|
|
|
كـان لحامـل المياه في الصين وعـاءان كبيران يستخـدمهما لسَقْي المزروعـات في الحقول وحدائق البيوت المختلفة. وكان هذان الوعـاءان يتدليـان مـن قضيبٍ يحمله على مَنْكَبيه.
وكان وعاءٌ منهما به ثقب في أحد جوانبه، مما يجعـل المياه تتسرَّب منه إلى الأرض. بينما كـان الوعاء الآخر سليماً ومثالياً يحمل كل كمية المياه التي فيه ليصبَّها في ريِّ القسم الأكبر من المزروعات.
وعلى مـدى عامين، وفي نهاية المسيرة الطويلة التي يقطعها حامل المياه يومياً إلى الأماكن التي بها مزروعات تحتاج إلى المياه؛ اتِّسع الثقب الذي في أحـد الوعاءين، حتى أنَّ المياه التي يحملها لم تَعُـد تصـل بعد إلى منتصفه. بينما كـان الوعـاء الآخـر سليماً ومثالياً يمتلئ بالمياه حتى حافته.
كـان الوعاء السليم، يُنجز العمل بالكامل، مِمَّا جعله وعاءً مثالياً.
أمَّا الوعاء المثقوب، فكـان صاحبه يشعر بالخجل من الثقب الذي في جانبه. وكان حامل المياه حزيناً وبائساً، لأنـه لم يتمكَّن إلاَّ من حَمْل نصف كميـة المياه اللازمـة لـريِّ المزروعات في هذا الوعاء المثقوب.
وبالتالي فإن هذا الوعاء يحمل نصف المقدار الذي يحمله الوعاء الآخر السليم!
(+( (
بعد عامين، تحدَّث صاحب أحد المزروعات إلى حامل المياه الذي كان يشعر بأنه فشل فشلاً ذريعاً بسبب هذا الوعاء المثقوب والذي لم يتمكَّن إلاَّ مـن حمل نصف مقدار المياه. وجَرَى هـذا الحديث بينما كـان حامل المياه يسير على طريقٍ بجانب أحد الأنهار. فقال صاحب أحد المزروعات له:
- ”هل لاحظتَ وجـود أزهارٍ فقط على جانبك ناحية الوعـاء الذي بـه الثقب؛ وليس على جانب الطريـق الآخر الذي بـه الكثير من المزروعات؟
هذا لأنني كنتُ أعرف العيب الذي في هذا الوعاء، ولذلك قمتُ بزرع الزهور على هـذا الجانب، حيث تتسرَّب المياه مـن الثقب الذي في هـذا الوعاء على طول هـذا الجانب من الطريق.
أمَّا الجانب الآخر، والذي تحمل فيه الوعاء السليم، فكنتَ أنت تقوم بسقيه بكلِّ المياه التي في الوعاء الآخر.
ولعلمك، فقد تمكَّنتُ لمدَّة عامين من اختيار هـذه الزهور الجميلة التي أزهرت على هذا الجانب مـن الطريق الذي تنسكب إليه المياه مـن الثقب الذي في الوعاء المعطوب، وقـد كنتُ أُزيِّن بهذه الزهور مائدتي.
فبـدون هـذه الميـاه القليلة التي كـانت تنسكب من هـذا الثقب الـذي في الوعـاء، ما كـانت هـذه الأزهار تنبت وتُزهر بهـذه الطريقة البديعـة، وما كُنَّا قـد تمتَّعنا بهـذه الزهور الجميلة التي أَدْخَلَت البهجـة والفرحة على كلِّ مَـن في البيت. كل هذا بسبب هـذا الوعاء المثقوب“!
(+(+(
+ «اُنْظُرُوا، لاَ تَحْتَقِرُوا أَحَدَ هؤُلاَءِ الصِّغَارِ، لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ مَلاَئِكَتَهُمْ فِي السَّمَوَاتِ كُـلَّ حِينٍ يَنْظُـرُونَ وَجْـهَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَوَاتِ» (مت 18: 10).
+ «اخْتَارَ اللهُ جُهَّالَ الْعَالَمِ لِيُخْـزِيَ الْحُكَمَاءَ. وَاخْتَـارَ اللهُ ضُعَفَـاءَ الْعَالَـمِ لِيُخْـزِيَ الأَقْـوِيَاءَ. وَاخْتَـارَ اللهُ أَدْنِيَـاءَ الْعَالَـمِ وَالْمُـزْدَرَى وَغَـيْرَ الْمَوْجُـودِ لِيُبْطِـلَ الْمَوْجُـودَ، لِكَيْ لاَ يَفْتَخِرَ كُـلُّ ذِي جَسَدٍ أَمَامَهُ» (1كو 1: 27-29).
+ «وَأَعْضَاءُ الْجَسَدِ الَّتِي نَحْسِبُ أَنَّهَا بِـلاَ كَرَامَةٍ نُعْطِيهَا كَرَامَـةً أَفْضَلَ. وَالأَعْضَاءُ الْقَبِيحَـةُ فِينَا لَهَا جَمَـالٌ أَفْضَلُ. وَأَمَّـا الْجَمِيلَةُ فِينَا فَلَيْسَ لَهَا احْتِيَاجٌ. لكِـنَّ اللهَ مَـزَجَ الْجَسَـدَ، مُعْطِياً النَّاقِصَ كَرَامَـةً أَفْضَلَ» (1كو 12: 24،23).
+ «وَلكِنْ لَنَا هذَا الْكَنْزُ فِي أَوَانٍ خَزَفِيَّةٍ، لِيَكُونَ فَضْلُ الْقُوَّةِ للهِ لاَ مِنَّا» (2كو 4: 7).
+ «فَبِكُـلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي لِكَيْ تَحِـلَّ عَلَيَّ قُـوَّةُ الْمَسِيحِ... لأَنِّـي حِينَمَا أَنَا ضَعِيفٌ فَحِينَئِذٍ أَنَا قَوِيٌ» (2كو 12: 10،9).