من تعاليم الآباء


قيامة الرب المقدسة
للقديس بطرس كريزولوغوس
(406-450م)

? «إِن كُنْتُمْ قَدْ قُمْتُمْ مَعَ الْمَسِيحِ فَاطْلُبُوا مَا فَوْقُ، حَيْثُ الْمَسِيحُ جَالِسٌ عَنْ يَمِينِ اللهِ» (كو 3: 1).

عظة القديس بطرس كريزولوغوس(1):

أثناء آلام الرب، تألَّمت الخليقة كلها مع خالقها. فقد ارتعدت الأرض، وأيُّ جسدٍ لم يرتعد! وأيُّ ذهنٍ لم يصبح مُشوَّشاً! وقد غربت الشمس قبل ميعادها؛ هكذا - يا إخوة - ماتت قُدرتنا على الإدراك مع الرب، ودُفِنَت مع خالقها حتى تقوم وتُعطيه كل المجد! وكما أنَّ فناء الموت تحوَّل إلى خلودٍ، والفساد إلى عدم فساد؛ هكذا أيضاً تحوَّلت الظلمة إلى نور.

فجر يوم القيامة:

لقد سمعنا فصل الإنجيل قائلاً: «في عشيَّة السبت عندما بدأ فجر أول يوم في الأسبوع» (مت 28: 1 حسب King James Version). إن العشيَّة تُنهي اليوم ولا تُقدِّم نوراً بل ظلاماً. ولكن هنا، خالق العناصر يُغيِّر نمط العناصر حتى تُدركوا شيئاً إلهيّاً بالكامل، وليس بشريّاً على الإطلاق. فعندما قام المسيح بدأ طلوع الفجر في العشيَّة للمؤمنين، بينما جَلَب النهار ظلمةً لغير المؤمنين. لأن الليل بالنسبة للتلاميذ، تحوَّل إلى نهار؛ ولكن لليهود، تحوَّل النهار إلى ليل وقت الصلبوت، لأنه «مِنَ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ كَانَتْ ظُلْمَةٌ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ إِلَى السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ» (مت 27: 45)، فيتمُّ قـول الكتاب: «وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، أَنِّي أُغَيِّبُ الشَّمْسَ فِي الظُّهْرِ» (عا 8: 9).

أمَّا بالنسبة لنا، فـ «اللَّيْلُ مِثْلَ النَّهَارِ يُضِيءُ» (مز 139: 12)، لأن العشيَّة التي تميل دائماً إلى الظلام، قد مالت في ذلك الوقت (وتحوَّلت) إلى نور المسيح الكامل، وملأت كل قلوب المائتين بضياءٍ كامل عندما نهض المسيح من العالم السُّفْلي.

مجيء المريمتَيْن إلى القبر:

«جَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ الأُخْرَى لِتَنْظُرَا الْقَبْرَ» (مت 28: 1). مريم الأخرى هي زوجة حَلْفَى الذي قيل عنه إنه أخو يوسف النجَّار. والنسوة اللائي بحسب جنسهِنَّ، (يأتين) بعد الرجال، وبرُتبتهنَّ يُعتَبَرْنَ بعد التلاميذ؛ قد تقدَّمن على الرسل في الخدمة، وهما مثال الكنيسة التي تتكوَّن من شعبَيْن: الأُمم، واليهود. لقد جاءتا إلى القبر، إلى ميلاد الحياة، لأن المسيح الذي وُلِدَ من رَحِم الجسد (العذراء القديسة مريم)، وُلِدَ - مرَّة أخرى - من قبر الإيمان! وحتى أنَّ القبر المختوم يُعيد ذاك الذي وُلِدَ من رَحِم العذراء المختوم، إلى حياةٍ أبدية في الوقت الحاضر. إنه لأمرٌ مُميَّز للاَّهوت الذي ترك العذراء بتولاً؛ وهو كذلك يُميِّز اللاهوت أنه خرج من القبر (وهو مُتَّحدٌ) بجسده! لقد جاءت المريمتان، لا لكي تريا الرب بل القبر، ولكنهما تحقَّقتا من أنه ليس بين الأموات، بل (مع) الأحياء، كما قال الملاك لهُنَّ: «لَمَاذَا تَطْلُبْنَ الْحَيَّ بَيْنَ الأَمْوَاتِ» (لو 24: 5)؟

ملاك الرب دحرج الحجر:

حقّاً، إنه كما يقول الرسول (بولس): «لأَنْ مَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ؟» (رو 11: 34)! انظروا، كيف أنَّ خلاص البشرية قد استُعلِنَ بنفس الطريقة التي فُقِدَ بها. والمرأة التي كانت أولاً عديمة الإيمان، أصبحت هي أول مَن بلغت إلى الإيمان، وأول مَن أسرعت إلى مُحطِّم الموت، تلك التي كانت أول مَن يُسرع إلى سبب الموت. وكانت هي أول مَن سمع الملاك بعد أن كانت هي أول مَن تحدَّث مع الشيطان.

«وَإِذَا زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ حَدَثَتْ، لأَنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ وَجَاءَ وَدَحْرَجَ الْحَجَرَ عَنِ الْبَابِ، وَجَلَسَ عَلَيْهِ» (مت 28: 2). وهو (الملاك) فَعَل ذلك، ليس لكي يُمهِّد السبيل لفاعلية القيامة، بل لكي يُعلنها، كما قال الرب: «لِي سُلْطَانٌ أَنْ أَضَعَهَا وَلِي سُلْطَانٌ أَنْ آخُذَهَا أَيْضاً» (يو 10: 18). وليس ليسمح للرب أن يخرج، ولكن لكي يُظهِر للعالم أنَّ الربَّ قام، ولكي يُعطي لزملائه الخُدَّام ثقةً لكي يؤمنوا؛ وحتى أنَّ نفس الحجر الذي (وُضِعَ على القبر) للحراسة على الرب، يُعلِن (بدحرجته) أن الرب أصبح حيّاً. لقد فتح الرب ما كان مُغلَّقاً أمامنا، وكَشَفَ عمَّا كان مخفيّاً عنَّا. وقد أَظهَر الملاك بذلك أنه كان هو حارس القبر المُقدَّس مُعطي الحياة، ولكي بتأديته خدمة من السماء، يُعلِن بجلوسه على الحجر، أنَّ الموت قد تحطَّم، وأنَّ الذي تألَّم هو الإله...

فصلُّوا، يا إخوة، حتى ينزل الملاك الآن، ويُدحرج القسوة من قلوبنا، ويُزيل الحواجز عن إدراكنا، ويُظهِر أنَّ المسيح قد قام أيضاً خارجاً عن قيودنا الذهنيَّة! وكما أننا نؤمن أنَّ موت المسيح قد حدث؛ هكذا ينبغي أن نؤمن أنه حدث في الماضي. إنَّ المسيح، كإنسانٍ، تألَّم ومات ودُفِنَ، وهو الآن حيٌّ ويملك ويبقى إلهاً إلى الأبد. فإنَّ الرسول يقول: «وَإِنْ كُنَّا قَدْ عَرَفْنَا الْمَسِيحَ حَسَبَ الْجَسَدِ، لكِنِ الآنَ لاَ نَعْرِفُهُ بَعْدُ (هكذا)» (2كو 5: 16)، وأيضاً: «لأَنَّ الْمَوْتَ الَّذِي مَاتَهُ قَدْ مَاتَهُ لِلْخَطِيَّةِ مَرَّةً وَاحِدَةً، وَالْحَيَاةُ الَّتِي يَحْيَاهَا فَيَحْيَاهَا للهِ» (رو 6: 10).

«زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ»، فإن كانت الأرض قد تزلزلت عندما قام الرب لكي يغفر لشعبه، فكم أنها سوف تتزلزل عندما يأتي ليُعاقب المُذنبين؟... وقد جلس الملاك على الحجر، ليس لكي يستريح، (ولكن) لكي يُعلِّمنا عن القيامة، فإنَّ الطبيعة السماويَّة لا تعرف التعب! فقد أصبح الحجر منبراً للتعليم السماوي ومدرسة للحياة...

«وَكَانَ مَنْظَرُهُ (منظر الملاك) كَالْبَرْقِ، وَلِبَاسُهُ أَبْيَضَ كَالثَّلْجِ» (مت 28: 3). إنَّ سطوعه يتميَّز من بياض لباسه المُتألِّق، وفي كَوْن وجه الملاك يُقارَن بالبرق، ولباسه يُقارَن بالثلج؛ لأن البرق يأتي من السماء، والثلج يأتي من الأرض. هكذا، فإنه في وجه الملاك ظَهَر تألُّق الطبيعة السماويَّة. وفي لباسه تمثَّلت نعمة مُشاركة البشرية...

ارتعاب الحُرَّاس:

«مِنْ خَوْفِهِ ارْتَعَدَ الْحُرَّاسُ وَصَارُوا كَأَمْوَاتٍ» (مت 28: 4). ولماذا ارتعدوا؟ لأنهم كانوا يحرسون بحماسٍ مشوب بالقسوة، وليس عن الطاعة الناجمة عن التوقير. ولذلك ضرب الملاك غير المُقدَّسين بالرُّعب، ولكنه خاطَب بهذا الكلام المُعزِّي القدِّيسين: «لاَ تَخَافَا أَنْتُمَا»؛ أي فليخافوا هُم، وليس الذين يطلبون، بل الذين يَضطهِدون: «فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَطْلُبَانِ يَسُوعَ الْمَصْلُوبَ. لَيْسَ هُوَ ههُنَا»؛ فقد جئتُ لكي أُعْلمكم وليس لكي أُحرِّكه، لأنه هو الذي خلقنا وأقام نفسه: «لأَنَّهُ قَامَ كَمَا قَالَ» (مت 28: 6،5). لقد جاء الملاك لكي يُثبِّت بالأعمال ما تنبَّأ عنه الرب بالكلام، ويُظهِر أنه (أي الرب) قادرٌ أن يموت وأن يحيا، حيث إنه قبل موته تنبَّأ عن قيامته. ذلك لأن ذاك الذي أمكنه أن يَعْلَم مُسبقاً، لم يتجنَّب الموت. ولكن رغم أنه قادرٌ أن يهزم الموت، فقد رفض أن يهرب منه، لأن مجد القيامة دَفَن عار الموت!

النسوة يُبشِّرنَ التلاميذ:

ثم قال الملاك: «اذْهَبَا سَرِيعاً قُولاَ لِتَلاَمِيذِهِ: إِنَّهُ قَدْ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ. هَا هُوَ يَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ. هُنَاكَ تَرَوْنَهُ» (مت 28: 7). الملاك هنا يُرسل الكنيسة، في المرأتين، وذلك لكي تنتشر الكنيسة على مدًى واسع. إنه يُرسل العروس إلى عريسها: و«إِذَا يَسُوعُ لاَقَاهُمَا وَقَالَ: ”سَلاَمٌ لَكُمَا“» (مت 28: 9). ولكنه لم يُخِفْهما بقوَّته، بل جاء أمامهما بمودَّة، وقد أخضعهما لناموس الخطوبة وليس بجلال سيطرته، ولكنه أكرمهما بحُبِّ الزيجة الروحيَّة. ولم ينتظر حتى تتعيَّن هويَّته الشخصيَّة، ولم يطلب أن تتعرَّفا عليه، ولم يسمح بأيَّة أسئلة؛ بل تقدَّم بمُفرده وحيَّاهما. وهو فَعَل ذلك، لأن قوَّة الحب تتغلَّب وتتفوَّق على كلِّ شيء. وبذلك جعل كنيسته أن تصبح هي جسده، واتَّخذها لتكون جسده، كما يقول الرسول: «وَهُوَ رَأْسُ الْجَسَدِ: الْكَنِيسَةِ» (كو 1: 18).

وقد أقنع المسيح تلاميذه في تردُّدهم بخصوص القيامة، وقوَّاهم في قلقهم، بأن أَظهَر لهم جنبه وآثار المسامير؛ ولمَّا أَكل الطعام أمامهم، دعاهم إلى الإيمان بقيامته، ولكن بصعوبة. ولذلك كان يليق به أن يدعو التلاميذ الناقصين في الإيمان ”أبناء“، قائلاً: «يَا غِلْمَانُ (يا أبناء) أَلَعَلَّ عِنْدَكُمْ إِدَاماً؟» (يو 21: 5). ولمَّا رأى المجدلية تبكي عند القبر، كأنه على إنسانٍ ميت، قال لها: «يَا امْرَأَةُ»! ولمَّا أرادت أن تلمسه، «قَالَ لَهَا يَسُوعُ: ”لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي“» (يو 20: 17،15). ولكنه بعد ذلك، قابَل المريمتَيْن ووجد أنهما قد كملتا في الثقة، وهما تطلبان الرب بإيمانٍ وغَيْرةٍ كاملين، حتى أنه سمح لهما، ليس فقط أن تلمساه، بل إنهما «أَمْسَكَتَا بِقَدَمَيْهِ وَسَجَدَتَا لَهُ» (مت 28: 9)...

ولكن من الصواب أن يقول للمجدلية: «لاَ تَلْمِسِينِي»، حيث إنها تبكي على الأرض من أجل الرب، وتبحث عن جسده في القبر، ولم تَعْلَم أنه يملك في السماء مع الآب. «لاَ تَلْمِسِينِي»، أي لا تُقدِّمي فروض الولاء بلمسة جسدك لذاك الذي كان عليكِ أن تلمسيه بالإيمان؛ ولا تتجرَّئي أن تلمسيه على الأرض، وكأنه إنسانٌ فقط، حيث إنه ليست لكِ بعد حكمة عبادته كإلهٍ في السماء. فإنَّ الإنسان على الأرض، الذي لم يصعد بعد بالإيمان إلى المسيح في السماء، لا ينبغي أن يلمس المسيح بيده. ولكن لمَّا بلغت المجدليَّة إلى قمة الإيمان، ارتفعت إلى فوق، إلى قمة الكنيسة، وأمكنها أن تلمس وتمسك بالمسيح بعاطفةٍ مُقدَّسة!

ظهور الرب القائم لتلاميذه:

«وَلَمَّا كَانَتْ عَشِيَّةُ ذلِكَ الْيَومِ، وَهُوَ أَوَّلُ الأُسْبُوعِ، وَكَانَتِ الأَبْوَابُ مَغَلَّقَةً حَيْثُ كَانَ التَّلاَمِيذُ مُجْتَمِعِينَ لِسَبَبِ الْخَوْفِ مِنَ الْيَهُودِ، جَاءَ يَسُوعُ وَوَقَفَ فِي الْوَسْطِ، وَقَالَ لَهُمْ: سَلاَمٌ لَكُمْ» (يو 20: 19). لقد كان مساء بسبب الحزن أكثر منه بسبب الوقت. فقد كان مساءً للأذهان التي أَظلمتها غمامةٌ كئيبة من الحزن، لأنه رغم أنَّ خبر القيامة قد أعطى بصيصاً طفيفاً من النور، إلاَّ أن الرب لم يكن قد شعَّ بنوره بكل سطوعه. وإذ كانت الأبواب مُغلَّقة بسبب الخوف من اليهود، فإنَّ مقدار رُعبهم، والجَزَع الذي سبَّبته تلك الفظاعة، قد أَغْلَقَت أبواب البيت وقلوب التلاميذ، في آنٍ واحد؛ كما أنه مَنَع بالكامل النور من أن يكون له أي مَنْفذ لحواسهم التي كانت مغمورة أكثر فأكثر بالحُزن، وازدادت ظُلمة الليل وأصبحت شاملة.

مقارنة بين دخول الرب بطن العذراء

المختومة، والأبواب المُغلَّقة:

وأنا أسألكم: لماذا هو مشكوكٌ فيه أنَّ اللاهوت، الذي لا حدود له، كان قادراً أن يخترق حدود هيكل جسد العذراء المختوم المحفوظ باستقامتها مصوناً تماماً؛ في حين أنه بعد القيامة اكتسب اللاهوت كثافة أجسادنا ودَخَل وخرج من الأبواب المُغلَّقة، وأَظهَر بهذا الدليل أنه هو مُبدع الخليقة كلها؟! ولكن إن كانت البتولية غير قادرة أن ترفض الحَبَل والولادة بخالقها، وإن كانت الأبواب المُغلَّقة لا يمكنها أن تمنع دخول وخروج الخالق؛ فكيف أَمكن للحجر الذي أمام القبر، مهما كان كبيراً، أن يُعيق قيامة المُخلِّص؟! ولكن، كما أنَّ البتولية والأبواب المُغلَّقة كلها بإحكامٍ تُنتج إيماناً بأُلوهيته؛ هكذا أيضاً فإنَّ الحجر الذي دُحرِجَ قد ثبَّت الإيمان بالقيامة!

ظهور الرب القائم أَبطل صراعات شكوكهم:

لقد تحمَّلت قلوب التلاميذ صراعاً دائماً بين الإيمان والشكِّ، وبين اليأس والرجاء، وبين الجُبن والشجاعة. وهكذا فإنَّ ذاك الذي يمكنه أن يرى ما هو مخفيٌّ، رأى مُسْبقاً الحرب التي تشنُّها الأفكار، واستعمل أول فرصة لكي يُعيد السلام إلى قلوب التلاميذ الذين رأوه؛ حتى أنَّ ذاك الذي أُخِذَ منهم بتلك الفضيحة وترك لهم أساساً للصراع؛ عندما أُعيد إليهم، أَبطَلَ تماماً صراعهم!

وقد «فَرِحَ التَّلاَمِيذُ إِذْ رَأَوُا الرَّبَّ» (يو 20: 20)، لدرجة أنَّ النور قد سطع أكثر بعد الظلمة، وأن الهدوء قد ساد أكثر بعد عاصفةٍ كئيبة إلى نفس المدى الذي استُقبِلَ به الفرح أكثر من الحزن. ثم قال لهم أيضاً: «سَلاَمٌ لَكُمْ» (يو 20: 21)... هكذا فقد مَنَع تلك الصراعات (التي اجتاحتهم) بأن مَنَحَ لهم ذلك السلام الذي مَنَحَه لنا نحن أيضاً، مِمَّا يجعلنا نُمجِّده ونعترف بأفضاله إلى الأبد، آمين.

(1) وهـو رئيس أساقفة ”رافِنَّا“ بإيطاليا. ومعنى اسمه باللغة اليونانية: ”ذهبي الكلمة“، وهو من آباء القرن الخامس الميلادي. وكان يعظ بكلمة الله باستمرار، واكتسب إعجاب رعيَّته. ويُلقَّب في الكنيسة الغربية بـ ”كريزو-لوغوس“ أي ”ذهبي الكلمة“، مُقارنةً بالقديس يوحنا ذهبي الفم (خريزو-ستوموس) في الكنيسة الشرقية. وهذه العظة التي ألقاها ليلة عيد القيامة المجيد، مُترجمة من: The Fathers of the Church, Vol. 110, p. 15-31.

This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis