبرانيين، بأنواعٍ وطُرُق كثيرة.

أولاً: ”الأنواع الكثيرة“:

بمعنى: كيف أعلن الله عن خطته تجاه البشرية؟ ونُلاحِظ أنَّ كلمة ”أنواع كثيرة“ تأتي في اليونانية ، ومعناها بأجزاء كثيرة، أي أن الاستعلان كان على مراحل لعدم إدراك البشرية للاستعلان الكامل الذي تمَّ في المسيح يسوع. فقد أَعلن عن خلاصه في مراحل متوالية، وتطلَّبت كل مرحلة طريقة معيَّنة في إعلان خطته للخلاص. فقد تكلَّم مع البشرية في بدء الخليقة أي مع الآباء، ثم مع موسى والخروج، ثم مع القضاة، ومع الملوك ثم في السبي، وأخيراً في عصر الكهنة قبل مجيئه. وكان كلامه معهم ت‍هيئة للقلوب لاستقبال سر التجسُّد والفداء.

ثانياً: الطُّرُق الكثيرة :

هي الطريقة التي كان يسمع بها النبيُّ صوتَ الله، والوسيلة التي كان بها يُرسِل كلامه للشعب.

1. كان يُكلِّمهم بالأحلام والرؤى، وهذا ما ذكره الرب نفسه عند حديثه مع هـارون ومـريم: «فَنَزَل الرَّبُّ فِي عَمُودِ سَحَابٍ وَوَقَفَ فِي بَابِ الخَيْمَةِ وَدَعَا هَارُونَ وَمَرْيَمَ فَخَرَجَا كِلاهُمَا. فَقَال: ”اسْمَعَا كَلامِي. إِنْ كَانَ مِنْكُمْ نَبيٌّ لِلرَّبِّ فَبِالرُّؤْيَا أَسْتَعْلِنُ لهُ. فِي الحُلمِ أُكَلِّمُهُ. وَأَمَّا عَبْدِي مُوسَى فَليْسَ هَكَذَا بَل هُوَ أَمِينٌ فِي كُلِّ بَيتي“» (عدد 12: 5-7). لذلك كان اسم النبي عند بني إسرائيل ”الرائي“: «سَابِقاً في إِسْرَائِيلَ هَكَذَا كَانَ يَقُولُ الرَّجُلُ عِنْدَ ذِهَابِهِ لِيَسْأَلَ اللهَ: ”هَلُمَّ نَذْهَبْ إِلَى الرَّائي“. لأَنَّ النَّبيَّ الْيَوْمَ كَانَ يُدْعَى سَابِقاً الرَّائيَ» (1صم 9: 9).

2. تكلم معهم وجهاً لوجه، أو كما يُكلِّم الرجل صاحبه: «وَيُكَلِّمُ الرَّبُّ مُوسَى وَجْهاً لِوَجْهٍ كَمَا يُكَلِّمُ الرَّجُلُ صَاحِبَهُ» (خر 33: 11)؛ «وَلمْ يَقُمْ بَعْدُ نَبِيٌّ فِي إِسْرَائِيل مِثْلُ مُوسَى الذِي عَرَفَهُ الرَّبُّ وَجْهاً لِوَجْهٍ» (تث 34: 10).

3. وتكلَّم معهم عن طريق الكتابة على الحجارة مثل كتابة نصوص الوصايا العشر بإصبع الله: «وَأَعْطَانيَ الرَّبُّ لوْحَيِ الحَجَرِ المَكْتُوبَيْنِ بِإِصْبِعِ اللهِ وَعَليْهِمَا مِثْلُ جَمِيعِ الكَلِمَاتِ التِي كَلَّمَكُمْ بِهَا الرَّبُّ فِي الجَبَلِ مِـنْ وَسَطِ النَّارِ فِي يَـوْمِ الاِجْتِمَاعِ» (تث 9: 10)، أو مثل الكتابة على الحائط أيام دانيال النبي ضد بيلشاصر الملك (دا 5).

4. كما تكلَّم معهم عن طريق الظواهر الطبيعية: «مَدَّ هَارُونُ يَدَهُ بِعَصَاهُ وَضَرَبَ تُرَابَ الأَرْضِ فَصَارَ الْبَعُوضُ عَلَى النَّاسِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ. كُلُّ تُرَابِ الأَرْضِ صَارَ بَعُوضاً فِي جَمِيعِ أَرْضِ مِصْرَ. وَفَعَلَ كَذَلِكَ الْعَرَّافُونَ بِسِحْرِهِمْ لِيُخْرِجُوا الْبَعُوضَ فَلَمْ يَسْتَطِيعُوا. وَكَـانَ الْبَعُوضُ عَلَى النَّاسِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ. فَقَالَ الْعَرَّافُونَ لِفِرْعَوْنَ: ”هَـذَا إِصْبِعُ اللهِ“» (خر 8: 17-19).

وعن هذه الطُّرُق يقول سِفْر هوشع: «وَكَلَّمْتُ الأَنْبِيَاءَ وَكَثَّرْتُ الرُّؤَى وَبِيَدِ الأَنْبِيَاءِ مَثَّلْتُ أَمْثَالاً» (هو 12: 10).

5. أما الوسائل التي أرسل ب‍ها كلامه للشعب، فكانت عن طريق الرموز الكثيرة التي أشارت للخلاص، مثل: فُلْك نوح، وخروف الفصح، وعبور البحر الأحمر، وعمود النار والسحابة، والصخرة التي نَبَعَ منها الماء، وخيمة الاجتماع بكل ما تحمل من معاني، والحيَّة النُّحَاسية، والمنّ النازل من السماء، وغيرها كثير.

+ وهكذا جَمَعَ أنبياء العهد القديم جميع ما تكلَّم به الله وكل ما أَوْحى لهم به، وجميع مُعاملاته معهم، وأصبحت هي كلمة الله المكتوبة التي تُعبِّر عن خطة الله لخلاص البشرية.

بعد ذلك يقول مُعلِّمنا بولس الرسول: «كَلَّمَنَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ، الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثاً لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضاً عَمِلَ الْعَالَمِينَ».

بعد أن بيَّن أن الاستعلان كـان على مراحل أو أجزاء كثيرة وبطُرُق متنوعة، قالها صراحةً إنَّ الاستعلان في العهد الجديد كان استعلاناً كاملاً: ”كلَّمنا في ابنه“. أو حسب تعبير القديس يوحنا الذي قرأناه في إنجيل باكر هذا اليوم: «وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءاً نِعْمَةً وَحَقّاً» (يو 1: 14).

إذاً كان استعلان الله لشعب العهد القديم عن طريق الكلمات، أمَّا استعلانه الآن فهو في ابنه.

الاستعلان الأول يُمجِّد النص الكتابي، وتدور كل حياة البشر حول هذا النص.

الاستعلان الثاني يدور حول الكلمة المتجسِّد، وكلُّ مَنْ يؤمن به يصير ابناً لله: «وَأَمَّا كُـلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَـأَعْطَاهُمْ سُلْطَانـاً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ الله أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ» (يو 1: 12)، وتدور حياة البشر حول الاتحاد ب‍هذا الابن، لذلك قال مُعلِّمنا بولس الرسول: «الذي جعله وارثاً لكل شيء». أي أننا أصبحنا ميراثه.

+ في الاستعلان الأول كان الخضوع لكل متطلبات الناموس عسيراً جداً: «لأَنَّ جَمِيعَ الَّذِينَ هُمْ مِـنْ أَعْمَالِ النَّامُوسِ هُمْ تَحْتَ لَعْنَةٍ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: مَلْعُونٌ كُـلُّ مَنْ لاَ يَثْبُتُ فِي جَمِيعِ مَا هُـوَ مَكْتُوبٌ فِي كِتَابِ النَّامُوسِ لِيَعْمَلَ بِـهِ» (غل 3: 10). أو بحسب تعبير القديس بطرس: «لَمْ يَسْتَطِعْ آبَاؤُنَا وَلاَ نحْنُ أَنْ نحَْمِلَهُ» (أع 15: 10).

+ أمَّا الاستعلان الثاني فيمنحنا القدرة على حفظ الوصية: «فَـإِنَّ هَذِهِ هِيَ مَحَبَّةُ اللهِ: أَنْ نَحْفَظَ وَصَايَـاهُ. وَوَصَايَـاهُ لَيْسَتْ ثَقِيلَةً» (1يـو 5: 3)؛ «طُـوبَى لِلَّذِيـنَ يَصْنَعُونَ وَصَايَاهُ لِكَيْ يَكُـونَ سُلْطَانُهُمْ عَلَى شَجَرَةِ الْحَيَاةِ وَيَدْخُلُوا مِـنَ الأَبْوَابِ إِلَى الْمَدِينَةِ» (رؤ 22: 14).

الاستعلان الأول يمنح الرعوية لبني إسرائيل، وكل مَن يُخالفه تُقطع تلك النفس من شعبها (تك 17: 14؛ خر 12: 15؛ 31: 14)؛

والاستعلان الثاني يمنحنا الحياة الأبدية بثباتنا في الابن كل يوم: «فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: ”الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَأْكُلُوا جَسَدَ ابْنِ الإِنْسَانِ وَتَشْرَبُوا دَمَهُ فَلَيْسَ لَكُمْ حَيَاةٌ فِيكُمْ. مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ. لأَنَّ جَسَدِي مَأْكَلٌ حَقٌّ وَدَمِي مَشْرَبٌ حَقٌّ. مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ“» (يو 6: 53-56).

ونظراً لأهمية هذا الاستعلان الثاني، يختم البولس رسالته لنا اليوم قائلاً: «لِذَلِكَ يجِبُ أَنْ نَتَنَبَّهَ أَكْثَرَ إلى مَا سَمِعْنَا لِئَلاَّ نَفُوتَهُ، لأَنَّهُ إِنْ كَانَتِ الْكَلِمَةُ الَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ صَارَتْ ثَابِتَةً، وَكُلُّ تَعَدٍّ وَمَعْصِيَةٍ نَالَ مُجَازَاةً عَادِلَةً، فَكَيْفَ نَنْجُو نحْنُ إِنْ أَهْمَلْنَا خَلاَصاً هَذَا مِقْدَارُهُ، قَدِ ابْتَدَأَ الرَّبُّ بِالتَّكَلُّمِ بِـهِ، ثُمَّ تَثَبَّتَ لَنَا مـنَ الَّذِينَ سَمِعُوا، شَاهِداً اللهُ مَعَهُمْ بِآيَاتٍ وَعَجَائِبَ وَقُوَّاتٍ مُتَنَّوِعَةٍ وَمَوَاهِبِ الرُّوحِ الْقُدُسِ، حَسَبَ إِرَادَتِهِ؟» (عب 2: 1-4)

والمجد لله دائماً، آمين.

This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis