الكنيسة هذا الشهر


استشهاد التسعة والأربعين شيوخ شيهيت
وفيه أيضاً استشهاد القديس باجوش
(26 طوبة / 3 فبراير)
واستشهاد القديس كاؤو
(28 طوبة / 5 فبراير)



استشهاد التسعة والأربعين شيوخ شيهيت:

كان استشهاد التسعة والأربعين شيوخ شيهيت ومرتينوس رسول الملك وابنـه في 26 طوبـة الموافق 3 فبرايـر سنة 444م. وذلك أن الملك ثيئودسيوس الصغير ابـن الملك أركاديـوس لم يُـرزَق ولداً. فـأرسل إلى شيوخ شيهيت يطلب إليهم أن يسألـوا الله لكـي يُعطيه ابناً. فكتب إليه القديس إيسيذوروس كتاباً يُعرِّفه فيه أنَّ الله لم يُرِدْ أن يكون له نسل يشترك مع أرباب البدع بعده.

فلما قـرأ الملك كتاب الشيخ، شكر الله. لكن أشار عليه قوم أن يتزوَّج امرأة أخرى ليُرزَق منها نسلاً يرث المُلْك من بعده. فأجابهم قائلاً: ”إنني لا أفعل شيئاً غير مـا أَمَرَ به شيوخ برية شيهيت“.

ثم أوفـد رسولاً مـن قِبَله اسمه ”مرتينوس“ ليستشيرهم في ذلك. وكان لمرتينوس ولد اسمه ”ذيوس“ صَحبَه معه للزيارة والتبرُّك من الشيوخ.

فلما وصلا، وقرأ الشيوخ كتاب الملك, وكان القديس إيسيذوروس قـد تنيَّح, أخـذوا الرسول وذهبوا بـه إلى حيث يوجد جسده ونادوا قائلين: ”يا أبانا قـد وصـل كتاب مـن الملك، فبماذا نجاوبه؟“. فـأجابهم صوتٌ مـن الجسد الطاهر قائلاً: ”مـا قُلتُه قبلاً أقـوله الآن, وهـو أن الرب لا يرزقه ولداً يشترك مـع أرباب البدع حتى ولـو تـزوَّج عشر نساء“. فكتب الشيوخ كتابـاً بذلك للملك.

ولما أراد الرسول العودة, أغار البربر على الدير, فوقف شيخ عظيم، يُقال له الأنبا يؤانس، ونادَي الإخوة قائلاً: ”هوذا البربر قد أقبلوا لقتلنا, فمَن أراد الاستشهاد فليقفْ, ومَنْ خاف فليحتمي في القصر“. وتحصَّن البعض منهم داخل القصر, وبَقِيَ مع الشيخ ثمانية وأربعون, فذبحهم البربر جميعاً، ونالوا أكاليل الشهادة.

استشهاد مرتينوس رسول الملك وذيوس ابنه:

وكـان مرتينوس وابنه منزويان في مكانٍ. وتطلَّع الابن إلى فوق، فرأى الملائكة يضعون الأكاليل على رؤوس الشيوخ الذين قُتلوا, فقال لأبيه: ”هـا أنـا أرى قومـاً روحانيين يضعون الأكاليل على رؤوس الشيوخ، فأنا ماضٍ لآخذ لي إكليلاً مثلهم“. فأجابه أبوه: ”وأنا أيضاً أذهب معك يا ابني“.

فعاد الاثنان وظهرا للبربـر، فقتلوهما ونـالا إكليل الشهادة.

وبعد ذهاب البربر، نزل الرهبان مـن القصر وأخـذوا الأجسـاد (أجسـاد التسعـة والأربعين ورسـول الملك وابنـه) ووضعوهـا في مغارة، وصاروا يُرتِّلون ويُسبِّحون أمامها كل ليلة.

وجـاء قومٌ مـن البتانون وأخذوا جسد الأنبا يؤانس, وذهبوا به إلى بلدهم. وبعد زمانٍ، أعاده الشيوخ إلى مكانـه. وكذلك أتى قومٌ مـن الفيوم وسرقوا جسد ذيـوس بـن مرتينوس, وعندمـا وصلوا به إلى بحيرة الفيوم, أعاده ملاك الرب إلى حيث جسد أبيه.

وقد أراد الآباء عدَّة مرات نَقْل جسد الصبي من جوار أبيه، فلم يمكنهم ذلك. وكانوا كلَّما نقلوه يعود إلى مكانه.

وقد سمع أحد الآباء في رؤيا الليل مَن يقول: ”السُّبْح لله، نحن لم نفترق في الجسد ولا عند المسيح أيضاً, فلماذا تُفرِّقون بين جَسَدَينا؟“.

بناء كنيسة التسعة والأربعين شهيداً

شيوخ شيهيت:

ولمَّـا ازداد الاضطهاد وتـوالت الغـارات والتخريب في البريَّـة, نَقَلَ الآباء الأجساد إلى مغارة بنوها لهم بجوار كنيسة القديس مقاريوس.

وفي زمـان الأنبا ثيئودسيوس البابـا الثالث والثلاثين، بنوا لهم كنيسة. ولما أتى الأنبا بنيامين البابا الثامن والثلاثون إلى البريَّة, رتَّب لهم عيداً في الخامس مـن أمشير، وهو يوم نقل أجسادهم إلى هذه الكنيسة.

ومع مرور الزمن تهدَّمت كنيستهم، فنقلوهم إلى إحدى القلالي حتى زمان المعلِّم إبراهيم الجوهري, فبنى لهم كنيسة حوالي أواخر القرن الثامـن عشـر للميلاد ونقلوا الأجسـاد إليها. ولا زالت أجسادهم الطاهرة موجودة إلى اليوم بدير القديس مقاريوس الكبير ببرية شيهيت.

استشهاد القديس باجوش:

وفي مثل هذا اليوم أيضاً، استُشهِدَ القديس باجـوش، وكـان رجلاً غنيّاً مُحبّاً للفقـراء والمساكين. ولما أثار دقلديانوس الاضطهاد على المسيحيين, ظهر رئيس الملائكة ميخائيل للقديس ودعاه أن يشهد للمسيح أمام الوالي.

فقام بتوزيع كل ممتلكاته على الفقراء وذهب إلى الوالي يُعلن إيمانه جهراً. فلاطفه الوالي كثيراً لعلَّه يرجـع, لكنه تمسَّك بإيمانه، فـألقاه الوالي في السجن. ولمَّـا سمعت والدتـه بخبره، جاءت تُعاتبه كيف يتركها دون أن يُشْركها معه في إكليل الشهادة! وبقيت معه طوال الليل، وهما يُصلِّيان معاً لكي يهبهما الله إكليل الشهادة.

وفي الصباح، استدعى الوالي القديس باجوش، فكانت أُمُّه تسير معه وتُعلن إيمانها، فأمر الوالي بقطع رأسها. أمَّا القديس، فعذَّبـه الوالي بعذابـاتٍ كثيرة. وأخـيراً، أَمَـرَ بقطع رأسـه، فنال إكليل الشهادة، وقد تم ذلك بقرية طما التابعة لقاو.

استشهاد القديس كاؤو:

في يوم 28 طوبة الموافق 5 فبراير، استُشهِد القديس كاؤو الذي مـن بمويه إحدى بلاد الفيوم. وذلك أنـه في الوقت الـذي صَدَرَ فيه أَمْـر دقلديانوس بعبادة الأصنام، كان القديس مُقيماً في مسكن بناه لنفسه خارج بلده ليتعبَّد فيه.

وظهر له مـلاك الرب في الرؤيـا وقال له: ”لماذا أنت جالسٌ هنا والجهاد ميسور؟ قُمْ الآن وامضِ إلى اللاهـون، حيث تجد هناك رسول والي الإسكندرية، فاعترِفْ أمامه باسم المسيح، فتنال إكليل الشهادة“.

فاستيقظ القديس من نومه فَرِحاً، ومضى إلى اللاهون. فوجد القديس رسول والي الإسكندرية على شاطئ البحر، الذي لما نظر القديس أُعجب بحُسْن منظر شيبته، فأكرمه كثيراً، ثم أخرج من جيبه صنماً من ذهب مُرصَّعاً بالحجارة الكريمة، وقـال له: ”هذا هديـة الملك إلى والي أنصنا“. فأخذه القديس في يده وصار يتأمَّله مُعجباً بحُسْن صياغته، ثم طرحه على الأرض، فتهشَّم. فغضب رسول الوالي وأمر جنوده فربطوا القديس. وأخذه معه إلى والي أنصنا، وهناك أعلمه بقضيته.

فعذَّبـه الوالي كثيراً، ثـم أرسله إلى والي البهنسا، فعذَّبـه هـو أيضاً. ولما لم يخضع لعبادة الأوثان، قطع رأسه، فنال إكليل الشهادة.

وحضر بعض المؤمنين وأخـذوا الجسد إلى المكان الذي كان القديس يتعبَّد فيه، حيث دفنوه، وبنوا على اسمه كنيسة هناك فيما بعد. وقد أَظْهَر الله من جسده آياتٍ كثيرة.

بركة صلوات الشهداء القدِّيسين تكون معنا، آمين.

**************************************************************************************************
دير القديس أنبا مقار
صدر حديثاً كتاب:
قديسون من دير القديس أنبا مقار الكبير
(ما بين القرن الرابع والقرن الثاني عشر)
مراجعة نيافة الأنبا إبيفانيوس
إعداد الراهب فلتاؤس المقاري
464 صفحة (من القَطْع المتوسط - مع خرائط وصُور مخطوطات) الثمن 40 جنيهاً
يُطلب من:
دار مجلة مرقس
القاهرة: 28 شارع شبرا - تليفون 25770614
الإسكندرية:
8 شارع جرين - محرم بك - تليفون 4952740
أو من مكتبة الدير
أو عن طريق موقع الدير على الإنترنت:
www.stmacariusmonastery.org

**************************************************************************************************

This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis