تأملات روحية



«فرجع إلى نفسه»
(لو 15: 17)

الابن الضال:

يبتدئ الرب يسوع هـذا المَثَل بقوله: «إِنْسَانٌ كَـانَ لَـهُ ابْنَانِ. فَقَـالَ أَصْغَرُهُمَا لأَبِيهِ: يَا أَبِي أَعْطِنِي الْقِسْمَ الَّذِي يُصِيبُنِي مِنَ الْمَالِ. فَقَسَمَ لَهُمَا مَعِيشَتَهُ» (لو 15: 12،11).

لقد غاب عن وعي هذا الابن الأصغر أنه ابنٌ محبوب لأبيه، وبالتالي فـ ”كل ما للأب هو له“. وهذه هي خطية هذا الابن، أنه لم يُقدِّر أُبوَّة أبيه ولا بنوَّته لأبيه؛ وكذلك لم يُقدِّر ما كان فيه من سِِعَة وسلام وسعادة وهو في بيت أبيه وفي معيَّته المُباركة. لقد أَظهَرَ هذا الابن الذي أراد من أبيه أن يَقسِم الميراث ويُعطيه نصيبه؛ أَظهَرَ أنـه هو نفسه في أعماقه كان مُنقسماً على ذاته، ما بين بقائه في بيت أبيه يَنْعَم بالطمأنينة والراحة، وبين ما يُريده هـو مـن انطلاقٍ كاذب ومـن حرية مزعومة بعيداً عن أبيه!

لقد تـرك هـذا الأب الحنون حرية الاختيار للابـن، ولم يُرغمه على البقاء في معيَّتـه دون رغبته، ولم يَعِظْه بكلامٍ، لأنه يَعْلَم يقيناً أنَّ الكلام سوف لا يـأتي بنتيجة طالما أصرَّ الابـن على الانفصال عنه وتَرْك بيته.

ولذلك فقد سمح الأب - وهو في عمق تألُّمه على فراق ابنه - أن يجوز هـذا الابـن محنة الانفصال عنه، طالما كان هـذا اختياره وبملء إرادته، حتى من خلال مُعاناة ذلك الابن التي سيُواجهها فيما بعد، يتعلَّم الدرس جيِّداً، أنه ليس له إلاَّ حضن أبيه وأنَّ راحته هي في بيت أبيه!

فالابن الضال، يُمثِّل الإنسان - بصفةٍ عامة - ذلك الذي ظنَّ أن حريته هي في البُعد عن الله أبيه السماوي، وسعادتـه هي في التغرُّب عـن حضن الله الأبـوي؛ فحـاد عـن خطة الله التي وضعها مـن نحو حياة الإنسان وسعادته، واختار الإنسان أن يأكل من شجرة معرفة الخير والشر، ناقضاً وصية الله، مُبتعداً بإرادتـه عـن طريق شجرة الحياة أي الشركة الدائمة مع الله.

لقد ضـلَّ الإنسان بعيداً عـن تدبير الله، مكتفياً بذاته، منفصلاً عـن الشركة مع إلهه الحنون؛ وظنَّ أن ذاته وتحقيق رغباته هي التي ستُدخِل السعادة إلى نفسه، فتمركز حول ذاته ظنّاً منه أنَّ له حياة في ذاته، وابتعد عن الله - الذي هو في الحقيقة مصدر حياته - فسقط من النعمة وسقط من الحياة الأبدية.

الكورة البعيدة:

مكتوبٌ: «وَبَعْدَ أَيَّامٍ لَيْسَتْ بِكَثِيرَةٍ جَمَعَ الاِبْنُ الأَصْغَرُ كُلَّ شَيْءٍ، وَسَافَرَ إِلَى كُورَةٍ بَعِيدَةٍ، وَهُنَاكَ بَذَّرَ مَالَهُ بِعَيْشٍ مُسْرِفٍ» (لو 15: 13). لقد اعتقد هذا الابن، أنَّ ابتعاده عن أبيه، سيُحرِّره مما اعتقده أنها قيود ووصايـا الأب، وأنه سيعيش كما يحلو له دون رقيب على حياته، وهو يظنُّ أنه بهذا التصرُّف وبهذه العيشة سيحصد السعادة وراحة البال.

وفي الحقيقة، إنَّ ما أَخذه هذا الابن من أبيه برغبتـه وباختياره - رغماً عـن إرادة ومسرَّة أبيه - لم يَجْنِ مـن ورائه، وهو بعيد عـن أبيه، ربحاً أو ثمرة تقوده إلى السعادة المزعومة كما توهَّم، بل قادته إلى التعاسة والشقاء. فالعالم كله، عالم الإثم والخطية والبُعد عن معيَّة الله والشركة معه، قد وُضِعَ في الشرير.

إنَّ كل ما حصل عليه هذا الابن الضال، برغبته المُنحرفة - رغماً عن إرادة أبيه - قد أنفقه وبذَّره في عيشٍ مُسْرِف، إلى أن حدث جوعٌ شديد في تلك الكورة سرعان ما أفضى به إلى حالة من البؤس والفاقة: «فَلَمَّا أَنْفَقَ كُلَّ شَيْءٍ، حَدَثَ جُوعٌ شَدِيدٌ فِي تِلْكَ الْكُورَةِ، فَابْتَدَأَ يَحْتَاجُ» (لو 15: 14).

ونُلاحظ أنَّ هذا الابن بعد أن أنفق كل معيشته في شهواته، حدث جوع شديد، لم يُصِبْه هو فقط، بل كان جوعاً شديداً على جميع مَن في تلك الكورة. ومن ضراوة هذا الجوع، لم يُقْدِم أحدٌ من أهل تلك الكورة على مدِّ يـد المعونة لذلك الابـن، إذ صار كـل مَـن في تلك الكورة مُعتازين ومُحتاجين إلى المعونـة، لأنهم كانوا يعيشون نفس حياته المستهترة ويسلكون نفس مسيرتـه الرديئـة! أمَّا مـا نحصل عليه مـن نِعَم وبركـات مـن الله، بملء مسرَّتـه وإرادتـه الصالحـة، فهـو يفيض علينـا بالسلام والطمأنينة ويقودنـا إلى الخلاص والحياة الأبدية.

إن ما حدث للابن الضال، هو ما حدث للإنسان - بوجهٍ عام - فقد ضلَّ الطريق عندما حوَّل وِجْهَة نظره ودفَّة حياتـه واشتياقاته عن المعرفة الإلهية والحياة مع الله التي مـن المُفتَرَض أن تقوده إلى التبنِّي لله وتُصيِّره - بـالنعمة الإلهية - شـريكاً للطبيعة الإلهية؛ إلى التمركُز حول ذاته وشهواته.

حياة الابن مع الخنازير:

لقد ذَكَرَ الرب يسوع في هذا المثل: «فَمَضَى (الابن الضال) وَالْتَصَقَ بِوَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ تِلْكَ الْكُورَةِ، فَأَرْسَلَهُ إِلَى حُقُولِهِ لِيَرْعَى خَنَازِيرَ. وَكَانَ يَشْتَهِي أَنْ يَمْلأَ بَطْنَهُ مِنَ الْخُرْنُوبِ الَّذِي كَانَتِ الْخَنَازِيرُ تَأْكُلُهُ، فَلَمْ يُعْطِهِ أَحَدٌ» (لو 15: 16،15).

إنَّ كل ما هو مُزيَّف ومُخادِع للنفس سينكشف يوماً ما، وسـوف يتلاشى ويصير كَلا شيء، وسوف يُترَك ذلك الابن الضال، بل وكـل إنسان مثله، مُنعزلاً وغريباً، وسيَنْفَضُّ من حوله كل مَن كان قريباً منه ومُلتصقاً بـه لأجـل منفعته فقط، ويُترَك الإنسان وحيداً بـلا سَنَدٍ مـن الناس وبلا عزاءٍ من شهوات هذا العالم الحاضر!

عندما ساءت الأحوال بذلك الابـن وخسر كـل شيء، بدأ يحتاج طالباً المساعدة، فالتصق بواحدٍ من أهل تلك الكورة، فأرسله إلى حقوله ليرعى الخنازير. لقد انحدر هذا الابن، بسوء تصرُّفه وكنتيجة لأفعاله، من نَسَبه النبيل إلى مُخالطة الخنازير.

فالخنازيـر هي شهوات الإنسان الحيوانية التي من المستحيل إشباع رغباتها. أمَّـا الخرنوب طعام الخنازير الذي اشتهى الابن أن يملأ بطنه بـه، فهو ”قرون الخرُّوب“. ونُلاحظ أن الابن لم يَسْعَ إلى أَكْل الخرنوب ليَسُدَّ جوعه، بـل «كـان يشتهي أن يملأ بطنـه مـن الخرنوب». إنهـا شهوة البطـن التي لا يمكن إشباعها، بل قُلْ إنها المستحيل أو السَّراب الذي يسعى إليه الإنسان، ولن يُدركه قط، ولم تُتَح له الفرصة للحصول عليه. لقد ظـنَّ الابن الضال أنَّ سعادتـه هي في البُعد عـن أبيـه؛ فكانت النتيجة المُريعة هي انحـداره إلى هـذا المستوى المُتدنِّي. وهكذا كـل مَـن ضلَّ الطريق إلى الآب السماوي، سيبتعد عن الحياة الحقيقية، وعِوَضاً عن ارتمائه في حضن الله الحنون، سينطرح بين أرجل الخنازير!

«فرجع إلى نفسه»:

يـذكُر المثل أنَّ الابـن الضال «رَجَـعَ إِلَى نَفْسِهِ وَقَـالَ: كَمْ مِنْ أَجِيرٍ لأَبِي يَفْضُلُ عَنْهُ الْخُبْزُ وَأَنَـا أَهْلِكُ جُوعاً! أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَـكَ، وَلَسْتُ مُسْتَحِقًّا بَعْـدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنـاً. اِجْعَلْنِي كَـأَحَدِ أَجْرَاكَ» (لو 15: 17-19).

إنَّ المحنة التي تعرَّض لها هـذا الابن، وكان هو السبب المُباشر فيها، كشفت نفسه أمام عينيه، في الوقت الذي شعر فيه بعدم قدرة أحدٍ على مساعدته. لقد كان بمثابة إنسانٍ غائب عن الوعي، فأصابته كل هـذه المصائب مـن جـراء سوء تصرُّفه؛ ولكن في لحظـةٍ فارقـة، ”رجـع إلى نفسه“، واستردَّ وعيـه المفقـود، وعرف جيداً مَـنْ هـو القادر وحده على مساعدته وعودته إلى رتبته الأولى.

إنَّ رجوع ذلك الابـن إلى نفسه، هي التوبة الصادقة بعينها، هي الإحساس بعِظَم ما اقترفـه من ذنب في حقِّ أبيه؛ وفي نفس الوقت، هي ثقة في مراحم الأب الذي لا يشاء موت ابنه بل يتوق لرجوعه إليه وقبوله مرَّةً أخرى كابنٍ محبوب له!

+ ليتنا نتصوَّر مـا تـردَّد في مُخيِّلـة الابـن عندما سيتقابل مـع أبيه: ”لقد أخطأتُ يا أبي إليك، وبتصرُّفي الأرعن خسرتُ بنوَّتي، بالرغم من أنك أبقيتَ على أُبوَّتك الحانية لي. لقد جرحتُ قلبك، وانتهكتُ العلاقة الحميمية بين الابن وأبيه بسلوكي السيِّئ، ولذلك فأنا لا أستحقُّ أن أُدعى لك ابناً، ليتك تقبلني كأجيرٍ عندك. أنـا أثق فيك، أنك لا تُعاملني بقَدْر ما عاملتُكَ أنـا بجحودي وسوء تصرُّفي. إنه في إمكانك توبيخي ولومي، ولكـن إحساسي بحبِّك العظيم وحنانـك المتدفِّـق وحضنك الدافئ، جعلني أُدرك عِظَم خطيَّتي التي ارتكبتُها في حقِّك“.

+ وكأنَّ الابن يستطرد في أعماقـه قائـلاً: ”هل بجهلي وحماقتي، لم أختبر حبَّـك الذي كنتَ تغمرني بـه وأنا في بيتك؟ هل ابتعادي عنك إلى حين، وشقائي وبؤسي، جعلني أُدرك مقدار عِظَم حبِّك وحنان أبوَّتك؟ هـل كنتُ لا أشعر بمقدار الحياة الكريمة في معيَّتك وفي بيتك، إلاَّ عندمـا ابتعدتُ عنـك إلى الكـورة البعيدة، منغمساً في الخطيـة والإثم، ومُنحـدراً حتى إلى حضيض العيش مع قطيع الخنازير؟ إنَّ كلَّ ما حدث لي هو بسبب حماقتي ورعونتي وخطيتي!“

رجوع الابن إلى أبيه:

بعدما رجع الابن إلى نفسه، «قَامَ وَجَاءَ إِلَى أَبِيهِ. وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيداً رَآهُ أَبُوهُ، فَتَحَنَّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ. فَقَالَ لَهُ الاِبْنُ: يَا أَبِي أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ، وَلَسْتُ مُسْتَحِقًّا بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْناً» (لو 15: 21،20).

إن توبة هذا الابن لم تكتمل إلاَّ عندما حوَّل ما كان يجول في خَلَده وقلبه إلى فعلٍٍ، عندما قام وجاء إلى أبيه. لقد رجع إلى أبيه وهو في حالةٍ مُزرية، بملابس قذرة، ورائحة نتنة؛ لكن كل هذا لم يمنع الأب الحنون من البحث عن ابنه، منتظِراً إيَّـاه بفارغ الصبر، فعندمـا رآه مـن بعيـد، ”تحنَّن“، و”رَكَضَ“، و”وقع على عنقه“، و”قبَّله“.

لقـد أَدْهش حنان الأب وحبه الفائق مشاعر الابن العائـد والتائب، فاعترف بذنبه وما اقترفه في حـقِّ أبيه مِمَّا جعله - في نظـره - غير مستحقٍّ أن يكون ابناً لهذا الأب الصالح. ولكن نُلاحظ أنَّ الابن لم يُكمِل القـول الذي كان يُفكِّر فيه سَلَفاً: «وَلَسْتُ مُسْتَحِقًّا بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْناً. اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أَجْرَاكَ». فما الذي حدث حتى جعل الابـن لا يُكمِل القول؟ فمِنْ جهته كان مُصِرّاً على قول ما رتَّبه في فكره وقلبه قبل وصوله إلى أبيه؛ ولكن تحنُّن أبيه وحبه له واحتواؤه إيَّاه في حضنه الدافئ وتقبيله له في حنان الأُبوَّة، قد أَلجم لسانه عـن الاستطراد في الكلام. ثم مـن جهةٍ أخرى، فإنَّ الأب كما لو كان قد وضع كفَّه على فم الابن حتى لا ينطق بأنـه أجيرٌ، فهـو ابنه بالرغم من كل ما فعله!

نُلاحِظ أن الأب، في لقائـه بابنه العائد إلى حضنه، لم يُبكِّته على سوء تصرُّفـه، ولم يتكلَّم معه بكلمةٍ واحدة تذكُر مـا فعله، ولم يُعدِّد للابن مقدار معاناته وألمه لفراقـه عنه. لقد أطلق الأب العنان لمحبتـه العميقة ومشاعـره الجيَّاشة لتُعبِّر عما في قلبه الحنون مـن نحو ابنه، الأمر الذي يصمت فيه اللسان عن الكلام، بينما تتدفَّق مشاعر الحب لتسود على كل كلمة يمكن أن ينطق بها.

ومـن المُلاحَظ أن الأب لم يتكلَّم، لا عندما طلب منه الابن نصيبه مـن الميراث، ولا عندما عاد الابن تائباً إلى حضنه. فهـذا التصرُّف مـن قِبَل الأب ليس هـو مـن قبيل اللامبالاة، فهـو يَعْلَم مقدار المخاطـر التي سيتعرَّض لها الابـن نتيجة سوء تصرُّفه وابتعاده عنه. ولكن حتى في ابتعاد الابن عنه، كان الأب يسْتَرِق السَّمْع - بين حينٍ وآخر - ليلتقط أخبار الابـن ويتتبَّع خطواته وهو في الكورة البعيدة، ويَعْلَم مقدار مـا وصل إليه من ضياع ومن جوع حتى بلغ هوَّة اليأس!

عودة الابن إلى رُتبته الأولى:

«فَقَـالَ الأَبُ لِعَبِيدِهِ: أَخْرِجُـوا الْحُلَّةَ الأُولَى وَأَلْبِسُوهُ، وَاجْعَلُوا خَاتَماً فِي يَدِهِ، وَحِذَاءً فِي رِجْلَيْهِ، وَقَدِّمُوا الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ وَاذْبَحُوهُ فَنَأْكُلَ وَنَفْرَحَ. لأَنَّ ابْنِي هذَا كَانَ مَيِّتاً فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالاً فَوُجِدَ. فَابْتَدَأُوا يَفْرَحُونَ» (لو 15: 22-24).

بينما كان الابن العائد يُعدِّد خطاياه ويعترف بها، إذا بالأب يُظهِر مشاعر البهجة والفرحة بعودة ابنه الضال إلى حضنه. لقـد هزم حـبُّ الأب البؤسَ والشقاءَ اللذين سادا على ابنه، وأَمَرَ عبيده أن يُلبسوه الحُلَّة الأولى، أي ثـوب البرِّ والخلاص؛ وكـذلك يضعوا خاتماً في إصبعه، علامة بنوَّته لأبيه؛ وحذاءً في رجليه الذي هـو بُشْرَى الفرح والسلام؛ ثم أَمَر بذَبْح العجل المُسمَّن عِـوَضاً عـن حالـة الموت الروحي التي سادت على الابن بسبب انفصاله وبُعده عن أبيه، لأنه كان ”ميتاً فعاش، وكان ضالاً فُوجِدَ“.

أخيراً، عندما تعالَى الابـن في ذاتـه وارتفع بمسـتوى طلباتـه وغـرور نفسـه، هبـط إلى الحضيـض، حتى إلى حافـة الجحيم والمـوت جوعاً؛ ولكنه عندمـا رجـع إلى نفسه، وانحنى معترفاً بخطيَّته أمام أبيه، رَفَعَه الأب إلى مستوى الابن المحبوب، وأعاده إلى رتبته الأولى!

This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis