عظات
وكلمات روحية


القيامة فتحت أمامنا
مفاهيم السماء في حياتنا

نص الكلمة التي ألقاها قداسة البابا تواضـروس الثاني
بابا الإسـكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية
بمناسبة زيارة قداسته لدير القديس أنبا مقار
صباح يوم السبت 22 مايو 2021


بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد، آمين

من تداريب الكنيسة خلال فترة الخمسين أن نقرأ إنجيل يوحنا ورسائله وسفر الرؤيا.

قراءة في الأصحاح الحادي والعشرين من سفر الر ؤيا:

+ «ثُمَّ رَأَيْتُ سَمَاءً جَدِيدَةً وَأَرْضًا جَدِيدَةً، لأَنَّ السَّمَاءَ الأُولَى وَالأَرْضَ الأُولَى مَضَتَا، وَالْبَحْرُ لاَ يُوجَدُ فِيمَا بَعْدُ ...» (رؤ 21: 1-8).

أنا سعيد بأن أزوركم، ولكن للأسف فإن ظروف وباء الكورونا مُعطِّلة أمورًا كثيرة، لكن أنا متشوِّق كثيرًا للدير ولرؤيتكم.

كانت آخر زيارة لي للدير في 16 مايو 2020، أي منذ أكثر من سنة. واليوم تذكار القديس أنبا باخوميوس أب الشركة، والذي هو النظام الذي تسير عليه أديرتنا.

أولًا أعزِّيكم عن الآباء الذين انتقلوا في الفترة الأخيرة، وأُهنئكم بعيد القيامة وفترة الخمسين المقدسة والتي نعيش فيها أفراح السماء باستمرار.

أريد أن أكلِّمكم اليوم كيف أن القيامة فتحت أمامنا معنى السماء، ومفاهيم السماء في حياتنا.

كما تعلمون نحن نحتفل بالقيامة يوميًّا في صلاة باكر ونصلِّي: ”عندما دخل إلينا وقت الصباح، أيها المسيح إلهنا النور الحقيقي، فلتُشرق فينا الحواس المُضيئة والأفكار النورانية، ولا تغطِّينا ظلمة الآلام“.

وكل أسبوع في يوم الأحد نحتفل ونقول: ”هذا هو اليوم الذي صنعه الرب“. فيوم الرب هو يوم القيامة.

ونحتفل أيضًا به كل شهر في يوم 29 من الشهر القبطي، عندما نحتفل بتذكارات البشارة والميلاد والقيامة. ونحتفل بالقيامة لمدة خمسين يومًا بعد عيد القيامة، أي نعتبرها يوم أحدٍ طويلًا، وهي فترة تُعبِّر عن الكمال الذي في السماء، باعتبار أننا نحتفل بالقيامة سبعة أسابيع وتكتمل بيوم الخمسين، يوم حلول الروح القدس. وتصير القيامة هي الحاضرة في حياتنا كل يوم.

ونحن كرهبان، كل يوم ونحن نصلِّي التسبحة نقول لحن: ”تين ثينو = قوموا يا بني النور“، ”قوموا“ هي القيامة، ”بني النور“ هم بنو القيامة.

من الملاحظات المهمة يا إخوتي في قراءاتكم ودراستكم للإنجيل أنه توجد مجموعة من الآيات: نِصْفُها على الأرض، ونِصْفُها في السماء. وعليكم ملاحظة هذه الآيات. فالآية التي نصفها على الأرض علينا أن نعيشها، والنصف الآخر في السماء. أمثلة:

+ «كُنْ أَمِينًا إِلَى الْمَوْتِ (الأرض) فَسَأُعْطِيكَ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ (السماء)» (رؤ 2: 10).

+ «كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ» (مت 25: 23).

+ في إنجيل الخدمة الثالثة من صلاة نصف الليل: «لاَ تَخَفْ أَيُّهَا الْقَطِيعُ الصَّغِيرُ (نحن على الأرض)، لأَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ سُرَّ أَنْ يُعْطِيَكُمُ الْمَلَكُوتَ (في السماء)» (لو 12: 32).

في هذه الآيات نرى بدايتها في الأرض، ولكن تُكتمل في السماء. وهذا هو الذي يربط بين الأرض والسماء.

+ «طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوحِ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ» (مت 5: 3).

المساكين بالروح على الأرض، ولكن تكتمل الآية في ملكوت السموات.

هذه الفكرة تتضح أكثر من خلال القيامة المجيدة. فمن مفاعيل القيامة في حياتنا أنها وضَّحت صورة السماء، تمامًا مثلما تدخل مكانًا وتكون الإضاءة فيه محدودة، فلن ترى ما يوجد داخل هذا المكان؛ ولكن ما أن جاء نور القيامة حتى توضَّحت الصورة جدًّا، فلم يَعُد يوجد في الصورة أي بَهَتَان ولا يوجد بها شيء مخفي، ليس فيها ظلمة، إذ تصير الصورة ناطقة وواضحة.

هذا المبدأ الذي أخذناه من القيامة ينطبع في حياتنا في أمورٍ كثيرة: سواء في الأمور الملموسة المادية، أو في الأمور المعنوية أي الروحية.

( أ ) الأمور الملموسة المادية:

1 - لقد صارت الكنيسة هي سفارة السماء على الأرض:

إنها جزء من السماء - فليست الكنيسة مجرد مبنى أو أيقونات أو ... إلخ. كلها أشياء جميلة، ولكنها جزء من السماء.

يقول القديس يوحنا ذهبي الفم:

[عندما ترى الأب الكاهن يدخل الكنيسة ويفتح ستر الهيكل، فإنه يفتح باب السماء].

فليس مهمًّا أن يكون دوري صغيرًا أو كبيرًا أو اسمي كبيرًا أو صغيرًا، أو أن أعيش في شقوق الأرض أو في قصور، ولكن المهم أن أكون في السماء.

فالكنيسة صارت هي سفارة السماء، مثلما نصلِّي في صلاة «أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَوَاتِ ...» ونقول: «كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذلِكَ عَلَى الأَرْضِ» (مت 6: 9).

نحن نريد أن نستحضر السماء على الأرض، وهذا المفهوم جاء من خلال القيامة.

فالقيامة تجعلني أقول وأنا داخل الكنيسة: «مَا أَرْهَبَ هذَا الْمَكَانَ!» (تك 28: 17)، ”إذا ما وقفنا في هيكلك المقدَّس نُحسَب كأننا قيام في السماء“ (من صلاة الساعة الثالثة).

2 - لقد صار الإنجيل هو الدليل إلى السماء، لذلك علينا أن نلهج فيه ليلًا ونهارًا:

الإنجيل لا ندرسه فقط كي نعرفه أو نفهمه أو نتأمل فيه، ولكن لكي نعرف طريقنا إلى السماء، نعرف هل نحن نسير باستقامة أم نسير خطأ، هل نحن في الطريق السليم أم تُهْنَا أم نسير في طريق ضلال؟

تدريب: استخرج من العهد الجديد الآيات التي هي دليل للسماء، فسوف تجد أنها تنقلك من محطة إلى محطة حتى تصل إلى سفر الرؤيا وتقرأ ما قرأناه معًا في البداية: «ثُمَّ رَأَيْتُ سَمَاءً جَدِيدَةً وَأَرْضًا جَدِيدَةً، لأَنَّ السَّمَاءَ الأُولَى وَالأَرْضَ الأُولَى مَضَتَا، وَالْبَحْرُ لاَ يُوجَدُ فِيمَا بَعْدُ».

لاحظ أن الآباء البشيرين الأربعة كتبوا أناجيلهم في ضوء القيامة بعد أن شاهدوا وعاينوا القيامة.

3 - الكهنوت:

قامت الكنيسة على الكهنوت والأبوَّة. فالكهنوت في معناه الأساسي هو رفيق الإنسان إلى السماء. فالله أوجد الكاهن في مكان معيَّن لكي يأخذ بيد الناس ليوصِّلهم للسماء.

الكاهن لا يمارس الأسرار فقط، بل هو يمسك بيد الشخص يومًا بعد يومٍ ومرحلةً بعد مرحلةٍ، حتى يصل به للسماء. فهو ”رفيق الدرب إلى السماء“ هكذا نسميه.

هكذا عاشت كنيستنا القبطية على الأبوَّة، فكلمة (أبونا) هذه هي أغنى كلمة عندنا في الكنيسة. فالكهنوت نعمة، ولكنه مسئولية كبيرة جدًّا.

4 - الرهبنة والأديرة:

الرهبنة والدير هما صورة للسماء، لذلك فالرهبنة تشدُّ الناس من كل مكان. ويسألون الرهبان عن سر حياتهم ولماذا هم فرحون؟! هذه الصورة السماوية هي مسئولية علينا جميعًا، وكما أن السماء جميلة؛ هكذا يجب أن يكون الدير جميلًا في كل شيء.

الحياة اليومية كلها هي صورة للجمال: كالتسبحة، والقداس، صلاة الغروب والنوم، الدروس التي نأخذها.

+ «وَاحِدَةً سَأَلْتُ مِنَ الرَّبِّ وَإِيَّاهَا أَلْتَمِسُ: أَنْ أَسْكُنَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي، لِكَيْ أَنْظُرَ إِلَى جَمَالِ الرَّبِّ، وَأَتَفَرَّسَ فِي هَيْكَلِهِ» (مز 27: 4).

هذه هي حياة الراهب، فهو قد جاء للدير بمحض اختياره ليصير من البشر السمائيين أو واحدًا من الملائكة الأرضيين. وصارت مسئولية الراهب أن يذوب في المجموع ويكون صورة للسماء.

فالراهب بحياته في الدير هو يستبق صورته في السماء قبل ذهابه إليها.

ما أقوله ليس تمنيات أو تخيُّلات، ولكنه الواقع الذي يجب أن تكون عليه حياتنا كلنا.

(ب) الأمور المعنوية والروحية:

1. القدَّاس:

هو صلاة طقسية فيها تاريخ وعقيدة ولاهوت، ولكن القداس في فحواه ومعناه هو رحلة الإنسان إلى السماء؛ لنقول في نهايته: «سَبِّحُوا اللهَ فِي جَمِيْعِ قِدِّيسِيهِ» (مز 150).

لاحظ أن الكنيسة تنظر إلى كل يوم تعيشه على أنه عيد، كما نقول في السنكسار: ”تُعيِّد الكنيسة في هذا اليوم بتذكار ...“. فالأرض صارت عيدًا، وصارت السماء تسبيحًا. ففي القداس تنفتح السماء قليلًا قليلًا.

هذه الرحلة من الماضي (منذ أيام تأسيس سر الإفخارستيا) وممتدَّة في الحاضر وممتدَّة إلى المستقبل. يقول الكاهن في آخر القداس في الاعتراف الأخير: ”يُعطَى عنَّا خلاصًا (الماضي) وغفرانًا للخطايا (الحاضر) وحياةً أبدية (المستقبل)“.

إذن، هذه رحلة في الزمن (كما كان يقول المتنيِّح القمص بيشوي كامل الذي وضع هذا التعبير).

معروف أن كلمة ”رحلة“ هي كلمة محبوبة عندنا كلنا، فعندما يكون لدينا رحلة، فجميعنا نكون فرحين. لهذا نقول: «فَرِحْتُ بِالْقَائِلِينَ لِي: إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ نَذْهَبُ» (مز 122: 1).

وداخل كنائسنا نجد أمامنا حامل الأيقونات، نرى القديسين الذين سبقونا إلى السماء، هم ينظرون إلينا، ونحن ننظر إليهم ونشتاق أن نكون مثلهم.

علينا ليس فقط حضور القداس، ولكن أن نعيش فيه بكُليِّتنا ومشاعرنا وكل تركيزنا، ونتقدَّم فيه قليلًا قليلًا حتى نصل إلى الحياة الأبدية.

2. التسبيح وأقصد التسبحة اليومية، تسبحة نصف الليل:

التسبيح عبارة عن الكلمة، بالإضافة إلى النغمة: الكلمة من العقل، والنغمة من القلب، والاثنان يتَّحدان معًا. هذا أكثر شيء يمكن أن نقدِّمه للرب.

الله يُعطينا نِعَمًا وعطايا كثيرة، فماذا نقدِّم نحن له؟ ما هو الذي لنا لكي نُقدِّمه له؟ أكثر شيء يُفرِّحه هو: الكلمة والنغمة، كما نقول في تسبحة كيهك: (قلبي ولساني يسبِّحان الثالوث). وهكذا صار التسبيح هو اللغة السماوية مهما تغيرت الكلمات؛ مثلما، ونحن في أسبوع الآلام، نُركِّب المزمور على لحن كي إيبرتو. فنحن نغيِّر الكلام ولغة الكلام ولكن النغمة لا تتغيَّر.

فالسماء عبارة عن تسبيح بلغة روحية.

فليس من المهم أية لغة، إذ أن لغة التسبيح غير محصورة في لغة أرضية. هي حالة تسبيح، حالة روح، حالة تهليل بالروح، حالة فرح داخلي.

وأكثر كلمة نُصلِّيها ونرتِّل بها هي ”الليلويا“ أي ”هللوا لله“، ”غنُّوا“، ”افرحوا“. نكرِّرها كثيرًا حتى يصير الإنسان في النهاية هو إنسان الليلويا، إنسان الفرح، إنسان البهجة.

وصيغة التسبيح ليست هي مجرد الساعتين التي نقضيها في تسبحة نصف الليل أو أية تسبحة في العشية أو باكر، ولكن هي حالة الإنسان، فقلب الإنسان متهلِّل فرحان، وهذه هي علامة الصحة الروحية.

فأن تكون إنسانًا متهلِّلًا معناه أنك صحيح روحيًّا.

نعم، العالم فيه ضيقات، والأرض فيها متاعب، والجسد فيه ألم؛ ولكن، من فضلك، نحن دُعينا للفرح.

فمهما تقدَّمتَ في السنِّ والأقدمية، ولكن يجب أن تكون دائمًا فرحًا.

القديس أنبا ”أبوللو“ كان عمره 80 سنة وكان معه رهبان صغار في السنِّ، رآهم عابسي الوجه، فقال لهم: ”لماذا تجاهدون وأنتم عابسو الوجه؟ ألسنا نحن ورثة الحياة الأبدية“؟

فبمجرَّد أن يُداعب خيالك: إنَّ لك نصيبًا ومكانًا في السماء أعدَّه لك المسيح، فهذا يكون سبب فرح عظيم لك لا ينتهي.

3. التوبة:

التوبة خطوة للسماء. فكل مرة أنت فيها تتوب، فأنت تتقدَّم خطوة نحو السماء، تقترب للسماء، فطوباك. لذلك يُقال: «هكَذَا يَكُونُ فَرَحٌ فِي السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارًّا لَا يَحْتَاجُونَ إِلَى تَوْبَةٍ» (لو 15: 7).

السماء تفرح، ربما الأرض لا تنتبه ولا تفرح بالتائب! ولكن السماء تفرح، وتحس، وتشعر به.

التوبة خطوة في الاتجاه السليم نحو السماء.

عندما ظنَّ الابن الضال أن بيته هو السجن، وأن خارج البيت هو الحرية، فأخذ نصيبه وذهب شاعرًا أنه منتصر ومتعظِّم على أبيه وأغلق الباب بعنفٍ قائلًا: ”اليوم انطلقت إلى الحرية“؛ لم يضع في حسبانه أن الدنيا دوَّارة، وأن دوام الحال من المُحال. وهذا ما حدث معه: صار يشتهي حتى أن يأكل طعام الخنازير. أين هي أمواله وأصحابه؟ وفي هذه اللحظة بالذات يكتشف أن الخارج هو السجن، وأن الداخل مع أبيه هو الحرية! وهنا يُقرِّر الرجوع، وبدأ يعمل خطوة في اتجاه السماء، ويصل لباب البيت إلى آخر القصة المعروفة.

هذه هي الخطية، عندما يأتي فكر الخطية عند الإنسان تُصوِّر له الحياة التي هو فيها على أنها سجن، وتسوقه أن يفعل أي شيء؛ ولكن عند التوبة يشعر أنه ارتكب أكبر خطأ في حياته إذ تبدَّلت الأماكن، وحينئذ يكتشف أنه كان في حرية وأنه ذهب للعبودية.

هكذا تدعونا الكنيسة للتوبة وتشجِّعنا عليها باستمرار لكي يتقدَّم الإنسان بها.

لذلك في مرد الشماس يقول: ”أيها الجلوس قفوا“، يعني أنَّ مَنْ كان الزمن يسرق وقته وفكره فعليه أن ينتبه ويقوم؛ ويكمِّل (الشماس): ”وإلى الشرق انظروا“ حتى يتقدَّم الإنسان في الاتجاه الصحيح.

4. الخدمة:

أي نوع من الخدمة: سواء خدمة ظاهرة أو مختفية، الخدمة هي دعوة للسماء: سواء خدمة محدودة أو خدمة على نطاق واسع.

أعمال المحبة هي دعوة للسماء، هي تقديم السماء للآخر، هي دعوة للأمور السماوية التي تكون حاضرة أمامنا. لذلك قيل: «الْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَدًا» (1كو 13: 8)، لأن الله محبة، والله لا يسقط أبدًا.

5. الشفاعة:

نحن نتشفَّع بالقديسين كالعذراء والملائكة والقديسين. الشفاعة هي صداقة السمائيين هي Friendship . أجمل ما في هذه الصداقة أنها خالية من عنصر الزمن، فنحن نصادق البابا كيرلس الذي من القرن العشرين، ونصادق القديس مار مينا الذي من القرن الرابع، الفرق بينهما 16 قرنًا.

فهؤلاء هم أصدقاؤك وشفعاؤك، وهذه الصداقة ما أغناها. فنحن أغنياء بهم. لذلك تذكر الكنيسة هؤلاء القديسين في المجمع والقداس والتسبحة والهيتنيات.

صداقة القديسين هي أكبر معزٍّ لنا في حياتنا على الأرض، مثلًا فإننا اليوم نحتفل بتذكار القديس أنبا باخوميوس (14 بشنس)، وأمس القديس أرسانيوس (13 بشنس)، وقبلهم القديس أثناسيوس (7 بشنس)، وقبلهم القديس مار جرجس ... هذا الشهر مملوء بالقديسين. والكنيسة تفرح بهم سواء لهم رفات أو سِيَر، وتعمل لهم تماجيد، ويكونون هم الرابطة بيننا وبين السماء.

الخُلاصة، يا إخوتي الأفاضل، ونحن على الأرض بكل ما فيها من أشواك نمتد إلى السماء بكل ما فيها من أفراح.

المسيح يحافظ عليكم ويُبارك حياتكم الرهبانية ويفرِّحكم بقيامته وبهذه الخمسين المقدَّسة، لنقضي أيام الغربة بسلام. لإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد. آمين.

********************************************************************************************************

دير القديس أنبا مقار سيصدر قريبًا كتاب (كود 631)

تأملات في شخص المسيح الحي

إعداد الراهب المتنيِّح باسيليوس المقاري

480 صفحة (من القطْع الكبير - تجليد فاخر) ....................... الثمن 120 جنيهًا

********************************************************************************************************

This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis