في ذكرى الرسل



عيد مار مرقس



+ البداية:

يعود أصل القديس مرقس، أحد السبعين رسولاً (لو 10: 1-12) وكاتب أقدم الأناجيل القانونية، ومؤسِّس كنيسـة الإسكندريـة، إلى مدينة قورينة (سيريـن)، وهي ضمن الخمس المدن الغربيـة(1) Pentapolis، وتقع غرب مصر ضمن حدود ليبيا.

وينتسب القديس مـرقس إلى عائلة ثَرِيَّـة، وأبوه أريسطوبولس وأُمه مريم. وهو أصغر من المسيح بثلاث سنوات تقريبـاً. واسمه العبري يوحنا (ومعناه: ”الله حنَّان“ أو ”يتحنَّن“)، ولقبه الأُممي مرقس (ومعناه: ”مطرقة“ أو ”هرَّاوة“) (أع 12: 25،12؛ 15: 37).

ولمَّا كانت سِنُّ مرقس 18 سنة، هاجرت أُسرته مع يهود كثيرين إلى فلسطين، بعد أن أغـار البرابـرة على منطقتهم واستولوا على أملاكهم (في عهد أُغسطس قيصر)، وسكنوا أولاً في قانا الجليل، ثم جاءوا إلى أورشليم.

+ مرقس وبرنابا:

ارتبطت حياة مرقس بخاله برنابا المشهود له، ورفيق القديس بولس في خدمتـه (أع 11: 22-24، 30؛ 13: 2؛ كـو 4: 10)، والذي عـاش فترة في قبرس (أع 4: 36). كما ارتبط مرقس أيضاً بالقديس بطرس الذي كان زوجاً لابنة عم أو خال أبيه، وكان مرقس له بمثابة الابن بسبب فارق السنِّ (1بط 5: 13). كما يذكر البعض أيضاً أنه يَمُتُّ بقرابة إلى توما الرسول.

+ بيت مرقس:

هكذا تضافـرت هـذه العلاقات لكي يصير مرقس أيضاً واحداً من جماعة المسيح المؤمنة بـه والكارزة باسمه. كما كـانت أُمُّه إحدى المريمات اللاتي تبعن المسيح مع سائر النساء، كما كانت في العلِّية يوم الخمسين؛ بل إنَّ بيت عائلته صار مكان اجتماع المعلِّم بتلاميذه، وفي أعلاه كانت علِّية صهيون، المكان المُفضَّل للرب (مر 14: 15)، وفيه غَسَل الرب أرجل تلاميذه وأَكَل الفصح معهم (مر 14: 13-16؛ لو 22: 10-12) ورَسَـم سـر الإفخارستيا (مت 26: 26-29؛ مر 14: 22-25؛ لو 22: 20،19)، وفيه اختبأ التلاميذ بعد الصَّلْب (لو 24: 33؛ يو 20: 19)، وظهر لهم فيه الرب بعد قيامته (لو 24: 36-40؛ يـو 20: 19-29)، وفيه حـلَّ الروح القدس يوم الخمسين، ومنه انتشر الإيمان إلى العالم كله (أع 1: 14،13؛ 2: 1-4).

هكذا صار بيت القديس مرقس في أورشليم أول كنيسة في العالم (أع 12: 12)، ومركـزاً لأول جماعة مؤمنة للشركة والصلاة وكَسْر الخبز، وفيه صلَّت الكنيسة من أجل بطرس وهو في السجن، وبعد خروجه جاءهم فيه (أع 12: 12،5)(2).

+ خدمته أيام الرب ومع القديس بولس:

بدأ القديس مرقس خدمته بعد أن عيَّنه الرب ضمـن السبعين غير الاثني عشر (لو 10: 1-24)، وقد تبع الرب خلال سنوات خدمته وسمع تعاليمه ورأى معجزاته. وسجَّل خدمته ومعرفته هذه في إنجيله الذي يُعتَبَر أقدم الأناجيل الأربعة، ولكنه لا يُشير إلى نفسه ولو بالرمز(3). كما لم يُخْفِ أنـه هرب كسائـر التلاميذ، عندما أمسك بالرب أعداؤه وساقوه إلى الصليب(4).

وبعد حلول الروح القدس يـوم الخمسين، انطلق مرقس يكرز بالخلاص. وكانت بدايته مع القديس بولس، الذي كان خاله برنابا أول مَن اقترب من شاول بعد إيمانه (سنة 38م)، وقدَّمه إلى سائر التلاميذ، الذين كانوا يخشونه في البداية (أع 9: 27). كما ذهب برنابـا إلى طرسوس وجـاء بالقديس بولس إلى أنطاكيـة، وحَمَل العطايا إلى فقراء أورشليم (سنة 44-45م) بناءً على تكليف الكنيسة (أع 11: 30،25).

هكذا رتَّبت النعمة أن يُرافق مرقس اثنين من الكبار: خاله برنابـا ورسول الأُمم بولس، في خدمـة أورشليم (أع 12: 25)؛ ثم في الرحلة الكرازية الأولى (حوالي 45 أو 47-49م)، حيث عبروا البحر من سلوكية (ميناء أنطاكية القديم) إلى قبرس (أع 13: 3)؛ ثم أقلعوا مـن بافوس إلى برجة بمفيلية، وهنا فارقهما مرقس وعاد إلى أورشليم (أع 13: 13)، مِمَّا اعتبره القديس بولس تحلُّلاً من الالتزام والجدِّيَّة الواجبة.

ومع بدء الرحلة الثانية التي عَبَرَ فيها القديس بولس إلى أوروبا (50-52م)، طلب برنابا أن يُرافقهما مرقس، ولكن بولس - وقد ساءه تصرُّف مرقس السابق - رفض أن يكون مرقس معهما. واضطر برنابا للانسحاب من الرحلة، وعاد مع مرقس بحراً إلى قبرس التي استُشهِد فيها القديس برنابا (أع 15: 36-39). ويختفي اسم مرقس من سِفْر الأعمال لحوالي عشر سنوات، بعدها نرى المياه تعود إلى مجاريها مع القديس بولس، الذي بحسب رسالته من سجنه الأول في روما (61-63م) إلى أهل كولوسي (62م)، نجد مرقس ضمن خاصَّته الذين حولـه في سجنـه، مـع تيخيكُس وأُنِسيـمُس وأَرِسـترخُـس، ويقـول عنهـم: «العاملون معي لملكوت الله، الذيـن صـاروا لي تسلية (تعزيـة)» (أي الذين خفَّفـوا عنـه محنـة السجن)، وهـو يوصي الكولوسيين بمـرقس عندما يأتي لخدمتهم (كو 4: 11،10)، كما يذكُر اسمه أيضاً في رسالته لفليمون (فل 24).

ولمَّا كان القديس بولس في سجنه الثاني (بين عامَي 64، 67) قبل استشـهاده، وفي رسـالته الثانية إلى تيموثـاوس، نعرف أنَّ مرقس يخدم معـه في أفسس، والقديس بولس يطلب مـن تيموثاوس أن يأتي سريعاً وأن يُحضِر مـرقس معه «لأنه نافعٌ لي للخدمة» (2تي 4: 9-11).

+ عن خدمته خلال سنوات الغياب

في سِفْر الأعمال:

هناك أكثر مـن روايـة: فواحدة تُرجِّح ذهاب القديس مرقس وحده إلى مسقط رأسه (42م)، حيث قضى سنتين في كيريني، وأسَّس فيها أول كنيسة، كما أسَّس كنائس ورسم أساقفة في باقي الخمس المدن الغربية، ثم ذهب إلى الإسكندرية وأمضى فيها حوالي سبع سنوات يُبشِّر ويؤسِّس كنيستها.

بعدها عـاد إلى أورشليم وحضر المجمع الأول (51م)، وانطلق لملاقاة القديس بولس في روما، وذهب لخدمة كولوسي وأفسس، ورافق تيموثاوس في زيارته للقديس بولس في سجنه الأخير، وبَقِيَ في رومـا حتى استشهاد بولس الرسول (68م). بعدها سافر شمالاً في إيطاليا إلى البندقية يُبشِّرها بالإنجيل. ومـن جديـد يعود إلى الخمس المدن، حيث رسم لوكيوس القيرواني كأول أسقف عليها (الذي استُشهد وقت استشهاد القديس مرقس)، ثم إلى الإسكندريـة للمرَّة الثانية حيث استُشهد (68م) في عيد القيامة.

وروايـة ثانية تقول بأنَّ القديس بطرس(5) وزوجتـه والقديس مـرقس نزلـوا إلى مصر للكـرازة وافتقاد الجاليـة اليهودية في بابليون والإسكندرية. وكان اليهود في بابليون منذ الزمن القديم لا يتكلَّمون اليونانية، فكان وجود مرقس، الـذي يعرف اليونانيـة واللاتينيـة والعبريـة (الآرامية)، مُساعِداً لخدمة القديس بطرس، الذي كتب هناك رسالته الأولى للأُمم الذين تشتَّتوا من جـراء الاضطهاد في أورشـليم (1بط 5: 13)، بعدها عاد إلى أورشليم وفيها أيضاً كتب القديس مرقس إنجيله (61م) (بحسب القديس يوحنا ذهبي الفم)، ثم ذهب إلى الإسكندرية.

+ عن كرازة القديس مرقس في

الخمس المدن ومصر (الإسكندرية):

وصل القديس مرقس إلى الإسكندرية قادماً من الخمس المدن الغربية، راجلاً فيما يبدو، حتى أنَّ حذاءه تهرَّأ في المسيرة الطويلة، وصادفه إسكافي فدخـل إليه طالباً إصلاح حذائـه، وفجأةً صرخ الإسكافي وقد دخل المخراز في يده وأصابه بجُرح، وصاح باليونانية: ”إيس ثيئوس“ (يا الله الواحد). فكان هـذا مدخل القديس مرقس لتبشير الإسكافي (وكان اسمه أنيانـوس أو حنانيا) بالإله الحقيقي، بعد أن مدَّ يده وشفى جُرحه، واستضافه أنيانوس وأعلن إيمانه، وعمَّده هو وأهل بيته(6)، وصار بيته أول كنيسة بالإسكندرية. كما سامه فيما بعد أول أسقف لكنيسة الإسكندرية من بعده، ورسم معه ثلاثة كهنة وسبعة شمامسة.

وخلال سنوات خدمته في الإسكندرية، أسَّس القديس مـرقس مدرسة الإسكندريـة اللاهوتية العريقة، التي تخرَّج فيها كبار اللاهوتيين، وعيَّن يسطس لإدارتهـا (وهـو صار فيما بعد أسقف الإسكندرية السادس).

+ استشهاده:

وفي السنة الرابعة عشرة لحُكْم نيرون، وكان المسيحيون يحتفلون بعيد القيامـة (29 برمـودة) وصادف ذلك عيد الإله سيرابيس، فقبض الوثنيون على القديس مرقس، وربطوه بحَبْل غليظ (في ذيل الحصان) وأخذوا يجرُّونه في شوارع الإسكندرية، وهم يصيحون: ”جُرُّوا التنين (أو الثور) إلى مرعى البقر (بوكـاليا)“، حتى تهـرَّا جلده وأُثخِن جسده بالجراح، ثم ألقوه في السجن. فظهر له ملاك الرب ليُعزِّيه ثم ظهر له المخلِّص. وفي اليوم التالي أخذوه وسَحَلوه من جديد وهو يُصلِّي من أجلهم، حتى أَسلم الروح شهيداً من أجل سيِّده (وسنُّه ما بين 65 و66 عاماً). وبعد استشهاده أرادوا حرق جسده، ولكن هبَّت عاصفـة مُمطرة أطفـأت النيران. وأَخَـذَ المؤمنون جسده ودفنوه في الكنيسة التي دُعِيَت على اسمه(7).

+ عن جسد القديس مرقس:

ظل جسد القديس مرقس مدفوناً في مكانه حتى سنة 644م (وكانت الكنيسة منذ 451م قد صارت في يـد الروم الملكانيين) إلى أن جـاء بعض البحَّارة الإيطاليين وسرقوا الرأس (سنكسار 8 طوبة)، ولكن الواقعة اكتُشِفَت وتمَّ تسليم الرأس للبطريرك الـ 38 البابا بنيامين (623-662م) الذي كان مُتخفِّياً في الصعيد، قبل عودته إلى مقرِّ كرسيه؛ فبنى لرأس القديس مرقس كنيسة سُمِّيَت المُعلَّقة جنوب الإسكندرية، بينما ظل الجسد في حوزة الملكانيين في بوكاليا. وقيل إنه لمَّا حاول الروم فيما بعد الاستيلاء على الرأس، نُقِلَت إلى ديـر القديس أنبا مقار حيث كـان يختفي البابا زخاريـاس (1004-1032م). ثـم انتقلت إلى بيوت عددٍ كبير من كبار الأقباط وبعدها أُعيدت إلى الكنيسة، وبُنِيَ لها ضريح خاص بها. وفي أيام البابا بطرس السادس (1718-1726م)، تمَّ وضعها مع عظام قدِّيسين لإخفائها.

أمَّا عـن الجسد، فقـد حدث في القرن التاسع (ما بين 815-829م) أن جاء بحَّارة من البندقية واحتالوا على الكهنة لأَخْذ الجسد بقصد حمايته، ومِن ثمَّ إعادته بعد هدوء الأحوال، ووضعوه في كنيسة بالبندقية احترقت في 977م. ثم بنوا مكانها كنيسة كبرى (1052م)، استُكمِلَ بناؤها في القرن الثامن عشر، وجرى تجديد وترميم القبَّة سنة 1912م(8).

+ عودة الجسد إلى مصر:

وفي عهد البابـا كيرلس السادس (الـ 116)، وبمناسبة احتفال كنيستنا بمرور تسعة عشر قرنـاً على استشهاد القديس مرقس، جرت محادثـات لاستعادة جزء مـن الـرفات المودَع في كاتدرائية البندقيـة. وجـرى احتفـالٌ بهـذه المناسبة في الفاتيكان (22/6/1968) بحضـور البابـا بولس السادس ووفد مـن مطارنة الكنيسة القبطية، الذين جـاءوا بالجسد إلى مصر فجـر 24/6/1968. وكـان البابا كيرلس والمطارنة في استقبال الجسد بالمطار، وحمله البابا على كتفه، ونزل به على سُلَّم الطائـرة، والشمامسة يُرتِّلـون الألحـان، والحمام يُرفرف حول الصندوق الذي يحوي الرفات. وفي اليوم التالي (25/6/1968) كـان الاحتفال بافتتاح كاتـدرائية القديـس مـرقس، بحضـور الرئيس الراحـل جمال عبد الناصـر وإمبراطـور إثيوبيا هيلاسـلاسي وكبار رجـال الدولة، ووُضِعَ الجسد في موقع أُعِدَّ له خصيصاً في مبنى الكاتدرائية.

+ القديس مرقس في الطقس الكنسي:

الكنيسة تُلقِّب القديس مـرقس ناظـر الإلـه (ثيئوريمـوس)، كما تُقرنـه بـالإنجيل فتُسمِّيه مار مـرقس الإنجيلي (إيفـانجيليستيس). وهي تستخدم القدَّاس الإلهي الـذي وضعـه القديس مـرقس، والـذي أكمله وأضاف إليه القديس كيرلس والمعروف بالتالي بالقدَّاس الكيرلسي.

وترسم الأيقونـة القديس مرقس جالساً يكتب إنجيله وأسد وديع يربض عند قدميه. ويعود الأَمر إلى أنَّ إنجيـل القديس مـرقس يبدأ بزئير الأسد: «صوتُ صارخٍ في البريَّـة» (مر 1: 3). كما أنَّ الأسد هو رمز إنجيل مرقس ضمن الأربعة الأحياء المذكورة في سِفْر الرؤيا (رؤ 4: 7).

+ كـلُّ الأجيال المسيحية في بلادنـا مَدينةٌ بـالإيمان للقديس مـرقس الـذي استُشهِد على أرضنا، وأعطانا إنجيل يسوع المسيح.

+ يا أبانا القديس مرقس ابن بلادنا، ومُبشِّرنا بمخلِّص العالم، صَلِّ عنَّـا أمـام العرش الإلهي ليغفر الرب لنا خطايانا.

دكتور جميل نجيب سليمان

(1) المدن الخمس الغربية هي: 1. كيرين (أو كيريني أو قورينة أو سيرين Cyrene) (أو إيريانولوس أو أدرنابوليس - درنا)، وتقع حالياً في إقليم برقة وعاصمتها ”بني غازي“، وتُسمَّى الجبل الأخضر، وقديماً القيروان Kirawan (غير التي في تونس)، والتي ينتسب إليها سمعـان القـيرواني الـذي حمل صليب يسوع (مر 15: 21) ولوكيوس القيرواني (أع 13: 1) الذي خـدم في أنطاكية؛ 2. باركة Barca (برقة) أو بتولمـايس، وحالياً المـرج؛ 3. أرسـينوي (على اسم أُم بطليمـوس) أو توشـيرا Taucheira، حالياً طوكـرا؛ 4. برنيس Berenice (برنيقة، برنيـق)، أو Hesperides حـالياً ”بني غـازي“؛ 5. أبـولـونيـا Apollonia، وحـالياً سوسة. وبلغ الإيمـان الإسكندرية والخمس المدن الغربية بعد يـوم الخمسين (أع 2: 10)، وعرفنا عـن أَبُلُّوس الإسكندري الفصيح المقتدر في الكُتُب الذي أتى من الإسكندرية إلى أفسس ثم إلى كورنثوس يكرز بالمسيح ويُفحِم اليهود (أع 18: 24-28؛ 1كو 3: 5،4). كما أن القديس لوقـا كتب إنجيله وسِفْر أعمال الرسل إلى ثاوفيلس المصري، وتلميذ المسيح برثولماوس (نثنائيل) سبق القديس مرقس بالكرازة في واحات الصحراء الغربية.
(2) وهو صار أيضاً مقرّاً للقديس يعقوب (ابن حلفى) وأسقفية أورشليم، وعُقِدَ فيه المجمع الأول (أع 15: 6)، ثم صار كنيسة باسم العذراء، هُدِمَت سنة 70م مع هَدْم الهيكل وأورشليم، وأُعيد تجديدها، وصارت منذ القرون الأُولى مقرّاً للأسقفية السريانية في القدس.
(3) يُجمِع الآباء والدارسون - لأن الرب صنع الفصح في بيت مرقس - أنَّ القديس مرقس كـان هـو الرجل حامل = = جرَّة الماء الذي عناه الرب بقوله لتلميذيه: «اذهبا إلى المدينة، فيُلاقيكما إنسانٌ حامل جرَّة ماء، اتبعاه. وحينما يدخل فقولا لربِّ البيت: إنَّ المعلِّم يقول: أين المن‍زل حيث آكل الفصح مع تلاميذي؟ فهو يُريكما علِّية كبيرة مفروشة مُعـدَّة. هناك أعِدَّا لنا» (مـر 14: 13-15؛ لو 22: 10-12). وقيل إن بستان جثسيماني كان مِلْكاً لعائلة القديس مرقس.
(4) «وتبعه شابٌ لابساً إزاراً على عُرْيه، فأَمسكه الشُّبَّان، فترك الإزار وهرب منهم عُرياناً» (مر 14: 51).
(5) يَدْعَم هذا الاتِّجاه أنَّ سِفْر الأعمال يذكر أنَّ القديس بطرس بعد خروجه من السجن «ذهب إلى موضعٍ آخر» (أع 12: 17) (حوالي 43م)، ويقصد ب‍هذا المكان مصر (بابلون أو بابليون) الذي يُشير إليه في ختام رسالته الأولى: «تُسلِّم عليكم (الجماعة) التي في بابل المختارة معكم، ومرقس ابني (وهم اليهود المتنصِّرون المُقيمون هناك الذين آمنوا يوم الخمسين)» (1بط 5: 13). على أنَّ البعض يقول إنَّ القديس بطرس قَصَدَ ببابل: روما بالمجاز (كما يذكر سِفْر الرؤيا – 18: 18،16،2، 21،19؛ الذي استخدم هذا الرمز بعد استشهاد القديس بطرس بثلاثين سنة)، وهدفهم أن يجعلوا علاقة القديس بطرس بروما تعود إلى هذا العصر ال‍مُبكِّر (ولكن من الصعب ألاَّ يذكر اسم روما الشهيرة ويستخدم اسم بابل)؛ أو أن‍ها أشور، ولكنها لم تكن ضمن الولاية الرومانية، فنسبتها إلى بابليون مصر تبدو الأكثر احتمالاً، رغم أن بابليون تبدو مجهولة للكنائس الغربية، والتي فقدت مجدها السابق ولا تستحقُّ أن يُكتب عنها.
(6) قيل إنه كان في مريوط (غرب الإسكندرية) وقتها جماعة يهودية مِمَّن كانوا قد آمنوا يوم الخمسين في أورشليم، وفي القرنين الثاني والثالث كان ب‍ها عشرات الأديرة.
(7) في بوكاليا (مرعى البقر) التي تُطلُّ على الميناء الشرقية. (30 برمودة، الذي كان يُقابل 25 أبريل، الذي تحتفل فيه الكنائس الغربية بعيد استشهاده، وهو يُقابل عندنا 8 مايو بسبب التعديل الجريجوري).
(8) علاقة أهل البندقية بالقديس مرقس قديمة ووثيقة، فهو شفيعهم الذي يدينون له بمعرفة المسيح والإيمان به، وكاتدرائية القديس مرقس هي من أشهر معالم البندقية. وتُبنى حالياً في البندقية كاتدرائية قبطية على اسم القديس مرقس تُشرف عليها إيبارشيتنا في ميلانو (نيافة الأنبا كيرلس النائب البابوي لكنائس أوروبا).

This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis