تأملات في
شخص المسيح الحي
- 66 -



المسيح

ثالثاً: المسيح الملك القائم من بين الأموات (12)

صعود المسيح إلى السماء وجلوسه عن يمين الآب

+ لقد صعد الرب يسوع إلى السماء بالجسد، بعد قيامته مـن بين الأمـوات، وجلس”عن يمين أبيه“، كما يُذكَـر في ”قانون (دستور) الإيمان“، وفي صلوات الكنيسة. وهـذا يعني: ”إنَّ المسيح صار يحكم في ملكوت القوَّة والنعمة، وحُكْمه إلى الأبد، فهو "سيِّد كل أحد"“.

+ الجلوس عـن ”يمين“ الله الآب، وهذا معناه أنـه يشترك مع الآب بالكامل، ويحكم إلى الأبد. فالجلوس عـن اليمين بالنسبة للآب، يعني الشركة الكاملة في ملوكية الله (مت 24: 3؛ 25: 31؛ لو 22: 69؛ عـب 1: 3)، (راجع كتابـات القديس أُغسطينوس، كتاب: ”قانون الإيمان“، بند 11)(1).

+ ”الجلـوس عـن يمين الله“ يعني أنـه ”يحْكُم“: وهـذا يعني الجلـوس للقضاء، ويعني أيضاً الكرامة الملكية. فجلوس المسيح عـن يمين الآب، يعني أنه المُشارِك في مجد الله الآب.

+ «اللهُ... أَعْطَاهُ (للرب يسوع) اسْماً فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ» (في 2: 9): فقـد أعطاه الآب المجد الذي صلَّى، وهو في الجسد، إلى الآب أن يُعطيه إيَّاه: «وَالآنَ مَجِّدْنِي أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ عِنْدَ ذَاتِكَ بِالْمَجْدِ الِّذِي كَانَ لِي عِنْدَكَ قَبْلَ كَوْنِ الْعَالَمِ» (يـو 17: 5). كما يقـول بطرس الرسـول: «فَلْيَعْلَمْ يَقِيناً جَمِيعُ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ أَنَّ اللهَ جَعَلَ يَسُوعَ هذَا، الَّذِي صَلَبْتُمُوهُ أَنْتُمْ، رَبًّا وَمَسِيحاً» (أع 2: 36). وعندما كـان الشهيد اسطفانوس يُرجم، إذا بـه يرى رؤيا فيقول: «هَا أَنَا أَنْظُرُ السَّمَوَاتِ مَفْتُوحَةً، وَابْـنَ الإِنْسَانِ قَائِماً عَـنْ يَمِينِ اللهِ» (أع 7: 56). والمسيح نفسه تكلَّم عـن السلطان الذي له، قائلاً: «دُفِعَ إِلَيَّ كُـلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ» (مت 28: 12).

+ «... لِذلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضاً، وَأَعْطَاهُ اسْماً فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَـنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَـنْ تَحْتَ الأَرْضِ، وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ» (في 2: 6-11)؛ «ثُمَّ لِمَنْ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ قَـالَ قَطُّ: ”اجْلِسْ عَـنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْـدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ“؟» (عب 1: 13؛ مز 110: 1).

الذبيحـة واللاهـوت: الذبيحـة الكهنوتيـة تفتح الطريـق إلى رئاسـة خدمـة الذبيحة: «وَأَمَّا رَأْسُ الْكَلاَمِ فَهُوَ: أَنَّ لَنَا رَئِيسَ كَهَنَةٍ مِثْلَ هذَا، قَدْ جَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ الْعَظَمةِ فِي السَّمَوَاتِ خَادِمـاً لِلأَقْـدَاسِ وَالْمَسْكَـنِ الْحَقِيقِيِّ الَّـذِي نَصَبَـهُ الرَّبُّ لاَ إِنْسَانٌ» (عـب 8: 2،1)، «مُنْتَظِراً بَعْدَ ذلِـكَ حَتَّى تُوضَعَ أَعْدَاؤُهُ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْهِ. لأَنَّهُ بِقُرْبَانٍ وَاحِدٍ قَدْ أَكَمَلَ إِلَى الأَبَدِ الْمُقَدَّسِينَ»، «نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيْمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ، الَّذِي مِـنْ أَجْـلِ السُّـرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ، احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِيناً بِالْخِـزْيِ فَجَلَسَ فِي يَمِـينِ عَرْشِ اللهِ» (عب 10: 13؛ 12: 2).

الجلـوس عـن ”يمـين“ الآب، لماذا اليـد اليُمنى بالذات؟ ”اليـد اليُمنى“، هي تعبيرٌ عـن ”السلطة“. فالمقصود بالتحديد بـ ”اليد اليُمنى“، ليس بمعنى ”مَنْصب محدَّد“؛ ولكـن ”اليد اليُمنى“ تعني ”قـدرة الله العَلي“: «يَمِينُكَ يَا رَبُّ مُعْتَزَّةٌ بِالْقُدْرَةِ. يَمِينُكَ يَـا رَبُّ تُحَطِّمُ الْعَدُوَّ» (خر 15: 6)، «لَكَ ذِرَاعُ الْقُدْرَةِ. قَوِيَّةٌ يَدُكَ. مُرْتَفِعَةٌ يَمِينُكَ» (مز 89: 13)، «وَاذْكُرْ أَنَّكَ كُنْتَ عَبْداً فِي أَرْضِ مِصْرَ، فَأَخْرَجَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ مِنْ هُنَاكَ بِيَدٍ شَدِيدَةٍ وَذِرَاعٍ مَمْدُودَةٍ» (تث 5: 15).

+ ”اليمـين“ تعني أيضاً ”الكرامـة العُليـا“. كالجلوس عن يمين ”الحاكم“ أو ”القاضي“: «قُـلْ أَنْ يَجْلِسَ ابْنَايَ هذَانِ وَاحِدٌ عَـنْ يَمِينِكَ وَالآخَرُ عَـنِ الْيَسَارِ فِي مَلَكُوتِـكَ» (مـت 20: 21)، «فَدَخَلَتْ بَثْشَبَعُ إِلَى الْمَـلِكِ سُلَيْمَانَ لِتُكَلِّمَهُ عَـنْ أَدُونِيَّا. فَقَـامَ الْمَلِكُ لِلِقَائِهَا وَسَجَدَ لَهَا وَجَلَسَ عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَوَضَعَ كُرْسِيًّا لأُمِّ الْمَلِكِ فَجَلَسَتْ عَـنْ يَمِينِـهِ» (1مـل 2: 19)، «جُعِلَتِ الْمَلِكَةُ عَـنْ يَمِينِكَ بِذَهَبِ أُوفِيرٍ» (مز 45: 9).

+ وقد أوضح القديس أُغسطينوس في مقاله: ”الإيمان وقانـون الإيمان“ - 7: 14 ذلك بقوله: ”إنَّ تعبير "اليد اليُمنى" يجب أن يُفهَم بهذا المعنى: أن يكون في موضع البركة الكاملة، حيث يكون مصدر العدل والسلام والفرح“(2).

لماذا شفاعة السماء؟

يقـول القديس هيلاريون أسقف بواتييه: ”إنَّ المظهر الأساسي لعمل المسيح الكفَّاري، هـو أن يدخل في خدمة الكفَّارة عن البشرية أمام حضرة الآب، مـن أجل خلاصنا“(3)؛ وذلك حسب قول يوحنا الرسول في رسالته الأولى: «إِنْ أَخْطَأَ أَحَدٌ فَلَنَا شَفِيعٌ عِنْدَ الآبِ، يَسُوعُ الْمَسِيحُ الْبَارُّ. وَهُوَ كَفَّارَةٌ لِخَطَايَانَا. لَيْسَ لِخَطَايَانَا فَقَطْ، بَلْ لِخَطَايَا كُلِّ الْعَالَمِ أَيْضاً» (1يو 2: 2،1).

الشفاعة الكفَّاريـة للمسيح: واحـدٌ فقط هو الذي يعـرف جيداً أن يتعاطـف ويشفع شفاعـة كفَّارية من أجل الخطاة: «ولمَّا كان الأبناء شركاء في اللحم والدم، شارَكهم يسوع كذلك في طبيعتهم هذه ليقضي بموتـه على الذي في يـده سلطانُ المـوت، أي إبليس، ويُحرِّر الذيـن كانوا طوال حياتهم في العبوديـة خوفاً مـن الموت، جـاء لا ليُساعد الملائكة، بـل ليُساعد نسـل إبراهيم» (عب 2: 14-16 الترجمة العربية الجديدة).

الشفاعة (الكفَّارية) تتمُّ في السماء: يقول بولس الرسـول: «الَّذِي هُـوَ لَنَا كَمِرْسَـاةٍ لِلنَّفْسِ مُؤْتَمَنَةٍ وَثَابِتَةٍ، تَدْخُلُ إِلَى مَـا دَاخِلَ الْحِجَابِ، حَيْثُ دَخَلَ يَسُوعُ كَسَابِقٍ لأَجْلِنَا، صَائِراً عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادَقَ رَئِيسَ كَهَنَةٍ إِلَى الأَبَدِ» (عب 6: 20،19).

ويظلُّ يُكمِّل الشفاعة إلى الأبـد: فيقول القديس بولس الرسول: «وَأَمَّا الْمَسِيحُ، وَهُـوَ قَدْ جَاءَ رَئِيسَ كَهَنَـةٍ لِلْخَيْرَاتِ الْعَتِيدَةِ فَبِالْمَسْكَنِ الأَعْظَمِ وَالأَكْمَلِ، غَيْرِ الْمَصْنُوعِ بِيَدٍ، أَيِ الَّذِي لَيْسَ مِنْ هذِهِ الْخَلِيقَةِ، وَلَيْسَ بِدَمِ تُيُوسٍ وَعُجُولٍ، بَلْ بِدَمِ نَفْسِهِ، دَخَلَ مَرَّةً وَاحِدَةً إِلَى الأَقْدَاسِ، فَوَجَدَ فِدَاءً أَبَدِيًّا. لأَنَّـهُ إِنْ كَانَ دَمُ ثِيرَانٍ وَتُيُـوسٍ وَرَمَـادُ عِجْلَةٍ مَرْشُـوشٌ عَلَى الْمُنَجَّسِينَ، يُقَدِّسُ إِلَى طَهَارَةِ الْجَسَـدِ، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ يَكُونُ دَمُ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِرُوحٍ أَزَلِيٍّ قَدَّمَ نَفْسَهُ للهِ بِلاَ عَيْبٍ، يُطَهِّرُ ضَمَائِرَكُمْ مِنْ أَعْمَالٍ مَيِّتَةٍ لِتَخْدِمُوا اللهَ الْحَيَّ...» (عب 9: 11-28).

بلوغ المؤمنين إلى الآب: فالمؤمـن ينال راحة وتعزية من وجوده في حضرة الآب، إذ ينال رضاه. وبهـذا يمكـن للمؤمنين أن تُسْمَع صلواتهم و”أن يُحْفَظوا من الشرير“ (يو 17: 24). فصلواتنا تُرفَع إلى الآب باسم الابـن. أمَّا نموذج الشفاعة، فهي شفاعة المسيح الكفَّاريـة، والتي تسجَّلت في إنجيل القديس يوحنا - الأصحاح 17.

+ إنَّ دخـول المسيح بالجسد إلى السماء مرَّةً واحدة، هي أقـوى مـن صلوات البشر، وبما فيها صلوات الكهنـة في العهد القديم. فـالمسيح، رئيس الكهنة الأعظم، قدَّم ذبيحة نفسه المصبوغة بدمـه، إلى الآب: «لأَنَّ الْمَسِيحَ لَـمْ يَدْخُـلْ إِلَى أَقْـدَاسٍ مَصْنُوعَـةٍ بِيَـدٍ أَشْبَاهِ الْحَقِيقِيَّـةِ، بَـلْ إِلَى السَّمَاءِ عَيْنِهَا، لِيَظْهَرَ الآنَ أَمَامَ وَجْهِ اللهِ لأَجْلِنَا. وَلاَ لِيُقَـدِّمَ نَفْسَـهُ مِـرَاراً كَثِيرَةً، كَمَا يَدْخُلُ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ إِلَى الأَقْدَاسِ كُـلَّ سَنَةٍ بِـدَمِ آخَرَ» (عب 9: 25،24).

 + إنَّ تعليم المسيح عن البشارة بجميع ما علَّمه وأوصى بـه، مـن خلال جسـد المسيح ابـن الله المُتجسِّد، الذي هو الكنيسة، هـو الذي قاله للرسل: «”... وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ“. آمِينَ» (مت 28: 20). وبالتالي فهذا هو الإيمان المسيحي الذي استودعه الرب يسوع لجميع الذين آمنوا به.

حلول الروح القدس:

+ لقـد شـرح القديس بطرس الرسول، في عظته يـوم الخمسين، بعد حلول الروح القدس، ذلك قائلاً: «يَسُوعُ هـذَا أَقَامَهُ اللهُ، وَنَحْنُ جَمِيعاً شُهُودٌ لِذلِكَ. وَإِذِ ارْتَفَعَ بِيَمِينِ اللهِ، وَأَخَـذَ مَوْعِـدَ الرُّوحِ الْقُدُسِ مِنَ الآبِ، سَكَبَ هذَا الَّذِي أَنْتُمُ الآنَ تُبْصِرُونَهُ وَتَسْمَعُونَهُ» (أع 2: 33،32).

+ وعطيـة الروح القدس يـوم البنتيقُسطي (الخمسين)، أكَّـدت ”بـدء“ حقيقة ”حلول الروح القدس“ علينا؛ وبـدء ”العهد الجديد“، ”عهد حلول الروح القدس على المؤمنين“. ومـن هنا بَـدَأَت إرساليـة الـروح القـدس، ولم تظهـر هـذه الإرسالية بحسب فكـرٍ بشري؛ بل كنتيجة لقيامة المسيح مـن الموت، ومنها برزت هـذه العطية المُقدَّسة للمؤمنين.

+ فبعد قيامة الرب يسوع مـن بين الأموات، وصعوده إلى السماء، وجلوسـه عـن يمين الآب؛ أرسل الروح القدس على المؤمنين به، وأَنعم بموهبة التكلُّم بالألسنة على الذين قَبِلوا الروح القدس، ”حتى يخدموا الرب بصوتٍ واحد واتفاقٍ واحد“(4).

المسيح الملك

بالرغم مـن أنَّ السلطان الشرعي قد أُعطي للابن، إلاَّ أنـه لم يُمارِس هـذا السلطان مُباشرةً أثناء حياتـه على الأرض، لكنـه انتظر الوقت المناسب عند نهاية خدمته على الأرض.

ملكوته أتى بثماره بموته وقيامته:

الطريق إلى الملكوت: المسيح دخل ملكوتـه باعتباره ”المسيَّا“ من خلال طريقٍ لم يكن مُتوقَّعاً: الآلام، الصليب، المـوت، ثم الدفـن. إنَّ سلطان المسيح كان مؤسَّساً على موتـه الفدائي للبشرية. وقد تمَّ هذا من خلال ذبيحته التي قدَّمها إلى الآب من أجل خلاص البشرية. فلقد قـاد موسى النبي الشعب في العهد القديم من العبودية إلى الحرية. أمَّا خدمة المسيح، فكانت فداء البشر جميعاً، كما وَرَدَ في ”قانون الإيمان“.

الموت الذي اجتازه المسيح،

كان أساسه ملكوته الأزلي الأبدي:

+ التعليم الأساسي للخلاص قدَّمه المسيح وهـو في طريـق عمواس (بعد قيامته) ومقابلته للتلميذَيْن: «أَمَا كَـانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ بِهذَا وَيَدْخُلُ إِلَى مَجْدِهِ؟» (لو 24: 26). فإنه فقط من خـلال آلامه وموتـه، ”دُفِـعَ إليه كـل سلطان في السماء وعلى الأرض“ (مت 28: 18). فقد استُعلِن حُكْم المسيح في قيامتـه وصعـوده إلى السماء، حينما أرسـل تلاميذه ليُعلنوا للعالم حُكْم الله الأزلي، وليدعوا جميع الناس أن يتبعوه: «لأَنَّ الْمَسِيحَ لَمْ يَدْخُلْ إِلَى أَقْدَاسٍ مَصْنُوعَةٍ بِيَدٍ أَشْبَاهِ الْحَقِيقِيَّةِ، بَـلْ إِلَى السَّمَاءِ عَيْنِهَا، لِيَظْهَرَ الآنَ أَمَامَ وَجْهِ اللهِ لأَجْلِنَا» (عب 9: 24).

+ عـن هـذا الطريق صارت القرابة الروحية للمسيح مُرتبطة تماماً بخدمة المسيح الكهنوتية.

يقـود ويحـرس: في الجماعـة الروحيـة المؤمنة، يجتذب المسيح إليه النفوس، بل يحفظهم ويحرسهم من أيِّ أذى، ولكن دون إكراه أو إجبار أو قَسْر. بـل هـو يقود بكلمته الأزلية، ويحفظ بروحه القدوس. فـالمسيح - له المجد - يأمـر ويُوجِّه ويحفظ الكنيسة.

+ وبالرغم من أنَّ صورة ”الجنس الذكوري“ هي التي كانت تسود في اللغة؛ إلاَّ أنَّ المُفسِّرين كانـوا يستخدمون الصُّـور أو أي انطباع ذهني يُعـبِّر عـن ”الجنـس الأنثـوي“ في أشخاص المؤمنات بالرب يسوع.

تمجيد الرب كملك:

الاستخدام الصحيح للسلطان: إنَّ سلطان المسيح ”كنبي“ و”ككاهن“، كان تعبيراً عن تواضعه، وإبقاء نفسه بعيداً عن الذات في خدمته. ولكن المسيح كان يتمجَّد في قيامته وصعوده وخدمته الرئاسية.

فخدمـة الكهنـوت تتطلَّب التضحيـة بـالنفس، والرحمة؛ بينما خدمة قيادة النفوس، قد تتطلَّب الحكمة التي بلا حدود، والحرص على خلاص النفوس أثناء إعطاء التوجيهات، وعموماً تكميل خدمـة الإيمـان. المسيح وحده هو ”ملك الملوك“ المُعيَّن مـن قِبَل الله الآب، حتى يحكم الله بكلمته وروحه القدوس الكنيسة التي اقتناها بدم ابنه المُتجسِّد.

(يتبع)

(1) St. Augustine, On the Creed 11; NPNF 1 III, p. 373.
(2) St. Augustine, Faith and the Creed 7.14; FC 27, p. 330.
(3) St. Hilary, On Psalms 53:4; NPNF 2 IX, p. 244.
(4) Cyril of Jerusalem, Catech. Lect. XIII; FC 61, p. 36.

This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis