قصة رمزية |
|
|
على جانب الطريق وقف رجل ومعه قفص كبير للطيور.
ولاحَظ شاب أن القفص مليء بالطيور من كل الأنواع. وسأل الشاب الرجل: ”من أين جئتَ بهذه الطيور؟“
فردَّ عليه الرجل:
- ”مِن كل مكان كنتُ أُغري هذه الطيور بقِطَع الخبز، وأَعْرض نفسي كأني صديق لها. وحينما تقترب مني، كنتُ أقبض عليها وأُدْخِلها إلى قَفَصي هذا“.
وعاد الشاب يسأله: ”وماذا أنت فاعلٌ بها الآن؟“
وتمتم الرجل قائلاً:
- ”سأقوم بنخسها بعصا صغيرة، وأجعلها تُجنُّ حتى تُحارِب بعضها البعض وتتقاتل فيما بينها، أما ما يبقى منها حيّاً، فسوف أقتله. ولن يهرب منها واحد“.
وتفرَّس الشاب بتمعُّن في هذا الرجل متعجِّباً، ما الذي دفعه أن يفعل هذه الأعمال؟ وتطلَّع في عينيه اللتين تشعَّان بالقسوة. ثم نظر إلى الطيور في القفص وهي لا ملاذ لها ولا مهرب ولا رجاء.
وخاطب الشاب الرجل قائلاً: ”هل يمكنني أن أشتري هذه الطيور؟“. وأخفى الرجل ابتسامة باهتة، وقد أدرك أنه على وشك أن يلعب بهذا العرض.
وتردَّد الرجل وقال:
- ”حسناً، ها أنت ترى القفص الجميل وهو غالي الثمن، كما أني أمضيتُ قدراً كبيراً من الوقت لأجمع هذه الطيور. اسمع، أنا سأُخبرك بما يُرضيك. فالطيور والقفص ثمنهما 10 جنيهات، بالإضافة إلى الجاكت الذي أنت تلبسه“.
وصمت الشاب برهة وفكَّر في نفسه قائلاً: ”عشرة جنيهات! إنها كل ما معي. أما الجاكت فهو جديد وفاخر، وقد كان هدية مُقدَّمة لي“.
وببطء أخرج الشاب العشرة الجنيهات وسلَّمها للرجل. ثم ببطء أيضاً وتثاقُل خلع الجاكت، وألقى نظرة أخيرة عليه، ثم سلَّمه للرجل أيضاً.
واستلم الشاب من الرجل القفص المليء بالطيور، ثم (تـُرَى مـاذا تظن أيها القارئ سيفعل الشاب؟).
لقد فتح باب القفص، وترك الطيور تطير منه إلى الحرية!!
عدو الخير، أي الشيطان، كان يقف على جانب طريق الحياة، وهو (مثل رجلٍ) يحمل معه قفصاً من حديد كبيراً ومتسعاً جداً.
والشاب الذي جاء نحوه لاحَظ أن القفص مكتظٌّ بالناس من كل الأنواع: شباب وعجائز، ومن كل جنس وأُمَّة.
وسأله الشاب: ”من أين جئتَ بهؤلاء الناس؟“
فردَّ عليه الشيطان:
- ”إنهم من كل أنحاء العالم. لقد كنتُ أُغريهم بالخمر، والمخدرات، والشهوة، والكذب، والغضب، والبُغضة، ومحبة المال، وكل أنواع الملذَّات. وكنتُ أتظاهر بأني صديق لهم، وأُريد أن أُمتِّعهم بوقت سعيد. وحينما يقعون في قبضتي، كنتُ أُلقيهم في القفص“.
وسأله الشاب: ”وماذا أنت فاعلٌ بهم الآن؟“
فهَمْهَم الشيطان قائلاً:
- ”أنا مزمع أن أنخسهم، وأستثيرهم، لأجعلهم يُبغضون ويُهلكون بعضهم بعضاً. فأنا أُثير فيهم البُغضة العنصرية على القوانين والنُّظُم. إني أجعلهم يضجرون، ويحسُّون بالوحدة، وبالاحتياج المستمر، فييأسون ويظلون غير مستقرين“!
فسأله الشاب: ”وماذا بعد ذلك؟“
فردَّ عليه:
- ”الذين لم يهلكوا بأنفسهم، أنا سوف أُهلكهم، ولا واحد سيفلت من يدي“.
وتقدَّم الشاب إلى الشيطان قائلاً: ”هل يمكنني أن أشتري هؤلاء الناس منك؟“
وتمتم الشيطان وقال:
- ”نعم، ولكن هذا سيُكلِّفك حياتك“!
( وهكذا تقدَّم الرب يسوع المسيح ابن الله، وبذل نفسه من أجل أن يُحرِّر الناس من قبضة الشيطان، وقد أسلم حياته للموت على الصليب. ولما قام من بين الأموات، فتح أبواب الجحيم، وأطلق أَسْرَى الرجاء، الذين كان الشيطان قد خدعهم وحبسهم تحت سلطانه، ولكن الرب يسوع المسيح أطلقهم إلى الحرية. +
+ «روح الرب عليَّ، لأنه مسحني لأبشِّر المساكين، أرسلني لأشفي المنكسري القلوب، لأُنادي للمأسورين بالإطلاق، وللعُمي بالبصر، وأُرسل المُنسحقين في الحرية» (لو 4: 18).
+ «حينما يحفظ القوي داره متسلِّحاً، تكون أمواله في أمان. ولكن متى جاء مَن هو أقوى منه فإنه يغلبه وينزع سلاحه الكامل الذي اتكل عليه، ويوزِّع غنائمه» (لو 11: 22،21).