ادخل إلى العمق


- 16 -
لقاءات مع الرب يسوع
بعد قيامته




تمهيد:

تعدَّدت ظهورات الربِّ يسوع لأحبَّائه وأَخِصَّائه بعد قيامته من الأموات بالجسد، حيث ظهر لكثيرين - سواء كانوا أفرادًا أو جماعات - مُعلِنًا لهم عن مجد قيامته المقدَّسة، وكاشفًا لهم الكثير من أسرار النبوات التي كُتِبت عنه، وعن هذا الخلاص الثمين الذي تمَّمه، وفاتحًا أذهانهم ليفهموا الكتب المقدَّسة وأسرار ملكوت الله. وعن ذلك يقول كاتب سفر الأعمال: «هذَا أَقَامَهُ اللهُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، وَأَعْطَى أَنْ يَصِيرَ ظَاهِرًا، لَيْسَ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ، بَلْ لِشُهُودٍ سَبَقَ اللهُ فَانْتَخَبَهُمْ. لَنَا نَحْنُ الَّذِينَ أَكَلْنَا وَشَرِبْنَا مَعَهُ بَعْدَ قِيَامَتِهِ مِنَ الأَمْوَاتِ» (أع 10: 40 و41)، ويكتب القديس بولس كذلك قائلًا: «وَأَنَّهُ دُفِنَ، وَأَنَّهُ قَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ حَسَبَ الْكُتُبِ، وَأَنَّهُ ظَهَرَ لِصَفَا ثُمَّ لِلاِثْنَيْ عَشَرَ» (1كو 15: 4 و5). هذا بالإضافة إلى ظهوراتٍ أخرى خاصة لأشخاص بعينهم، سجَّلها البشيرون مثل: ظهوره لتلميذَيْ عمواس: (مر 16: 12)، ولمريم المجدليَّة: (مر 16: 9)، ولتوما الرسول: (يو 20: 29)، والقديس بطرس الرسول وغيرهم؛ وعن بعض هذه اللقاءات يأتي موضوع تأملنا في هذا المقال. ويُلاحَظ أنَّ في كلِّ مرة ظهر فيها الربُّ يسوع بعد قيامته، كان هناك نوعٌ من الحوار يدور بينه وبين الطرف الذي ظهر له؛ وهذا الحوار كان ينطَوي على رسالة أو تعليم أو عتاب أو توجيه أو توصيَة ما؛ اهتم كُتَّاب الوحي بتسجيلها لمنفعتها لهم ولنا من بعدهم. عِلمًا بأنَّنا نورد هذه الظهورات والحوارات هنا - ليس على سبيل الحصر أو بحسب ترتيب حدوثها الزمني - ولكن بحسب أهمية دلالاتها في المقام الأول.

+ اللقاء مع مريم المجدليَّة:

يشهد الإنجيليون الأربعة في بشائرهم أنَّ مريم المجدليَّة كانت أَول الذين ظهر لهم الربُّ يسوع بعد قيامته؛ مع نسوة أخريات، كما ذُكر في: (مت 28: 9)؛ (مر 16: 9)؛ (لو 24: 10)؛ (يو 20: 14-18). ولعلَّ الرب يسوع أراد أن تكون المرأة - مُمَثَّلة في المجدليَّة وباقي النسوة - أول من يُبشِّر بقيامته الواهبة الحياة، عِوضًا عما جلبته المرأة الأولى ”حواء“ من بشارة الموت؛ حينما أكلت من الشجرة المُحرَّمة، وأعطت رجلها فسقطا كليهما من أمام وجه الله قديمًا! وما يهُمَّنا في الأمر هنا، هو ما تمَّ من حوار بين الرب القائم من الأموات وبين المجدليَّة، وما نستشفه من معانٍ وعِبَرٍ روحية لحياتنا، مع فهمٍ أوضح لكلمات هذا الحوار:

1. «نَظَرَتْ يَسُوعَ وَاقِفًا، وَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّهُ يَسُوعُ» (يو 20: 14):

رغم أنَّ مريم المجدليَّة ومريم الأخرى كانتا قد تقابلتا مع الرب يسوع، حينما لاقاهما في الطريق عند أول زيارة لهما للقبر المقدَّس؛ كما يذكر ذلك القديس متى البشير: «إِذَا يَسُوعُ لاَقَاهُمَا وَقَالَ: ”سَلاَمٌ لَكُمَا“. فَتَقَدَّمَتَا وَأَمْسَكَتَا بِقَدَمَيْهِ وَسَجَدَتَا لَهُ» (مت 28: 9)، إلَّا أنَّ مريم المجدليَّة عندما رجعت إلى القبر مرة أخرى، ونظرته فارغًا، وقفت حائرة تبكي. حينها ظهر لها يسوع، فنظرت إليه وظنَّته البستاني ولم تعلم أنَّه يسوع!! وفي هذا الأمر كلُّ العَجَبْ.

لكن الحقيقة أنَّ رؤية مريم للمسيح القائم لم تتجاوز رؤية العالم له؛ (راجع: مت 16: 14)، لذلك تعذَّرَ عليها أن تتعرَّف عليه. فعلينا إذن، أن نتيَقَّن أننا بدون إيمانٍ صادق بحقيقة الإله المتجسِّد وبقوة لاهوته، وبأنه ابن الله الحيّ، وأنَّه هو والآب واحد؛ لن نستطيع أن نتعرَّف عليه أو نتحِد به في سرِّ الإفخارستيَّا المقدَّس، أو ننال قوة قيامته ومجدها: «لأَعْرِفَهُ وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ» (في 3: 10). إذن، فضعف الإيمان بالمسيح القائم، وأنَّه هو بذاته الابن الكائن في حضن الآب، والجالس عن يمين العظمة في السموات؛ هو الذي يجعلنا أسرى الحواس الجسدية والأرضية، ولن نقدر بواسطة هذه الحواس أن نتعرَّف على الإله الغالب الموت، كما حدث مع المجدليَّة التي نظرته كأنه البستانيُّ؛ رغم أنَّ الملاك قد سبق وراجعها مع النسوة قبل ذلك بقوله: «قَالاَ لَهُنَّ: لَمَاذَا تَطْلُبْنَ الْحَيَّ بَيْنَ الأَمْوَاتِ؟ لَيْسَ هُوَ ههُنَا» (لو 24: 5 و6).

2. «مَنْ تَطْلُبِينَ؟» (يو 20: 15):

جاءت مريم إلى القبر تبحث عن جسدٍ ميِّت، في حين أنَّ الذي يطلب المسيح لابد وأن يكون صاحب إيمانٍ حقيقي وثقة بإله حيّ، لذلك بادر الربُّ يسوع مريم بسؤال مُلهِم مملوء محبة لكي ينبِّه حواسَّها الإيمانية، ويحوِّلها نحو البحث، ليس عن إنسانٍ قد صُلب ومات، بل عن إله حيٍّ بقوله: ”مَنْ تطلبين؟“ وليس: ”ماذا تطلبين؟“، لعلها ترتفع بفكرها لمستوى الإيمان اللائق بلاهوته. وحينما فشلت المجدليَّة في الاختبار الأول، استخدم حاسة أخرى لإيقاظ روحها؛ فناداها بصوته قائلًا: «يَا مَرْيَمُ» (يو 20: 16)، وهو النداء الدائم والمستمر من الربِّ لكلِّ أولاده بأسمائهم كلَّ يوم، لأنَّه كراعٍ صالح يعرف خاصته، ويدعوها بأسمائها، وخرافه تعرف صوته وتستطيع أن تميِّزه، ولا تسمع صوت الغريب (انظر: يو 10: 4،3). حينئذٍ التفتت مريم إليه هاتفةً: «”رَبُّونِي“ الَّذِي تَفْسِيرُهُ يَا مُعَلِّمُ» (يو 20: 16)، فنرى هنا أنَّ إيمان مريم قد توقَّف عند هذا الحدِّ الضعيف، وغير اللائق بكرامة ومكانة الإله الحيّ القائم من الأموات، بل عند كونه فقط المعلِّم والسيد، وليس الرب والإله؛ مثلما هتف توما الرسول عند استعلان الربِّ له.

3. «لاَ تَلْمِسِينِي» (يو 20: 17):

القيامة خبرة روحية لا يمكن أن تدخل حياة الإنسان عن طريق حواسه الجسدية. فجسد القيامة جسدٌ روحاني مُمجَّد غير محسوس، وبالتالي لا نقدر من خلال حواس اللمس والنظر أن نتعرَّف على المسيح القائم من الأموات. لذلك عندما أرادت مريم أن تتعامل مع جسد القيامة بمفهوم إيمانها الضعيف، كونه الجسد المادّي لمعلِّمها الذي تعرفه سابقًا، لم تسعفها خبرتها الجسدية والحسية لكي تنال عطايا الروح واستنارة استعلان المسيح القائم بمجده وقوة قيامته. لأن الربَّ يسوع يهب هذه النعمة والإعلان ليس لمن ينظره بعينيه أو يلمسه بيديه الجسدانيتين، بل لمن يؤمن به وبقيامته وألوهيته إيمان القلب الروحاني. تمامًا كما حدث عندما كانت الجموع تزاحِم الرب يسوع، ولكن واحدة فقط لمسته فنالت الشفاء الفوري، وهي المرأة نازفة الدم بسبب قوة إيمانها: (لو 8: 48). ولا ننسى أن المجدليَّة ومريم الأخرى - كما ذكرنا قبلًا - قد سبقتا وأمسكتا بقدميِّ المخلِّص بعد قيامته؛ لكنهما كانتا وقتئذ محمَّلتان بكلِّ مشاعر الخشوع والرهبة والتعبُّد له، فسُمح لهما بذلك كرسالة مُفرِحة لتعزيتهما. أمَّا الآن وبسبب عودتها تذرِف الدموع بحثًا عن جسدٍ ميت لعله سُرق، وعدم ثقتها وإيمانها بالرب وقيامته، فقد رُفض طلبها أن تلمسه ثانية بمثل هذا الإيمان الضعيف. وربما لم يشفع لها عند الرب في طول أناته ورحمته بها؛ سوى محبتها وغيرتها وأمانتها له، واجتهادها في خدمته.

بهذه الحادثة يضع لنا الربُّ يسوع القاعدة الذهبية للتعامل مع خبر القيامة المقدَّسة؛ وكيفية التلامس معها ونوال قوتها ومفاعيلها في أمرين هامين هما: الإيمان والحبُّ. من أجل هذا يليق بنا نحن أيضًا عندما نستعد للتقدُّم للأسرار المقدَّسة (أي جسد الرب ودمه المقدَّسين)؛ أن نتقدم لهما بإيمانٍ راسخ بأننا لسنا أمام مجرد عَرضَين ماديين من الخبز والخمر، بل أمام حياة إلهية متجسِّدة مبذولة عن حياة العالم، وقائمة من الأموات بقوة لاهوته لتعطي الحياة الأبدية للعالم، ولكل من يؤمن به. وأننا لسنا أمام مجرد: ”ربوني“؛ بل أمام إله حيّ قائم من بين الأموات.

+ اللقاء مع توما الرسول:

كان مجرد الاقتراب من جراحات المسيح والنظر إليها، كفيلًا أنْ يلهب قلب توما الرسول فيصرخ مُعلِنًا إيمانه بألوهية الربِّ يسوع التي كانت تملأ قلبه، ولم يكن يعوقها سوى محاولة الالتجاء إلى حواسه الجسدية لتدْعَم هذا الإيمان؛ وهو ما عاتبه عليه يسوع نفسه بقوله: «وَلاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِنًا ... طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا» (لو20: 27 و29). فالحواس الجسدية كثيرًا ما تكون عائقًا أمامنا - كما كانت مع توما الرسول - وكادت أن تحرِمه وتحرِمنا من نعمة معاينة الربِّ القائم والفرح بالقيامة المجيدة. وصارت شهادة هذا الرسول الكريم ومجاهرته بهذا الإيمان العظيم: ”ربي وإلهي“؛ أقوى برهان على روعة إيمانه، وردًّا على تهمة التشكك التي ينسبها له البعض منَّا. ولا ينبغي أن يفوتنا تَذكُّر أن إيمان توما بالسيد المسيح، وحبه الشديد له هما اللذان جعلاه - في السابق - أن يدعو التلاميذ للذهاب للموت معه عند صعوده لأورشليم، عندما قال لهم: «لِنَذْهَبْ نَحْنُ أَيْضًا لِكَيْ نَمُوتَ مَعَهُ» (يو 11: 16)، لذلك قَبِل الربُّ أن يدعوه للمس جراحاته، ليُذكِّره بسابق حديثه معهم عن آلامه وقيامته.

وخلاصة التعليم والدرس هنا هي: أن الربَّ يسوع يُثمِّن ويعطي الطوبى لأصحاب الإيمان القلبي - وليس لأصحاب الحواس الجسدية - هؤلاء الذين بإيمانهم ينالون استحقاق استعلان قيامة المسيح وقوة هذه القيامة. لذلك ينبغي علينا أن نُدرِك أنَّ سلوكنا لابد أن يكون بالإيمان لا بالعيان.

+ اللقاء مع بطرس الرسول:

ظهر الربُّ يسوع للقديس بطرس أكثر من مرة؛ سواء مع باقي الرسل في غياب توما الرسول، أو معهم أيضًا في حضوره. وظهر له مرة وحدَه؛ بحسب ما ذكر القديس بولس الرسول: «وَأَنَّهُ ظَهَرَ لِصَفَا ثُمَّ لِلاِثْنَيْ عَشَرَ» (1كو 15: 5)، ومرة أخرى عند صعوده إلى السماء. ولكنَّ القديس يوحنا الرسول يكتب لنا في بشارته عن ظهور آخر مميَّز من الرب لتلميذه بطرس الرسول، مع ستة من التلاميذ على شاطئ بحيرة طبرية. وهناك سأل الرب يسوع بطرس سؤالًا رقيقًا وبسيطًا قائلًا له: «أَتُحِبُّنِي؟» (يو 21: 16). والمُلفِت هنا أن الربَّ قد كرَّر سؤاله لبطرس ثلاث مرات! وبصيغة فعلين مترادفين يعبِّران عن الحبِّ في اللغة اليونانية! والحقيقة أننا نرى في هذا السؤال البسيط والرقيق من الرب لتلميذه الذي ارتبط معه بعشرة جميلة، رغم كونه إنسانًا ضعيفًا ومُندَفِعًا، لكنه مملوءٌ غيرة مقدَّسة ومشاعر وعاطفة محبة كبيرة لمعلِّمه؛ نرى في طرح هذا السؤال عليه طَوقَ نجاة من صِغر النفس ومن دينونة الناس. ودعوة لتجديد عهود المحبة الأولى، وبادرة قبول وغفران لرسولٍ كريم أخطأ - في ضعفٍ - فأنكر سيده، لكنه عاد وسَكَبَ دموعًا مِدرارة، جَمعها الرب له في زقٍّ وقَبِلها، وألمح له عنها كعتابٍ ودرسٍ له في ضرورة هدوء المشاعر والرزانة والاتضاع. وبرهان ذلك هو دعوة الرب له لكي يخدمه وذلك برعاية خرافه؛ وهكذا بسبب تواضع القديس بطرس وانسحاقه في إجابته على سؤال سيده البسيط، بإجابته المتضعة البسيطة، متذكرًا ضعفه الإنساني بقوله: «يَا رَبُّ، أَنْتَ تَعْلَمُ كُلَّ شَيْءٍ. أَنْتَ تَعْرِفُ أَنِّي أُحِبُّكَ» (يو 21: 17)؛ من أجل ذلك جَدَّد الرب لتلميذه المتضع ما سبق أن قاله له: «وَأَنْتَ مَتَى رَجَعْتَ ثَبِّتْ إِخْوَتَكَ» (لو 22: 32)، بقوله له بعد قيامته: «ارْعَ غَنَمِي» (يو 21: 16).

وهكذا ثمَّن الربُّ المحبة والاتضاع لتلميذه العظيم، فوَهَبه غفرانه وعطاياه وحمَّله بشرف خدمته واستحقاق بنوته والفرح بقوة قيامته، مثلما قال لسمعان الفرِّيسي في السابق عن المرأة الخاطئة التي غسلت قدميه بدموعها ومسحتهما بشعر رأسها: «مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أَقُولُ لَكَ: قَدْ غُفِرَتْ خَطَايَاهَا الْكَثِيرَةُ لأَنَّهَا أَحَبَّتْ كَثِيرًا» (لو 7: 47).

+ اللقاء مع تلميذَيْ عمواس:

قطع الربُّ يسوع طريقًا طويلًا في مسيرته بصُحبة تلميذَيْ عمواس نحو بلدتهما، وتعمَّدَ الربُّ إطالة هذه المسيرة حتى يتسنى له الحديث معهما، ليفتح ذهنهما لفهم المكتوب عنه في الكتب المقدَّسة؛ وينير لهما طاقة من النور والرجاء لتقبُّل بشارة القيامة والحياة، عوضًا عن روح الإحباط والحزن التي ملكت عليهما. وبذلك يكون الربُّ قد عمِل أمرين ضروريين: الأمر الأول أنَّه ثبَّت لنا قاعدة إيمانية هامة؛ بأن كلَّ نبوات وكتابات العهد القديم ومواعيده الخلاصية كانت تنصَبُّ على شخصيَّته الخلاصية؛ حسب القول: «فَإِنَّ شَهَادَةَ يَسُوعَ هِيَ رُوحُ النُّبُوَّةِ» (رؤ 19: 10). كما أن كلَّ رموز وإشارات النبوَّات تنفكُّ وتتحقَّق فيه وحده، وليس من هو أقدر على شرح هذا الأمر سوى السيد المسيح نفسه؛ موضوع هذه النبوات: «حِينَئِذٍ فَتَحَ ذِهْنَهُمْ لِيَفْهَمُوا الْكُتُبَ» (لو 24: 45).

الأمر الثاني في هذا اللقاء، هو أنَّ هذين التلميذين اللذين أُمسِكت أعينهما عن معرفة الربِّ - ربما بسبب صدمة المفاجأة وعدم التوقُّع، أو بسبب ضعف الإيمان والحزن بعد أحداث الصليب والموت، أو ربما بسبب المهابة والجلال وبعض التغيُّر الذي طرأ على جسد الرب يسوع بعد قيامته (جسد القيامة) - فإننا نرى هذين التلميذين قد انفتحت أعينهما وتعرَّفا على السيد عند مباركته وكسره الخبز معهما!! وذلك في أول قداس إفخارستي يمارسه السيد المسيح بعد قيامته؛ بعدما سبق وأسَّس هذا السرَّ العظيم يوم خميس العهد. وصار ذلك شهادة حيَّة لنا ولكلِّ الأجيال عن عظمة ومجد هذا السرِّ الجليل، وأهميته لاستنارة القلب والحياة والعينين، ومفتاحًا إلهيًّا لاستعلان شخص المسيح لكلِّ من يتقدم بإيمان لهذا السر المقدَّس.

This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis