مقدِّمات الأسفار
- 27 -

ثانياً: الأسفار التاريخية

7 - سِفْر الملوك الثاني

يواصل سِفْر الملوك الثاني أحداث التاريخ المأساوي الذي بَدَأَه سِفْر الملوك الأول، والذي يختصُّ بالأُمَّتَيْن اللتين تباريتا في مضمار الانحدار الذي انتهى إلى استعبادهما بواسطة أُممٍ غريبة. وهكذا يتتبَّع كاتب السِّفْر أحداث المملكتَيْن: إسرائيل ويهوذا، أولاً بمتابعة تاريخ أحدهما، ثم استعادة تاريخ الأخرى في نفس الفترة الزمنية.

وقد تعاقَب في حُكْم مملكة إسرائيل 19 مَلِكاً شريراً، حتى انتهى الأمر إلى احتلالهم بواسطة الأشوريين. أمَّا الصورة فكانت أكثر إشراقاً في مملكة يهوذا، حيث حَكَمَ المملكة بعض الملوك الأتقياء على فتراتٍ، مُصلِحين ما أفسده مَن سبقهم. إلاَّ أنه في ن‍هاية الأَمْر أيضاً، طغت الخطية على الخير وسارت مملكة يهوذا نحو مصيرها المحتوم إلى سبي بابل.

ومِثْل سِفْرَي صموئيل وسِفْر أخبار الأيام، كان سِفْرا الملوك الأول والثاني سِفْراً واحداً في الأصل العـبري، إلاَّ أنَّ الترجمة العربية اتَّبعت مـا حدث في الترجمتَيْن السبعينية واللاتينية في قِسمتهما إلى سِفْرَين. أمَّا عن كاتب السفر فهو نفس كاتب سِفْر الملوك الأول.

تاريخ كتابة السِّفْر:

تمَّ كتابة سِفْر الملوك الثاني خلال السبي البابلي. فمِن الأصحاح 1 إلى 17 يُغطِّي 131 سنة بدءاً من عام 853 ق.م (منذ بداية حُكْم الملك أخزيا ملك إسرائيل) حتى عام 722 ق.م (عند سقوط السامرة واستيلاء الأشوريين على مملكة إسرائيل). وتُسجِّل الأصحاحات 18-25 تاريخ 155 سنة من بداية حُكْم حزقيَّا عام 715 ق.م حتى إطلاق سراح الملك يهوياكين من أَسْر بابل سنة 560 ق.م.

وهكذا نرى أنَّ المملكة المتَّحدة استمرَّت 112 سنة (من 1043 إلى 931 ق.م)، وظلَّت المملكة الشمالية (مملكة إسرائيل) 209 سنة (931-722 ق.م)، ودامت المملكة الجنوبية (مملكة يهوذا) 136 سنة أخرى (722-586 ق.م). وتقلَّبت سيطرة المصريين والأشوريين على فلسطين، ثم تفوَّق الأشوريون، ثم تراجعوا وفي النهاية صارت السيطرة للبابليين.

موضوع السِّفْر ومضمونه الروحي:

يتابع سِفْر الملوك الثاني تاريخ المملكة المنقسمة في الأصحاحات من 1 إلى 17، ثم تاريخ مملكة يهوذا التي ظلَّت قائمة بعد احتلال الأشوريين على مملكة إسرائيل في الأصحاحات من 18 إلى 25. والواقع أنَّ متابعة السرد يبدو صعباً نوعاً ما، كما هو في سِفْر الملوك الأول، لأن الكاتب كان يتنقَّل بين تاريخ المملكتَيْن ذهاباً وإياباً.

وهذا السِّفْر هو أكثر من أن يكون مزيجاً من الأحداث السياسية أو الاجتماعية ذات الطابع الخاص، في إسرائيل ويهوذا، فهو فضلاً عن ذلك يُعتَبَر تاريخاً انتقائياً كُتِبَ ب‍هدفٍ لاهوتي. فالكاتب يختار ويُشدِّد على الأشخاص والأحداث ذات المغزى الأخلاقي والديني التي تُعلِّم أنَّ الانحطاط الذي أعقبه الاختفاء الذي حَدَث للمملكتَيْن إنما كان نتيجة للفشل الذي بَدَا من جانب الحُكَّام والشعب للخضوع لإنـذارات المُرسلين مـن الله. كما أنَّ الجو الروحي للأُمَّة حـدَّد حالتها السياسية والاجتماعية. والأهم من كلِّ شيء هو أنَّ سِفْرَي الملوك هما تاريخ العهد المكتوب بين الله وشعبه بني إسرائيل لكي يشرح ليهود الشتات أسباب سقوط المملكتَيْن الشمالية والجنوبية.

وهكذا، فإنَّ سِفْر الملوك الثاني يُقدِّم الله بصفته مُدبِّر التاريخ الذي يُعلِن عن خطته وغرضه لشعبه. فالله يُدبِّر شئون البشر، حتى أنَّ أولئك الذين يُطيعونه ويحفظون وصاياه يتمتَّعون ببركته، بينما يختَبِر غير المُطيعين تأديبات الله وقصاصه. إلاَّ أنَّ عدم طاعة شعب الله لا يمكن أن تُعطِّل هدف الله النهائي لفداء البشرية. فبالرغم من كلِّ الشخصيات التي شذَّت عن المسار الخاضع لإرادة الله، إلاَّ أنَّ بعضاً من الملوك الذين جاءوا من سلالة داود قد ظلُّوا مُحافظين على العهد الذي أَبرمه الله مع عبده داود (2مل 1: 1-16)، وتضمَّن السِّفْر أملاً في إطلاق سراح أحد الملوك من سلالة داود من أَسْر بابل (2مل 25: 27-30).

كما أدَّى أنبياء يهوذا دوراً بارزاً في سِفْرَي الملوك الأول والثاني، إذ استخدمهم الله لكي يُذكِّروا الملوك بمسئوليتهم تجاه عهد الله المقدَّس. وكانت إرسالية إيليا النبي وأليشع النبي في المملكة الشمالية هي الأكثر وضوحاً. إلاَّ أنَّ الكثير من الأنبياء كاتبي الأسفار الصغار قد ذُكِروا أيضاً. وإنَّ يقينية كلمة الله النبويَّة ظهرت بكلِّ جلاء حيث تحقَّقت نبوَّات كثيرة وذُكِرَت معجزات قام ب‍ها أولئك الأنبياء.

وفيما يلي جدول تصويري لمحتويات السِّفْر:

مُلخَّص لمحتويات السِّفْر:

أولاً: المملكة المنقسمة (1: 1-17: 41):

1. أخزيا مَلِكاً لإسرائيل (1مل 22: 51-2مل 1: 18):

أ - التقييم الروحي لأخزيا (1مل 22: 51-53).

ب - الوضع السياسي أيام حُكْمه (2مل 1: 1). ج - موت أخزيا (1: 2-18).

2. يهورام مَلِكاً لإسرائيل (2: 1-8: 15):

أ - الانتقال من إيليا إلى أليشع (2: 1-25).

ب - التقييم الروحي ليهورام (3: 1-3).

ج - الوضع السياسي أيام حُكْمه (3: 4-27). د - خدمة أليشع (4: 1-8: 15).

3. يهورام مَلِكاً ليهوذا (8: 16-24).

4. أخزيا مَلِكاً ليهوذا (8: 25-9: 29):

أ - التقييم الروحي لأخزيا (8: 25-27).

ب - الوضع السياسي أيام حُكْمه (8: 28-9: 26).

ج - موت أخزيا (9: 27-29).

5. ياهو مَلِكاً لإسرائيل (9: 30-10: 36):

أ - تحقُّق نبوَّة أليشع النبي (9: 30-10: 28).

ب - التقييم الروحي لياهو (10: 29-31).

ج - الوضع السياسي أيام حُكْمه (10: 33،32). د - موت ياهو (10: 34-36).

6. عثليا ملكة ليهوذا (11: 1-16):

أ - نجاة يوآش من القتل (11: 1-3).

ب - سقوط عثليا بواسطة يهوياداع (11: 4-12). ج - موت عثليا (11: 13-16).

7. يوآش مَلِكاً ليهوذا (11: 17-12: 21):

أ - تجديد العهد (11: 17-21).

ب - التقييم الروحي ليوآش (12: 1-3).

ج - الوضع الروحي أيام يوآش (12: 4-16).

د - الوضع السياسي أيام حُكْمه (12: 18،17).

ه‍ - موت يوآش (12: 19-21).

8. يهوأَحاز ملكاً لإسرائيل (13: 1-9).

9. يهوآش ملكاً لإسرائيل (13: 10-25):

أ - حُكْم يهوآش (13: 10-13).

ب - آخر نبوءات أليشع النبي وموته (13: 14-25).

10. أَمَصْيا ملكاً ليهوذا (14: 1-22):

أ - التقييم الروحي لأمصيا (14: 1-6).

ب - الوضع السياسي أيام حُكْمه (14: 7-14).

ج - موت يهوآش (14: 16،15). د - موت أمصيا (14: 17-22).

11. يربعام ملكاً لإسرائيل (14: 23-29).

12. عزريا ملكاً ليهوذا (15: 1-7).

13. زكريا ملكاً لإسرائيل (15: 8-12).

14. شَلُّوم ملكاً لإسرائيل (15: 13-15).

15. مَنَحِيم ملكاً لإسرائيل (15: 16-22).

16. فَقَحْيا ملكاً لإسرائيل (15: 23-26).

17. فَقْح ملكاً لإسرائيل (15: 27-31).

18. يوثام ملكاً ليهوذا (15: 32-38).

19. آحاز ملكاً ليهوذا (16: 1-20):

أ - التقييم الروحي لآحاز (16: 1-4).

ب - الوضع السياسي في أيامه (16: 5-18).

ج - موت آحاز (16: 20،19).

20. هوشع مَلِكاً لإسرائيل (17: 1-41):

أ - التقييم الروحي لهوشع (17: 2،1).

ب - الوضع السياسي في أيامه (17: 3-41).

ثانياً: المملكة المتبقية: مملكة يهوذا (18: 1-25: 30):

1. حزقيَّا مَلِكاً ليهوذا (18: 1-20: 21):

أ - التقييم الروحي لحزقيَّا (18: 1-8).

ب - الوضع السياسي في أيامه (18: 9-20: 19). ج - موت حزقيَّا (20: 21،20).

2. منسَّى مَلِكاً ليهوذا (21: 1-18):

أ - التقييم الروحي لمنسَّى (21: 1-15).

ب - الوضع السياسي في أيامه (21: 16). ج - موت منسَّى (21: 18،17).

3. آمون ملكاً ليهوذا (21: 19-26).

4. يوشيَّا ملكاً ليهوذا (22: 1-23: 30):

أ - التقييم الروحي ليوشيَّا (22: 2،1).

ب - تجديد العهد بواسطة يوشيَّا (22: 3-23: 27).

ج - الوضع السياسي في أيامه (23: 29،28).

د - موت يوشيَّا (23: 30).

5. يهوآحاز ملكاً ليهوذا (23: 31-34).

6. يهوياقيم ملكاً ليهوذا (23: 35-24: 7).

7. يهوياكين ملكاً ليهوذا (24: 8-16).

8. صِدْقِيَّا ملكاً ليهوذا (24: 17-25: 21):

أ - التقييم الروحي لصدقيَّا (24: 17-19).

ب - الوضع السياسي أيام حُكْمه (24: 20-25: 21).

9. تعيين جَدَليا حاكماً ليهوذا من قِبَل ملك بابل (25: 22-26).

10. إطلاق سراح يهوياكين من السجن في بابل (25: 27-30).

(يتبع)

This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis