- 46 -


المسيح


إعداد: الراهب باسيليوس المقاري

عمل الخلاص الذي أتى المسيح ليُتمِّمه (14)

ثانياً: المسيح الكاهن الأعظم (7)

تقديم المسيح نفسه ذبيحة من أجل حياة العالم

التآمُـر على الرب يسوع والمحاكمـة سبق التنبُّؤ بها: وهـذا ما سبق وتنبَّأ بـه الرب يسوع بأنَّ «واحداً منكم يُسلِّمني. الآكِلُ معي» (مر 14: 18)، وهـذا ترديد لِمَا وَرَدَ في مزمور (31: 13-15): «تآمـروا عليَّ جميعاً وعزمـوا على الفتك بي. عليك يا ربُّ توكَّلتُ. أقول: إلهي أنت في يدك أيامي».

+ وثمـن تسليم الـرب يسوع للموت هـو ”ثلاثون مـن الفضة“ كما تنبَّأ بـه زكريا النبي (11: 12). وأيضاً «في عطشي سقوني خـلاًّ» (مـز 69: 21). و«كلُّ مَن يراني، يستهزئ بي، يَقلب شفتيه ويهزُّ رأسه» (مز 22: 7).

العبد المتألِّم، سبق التنبُّؤ بـه: إشعياء النبي تنبَّأ بمَن هو: «مجروحٌ لأجل معاصينا، ومسحوقٌ لأجل آثامنا» (إش 53: 5).

+ وفي حوار بين الوالي بيلاطس مع اليهود، عمَّا يجب أن يفعله مع يسوع: «”لو لم يكن فاعلَ شرٍّ لَمَا كُنَّا قد سلَّمناه إليك“. فقال لهم بيلاطس: ”خُذوه أنتم واحكموا عليه حسب ناموسكم“. فقال له اليهود: ”لا يجوز لنا أن نقتل أحداً“. ليتمَّ قول يسوع الذي قاله مُشيراً إلى أيَّة مِيتة كان مُزمِعاً أن يموت» (يو 18: 30-32). وكأنهم هم الذين حكموا عليه بالموت ليجعلوا بيلاطس أنه هو الذي يُنفِّذ فيه حُكْم الموت.

آلام حقيقية، ولكن بإرادته وحده، وهو

البريء، فالآلام هي خلاصية:

أربعـة ادِّعاءات تُنير لنا حقيقة ومغزى آلام المسيح: فقد تـألَّم حقّاً، وبإرادتـه، ولكن هـو البريء، وكـانت هادفـة وبحسب التدبير الإلهي لخلاص البشرية من حُكْم الموت الذي أُلقي على آدم قديماً وعلى البشرية كلها من بعده. إنَّ عقيدة صَلْب المسيح وافية وتهدف إلى خلاص البشرية من خلال هذه الأركان الأربعة:

- آلام حقيقية: آلامه كـانت حقيقية وليست مُشبَّهة. في القـرون المُبكِّـرة للمسيحية، ظهرت بدعة تَدَّعي أن جسد المسيح خياليٌّ، وأنـه بـلا عظم ولا لحم، ولكن فقد شُبِّه هكذا للناظرين إليه فقط، اعتماداً على اعتقادهم أنَّ جسد المسيح غير حقيقي بل شُبِّه لأعين الناس أنَّ له لحماً وعظاماً باعتبار الجسد نجساً ولا يمكن لابن الله أن يتَّخذه أو يلبسه. وتُسمَّى هـذه الهرطقة ”دوكيتية“ من كلمـة ++++++، أي شُبِّه للناظر إلى المصلوب أن له جسداً وهو غير ذلك. وقد أفرزت الكنيسة هذه الهرطقة.

+ أما نبوَّات الأنبياء القدامى فهي تتنبَّأ عن «رجل أوجاع ومختبر الحزن» (إش 53: 3). فإن كانت هذه ”الأوجاع“ أي ”الآلام“ خيالية في نظر الناس، فما كان هناك موت، وبالتالي ما كان علاج للخطية ولا للموت، وبالتالي لا تكون هناك قيامـة ولا صعود إلى السماء، وتظلُّ البشريـة مُقيَّدة في خطاياها، ولا خلاص!

+ لقـد ”تـألَّم“ بـالجسد حقّاً كمـا وَرَد في قانـون الإيمـان الذي أكملـه المجمع المسـكوني بالقسطنطينية عـام 381م، بـل كانت آلاماً وموتاً حقيقيَّيْن، وبالتالي قيامة البشرية للحياة الأبدية.

- بإرادته: آلام المسيح لم تكن بغير إرادته، فقد قَبِلَها بإرادتـه من أجل أن يُكمِّل خلاص البشرية. حينئذ قـال: «هـأنذا أَجيء لأفعل مشيئتك يا الله... فبهـذه المشيئة نحـن مُقدَّسون بتقديـم جسد يسوع المسيح مرَّةً واحدة» (عب 10: 10،9)(1).

الرب يسوع وضع نفسه وحياته ذبيحة من أجل خلاص البشريـة كلها وإعطائها الحياة الأبدية. لم يكن مجرَّد ضحية صامتة لليهود؛ بل هو ذبيحة نشطة ومنتصرة على الموت بقيامته من الموت.

لقد ارتضى بالموت بإرادتـه وسلطانـه ولم يضطرَّه أحد إلى ذلك. وبينما الآخرون سَعَوْا أن يقتلوا جسده ويُزهِقوا نفسه بالقوة، إلاَّ أنَّ موته لم يكن عن اضطرار أو إذعان؛ بل عن طِيب خاطر منذ أن اعتمد بيد يـوحنا المعمدان بمعموديـة الخطاة ليفتدي خطاة البشريـة كلها. ثم خرَّ على وجهه في بستان جثسيماني، ورَضِيَ أن يشرب مـن كـأس الآلام دون إذعان ولا اضطرار، وأيضاً بـدون تذمُّر أو مقاومة. لأن موته كان في حقيقته موتاً فدائياً للبشرية كلها منذ آدم وإلى آخـر الدهور، وهي التي لَبِسها واتَّخذها لنفسه، لتموت كلها في موتـه الفدائي، ثم تقـوم مـن الموت بقيامتـه، وتصعد إلى السموات بصعوده إلى السموات، ثم بجلوسـها عـن يمين الآب بجلوسه هو، قائلاً للآب: «هـا أنا والأولاد الذين أعطانيهم الله» (عب 2: 13). وهـذا هـو هدف التجسُّد مـن خـلال تجسُّده وآلامـه وموتـه ونـزوله إلى الجحيم، ثم قيامته مـن الموت وصعوده إلى السموات وجلوسه عن يمين الآب.

- حَمَلُ الذبيحة البريء من كل عيب: لأنه بدون كونه طاهراً وبريئاً، ما كان في إمكانه أن يكـون حَمَل الذبيحة الإلهي الذي يحمل خطايـا البشرية في جسده.

- وكـان هـذا بالتدبير الإلهي المُشتَرَك مع الآب السماوي وبالروح القدس: إنَّ كـل هـذه الآلام سمح بها الله بحسب المشـورة الأزلية، وليس قضاءً وقَدَراً، أو صُدفةً، ولا كحَدَثٍ مُنافٍ للعقل؛ بل كـان التدبير الإلهي لخلاص البشرية مـن الموت ذا معنى بالنسبة لتاريخ الخلاص: «هذا أخذتموه مُسلَّماً بمشورة الله المحتُومة وعِلْمه السابق، وبأيـدي أَثَمَة صلبتُمُوه وقتلتُمُوه. الذي أقامه الله ناقضاً أوجاع الموت، إذ لم يكن مُمْكِناً أن يُمْسَك منه» (أع 2: 24،23).

عشاء الرب ومعناه

العشاء السرِّي mystical: أقام الرب يسوع عشاءه الأخير مع تلاميذه في توقُّعٍ قويٍّ لمجيء ملكوت الله، وهو مُدْرِك تماماً أنه على وشك أن يتركهم: «الحقَّ أقول لكم: لا أَشربُ بعد الآن من عصير الكرمـة، حتى يجيء يـومٌ فيه أَشربُـه جديداً في ملكوت الله» (مر 14: 25 - الترجمة العربية الجديدة).

+ كـان هـذا الاحتفال بالعشاء الأخير قُربَ موعـد الاحتفال بعيد الفصح (اليهودي)، والذي يُذبَح فيه ”خروف الفصح“ لذكْرَى خروج بني إسرائيل من أرض مصر.

+ وفي هذا العشاء أعطى المسيح نفسه في شكل الخبز والخمر (غـير المُختمر) كمَـنْ يُسلِّم نفسه للموت (تماماً مثل ذَبْح خروف الفصح تأهُّباً لانطلاق بني إسرائيل قديماً من أرض مصر). وإنَّ أَقدَم تاريخ شفوي لهذه الكلمات التي نطق بها المسيح وهو يُقدِّم نفسه في شكل الخبز والخمر، كـان سابقاً للأناجيل المكتوبـة، والتي تعكس الاهتمام الشديـد بتفسير الأحـداث التي صاحَبَت صَلْب الرب يسوع. هذا التقليد القديم هو الذي غـذَّى فيما بعد ذكريـات القديس بولس الرسول (أولاً)، ثم الإنجيليين الثلاثـة الذين كتبوا أناجيلهم الثلاثة بعد رسالة بولس الرسول إلى أهل كورنثوس بحوالي 30 سنة أو يزيد، والذين كتبوا أحداث عشاء الرب وكلمات الرب يسوع الأخيرة في هـذا العشاء، والتي تُسمَّى ”كـلام التأسيس“، والتي تُشير إلى ”تقليدٍ شفوي“ يعـود إلى أقدم ذاكرة لهذه الأحداث، قبل كتابتها في الأناجيل.

+ ففي إنجيـل القديس مـرقس (14: 24)، يذكر القديس مرقس (وهو الذي انعقد هذا العشاء الأخير ليسوع في منزل والدته)، يذكر كلمات يسوع لتلاميذه: «هذا هو دمي الذي للعهد الجديد، الذي يُسْفَك من أجل كثيرين (أي للكل حسب المعنى العبري)» (مر 14: 24).

+ وكذلك القديس متى الذي يُضيف: «لمغفرة الخطايا» (مت 26: 28).

+ أما نص القديس بولس الرسول فيقول: «”هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي. اصنعوا هذا كلَّما شربتُم لذِكْري“. فإنكم كُلَّما أكلتُم هذا الخبز وشربتُم هذه الكأس، تُخبرون بموت الرب إلى أن يجيء» (1كو 11: 26،25). وقد تسجَّلت هذه الكلمات فيما بعد في قدَّاس القديس باسيليوس وباقي القدَّاسات.

+ وهذا هو الذي يُفسِّر صَلْب وموت وقيامة المسيح كـأحداث تشرح سـر الفداء، منذ أوائل الكرازة بـالتقليد الشفاهي الـذي يسبق كتابـة الأناجيل.

المعنى السرِّي mystical

لعشاء الرب ولسرِّ الإفخارستيا:

يشرح الأب متى المسكين هذا المعنى في كتابه ”الإفخارستيا عشاء الرب“ قائلاً:

+ ”كان فجراً مُشرقاً للكنيسة في وسط ليل العالم المُظلم، أنار لنا فيه المسيح طريق الخلود وسط تعثُّرات الدنيا.

+ أعطانا فيه ثقة أكيدة بالدخول إلى الأقداس العُليا بالمغفرة وبالتطهير بـدم العهد الذي أقامه بالسرِّ قبل أن يُقيمه بالصليب.

+ أطعمنا فيه وبيديه الخبز الحي النازل من السماء الذي كـلُّ مَـن يأكل منه لا يجوع إلى العالم، ولا يموت بالخطية، بل يستوطن السماء.

+ نلنا فيه الحضور الدائـم لشخص يسوع المسيح معنا، مصلوباً ومُقاماً، إلى انقضاء الدهر.

+ وفوق هذا كله، أَخَذْنا في هذه الليلة الموعد بانتظار فجر يومٍ آخر أكثر إشراقاً يأتي فيه المسيح، بمجده ومجد أبيه، مع ملائكته“ (ص 152).

+ ”المائدة صارت أمامه مذبحاً، والخبز في يديـه صار جسداً حيّاً مكسوراً ومُمزَّقاً، والخمر في الكـأس تحـوَّل إلى دمـه؛ ووقف الكاهن (المسيح) مُخضَّباً بدم نفسه.

+ المسيح قدَّم نفسه ذبيحة. الحَمَلُ الذي ظلَّ رؤساء الكهنة يُطاردونه ليمسكوه، ويُقدِّموه قبل العيد «لئلا يكون شَغَبٌ في الشعب» (مت 26: 5)، سلَّم نفسه ليد الآب قبل أن يضعوا عليه الأيادي، وأَكمل بالسرِّ بيد نفسه مشورته الأزلية، وهم لا يزالون يتشاورون عليه سرّاً. وسَبَق وذَبَح نفسه، بالنيَّة، في وسط أحبَّائه قبل أن يصلبوه وسط لصَّيْن.

+ لقد حقَّق بالسرِّ ما كان سيتحقَّق بالفعل، فأَكمل الذَّبْح على مستواه الأبدي قبل أن يُكمِلوه على مستواه الزمني، حتى يظل الذَّبْح بالسرِّ بعد انتهاء الفعل الزمني، وحتى تبقى ذبيحته قائمة بـلا حدود، ندخـل إليها في السرِّ، كلما نشاء وأينما نشاء!!

+ فالذبح الذي أكمله المسيح لنفسه (قبل أن يُكمِّله عملياً رؤساء الكهنة)، رفع من قيمة الفعل الزمني الذي أكمله العالم فيه، فأعطاه صفة الدوام والشمول فوق الزمان والمكان، حتى لا يُقال إنَّ العالم هو الذي ذَبَحه على الصليب، بل هو الذي ذبح نفسه لأجل حياة العالم.

+ لم تَعُدْ مائدة، ولم يَعُدْ عشاءً، ولم يَعُدْ طقس محبة لأخصَّاء محبوبين، بل مذبحاً ناطقاً سماوياً، وذبيحة سمائية لكـلِّ الدهور، ومسيح الحب للعالم كله، ووليمة أقامها ابن الله للبشرية قاطبةً، وعليها جسده مذبوحـاً ودمه مسفوكـاً“ (ص 153،152).

سر السرِّ: «أخذ يسوع الخبز وبارك»

(مت 26: 26):

+ ”"هذا هو سرُّ السرِّ". ولكن المعروف جيداً أنَّ لا أرضاً طيِّبة ذُكِرَت، ولا وطناً يُقْتَنَى تكلَّم عنه، ولا خيرات تُشْتَهى، ولا ثمرات للأَكل حتى الشِّبَع، ولا كروماً للشُّرب والتغنِّي (وهي التي كان يتغنَّى بها اليهود في العهد القديم ويفتخرون بها ويُحاربـون ويغزون البلاد بسُلطان هـذه المقتنيات). لم يذكرالرب قط شيئاً من هذا، بل في بساطةٍ وجلال وهيبة مُرعبة: «"خُذوا كُلُوا هذا هو جسدي المكسور لأجلكم"» (1كو 11: 24).

+ نحن الآن أمام جلال إلهي، وطعام مُرعب ومخيف في معناه، ينقلنا فجأة وبلا أيِّ التباس: من مفهوم طعام اللَّذة الجسدية وشراب الراحة البشرية، ومن عصير الكرمة؛ إلى طعام سرِّي معجون بـالآلام والأحزان، وعليه كـل الأوجاع البشرية التي تفوق حـدود الأرض والأوطـان الأرضية.

+ فـالجسد الذي استعلَنه المسيح بالبركـة، والذي كَسَرَهُ بِكَسْرِه للخبز، وعيناه نحو السماء، صـار طعامنا الجديد المكسور لأجلنـا، الـذي مصدره السماء التي انحدر منها، والتي هو فيها الآن، والتي صارت بالتالي وطننا.

+ وهكذا كما كانت كلمات البركة القديمة على الخبز القديم في الولائم القديمة، تربط ذهن إسرائيل القديم بالأرض الطيبة التي أَخرجت هذا الخبز الشهي، وتربطه بالتالي بالعهد المقطوع مع إبراهيم لتملُّك هذا الوطن المتزعزع؛ هكذا صارت بركة المسيح الجديدة على هذا الخبز السمائي وعيناه نحو السماء، تربط ذهن إسرائيل الجديدة - أي الكنيسة - بالسماء التي أخرجت هذا الخبز الحي، وتربط ذهنها أيضاً بالعهد الجديد المقطوع مع المسيح ابـن الله بسَفْك دمه لميراث لا يَفْنَى ولا يتدنَّس ولا يضمحل، محفوظ لنا في السموات، كوطن أفضل أي دائم“.

«ثم أَخَذَ الكأس وشَكَرَ» (مر 14: 23):

+ ”نحن هنا في نهايـة الوليمة "بعد العشاء"، والكأس هنا تُسمَّى "كأس البركـة"، فهو لم يكن فقط شكراً بمعنى الشُّكر، بل كان أيضاً مُبارَكة الله (أي تقديم الشُّكر لله لبركته علينا).

+ فمِن أجل أيِّ شيء شَكَرَ المسيح أو بارَك على الكأس؟ هل من أجل الطعام الذي يُشْبِعُ كل ذي جسد؟ هل من أجل أن يَرُدَّ المُلْكَ لبيت داود؟ هل لبناء أورشليم واستعادة مجد الخدمة والذبائح في الهيكل؟ أَيُعطي الرب دمه الإلهي الثمين ثمناً لتفاهات الإنسان؟ هل يمكن أن يكون الصليب ثمناً لمملكة داود، أو فديـةً لبناء أورشليم، أو توطئة لإعادة طقوس الذبائح من عجول وتيوس؟

+ إنَّ مُباركة المسيح وشُكره على الكأس لم يكونا إلاَّ صورة عميقة لمشاعره من نحو الآب ومنظـر الصليب أمامـه، والهاويـة (الجحيم) والقيامة، ومنظر ملايين المفديين من بني البشر يترنَّمون ترنيمة الخلاص وقد بيَّضوا ثيابهم في دمه الثمين، يتقدَّمون به إلى الآب!!

+ كل هذا كان في قلب الرب حينما مدَّ يده بالكأس إلى تلاميذه قائلاً: «"هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يُسفك مـن أجل كثيرين (أي للجميع بحسب اللغة العبرية) لمغفرة الخطايا"» (مت 26: 28)(2)“.

(يتبع)

(1) Cyril of Jerusalem, Catech. Lect. 13,6; NPNF, 2, VII, pp. 83-84.
(2) الأب متى المسـكين، ”الإفخـارسـتيا عشـاء الـرب“، ص 152-155. مـا بين القوسـين توضيحٌ مـن كـاتب المقال.

This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis