تأملات روحية



المسيح قام
وأقامنا معه

«أقامه الله ناقضاً أوجاع الموت»:

لم يكن تجسُّد ابن الله واحتماله الآلام وموته على الصليب وقيامته من بين الأموات من أجل خلاصنا، أمـراً عـارضاً اقتضته ظـروف خطيـة الإنسان وسيادة المـوت عليـه؛ ولكـن كما قـال بطرس الرسول: «عَالِمِينَ أَنَّكُمُ افْتُدِيتُمْ لاَ بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، مِـنْ سِيرَتِكُمُ الْبَاطِلَةِ الَّتِي تَقَلَّدْتُمُوهَا مِـنَ الآبَاءِ. بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِـنْ حَمَلٍ بِـلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ، مَعْرُوفاً سَابِقاً قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، وَلكِنْ قَدْ أُظْهِرَ فِي الأَزْمِنَةِ الأَخِيرَةِ مِنْ أَجْلِكُمْ، أَنْتُمُ الَّذِينَ بِـهِ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ الَّذِي أَقَامَـهُ مِـنَ الأَمْوَاتِ وَأَعْطَاهُ مَجْـداً، حَتَّى إِنَّ إِيمَانَكُمْ وَرَجَاءَكُمْ هُمَـا فِي اللهِ» (1بط 1: 18-21). بـل إنَّ بطرس الرسول نفسه بعد حلول الروح القدس يـوم الخمسين، وقف وقـال أمام جَمْع مـن اليهود: «يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ... هذَا أَخَذْتُمُوهُ مُسَلَّماً بِمَشُورَةِ اللهِ الْمَحْتُومَةِ وَعِلْمِهِ السَّابِقِ، وَبِأَيْـدِي أَثَمَـةٍ صَلَبْتُمُـوهُ وَقَتَلْتُمُوهُ. اَلَّذِي أَقَامَهُ اللهُ نَاقِضاً أَوْجَاعَ الْمَوْتِ، إِذْ لَمْ يَكُـنْ مُمْكِناً أَنْ يُمْسَكَ مِنْهُ» (أع 2: 22-24).

إذن، هـذه هي مشورة الله الأزلية وتدبيره من نحـو خلقتنا وخلاصنا وحياتنا، من قبل خِلْقة الكون وتأسيس العالم. وليكُن في علمنا أنـه كما أننا نؤمن بوحدة جوهر الله المثلث الأقانيم، فكذلك نؤمن بوحدة عمـل الثالوث القدوس. بمعنى أنَّ الثالوث القدوس: الآب والابـن والروح القدس، كما أنـه شريكٌ في الخَلْق، فهو شريكٌ أيضاً في الخلاص.

فنزول ابـن الله الوحيد إلى عالمنا في مـلء الزمان، مُتجسِّداً وآخِذاً صورة عبد، هـو في تدبير الثالوث القدوس منـذ الأزل؛ ولكنـه تمَّ بالفعل في الزمن المُعيَّن حسب تدبير الله. وهكذا تجسَّد ابن الله مُشابهاً لنا في كل شيء ما خلا الخطية الدخيلة على خلقتنا: «فَـإِذْ قَـدْ تَشَارَكَ الأَوْلاَدُ فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ اشْتَرَكَ هُـوَ أَيْضاً كَـذلِكَ فِيهِمَا، لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّـذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَـوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ، وَيُعْتِـقَ أُولئِكَ الَّذِيـنَ - خَوْفاً مِنَ الْمَوْتِ - كَانُوا جَمِيعاً كُلَّ حَيَاتِهِمْ تَحْتَ الْعُبُودِيَّةِ» (عب 2: 15،14).

فالرب يسوع ابن الله الحي هـو رئيس الحياة، وهو - بحسب طبيعته الإلهية - الحياة بعينها، ولكنه اتَّحـد بطبيعةٍ بشريـة كاملة قابلة للمـوت. هـذا الاتِّحاد هو اتِّحـادٌ أقنومي بغير اختلاط ولا امتزاج ولا انقسام ولا افتراق بين الطبيعتين في شخص ابن الله؛ أي هو اتِّحادٌ خاص بأقنوم الكلمة. فـأصبح كل ما للطبيعة البشريـة يُنسَب لأقنوم الكلمة المُتجسِّـد. وقـد أَظهر الآب السماوي حبَّه العجيب لنا: «لأَنَّهُ هكَـذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. لأَنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ اللهُ ابْنَهُ إِلَى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمَ، بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ الْعَالَمُ» (يو 3: 17،16).

فبحسب تدبير الخلاص، صـار غير المُتجسِّد مُتجسِّداً، وغير المائت صـار مائتاً بحسب الجسد القابل الموت؛ هـذا كله لكي يسحق الخطية التي تغلغلت في كيان الإنسان، ويُبيد الموت الذي ساد على حياة الإنسان، ويُخضِع مَن له سلطان الموت أي إبليس الـذي تسلَّط على البشر. فسُـرَّ أن يحمل خطايانـا في جسـده على خشبة الصليب، ويتواجَـه - وهـو الحياة ورئيس الحياة - مـع الموت نفسه في جسـده المُتَّحد بلاهوتـه، فتَبتَلِع الحياةُ التي فيـه الموتَ الدخيل وتُبيـده. وبالتالي نسمع هـذا الكـلام المُعزِّي: «”ابْتُلِعَ الْمَوْتُ إِلَى غَلَبَةٍ“. أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ غَلَبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟ أَمَّا شَوْكَةُ الْمَوْتِ فَهِيَ الْخَطِيَّةُ، وَقُوَّةُ الْخَطِيَّةِ هِيَ النَّامُوسُ. وَلكِنْ شُكْراً للهِ الَّذِي يُعْطِينَا الْغَلَبَةَ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ» (1كو 15: 54-57).

+ أمَّا مـا قالـه بطرس الرسول في عظته يـوم الخمسين: «اَلَّذِي أَقَامَـهُ اللهُ نَاقِضاً أَوْجَاعَ الْمَوْتِ، إِذْ لَمْ يَكُـنْ مُمْكِناً أَنْ يُمْسَكَ مِنْهُ»، فهذا يشرحه الأب متى المسكين، قائلاً:

[... ”ناقضاً“ بمعنى ”يَفُكُّ“ أو ”يَحلُّ“، وكأنه يقطع قيودهـا (أي قيود أوجـاع الموت) أو حِبَالها... (فـ) نـرى في وصـف القديس بطرس (على لسـان القديس لوقـا) أنـه (أي المسيح) «حـلَّ أوجاع الموت». وكأنـه ”مخاض“، فوُلِدَ (كمَن شـقَّ رَحِم المـوت أو الهاويـة) وأقـام نفسه. وكـأنَّ المـوت ظـلَّ يَمخض بالمسيح، وأخيراً لَفَظه مُجبَراً... علماً بـأنَّ مخاض المـوت أو مخـاض الـولادة يُحسَب كأنـه قيـود على الإنسان، فلكي يلد أو يقوم مـن الموت، عليه أن يقطعها أو ينقضها... وعندما قال بطرس الرسول هنا: ”نَقَض أوجاع الموت“، فالمعنى العبري هو قَطْع حِبَال مخاض الموت أو قَطْع قيـود الموت. فـالمخاض والأوجاع والقيود واحدٌ!... وهكـذا إنْ كان الموت قـد تعيَّن بمشورة الله المحتومة وعِلمه السابق؛ حينئذ، وبالضرورة الحتمية، فـإنَّ القيامـة تكـون قـد وُضِعَت بـالتالي في ذات المشورة المحتومة وعِلمه السابق.

... لماذا كـان مـن المستحيل أن يقبض الموت على المسيح أو يَمسِك فيه؟ لأنـه هو هـو الحياة، وهو هو القيامة: «أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ» (يـو 11: 25). فإن كان قد مات، فلأنـه أَخَذَ جسـدك المحكوم عليه بالموت، وتقبَّل حُكْم الموت فيه مـن أجلك؛ لكي حينما يقوم بـه تقوم معه، وينتهي مـن عليك حقُّ الموت (الأبـدي) وحُكْم اللعنة وغضب الله، فتشترك في قيامتـه، لأنـه هـو اشترك في موتك. لأنـه لمَّا اشترك في موتنا مات وهو هو الحياة، ولمَّا قام حتماً فاشتركنا (نحن) في قيامته وفي حياتـه التي لا تموت بعد، هـذا بحُكْم سرِّ جسدنا الذي مات به، وبحُكْم جسدنا (عينه) الذي قام به!](1).

«المسيح بعدما أُقيم... لا يموت أيضاً»:

المسيح بموتـه أمات الموت نفسه، وأباد مَن له سلطان الموت أي إبليس، و«بَعْدَ مَا أُقِيمَ مِنَ الأَمْوَاتِ لاَ يَمُـوتُ أَيْضاً. لاَ يَسُودُ عَلَيْهِ الْمَـوْتُ بَعْدُ» (رو 6: 9). وبالتالي لم تصبح رهبة الموت سـائدة على الذين آمنوا بالرب يسـوع ربّاً ومُخلِّصاً، واعتمدوا على اسم الثالـوث القدوس، وقَبلوا عطيـة الروح القدس، واشتركوا في سـرِّ الجسد والدم المُقدَّسَيْن. فـالرب الذي أعلن نصرتـه على المـوت بقيامته مـن بين الأمـوات، خـرج غالباً بقوَّتـه الإلهية، وبالتالي ما يزال يغلب في أشخاص المؤمنين بـه. فهو - له المجد - لن يموت مرَّةً أخرى بعد أن قام من بين الأمـوات، وبالتالي لا يسـود عليه الموت الذي قهـره بصليبـه وقيامته. وقـد سلَّمنا نحـن المؤمنين بـه سـرَّ هـذه النصـرة والغلبـة على الخطية والمـوت والشيطان. فـ «شُكْـراً للهِ الَّذِي يُعْطِينَا الْغَلَبَةَ بِـرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ» (1كـو 15: 57)، و«شُكْراً للهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ فِي الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ، وَيُظْهِرُ بِنَا رَائِحَةَ مَعْرِفَتِهِ فِي كُلِّ مَكَانٍ» (2كو 2: 14).

+ ويقول القديس أثناسيوس الرسولي:

[إن كـان الموت يُداس بـالإيمان بـالمسيح وبعلامة الصليب، فلابد أن يكون واضحاً أمام محكمة الحق، أنه ليس أحدٌ آخر سوى المسيح نفسه له الغلبة والنصرة على الموت، وهـو الذي أَفقده كل قوَّته. وإن كـان الموت مُرعباً وقويّاً فيما سبق، فـالآن بعد مجيء المُخلِّص ومـوت جسده (الخاص) وقيامته، فإنَّ الموت يُحتَقَر؛ فلابـد أن يكـون واضحاً أنَّ المسيح نفسه الذي صعد على الصليب هـو الذي أباد الموت وغلبـه... (فـ) إن كـان الموت قد احتُقِرَ ووُطئ تحـت الأقـدام منذ الظهـور الخلاصي للمُخلِّص في الجسـد وموتـه على الصليب، فيبقى أن يكـون واضحاً تمامـاً أنَّ المُخلِّص نفسه - الذي ظَهَرَ في الجسد – هو الذي أباد الموت، وهـو الذي يُظهِر علامات النصرة على الموت في تلاميذه كل يوم](2).

[إن كان الموت قد أُبطِلَ... وإن كان الجميع (أي كـل مَن آمـن بالرب يسوع) قد وطأوه بأقدامهم بقوَّة المسيح؛ فبالأَوْلَى جداً، يكون هو نفسه (أي المسيح) قـد وطـأه بجسـده أولاً وأبطله. وإن كـان المسيح قد أمات الموت، فماذا كان مُمكناً أن يحدث (بعد ذلك) إلاَّ أن يُقيم جسـده ويُظهره كعلامـةٍ للنصرة على الموت؟ أو كيف كان مُمكناً إظهار أنَّ الموت قد أُبيد، ما لم يكن جسد الرب قد قام؟](3).

+ وفي شرحه لرسالة بولس الرسول إلى أهل رومية، يقول القديس يوحنا ذهبي الفم:

[«عَالِمِينَ أَنَّ الْمَسِيحَ بَعْدَ مَـا أُقِيمَ مِـنَ الأَمْوَاتِ لاَ يَمُوتُ أَيْضاً. لاَ يَسُـودُ عَلَيْهِ الْمَوْتُ بَعْدُ» (رو 6: 9)... (لقـد) بيَّن (بولـس الرسول) كيف أنَّ لهذا السبب بالتحديد، ينبغي بالأحرى أن تكـون لدينـا الشجاعـة حتى لا (يمكـن أن) نعتقد أنَّ (جسد) المسيح فانٍ («لاَ تَدَعُ قُدُّوسَكَ يَرَى فَسَاداً» - أع 2: 27)، بل يبقى حيّاً إلى الأبد. لأن موته (بالجسد) قـد صار موتـاً للموت (نفسه). ولأنه مات، فلهذا لن يموت (مرَّةً ثانية)...

ثم يُكمِـل (بولـس الرسـول): «وَالْحَيَاةُ الَّتِي يَحْيَاهَـا فَيَحْيَاهَا للهِ» (رو 6: 10). أي أنـه يتحدَّث عن عدم الفناء، وأنَّ الموت لن يسود (عليه) بعد. لأنه إن كـان الموت الأول قد جازه دون أن يكون مُستحقّاً له، إذ أنـه جازه لأجل خطايا الآخرين؛ فبالأحرى كثيراً أنه لن يموت الآن ما دام قـد أَبطل الموت... لقـد أوضح قـوَّة الحياة التي هي بحسـب مشيئة الله. وفي نفس الوقـت، أظهَـر قـوَّة الخطية، وقوَّة الحياة التي تُستَعلَن فينا بحسب مشيئة الله. لأنه لـن يسود عليه الموت بعد، بينما نُدرك مـدى قـوَّة الخطية من أنها قـد جعلت الذي هو بلا خطية يموت (من أجـل خطايـا البشر)... فـإن كـان قـد أقامهـم (مـن الموت) عندما كانوا أمواتـاً، فبالأكثر جـدّاً سيستطيع أن يحفظهم أحياءً](4).

«أقامنا معه»:

لقد حَمَل المسيح «هُوَ نَفْسُهُ خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ عَلَى الْخَشَبَةِ، لِكَـيْ نَمُـوتَ عَـنِ الْخَطَايَـا فَنَحْيَا لِلـْبِرِّ» (1بط 2: 24). وعندمـا ارتضى أن يحمل خطايانا، تحمَّل أيضاً الموت الذي سـاد علينا؛ ولكن لأنه هو الحياة بحسب طبيعته الإلهية، فقد أباد الموت وسحقه، وقـام مـن بين الأموات، لكي يُقيمنا نحن الموتى معه وفيه، ولكي يهبنا الحياة الأبدية.

+ ويقول القديس يوحنا ذهبي الفم:

[«وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ» (أف 2: 5). المسيح هنـا وسيطٌ، وبنـاءً على ذلك، فالأمر يستحقُّ منَّا الإيمان. لأنه إذا كان الباكورة حيّاً، فنحـن أيضاً أحياء، أي أنَّ الله أحيانا مـع المسيح. أرأيتَ كيف أن كلَّ شيء قد قيل عـن المسيح المُتجسِّـد؟ أرأيتَ عظمة قدرته نحونـا نحن المؤمنين؟ فإنـه قـد أحبَّ الأمـوات أبناء الغضب! أرأيتَ مـدى عظمة رجـاء دعوته؟ ثـم يقـول: «وَأَقَـامَنَا مَعَـهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَـهُ» (أف 2: 6). أرأيتَ غِنَى مجـد ميراثـه؟ فمِن حيث إنـه أقامنا معه، فهـذا معروفٌ؛ وأيضاً: «وَأَجْلَسَنَـا مَعَـهُ فِي السَّمَاوِيَّـاتِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ». لكـن كيف يكـون هـذا أمراً مؤكَّداً؟ تماماً مثلما أنه «أَقَامَنَا مَعَهُ». لأنـه حتى قيامة المسيح، لم يكـن أحدٌ قـد قـام على الإطلاق (بطبيعة جديـدة وجسـد مُمجَّد)، إلاَّ حين قـام الرأس (المسيح)، فـأقامنا معه... وحينما جلس الـرأس (المسيح)، جلـس الجسـد (الطبيعـة البشـريـة) معـه. ولـذلك أضـاف (بولـس الرسول): ”مع المسيح“، فـإن لم يكن يقصد هذا المعنى، فإنـه يعني أنـه أقامنا معه بالمعمودية. إذن، كيـف أجلسـنا معـه (في السماويَّـات)؟ يتَّضح ذلك مـن خـلال قوله: «إِنْ كُنَّا نَصْبِرُ فَسَنَمْلِكُ أَيْضاً مَعَـهُ»، و«إِنْ كُنَّا قَـدْ مُتْنَا مَعَهُ فَسَنَحْيَا أَيْضاً مَعَهُ» (2تي 2: 11،12). نحـن في حاجـةٍٍ ماسَّـة إلى الروح القـدس، روح الإعلان، لكي نُدرك عُمق هذه الأسرار](5).

فمِن غِنَى مراحم الله في المسيح يسوع ربنا، أنه أحيانـا معه، وأقـامنا معـه، وأجلسنا معـه في السماويَّات. فهنا قد حوَّل المسيح - فيه - موتنا إلى حياة، ولعنتنا إلى برٍّ، وبؤسنا إلى نعمـة، وسقوطنا إلى جلوس معه عن يمين الآب في السماويَّات.

(1) ”شـرح سِفْر أعمال الرسـل“، الطبعة الأولى: 1995، ص 181-184.
(2) ”تجسُّد الكلمة“، 29: 1-3.
(3) شرحه، 30: 2.
(4) ”تفسير رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية“، رو 6: 9-11.
(5) ”تفسير رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس“، أف 2: 5-6.

This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis