قضايا
إيمانية



قضية الخطية والشر
- 6 -
قيامة الدينونة (يو 5: 29)

+ عناصر المقالات السابقة: + كيف دخلت الخطية والشر إلى العالم؟ + موقف الله مـن الخطية والشر: - بين الناموس والنعمـة. + موقف المؤمن مـن الخطية والشـر: - المؤمن ودعـوة الخلاص؛ - موت عـن الخطية؛ - حياة بالروح؛ - موقف المؤمن مـن إبليس؛ - المؤمن وشِبْه الشر؛ - سِمَات الحياة بالروح. + الكل خطاة، مـا الفرق إذاً بين المؤمن وغير المؤمن؟ + معنى أن المؤمن لا يُخطئ. + خطية للمـوت، وخطية ليست للمـوت. + قيامة الحياة وقيامة الدينونة: المسيح يُعلن دينونة إبليس والخطية؛ مجيئه الأول للخلاص، ومجيئه الثاني للدينونة؛ عن المجيء الثاني؛ عن قيامة الحياة.

+ عن معنى الدينونة:

المعنى الحرفي لكلمة ”الدينونة“ judgment هـو القضاء والمجازاة والحُكْم سواء بالمكافأة أو العقاب. و”الديَّان“ Judge هو القاضي.

وهناك آياتٌ في الكتاب تتكلَّم عـن الدينونة للكـلِّ، أبراراً وأشراراً، كما في هاتين الآيتين: «وَكَمَا وُضِعَ لِلنَّاسِ أَنْ يَمُوتُوا مَـرَّةً ثُمَّ بَعْدَ ذلِكَ الدَّيْنُونَةُ» (عـب 9: 27)، «لأَنَّ اللهَ يُحْضِرُ كُلَّ عَمَلٍ إِلَى الدَّيْنُونَةِ، عَلَى كُلِّ خَفِيٍّ، إِنْ كَانَ خَيْراً أَوْ شَرًّا» (جا 12: 14).

ولكـن كلمة الدينونة في أكثر الآيات، تقصد الإدانة والمصير الأليم بعد المُحاكمة: «مَنْ جَدَّفَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلَيْسَ لَهُ مَغْفِرَةٌ إِلَى الأَبَدِ، بَلْ هُوَ مُسْتَوجِبٌ دَيْنُونَةً أَبَدِيَّةً» (مر 3: 29)، «مَنْ يَسْمَعُ كَلاَمِي وَيُؤْمِـنُ بِـالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّـةٌ، وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَـةٍ» (يـو 5: 24)، «لاَ شَيْءَ مِـنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَـلْ حَسَـبَ الرُّوحِ» (رو 8: 1)، «لأَنَّ الَّذِي يَأْكُـلُ وَيَشْرَبُ بِدُونِ اسْتِحْقَاقٍ يَأْكُـلُ وَيَشْـرَبُ دَيْنُونَةً لِنَفْسِهِ، غَيْرَ مُمَيِّزٍ جَسَدَ الرَّبِّ» (1كو 11: 29).

فـالمؤمنـون المُتمتِّعـون بخـلاص المسيح لا يخشون ذلك اليوم(1)، حيث يقف المسيح ديَّاناً للمسكونة، وهـو الذي اختبروه فادياً وشفيعاً مُحبّاً وكفَّارة لخطايـاهم (رو 8: 34؛ 1يو 2: 2،1). ومِـن ثمَّ «مَتَى أُظْهِـرَ الْمَسِيحُ حَيَاتُنَا، فَحِينَئِذٍ تُظْهَرُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً مَعَهُ فِي الْمَجْدِ» (كو 3: 4)، «لِكَيْ يُحْضِرَهَـا لِنَفْسِهِ كَنِيسَةً مَجِيدَةً، لاَ دَنَسَ فِيهَا وَلاَ غَضْنَ أَوْ شَيْءٌ مِنْ مِثْلِ ذلِكَ، بَلْ تَكُونُ مُقَدَّسَةً وَبِـلاَ عَيْبٍ» (أف 5: 27). بالضبط كما أنَّ الطلاَّب المُجتهديـن لا يتوجَّسون مـن نتيجة الامتحان، بل هم واثقون من النجاح.

على العكس، فإنَّ غير المؤمنين الذين رفضوا دم ابـن الله واحتقـروه، رغم تظاهرهـم بعدم المُبالاة، يرتعبون مـن مواجهة الديَّـان في اليوم الأخير، كالطلاَّب المُهملين الذين يكون الامتحان رُعباً لهم، وشَبَح الرسوب يُطاردهـم. والربُّ لم يُخْفِ هذا المصير للأشرار، بل جَهَر به لردعهم ودَفْعهم إلى التوبة.

+ عن موضع الخطاة:

يذكـر الكتاب عدداً مـن الأسماء التي تُطلَق على الموضع الذي ينتهي إليه الخطاة والأشرار في الدينونة:

1. جهنم: كلمة أصلها يوناني ”جي هنوم“ أي ”وادي هنوم“ (نح 11: 30)، وهو وادٍ قُرْب جبل صهيون، كانت تشتعل فيه نار دائمة لحرق الجُثث والنفايـات (مت 5: 30،29؛ 10: 28؛ 23: 33؛ مر 9: 45،43؛ لو 12: 5؛ يع 3: 6؛ 2بط 2: 4). ويُـرادفها أيضاً ”النار“ (2بط 3: 7)، و”نـار جهنم“ (مت 5: 22)، و”جهنم النار“ (مـت 18: 9؛ مـر 9: 47)، و”النار الأبديـة“ (مـت 18: 28؛ 25: 41)، و”نـار لا تُطفَـأ“ (مـر 9: 43-48)، و”بحيرة النار“ (رؤ 19: 20؛ 20: 14،10). وفي مَثَل الزوان، فإنـه سيُجمَع حـزماً ويُحـرَق بالنار (مت 13: 42،40، 50). وفي مَثَل ”الشبكة المطروحة في البحر“، فإنَّ الأردياء طُرِحوا في أتون النار (مت 13: 50)، ويقترن بالنار ”العذاب الأبدي“ (مت 25: 46)، و”الدود الـذي لا يموت“ (مـر 9: 46،44، 48)، و”البكاء وصرير الأسنان“ (مت 8: 12؛ 13: 50،42؛ 22: 13؛ 24: 51؛ 25: 30؛ لو 13: 28).

2. الهاويـة: وحرفيّاً هي الجُب أو البئر أو الهُوَّة شديدة الغوْر التي تبتلع مَن يهوي إليها ولا خروج منها. ووصف يونـان وجـوده في جوف الحـوت في عُمـق البحر بقوله: «صَرَخْتُ مِـنْ جَوْفِ الْهَاوِيَةِ» (يـون 2: 2). وقد ارتبط مكان الأرواح منـذ القديـم بالهاويـة (رو 10: 7): فيعقوب عندمـا خدعـه أولاده عندما فَقَدَ يوسف ابنه، مزَّق ثيابه ووَضَعَ مسحاً وناح عليه (تك 7: 35؛ 42: 38؛ 44: 31،29).

ولمَّا عاقَب الربُّ قـورح ومَـن معه الذين تمرَّدوا على موسى وهارون، مكتوبٌ أنَّ الأرض فتحت فاهـا «وَابْتَلَعَتْهُمْ وَكُـلَّ مَـا لَهُمْ، فَهَبَطُوا أَحْيَاءً إِلَى الْهَاوِيَةِ» (عد 16: 33،30). والقديس بطرس، وهو يُبشِّر اليهود المُجتمعين في أورشليم يوم الخمسين عن المسيح القائم من بين الأموات، يستعير المزمـور: «لأَنَّكَ لَـنْ تَتْرُكَ نَفْسِي فِي الْهَاوِيَةِ وَلاَ تَدَعُ قُدُّوسَكَ يَرَى فَسَاداً» (مز 16: 10؛ أع 2: 27). كما يستعير القديس بولس نبوَّة هوشع عن انتصار المسيح على الموت بقيامته: «أَيْـنَ شَوْكَتُكِ (غلبتك) يَـا هَاوِيَةُ؟» (هو 13: 14؛ 1كو 15: 55).

وارتبطت الهاويـة بالأكثر بالأشـرار (مز 9: 17)، وبالهلاك (أم 15: 11). وإلى الهاويـة تنبَّأ الرب عن مصير كفرناحوم (مت 11: 23؛ لو 10: 15)، والرب الديَّان في الرؤيا يقـول عـن نفسه: «وَلِي مَفَاتِيحُ الْهَاوِيَةِ وَالْمَوْتِ» (رؤ 1: 18).

3. الجحيم: هو مكان كل الأرواح بعد الموت (قبل قيامة المسيح)، حيث يكون الأبرار في ناحية والأشرار في ناحية، وبينهما أُثبتت هُـوَّة عظيمة بحيث يمتنع الانتقال من جانبٍ إلى آخر [كما ذَكَر المسيح في مَثَل الغَني ولعازر (لو 16: 23)]. والرب عند موته، نزلت نفسه المُتحدة بلاهوتـه إلى الجحيـم [«أَقْسَامِ الأَرْضِ الْسُفْلَى» (أف 4: 9)] وبشَّـرت أرواح القدِّيسين التي في السجن (1بط 3: 19) ونقلتهم إلى مكان انتظارهم (حتى يـوم القيامة)، حيث اختُطِف القديس بولس [إلى السماء الثالثة حيث الفردوس (2كو 12: 4،2)]، وبَقِيَ الجحيم مكاناً للأشرار.

+ عن دينونة إبليس وملائكته:

إبليس وجنوده هـم أول مَـن سيُطرحون في جهنم المُعدَّة لهم أولاً: «... النَّارِ الأَبَدِيَّـةِ الْمُعَدَّةِ لإِبْلِيسَ وَمَلاَئِكَتِهِ» (مـت 25: 41)، «لأَنَّهُ إِنْ كَانَ اللهُ لَمْ يُشْفِقْ عَلَى مَلاَئِكَةٍ قَدِ أَخْطَأُوا، بَلْ فِي سَلاَسِـلِ الظَّلاَمِ طَـرَحَهُمْ فِي جَهَنَّـمَ، وَسَلَّمَهُمْ مَحْرُوسِينَ لِلْقَضَاءِ» (2بط 2: 4)، «وَالْمَلاَئِكَـةُ الَّذِينَ لَمْ يَحْفَظُوا رِيَاسَتَهُمْ، بَلْ تَرَكُوا مَسْكَنَهُمْ حَفِظَهُمْ إِلَى دَيْنُونَةِ الْيَوْمِ الْعَظِيمِ بِقُيُودٍ أَبَدِيَّةٍ تَحْتَ الظَّلاَمِ» (يه 6)، «وَحَدَثَتْ حَـرْبٌ فِي السَّمَاءِ... لأَنَّهُ قَـدْ طُرِحَ الْمُشْتَكِي عَلَى إِخْوَتِنَا، الَّذِي كَانَ يَشْتَكِي عَلَيْهِمْ أَمَامَ إِلهِنَا نَهَاراً وَلَيْلاً. وَهُمْ غَلَبُوهُ بِدَمِ الْخَرُوفِ وَبِكَلِمَةِ شَهَادَتِهِمْ، وَلَمْ يُحِبُّوا حَيَاتَهُمْ حَتَّى الْمَوْتِ» (رؤ 12: 7-11).

+ عن دينونة الخطاة:

في تعليم الرب عن مجيئه الثاني للدينونة، التي حرص أن يُخبرنا بها قبل يومين مـن المُحاكمات والصليب، مُمهِّداً لها بمَثَل العذارى العشر، ومَثَل الوزنـات (مـت 25: 1-30)؛ فذَكَـر أنَّ جميع الشعوب تجتمـع أمامـه وهـو جالسٌ على كرسي مجده، فيُميِّز الأبرار عـن الأشرار، ويقول للأبرار أن يرثوا الملكوت المُعدَّ لهم منذ تأسيس العالم، مُعدِّداً أعمال محبتهم التي صنعوها لإخوتهم وحسب أنها قُدِّمَت لشخصه المُبارَك. أمَّا الأشرار الذين رفضوا دعوتـه وعاشـوا لذواتهم وشهواتهم يجيئهم الردُّ الإلهي: «اذْهَبُوا عَنِّي يَا مَلاَعِينُ إِلَى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ... فَيَمْضِي هؤُلاَءِ إِلَى عَذَابٍ أَبَـدِيٍّ وَالأَبْرَارُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ» (مت 25: 31-46). وكـذلك يكتب القديس بولس في ذات السياق (2تس 1: 6-10).

+ عن الذين يُشاركون في دينونة الخطاة:

1. كلام الرب للذيـن لم يُطيعوه: بحسب قول الرب: «إِنْ سَمِعَ أَحَـدٌ كَلاَمِي وَلَمْ يُؤْمِـنْ فَأَنَـا لاَ أَدِينُهُ، لأَنِّي لَمْ آتِ (في مجيئه الأول) لأَدِينَ الْعَالَمَ بَلْ لأُخَلِّصَ الْعَالَمَ. مَنْ رَذَلَنِي وَلَمْ يَقْبَلْ كَلاَمِي فَلَهُ مَنْ يَدِينُهُ. اَلْكَلاَمُ الَّذِي تَكَلَّمْتُ بِهِ (وأصمَّ آذانه عنه) هُوَ يَدِينُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ» (يو 12: 48،47).

2. الضمائر المُشتكية: أول مَن يدين الإنسان عن فعل الخطية هو الضمير، وهو صوت الروح المُبكِّت. وهكذا بيَّن القديس بولس أنه حتى الأُمم الذين ليس لهم الناموس هـم نامـوس لأنفسهم، فيُظهرون عمل النامـوس مكتوبـاً في قلوبهـم: «شَاهِداً أَيْضاً ضَمِيرُهُـمْ وَأَفْكَارُهُـمْ فِيمَا بَيْنَهَا مُشْتَكِيَةً أَوْ مُحْتَجَّةً» (رو 2: 15).

3. الذيـن قَبِلوا كلمة الله وتابوا يدينون مَن رفضوها: ومكتوبٌ عن نوح أنه باستقامته «دَانَ الْعَالَمَ، وَصَارَ وَارِثاً لِلْبِرِّ» (عب 11: 7). والرب يقـول إنَّ رجال نينوى في القيامة يدينون الخطاة لأنهم تابوا بمُناداة يونان؛ وكذلك فإنَّ مَلِكَة التيمن (اليمـن) التي أتت مـن أقاصي الأرض لتسمع حكمة سليمان ستدين هـذا الجيل في القيامة. فكم تكون دينونة الذين جاءهم الرب، الذي هو أعظم مـن يونـان وسليمان، ولم يتوبـوا (مـت 12: 41،42؛ لو 11: 31،32).

والرب خاطَب تلاميذه، الذين صاروا شهوده إلى العالم، قائـلاً: «أَنْتُمُ الَّذِينَ تَبِعْتُمُونِي (خلافـاً لليهود الكثيرين الذيـن رفضوا المسيح)، فِي التَّجْدِيـدِ، مَتَى جَلَسَ ابْنُ الإِنْسَانِ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ، تَجْلِسُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ كُرْسِيًّا تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاِثْنَيْ عَشَرَ» (مت 19: 28؛ لو 22: 30).

والرسـول بولـس في توبيخه للمؤمنين الذيـن يُقاضـون بعضهم بعضاً في محاكم العالم، يقـول: «أَلَسْتُمْ تَعْلَمُـونَ أَنَّ الْقِدِّيسِـينَ (أي المؤمنـون) سَيَدِينُونَ الْعَالَمَ؟ فَـإِنْ كَـانَ الْعَالَمُ يُدَانُ بِكُمْ، أَفَأَنْتُمْ غَيْرُ مُسْتَأْهِلِينَ لِلْمَحَاكِـمِ الصُّغْرَى؟ أَلَسْتُمْ تَعْلَمُـونَ أَنَّنَا سَنَدِينُ مَلاَئِكَةً (سقطوا)؟ فَبِالأَوْلَى أُمُـورَ هـذِهِ الْحَيَاةِ!» (1كو 6: 3،2).

4. الذيـن سجَّل الكتاب عقابهم على خطيتهم، فلم يردع مصيرهم الخطاة مـن بعدهم: مثل قايين القاتل التائه في الأرض (تـك 4: 12،11)، والعالم القديم الذي أهلكه الطوفان أيام نوح (تك 7: 23،22؛ 2بط 2: 5)، وأهل سدوم وعمورة الذين أحرقتهم النار (تك 19: 25،24؛ 2بط 2: 6؛ يه 7)، وامرأة لوط التي صارت عمود ملح (تك 25: 31-34؛ 27: 34-40؛ عب 12: 17،16)، وقورح والذين معه الذيـن فَتَحَت الأرض فاهـا وابتلعتهـم (عـد 16: 33،30)، والمُتذمِّرون الذيـن أهلكتهم الحيَّات (عـد 21: 6)، وشاول الملك الذي تغرَّب عن الله حتى أنه في النهاية قَتَل نفسه بأن سقط على سيفه (1صم 19: 14؛ 31: 4)، ويهوذا الخائـن الذي أَسلـم سيِّده ومضى وخَنَق نفسه (مت 26: 50،49؛ 27: 5؛ مر 14: 45؛ لو 22: 47؛ يو 18: 3-5؛ أع 1: 18).

ويُضاف إليهم في عالمنا مَـن يؤكِّـد الكتاب دينونتهم مـن الذيـن يفعلون السيئات، ويتقدَّمهم المُرتدُّون دون توبـة وعودة؛ ومعهم المسيحيون الشكليون الذين بسلوكهم يُنكـرون الإيمان (2بط 2: 20-23؛ عـب 10: 27،26)؛ والضالـون والمُضلُّون (2تي 3: 13)؛ والمُلحدون الماديون وكل المُقاومين لله عَمْداً وقَصْداً (2تس 2: 4،3؛ 1يـو 2: 18)؛ والفُجَّـار الذيـن يتفـاخـرون بسقوطهم: «خَطَايَـا بَعْضِ النَّاسِ وَاضِحَةٌ (علنية صارخة) تَتَقَدَّمُ (أمامهـم وتسبقهـم) إِلَى الْقَضَاءِ (الدينونة)، وَأَمَّا الْبَعْضُ فَتَتْبَعُهُمْ (الذين يتسترون، فـلا تظهر سيئاتهم، ولكنهـا تلتصـق بهـم ولا تُفارقهم)» (1تي 5: 24)، مِـن الذين يمتلئ بهم عالمنا مثل: الإرهابيـون والشهوانيـون وتُجَّار النجاسة (2بط 2: 18،10)، وعصابات الإجرام، والذين يجمعون المال الحرام، وغيرهم وغيرهم.

(ختام المقال العدد القادم)

دكتور جميل نجيب سليمان

(1) ”يوم الدينونة“ يُسمَّى أيضاً في الكتاب: ”يوم الدِّين“ (مت 10: 15؛ 11: 24،22؛ 12: 36؛ مر 6: 11؛ 2بط 2: 9؛ 3: 7؛ 1يو 4: 17)، أو ”الدِّين“ (لو 11: 31)، و«يَوْمِ الْغَضَبِ وَاسْتِعْلاَنِ دَيْنُونَةِ اللهِ الْعَادِلَةِ» (رو 2: 5).

This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis