من تاريخ كنيستنا
- 147 -


الكنيسة القبطية في القرن التاسع عشر
البابا بطرس الجاولي
البطريرك التاسع بعد المائـة
في عداد بطاركة الكرسي الإسكندري
(1809 - 1852م)
- 11 -


«وأبواب الجحيم لن تقوى عليها» (مت 16: 18)

وطنية البابا بطرس الجاولي:

وممَّا يُخلِّـد ذِكْـرى البابـا بطرس الجاولي، وطنيَّته وإيمانـه برعايـة وحمايـة الرب يسوع المسيح - له المجد - لكنيسته، وعـدم استجابته لأيِّ تداخُل مـن السياسات الخارجية في كنيسته القبطية. فقد حدث أنَّ إمبراطور دولة روسيا أوفد إليه أحد أفراد عائلته الملكية ليعرض عليه وَضْع الكنيسـة القبطية تحت حمايـة القيصر الروسي. لكـن البابـا بطرس رَفَضَ العَـرْض بلباقـة بسؤاله المندوب: ”وهـل يموت القيصر الروسي؟“. فـردَّ عليه بـالإيجاب. فقال البابـا بطرس: ”إننا في حِمَى ملك لا يموت“.

فاندهش المندوب الروسي وأحسَّ بالقوَّة الروحية لدى هـذا الرجل المتواضع المهوب، بالرغم من بساطة شخصيته ومَلْبسه العادي، وقال: ”حقّاً لم أُقابل مَن يستحق أن يكون خليفة للمسيح على هذه الأرض مثل هذا الرجل الذي لم يخدعه زُخرف العالم“. وحالما خرج من الدار البابوية، ذهب لفوره إلى قصر محمد علي وسَرَدَ عليه كل ما جرى من حديث، فازداد الوالي تقديراً للبابا.

معجزة شفاء ابنة محمد علي باشا:

وقـد تجلَّت عنايـة الله في مساندته للأب البطريرك بطرس الجاولي، ذلك أنه كان لمحمد علي باشا ابنة اسمها ”زهـرة“ باشا، وكان قـد زَوَّجها من أحمد بك الدفتردار، ثم اعتراها روح نجس. واحتـار الأطباء في ذلك الزمـان في علاجها. فقال بعض رجال القصر للباشا بأنه في إمكان ”أَئمَّة“ مَن يُسمُّونهم بـ ”النصارى“ أي ”المسيحيين“، القيام بشفائها.

فأرسل الباشا للتوِّ إلى البابا الإسكندري، الذي استدعى بدوره الأنبا صرابامون أسقف المنوفية، وطلب إليه الذهاب إلى قصر البابا للصلاة على ابنة الباشا. ولبَّى أنبا صرابامون طلب البابا.

وحينما وصـل الأسقف إلى القصر، وجـده غاصّاً بالرجال والنساء الذين تقاطروا مـن كل صَوْب ليَرَوْا ماذا يستطيع الأسقف القبطي عمله! فدخل الأسقف إلى غرفة ”زهرة باشا“، وما كـاد أن يبدأ الصلاة، حتى ألقى الشيطان بالأميرة إلى الأرض. فـأخذتْ تصرخ وتُـرغي وتُـزبد! فتضاعفت صلـوات الأنبا صرابـامون، وأَخَـذَ يذرف الدمـوع السخينة قائـلاً بأعلى صوته: ”يا خطيَّتك يا صليب (اسمه العلماني)“. واستكمل صلاته قائلاً: ”يا ربنا يسوع المسيح مجِّد يمينك، وانْصُرْ كنيستك“. وظلَّ في صراعٍ روحي. ثم رسم علامة الصليب على كوب ماء رشَّ به وجه الأميرة. وفي الحـال صـرخ الشيطان بصوتٍ مُزعج، وخـرج منها. وقامت الأميرة مُعافـاة صحيحة. وعند ذلك صدحت الموسيقى بالألحان. وأسرع مَن يُبشِّر الوالي محمد علي باشا بشفاء ابنته.

فحضر الباشا ووجـد ابنتـه في خير صحة وعافيـة. وأراد أن يُعبِّر عـن شُكـره للأنبـا صرابامون، فصرَّ أربعة آلاف جنيه في صُرَّة وقدَّمها للأسقف. ولكـن الأب الأسقف رفضهـا قائـلاً: ”لا أستطيع أن أربح مـالاً مـن وراء المواهب التي منحني إيَّاها الله مجاناً“. ثم استطرد قائلاً: ”وكل مـا أرجوه مـن دولتكم أن تتعطَّفوا على أبنـاء الأقباط الذيـن تجنَّى عليهم الحُكَّام ورفتوهم من وظائفهم“. فقَبِلَ الباشا هذا الرجاء، ثم ألحَّ عليه أن يقبل المال. فأَخـذ الأسقف منـه القليل، ووزَّعـه على الجنـود المُصطفِّين على الجانبين لتوديعه وهو منصرف.

كتابات ورسائل البابا بطرس الجاولي:

وإلى جانب كتابات ورسائل البابا بطرس العامة، فما زالت رسالته التي بعث بها إلى شعب منفلوط باقية، وهي تُعبِّر عن التقليد الأسقفي، إذ قال فيها: + ... تبذلون الطاعة الكلِّية والمودَّة الحقَّانية، وتُعاملونه (يقصد أسقف منفلوط) كالأب بالمحبة الروحانية، ولا تخرجوا على ما يُشير به من القوانين الشرعية، وتُحافظون على الأصوام المفروضة، والصلوات المنصوص عنها، والقدَّاسات المرفوعة، والسهرانات بالتراتيل المسموعة، والصدقات على محاويجكم (أي على مَن يحتاج منكم) بقَدْر طاقتكم، ورَفْع القرابين من بكوركم وثمار غلاَّتكم. وتحافظون على طهارة النفس والجسد والقلب. وتعتمدون على الصوم والصلاة في أوقات‍ها المفروضة... وتحفظون ما استودِعْتُم من الأمانة (الإيمان) بالثالوث الأقدس: الآب والابن والروح القدس الإله الواحد. وأمانة (إيمان) الآباء المجتمعين بنيقية الثلاثمائة والثمانية عشرة... وقول المائة والخمسين المجتمعين بالقسطنطينية... فلما اجتمع الآباء المائتين بأفسس على قَطْع (حَرْم) نسطور القائل بالطبيعتين في المسيح من بعد الاتِّحاد العجيب، لم يقدروا أن يزيدوا على الأمانة (الإيمان)، أو يُنقِصوا شيئاً؛ بل إن‍هم حرموا ذلك الجاحد أعني نسطور ومَن يقول بقوله، وانصرفوا إلى كراسيهم... يطلب إليكم أن تحبُّوا بعضكم بعضاً بمحبة أخوية، بغير مُحاباة، فإنَّ المحبة هي وثاق الكمال...

+ والله تعالى يعصمكم من العصيان، ويُنعِم على السامعين الطائعين بالغفران، ويأمنكم في أوطانكم، ويُثبِّت على صخرة التقوى إيمانكم، ويُدبِّر أرزاقكم ويُديم عمارتكم... والتوبـة هي الرجوع والندم بحسب ذلك، مُحالَلين ومغفورة لكم خطاياكم من فم الثالوث الأقدس الآب والابن والروح القدس الإله الواحد في الذاتية... بطلبات الست السيِّدة مرتمريم الزهرة العطرة التي أَضحى عِطْر طِيبها في كل الأقطار، يفوح، والدة الإله الكلمة الأزلي المتجسِّد لخلاصنا الذي مات بالجسد، وهو حيٌّ بالروح. ومار مرقس الإنجيلي الذي ببشارته المُحيية يُنجِّينا من طوفان الخطية كنجاة نوح، وكافة ذوي الأعمال المُرضية، مَن بالشهادة سُفِكَ دمه، ومَن تقشَّف بالنُّسك ولِبْس المسوح.

+ وتكونون مُحالَلين مُبارَكين من فم الواحدة الوحيدة الجامعة الرسولية الكنيسة. ومُحاللين مُبارَكين من فم الآباء أصحاب المجامع المقدَّسة: الثلاثمائة والثمانية عشرة المجتمعين بنيقية، والمائة والخمسين بالقسطنطينية، والمائتين بأفسس؛ ومن فاي أنا بطرس خادم، بنعمة الله وأحكامه غير المُدرَكة ولا معقولة، المرتبة المرقسية. وسلام الرب القدوس يحوط بكم من كل ناحية. وببركة الرب الإله القدوس تحلُّ عليكم النعمة، والبركة تشملكم، والشكر لله دائماً أبداً، آمين.

في ثالث عشر أمشير سنة 1533 للشهداء الأطهار السعداء الأبرار. ورزقنا الله ببركاته، آمين.

(انتهت الرسالة)

(+(+(

+ كذلك وَرَدَ في آخر سيرة الأنبا باخوميوس أب الشركة، وهي السيرة التي ترجمها المستشرق آميلينو إلى الفرنسية، ما يلي: ”كان المهتم بهذه السـيرة الجميلة الأب الكريم في جيله أبونـا المحبوب الرؤوف الرحيم الحليم رئيس الأساقفة بالديار المصرية أنبا بطرس التاسع بعد المائة في عداد البطاركة“.

+ وهناك مخطوطة تتكوَّن من مائة وثماني وخمسين ورقة لا تحمل اسماً، ولكنها مؤرَّخـة بتاريخ 4 تـوت سنة 1566ش لساويـرس بـن المقفَّع. ومن المعقول أن يكون الأنبا بطرس قد كتبها ضمن الكثير من كتاباته، لأن عنوانها هو: ”كتاب الدُّرُّ الثمين في إيضاح الدِّيـن“؛ وهي تتضمن وصفاً لحياة المسيح مصحوبـاً بشهادات العهدَيْن القديم والجديد، وكذلك الكُتَّاب الكنسيِّين. وتتألَّف من خمسة عشر فصلاً(1).

+ وبالإضافـة إلى ذلك، فهناك مخطوطـة تتضمَّن حياة الشهيدة القديسـة بربـارة، وعلى صفحتها الأولى (وجه) ملحوظة مؤدَّاها أن نعوم ابن ميخائيل أنطونيوس بن فرج الله من مدينة حلب، قـد اشتراهـا وأَوقفها على كنيسة السيدة العذراء بمصر العتيقة (من غير تحديد كنيسة بالذات)، وتحمل تاريخ 18 سبتمبر سنة 1829م بدون التاريخ القبطي.

+ ومِمَّا يؤثَر عن البابا بطرس الجاولي، أنه لم يكتفِ بالعناية بالأشخاص، بل وجَّه عنايته أيضاً إلى ممتلكات الكنيسة. ومن الأدلة على ذلك صورة حُجَّة خاصة بـدمياط تاريخها 1565ش (1849م)، مختومة بختم القاضي محمد حسن قاضي ثغر دمياط، وهي: ”حضر المجلس القس حنا ولد يوسف إبراهيم الناظر على وقف فقراء كنيسة القبط بالثغر مِـن قِبَل بطريرك الأقباط المدعـو بطرس بحارة القضاوة على الجزءيـن شرقي وغربي، أوقفهما المعلِّم الجوهري“. وهذه الحجَّة بدورها توضِّح لنا يقظة الآباء الأقباط خلافاً للدعايات الغربية المُغرضة(2).

+ كما نذكُر أنَّ الدراسة العلمية للحضارة الفرعونية بدأت بشكل جدِّي في هذه الفترة. فقد أرسلت الحكومة الفرنسية ”مسيو مـارييت“ إلى مصر بقصد شـراء المخطوطـات القبطية سنة 1850م. ولكنه وجـد أنَّ الدراسة واسعة وشيِّقة، فاستقال، وعاش في مصر بقية حياته. وكان أول مَن نبَّه الأذهان إلى دراسة الحضارة المصرية القديمة عموماً، والحضارة القبطية بشكلٍ خاص. فدراسة اللغة القبطية مثلاً كانت مُفتاحاً لاكتشاف حروف اللغة الهيروغليفية. وقـد قـدَّرت مصر جهود هذا العالِم المُحِب لحضارتها، فمنحته لقب ”باشا“(3).

امتداد نشاط فَتْح المدارس المصرية في مصر:

+ وهنا، لابـد أن نذكُر أنَّ النشاط في فَتْح المدارس التعليمية في مصر لم يكن قاصراً على الأجانب؛ بل إنَّ ولاة مصر ابتداءً من محمد علي باشا، هم الذين شجَّعوا وفتحوا المدارس بدورهم. فقد فَتَحَ محمد علي باشا حتى نهاية 1836م، نحو 50 مدرسـة ابتدائيـة مُوزَّعة مـا بين القاهرة والأقاليم، ومدرسـتَيْن (تجهيزيَّتَيْن) أي بـالنظام الجديـد (ثانـويَّتَيْن): إحـداهما في القاهـرة، والثانيـة في الإسكندرية.

ثم افتتح ولاة مصر أيضاً المدارس العُليا التي كـانت توصَف آنـذاك بالمدارس الخصوصية، وهي: الطـب، والصيدلـة، والولادة، والطـب البيطري، والمهندسخانـة، والزراعة، والعمليات، والألسـن، والمحاسبة، والفرسـان، والمدفعيـة، وأركان الحرب. ومِمَّا يجدر ذِكْره أن محمد علي باشا أراد إدخال البنات إلى مدرسة الولادة، ولكن رَفَضَ آباؤهُنَّ رفضاً باتّاً! ولذلك، اشترى سبع جواري سودانيات وأَدخَلهُنَّ فيها، فأصبحن بذلك هم الخميرة لتلك المدرسة، إذ دخـلت بعدهُـنَّ المصريات(4)!

+ وقد كان التعليم في هذه المدارس بالمجان، بالإضافة إلى الغذاء والكساء والمرتَّبات الشهرية للطلبة والتلاميذ. وهكذا تكـوَّن جيل جديد مـن الشباب المصري، انشغل في بادئ الأمر بترجمة المؤلَّفات في الطب والهندسة والفَلَك والرياضيات والتاريخ والجغرافيا والعلوم العسكرية.

+ وقـد أدَّت هـذه الحركة العلمية إلى بثِّ الروح القومية، إذ تولَّى المصريون لأول مرَّة في تاريـخ مصر الحديث شئون بلادهم. وليس مـن شـكٍّ في أنَّ صحوة القومية استثارت الغربيين، فضاعَفوا جهودهم للحدِّ من قوَّتها بأن استبدلوا تاريـخ مصر وجغرافيتها وعلومها وغـير ذلك بتاريـخ بلادهم وجغرافيته وعلومـه. حتى لقد أفلحوا في تخريج مجموعـات مـن المصريين والمصريـات يجهلون أمجاد مصر ويُروِّجـون بأمجاد غيرهم(5).

انتشار النزعة الدينية المُخرِّبة

لوحدة المصريين:

فإنه بالرغم من استتباب الهدوء والأمان في مصر مع سياسة الحرية الدينية التي سار عليها محمد علي باشا، فقد حدث في مدينة دمياط حادثٌ أليم. وهو أنَّ أحد الرجال زعم أنَّ شخصاً اسمه ”سيدهم بشاي“ الكاتب بديوان الحكومة بذلك الثغر قد سبَّ الدين الإسلامي. وهكذا ثارت الانفعالات لهذا الادِّعاء إلى حدٍّ أدَّى إلى أن حَكَم القاضي هناك عليه بالجَلْد. ثم أركبوه جاموسـة وظهره نـاحية رأسها، وطافوا بـه شوارع المدينة وهم يهتفون هتافات عالية مُثيرة. وخلال طوافهم كانوا ينخسونه بالأسياخ الحديديـة ويلقون عليه القار المغلي. وبعد أن سئموا من عملهم، ألقوا بسيدهم بشاي أمام بيته وتركـوه ومَضَوْا. فأسلم روحـه الطاهرة بعد خمسة أيـام. وساء الأقباط هناك أن يحدث هـذا الحادث آنذاك، فرفعوا شكواهم إلى محمد علي الذي أَمَرَ بإعادة التحقيق بدقـة. وبعد التحقيق، اتَّضحت براءة سيدهم بشاي هذا. ومِن ثمَّ أصدر الوالي محمد علي حُكْمه بإدانة القاضي والمحافظ كليهما، وحَكَمَ بنفيهما عقاباً لهما. وعلى أَثر ذلك احتفل أهل سيدهم بشاي وأقباط المدينة بجنازة الشهيد. ومنذ ذلك الحين صَـدَر الأَمـر بالسماح للمسيحيين برَفْـع الصليب جهاراً في جنازاتهم.

خصوم عمر مكرم يُهاجمونه:

ومن العجب بمكان، أنه في هذه المرحلة من تاريخ مصر التي سادها شيء من الحرية الدينية ومن التسامُح، فإنَّ خصوم عمر مكرم حينما أرادوا أن يُسقِطوه من زعامته الشخصية، ادَّعوا عليه بأنه اقترف أنواعاً من الموبقات، منها أنه أَدخَل جماعة مـن الأقباط واليهود الذين أَسلموا ضمن دفتر الأشراف، وأنـه قطع رواتب بعض الشرفـاء المستحقِّين وأعطاهـا للأقباط واليهود المتداخلين معه(6).

مشاهير الرجال في عهد البابا بطرس الجاولي:

اشتهر في عهد البابا القديس بطرس الجاولي، القمص داود الأنطـوني الذي أصبح بطريـركاً بعده، كما سيأتي ذِكْر تاريخه فيما بعد.

كما اشتهر في عهد هذا البابا، الأسقف البار القديس أنبا صرابامون الشهير بـ ”أبو طرحة“ أسقف البحيرة والمنوفية. كذلك اشتهر في عهده الأرخن الكبير المعلِّم نخلة إبراهيم، وكذلك شهيد دمياط ”سيدهم بشاي“ الذي ذكرنا سيرته أعلاه.

(يتبع)


(1) مخطوطة 334 - رقم 395، محفوظة بالمكتبـة = = البابوية بالقاهرة؛ عـن: إيريس حبيب المصري، ”قصة الكنيسة القبطية“، الكتاب الرابع، صفحة 278.
(2) مخطوطـة 334 - رقم 395، محفوظـة بالمكتبة البابوية بالقاهرة؛ عـن: إيريس حبيب المصري، المرجع السابق، صفحة 278.
(3) ”تاريخ مصر الحديث“، محمد عبد الرحيم، ص 214؛ عن: إيريس حبيب المصري، المرجع السابق، ص 279.
(4) ”تاريخ مصر من الحملة الفرنسية إلى عهد محمد علي باشا“، تأليف: أحمد عزت عبد الكريم؛ عن إيريس حبيب المصري، المرجع السابق، ص 289.
(5) ”تاريخ مصر الحديث من محمد علي باشا إلى ن‍هاية عصر إسماعيل“، تأليف: أحمد عزت عبد الكريم؛ عن: إيريس حبيب المصري، المرجع السابق، هامش من 313-314.
(6) إيريس حبيب المصري، المرجع السابق، ص 280.

This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis