الكنيسة هذا الشهر



استشهاد القديس خريستوفورس
(2 برمودة / 10 أبريل)
نياحة القديس أوكين
(4 برمودة / 12 أبريل)

نشأة القديس خريستوفورس:

كـان القديس خريستوفورس مـن البلاد التي يأكـل أهلها لحوم البشر، ولكنهم قـد آمنوا على يدَي القديس متياس الرسول، كما جـاء ذلك في اليوم الثامن من شهر برمهات.

وكان ذا هيئةٍ ضخمة وجسم كأجسام الجبابرة، ولكن نفسه كانت وديعة صالحة. ولما وقع أسيراً في أيـدي جنود داكيوس الملك الوثني، أَخَذَ يوبِّخ الجنـود على تعذيبهم المسيحيين، فضربه رئيس الجُند، وكـان ردُّ القديس خـريستوفورس عليه: ”لـولا وصية المسيح التي تُعلِّمني بـألاَّ أُقابـل الإساءة بمثلها، لَما كنتَ أنت وعساكرك تُحسَبون شيئاً أمامي“.

إيمان جنود الملك بالرب يسوع:

فلما احتار قائـد الجُند مـن أَمر ذلك القديس، أرسـل إلى المـلـك داكيـوس يُعـرِّفـه بأَمـر خريستوفورس. فأوفد الملك مائتي جندي لإحضاره، فحضـر معهم. وحـدث وهم في الطريق أنَّ الخبز فـرغ منهم ولم يتبقَّ منه إلاَّ القليل. فصلَّى القديس وبارَكَ هذا القليل المُتبقِّي، فإذا به يصير كثيراً. فأكل الجميع مـن الخبز المُتكاثر بصلوات القديس، وهم مُتعجِّبون. وكانت هذه المعجزة التي صنعها القديس خـريستوفورس سبباً في إيمانهم بالرب يسوع إله خريستوفورس.

قبول الجنود للمعمودية:

عندما وصل الجُند، مع القديس خريستوفورس، إلى أنطاكية، اتَّجهوا إلى بطريرك أنطاكية الأنبا بولا ليعتمدوا على يديه؛ فقام البطريرك بتعميدهم. ولما مَثَل القديس أمام داكيوس الملك، اندهش الملك من هول منظر القديس، فلاطفه وخادعه، ثم صَرَفه من أمامه.

اجتذاب امرأتين إلى الإيمان:

عندما ذُهِلَ الملك داكيوس مـن هيئة القديس خريستوفورس، اتَّبع أسلوبـاً آخـر لاستمالته، إذ أرسـل إليه امـرأتين جميلتين ليستميـلاه إلى الخطية. فلما تقابَـل القديس معهما، وعظهما لِما فيه خـلاص نفسيهما، فـآمنتا على يديـه بالرب يسـوع المسيح، واعترفتـا جهـاراً أمام الملك بإيمانهما المسيحي. فاستشاط الملك غضباً، وأَمَرَ بقطع رأسيهما بحدِّ السيف. فنالا إكليل الشهادة.

استشهاد القديس خريستوفورس:

وعندما عَلِمَ الملك بـأنَّ خريستوفورس هـو السبب في إيمان المرأتين، إذ لم تنفع معه كل هذه الحِيَل الشيطانية؛ أَمَرَ بطَرْحه في قِدْرٍ كبير فوق نـارٍ مُتَّقدة، ولكـن لم تمسَّه النار بأذى. فتعجَّب الحاضـرون، وآمنـوا بـالرب يسوع، وتقدَّموا لإخراج القديس مـن القِدْر. فـاغتاظ الملك جداً، وأَمَـر بتقطيع أجساد كـل مَـن آمن بالسيوف. وأخيراً، أَمَـر بضرب عُنق القديس بحدِّ السيف، فنال إكليل الشهادة في يوم 2 برمودة.

بركة صلوات القديس خريستوفورس وكل مَن استُشهِدَ على اسم المسيح تكون معنا، آمين.

نشأة القديس أوكين:

وُلِدَ القديس أوكين بمدينة القَلْـزم (منطقة جبلية بالقُرب من السويس) وهي بالقرب من البحر الأحمر. وكـان مُعاصراً للقديس الأنبا أنطونيـوس أبي جميـع الرهبـان. وكـانت صناعته هي التقاط الأصداف واللآلئ الثمينة من قاع البحر، ثم بيعها، والعيش بأثمانها، ثم التصدُّق على الفقراء والمساكين.

رهبنته:

اشتاق أوكين لحيـاة البتوليـة والرهبنة، فذهب إلى أحد أديـرة القديس أنبا باخوميوس بالصعيد، وهناك ترهَّب. ولكن بعد مدَّةٍ، رجع إلى بلدته ومنها ذهب إلى بلاد ما بين النهرين (العـراق حالياً)، وفي صُحبته سبعون راهباً كانوا قـد تتلمذوا على يديه. وهناك سَكَنَ في مغارة بالقرب من نصيبين، ومعه تلاميذه.

وقد ذاع صيت قداسته، مِمَّا جعل الكثيرين يلتفُّون حوله ويعيشون معه، حتى بلغ عددهم 350 راهباً. فبنى لهم ديـراً، وبـذلك وَضَعَ أُسس الحياة الرهبانية في تلك البلاد.

وقد تعرَّف القديس أوكين بالقديس يعقوب، الذي تنبَّأ للقديس يعقوب بأنـه سيصير أسقفاً على نصيبين.

وقـد تحقَّقت نبـوَّة القديس أوكين، ورُسِمَ القديـس يعقوب أسقفاً على نصـيبين. وقـد صارت بين القدِّيسَيْن صداقة روحية قويَّة.

نياحة القديس أوكين:

وصنع الرب على يدَي القديس أوكين آياتٍ وعجائبَ وأشفيةً كثيرة، فـذاع صيت قداسته في تـلك النواحي، وكانت سيرته وما أجراه الله على يديه مـن معجزات، سبباً في إيمان كثيرين من الوثنيين.

ولمَّا شاخ القديس أوكين، ودنـا موعد انتقاله مـن هذا العالم الفاني، صلَّى صلاةً قصيرة، ثم أَسْلَم روحه الطاهرة في يدَي الرب الذي أحبه من كـلِّ قلبه. وكـان ذلك في الرابع من شهر برمودة من سنة 96 للشهداء/ 380م.

وعند نياحته، امتلأت قلايته برائحة طِيب عَطِر، اشتمَّها كل الحاضرين من أولاده. وبعد أن صلَّى الرهبان على جثمانه الطاهر، حملوه على أعناقهم ودفنـوه في ديـره الذي بقُرب نصيبين.

ومـا زال ديـر القديـس مـار أوكـين (مـار أوجين) موجـوداً في سَفْح جبل الأزل المُطل على نصيبين، وهـو ديرٌ تابع لكنيسة السريان الأرثوذكس.

بركة صلاته تكون معنا، آمين.

This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis