مفاهيم كنسية



رؤية كتابية لقضية الفقر والغِنَى


عندما خرج الإنسان من جنة عدن إلى رحاب الأرض التي أعطاها الله السلطان عليها لكي «يَعْمَلَهَا وَيَحْفَظَهَا» امتدادًا لأمر الله لآدم لَمَّا كان في الجنة (تك 2: 15)، تعلَّم الإنسان كيف يزرع ويحصد طعامه وطعام ماشية حقوله التي يربيها ويستخدمها ويأكل منها. فالنشاط الإنساني بدأ بالزراعة والصيد إلى زمان طويل، وكانت الأرض تسع الجميع. وصار لكل واحد أرضه التي يعمل بها ويقيم هو وأسرته. وتفاوتت المساحات حسب حجم العائلة والجهد المبذول، كما تفاوت بالتالي حجم العائد، وبدأت تظهر الفوارق بين مَنْ يملك كثيرًا وبين مَنْ يملك أقل ومَنْ لا يملك شيئًا. فكان هناك كبار المُلَّاك والطبقة المتوسطة والفقراء.

بمضي القرون كانت الهوَّة تتسع بين الطبقات، والخطية تفعل فعلها. فبدل التعاون واقتسام العيش معًا، انحصر قلب أكثر الذين يملكون في أراضيهم وأموالهم، وأثارت الشهوة أطماعهم في التوسُّع والاستيلاء على أراضي الآخرين واستغلالهم (الملك أخآب واشتهاؤه كرم نابوت اليزرعيلي نموذجًا – 1مل 21)، كما حجبت قلبهم عن الفقراء والمحتاجين مع اتهامهم بالتواكل والكسل والتطفُّل على غيرهم.

على الجانب المقابل، كان قلب مَنْ لا يملكون يمتلئ بالمرارة والشعور بالظلم فالحسد والحقد على الأغنياء واتهامهم بالنهب والاستغلال، وقد يتفاقم الأمر إلى التمرد ومحاولات التعدِّي عليهم، وهؤلاء بالتالي يبادلونهم القسوة والتأديب ويحولون الأجراء إلى عبيد مسخَّرين من أجل اللقمة.

يمكن القول هنا أن ليس كل الفقراء مظلومين، وليس كل الأغنياء متسلِّطين مستغلِّين. ففقر البعض قد يعود إلى خمولهم وعدم استخدام كل قدراتهم كما ينبغي. كما أن كثيرين من الأغنياء وسَّعوا أراضيهم وجمعوا أموالهم بكدِّهم وتعبهم واستثمار مواهبهم، ومنهم المحبُّون المتضعون والأسخياء الذين يحسنون إلى المحتاجين(1).

* الله وقضية الفقر والغِنَى:

مبدئيًّا نقول إن الله باعتباره مالك الكل، الذي أوجد الكون وكل ما ومن فيه من العدم، له السلطان أن يفعل ما يريد، فليس للجبلة أن «تَقُولُ لِجَابِلِهَا: لِمَاذَا صَنَعْتَنِي هكَذَا؟ أَمْ لَيْسَ لِلْخَزَّافِ سُلْطَانٌ عَلَى الطِّينِ، أَنْ يَصْنَعَ مِنْ كُتْلَةٍ وَاحِدَةٍ إِنَاءً لِلْكَرَامَةِ وَآخَرَ لِلْهَوَانِ؟» (رو 9: 20، 21). ولكن لأن «اللهَ مَحَبَّةٌ» (1يو 4: 8، 16) وهو «الرحيم» (لو 6: 36) و«العادل» (مز 11: 7) و«الحكيم» (رو 16: 27) فلا يمكن أن يستبد في حكمه أو أن يظلم أحدًا رغم المكتوب أن «الْعَدْلُ وَالْحَقُّ قَاعِدَةُ كُرْسِيِّكَ» (مز 89: 14؛ 97: 2) وأنه «(يَقْضِي) يَدِينُ الْمَسْكُونَةَ بِالْعَدْلِ» (مز 9: 28، 96: 13، 98: 9؛ أع 17: 31). هكذا نقول مع أبينا إبراهيم مستنكرين: «أَدَيَّانُ كُلِّ الأَرْضِ لاَ يَصْنَعُ عَدْلًا؟» (تك 18: 25) ونردد مع داود: «فَلْنَسْقُطْ فِي يَدِ الرَّبِّ، لأَنَّ مَرَاحِمَهُ كَثِيرَةٌ وَلاَ أَسْقُطْ فِي يَدِ إِنْسَانٍ» (2صم 24: 14)، ونقول مع معلِّمنا بولس: «أَلَعَلَّ عِنْدَ اللهِ ظُلْمًا؟ حَاشَا!» (رو 9: 14).

الله إذًا لم يقسم الأنصبة تعسُّفًا، فقضى للبعض أن يكونوا أغنياء وللبعض أن يكونوا فقراء، فهو يرعى كل خليقته. يبارك في مَنْ يجتهد ويتعب – الفقراء والأغنياء. وهو ليس منحازًا للفقراء ضد الأغنياء. هو مع الفقير القانع المكافح وضد الفقير المتذمر الشرير. وهو مع الغني المتضع سخي العطاء ويبارك فيما له وضد الغني المتكل على أمواله المتغرِّب عن الله. هكذا نفهم صلاة حَنَّة أُم صموئيل: «الرَّبُّ يُمِيتُ وَيُحْيِي. يُهْبِطُ إِلَى الْهَاوِيَةِ وَيُصْعِدُ. الرَّبُّ يُفْقِرُ وَيُغْنِي. يَضَعُ وَيَرْفَعُ. يُقِيمُ الْمِسْكِينَ مِنَ التُّرَابِ. يَرْفَعُ الْفَقِيرَ مِنَ الْمَزْبَلَةِ لِلْجُلُوسِ مَعَ الشُّرَفَاءِ وَيُمَلِّكُهُمْ كُرْسِيَّ الْمَجْدِ. لأَنَّ لِلرَّبِّ أَعْمِدَةَ الأَرْضِ، وَقَدْ وَضَعَ عَلَيْهَا الْمَسْكُونَةَ» (1صم 2: 6-8).

وها هي كلمات العهد القديم تشهد بالحق الإلهي أن الله لم يحكم بالفقر أو بالغِنَى وإلَّا لَمَا كان يبشر الفقراء بالعدل والحرية ويخاطب الأغنياء أن يعطوا غيرهم مما أنعم به الله عليهم، وألَّا يقسُّوا قلوبهم ويضنّوا بمالهم على الفقير:

+ فهو يطوِّب مَنْ يهتم بالفقير ويجازيه بالبركة ويسنده في التجربة:

«طُوبَى لِلَّذِي يَنْظُرُ إِلَى الْمِسْكِينِ. فِي يَوْمِ الشَّرِّ يُنَجِّيهِ الرَّبُّ. الرَّبُّ يَحْفَظُهُ وَيُحْيِيهِ. يَغْتَبِطُ فِي الأَرْضِ، وَلاَ يُسَلِّمُهُ إِلَى مَرَامِ أَعْدَائِهِ. الرَّبُّ يَعْضُدُهُ وَهُوَ عَلَى فِرَاشِ الضُّعْفِ. مَهَّدْتَ مَضْجَعَهُ كُلَّهُ فِي مَرَضِهِ» (مز 41: 1-3).

«مَنْ يَرْحَمُ الْفَقِيرَ يُقْرِضُ الرَّبَّ، وَعَنْ مَعْرُوفِهِ يُجَازِيهِ (فالعطاء كأنه قرض لله يسترده المعطي بركة ونعمة)» (أم 19: 17).

+ والرب حذَّر من إهانة الفقير أو الشماتة فيه:

«الْمُسْتَهْزِئُ بِالْفَقِيرِ يُعَيِّرُ خَالِقَهُ. الْفَرْحَانُ بِبَلِيَّةٍ لاَ يَتَبَرَّأُ» (أم 17: 5).

+ وهو يحثّ مُلَّاك الأراضي على حُسن معاملة الأجراء وألَّا يسلبوهم حقوقهم وأن يقرضوا المحتاجين:

«لاَ تَظْلِمْ أَجِيرًا مِسْكِينًا وَفَقِيرًا مِنْ إِخْوَتِكَ أَوْ مِنَ الْغُرَبَاءِ الَّذِينَ فِي أَرْضِكَ، فِي أَبْوَابِكَ. فِي يوْمِهِ تُعْطِيهِ أُجْرَتَهُ، وَلاَ تَغْرُبْ عَلَيْهَا الشَّمْسُ، لأَنَّهُ فَقِيرٌ وَإِلَيْهَا حَامِلٌ نَفْسَهُ، لِئَلاَّ يَصْرُخَ عَلَيْكَ إِلَى الرَّبِّ فَتَكُونَ عَلَيْكَ خَطِيَّةٌ» (تث 24: 14، 15).

«لاَ تَسْلُبِ الْفَقِيرَ لِكَوْنِهِ فَقِيرًا، وَلاَ تَسْحَقِ الْمِسْكِينَ فِي الْبَابِ، لأَنَّ الرَّبَّ يُقِيمُ دَعْوَاهُمْ، وَيَسْلُبُ سَالِبِي أَنْفُسِهِمْ» (أم 22: 22 و23).

«إنْ كَانَ فِيكَ فَقِيرٌ، أَحَدٌ مِنْ إِخْوَتِكَ فِي أَحَدِ أَبْوَابِكَ فِي أَرْضِكَ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ، فَلاَ تُقَسِّ قَلْبَكَ، وَلاَ تَقْبِضْ يَدَكَ عَنْ أَخِيكَ الْفَقِيرِ، بَلِ اَفْتَحْ يَدَكَ لَهُ (كن سخيًّا) وَأَقْرِضْهُ مِقْدَارَ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ... أَعْطِهِ وَلاَ يَسُوءْ قَلْبُكَ عِنْدَمَا تُعْطِيهِ، لأَنَّهُ بِسَبَبِ هذَا الأَمْرِ يُبَارِكُكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي كُلِّ أَعْمَالِكَ وَجَمِيعِ مَا تَمْتَدُّ إِلَيْهِ يَدُكَ» (تث 15: 7، 8، 10).

+ والرب ينصت لطلبة الفقير ويعين اليتيم:

«لَمْ يَنْسَ صُرَاخَ الْمَسَاكِينِ» (مز 9: 12).

«أَنْتَ صِرْتَ مُعِينَ الْيَتِيمِ» (مز 10: 14).

+ في نفس الوقت يحث الكتاب على العمل ويدين الكسل والتراخي والبطالة وإهدار الوقت في الكلام، فالجد والاجتهاد ينشئ ثروة والكسل والنوم يورِّث الفقر:

«فِي كُلِّ تَعَبٍ مَنْفَعَةٌ، وَكَلاَمُ الشَّفَتَيْنِ (الثرثرة) إِنَّمَا هُوَ إِلَى الْفَقْرِ» (أم 24: 23).

«مَنْ يَشْتَغِلُ بِحَقْلِهِ يَشْبَعْ خُبْزًا» (أم 12: 11).

«اَلْعَامِلُ بِيَدٍ رَخْوَةٍ يَفْتَقِرُ، أَمَّا يَدُ الْمُجْتَهِدِينَ فَتُغْنِي» (أم 10: 4).

«النَّفْسُ الْمُتَرَاخِيَةُ تَجُوعُ» (أم 19: 15).

«لاَ تُحِبَّ النَّوْمَ لِئَلاَّ تَفْتَقِرَ. افْتَحْ عَيْنَيْكَ تَشْبَعْ خُبْزًا» (أم 20: 13).

«اِذْهَبْ إِلَى النَّمْلَةِ أَيُّهَا الْكَسْلاَنُ. تَأَمَّلْ طُرُقَهَا وَكُنْ حَكِيمًا. الَّتِي لَيْسَ لَهَا قَائِدٌ أَوْ عَرِيفٌ أَوْ مُتَسَلِّطٌ، وَتُعِدُّ فِي الصَّيْفِ طَعَامَهَا، وَتَجْمَعُ فِي الْحَصَادِ أُكْلَهَا. إِلَى مَتَى تَنَامُ أَيُّهَا الْكَسْلاَنُ؟ مَتَى تَنْهَضُ مِنْ نَوْمِكَ؟ قَلِيلُ نَوْمٍ بَعْدُ قَلِيلُ نُعَاسٍ، وَطَيُّ الْيَدَيْنِ قَلِيلًا لِلرُّقُودِ، فَيَأْتِي فَقْرُكَ كَسَاعٍ (كعدَّاء) وَعَوَزُكَ كَغَازٍ» (أم 6: 6-11؛ 24: 33).

* ثم جاء المسيح:

في ملء الزمان جاء ابن الله متجسِّدًا ابنًا للبشر ليصالح السمائيين مع الأرضيين وليخلِّص الإنسان من خطيته التي سببت تعاسته، وأسَّست الكراهية والعداء بين الإنسان وأخيه الإنسان بدل المحبة والتعاون، ويعدّه للحياة الجديدة ودخول الملكوت.

كانت ظروف الحياة السائدة كما أسلفنا: فوارق طبقية شاسعة وسلطة حاكمة مسيطرة وشعوب مسحوقة لا تملك من أمرها شيئًا ... أغنياء قليلون يملكون الأرض والمال وفقراء كثيرون لا يملكون شيئًا(2).

* المسيح والفقراء:

تعاطف المسيح مع الفقراء وتحنَّن عليهم فقد كانوا الجناح الأضعف الذي عانى طويلًا، بل صار واحدًا منهم لكي يعطيهم كرامة ويشعرهم بمحبة الله لهم. فهو اختار أُمًّا فقيرة، وكان ميلاده في مزود للبهائم، وعاش في بيت فقير يعوله نجار مكافح، ولما صار صبيًّا كان يساعده لكي يحصلوا على القوت.

وهو اختار تلاميذه من البسطاء، صيادين أو حرفيين وواحد منهم كان عشَّارًا. وهو بالمثل أوصى تلاميذه ألَّا يحملوا كيسًا أو مزودًا ويكفيهم الثوب الواحد والنعل، وأن يُقيموا في البيت الذي يقبلهم ويعولهم حتى ينتقلوا إلى غيره (لو 10: 4-7). وشدَّد عليهم ألَّا يتربَّحوا من خدمتهم وقانونه: «مَجَّانًا أَخَذْتُمْ مَجَّانًا أَعْطُوا» (مت 10: 8).

ولما بدأ خدمته ترك البيت وجال بين الناس يصنع خيرًا (أع 10: 38) ويبشِّرهم: «قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللهِ، فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيلِ» (مر 1: 15). ورغم أنه المعتني بخليقته فلم يكن له بيت يستقر فيه حيث يأتيه الناس، وإنما كان يذهب إليهم، يطوف المدن والقرى كالعامل المجدّ. يبدأ خدمته مبكرًا ويعلِّم في المجامع أو في الحقول أو على الجبل أو حتى في سفينة والجموع تجلس أو تقف على الشاطئ، ويشفي مرضاهم ويفتح أعين العميان ويطرد الأرواح الشريرة ممن تسلَّطت عليهم، بل ويدبِّر إطعامهم إذا مال النهار فلا يصرفهم صائمين (مت 15: 32، مر 8: 2، 3). كان قلبه على الجموع ويتحنن عليهم، «إِذْ كَانُوا مُنْزَعِجِينَ وَمُنْطَرِحِينَ كَغَنَمٍ لاَ رَاعِيَ لَهَا» (مت 9: 36، مر 6: 34). بعدها قد يقضي الليل في الجبل يصلِّي (لو 6: 12) أو ينزل ضيفًا في بيوت الآخرين، فلم يكن يحمل مالًا، وكانت بعض المؤمنات يخدمنه من أموالهنَّ (لو 8: 30).

في نفس الوقت فقد حثَّ على العمل مذكِّرًا: «أَبِي يَعْمَلُ حَتَّى الآنَ وَأَنَا أَعْمَلُ» (يو 5: 17). ودان الرخاوة والكسل. والرب في مثل الوزنات دان العبد المتهاون الذي لم يستثمر وزنته الموهوبة له من السيد ووصفه بـ «الْعَبْدُ الشِّرِيرُ وَالْكَسْلاَنُ» (مت 25: 26) فقرن بين الكسل والشر.

وبيَّن أن كل ثمار عملنا من أموال وممتلكات هي عطية إلهية، وعلى الكل أن يقدِّم عشوره منها أولًا بأول، وألَّا نتوقف عن حدود التزام العهد القديم (تث 12: 5؛ مز 41: 1؛ ملا 3: 10) بل أن يتسع العطاء بنمو الحب للرب ويتجاوز هذه الحدود استجابة للوصية «مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ» (مت 5: 42، لو 6: 30).

والرب بيَّن أن المعوِّل على العطاء ليس على الكم بل الكيف. ورأينا كيف جلس الرب يومًا تجاه الخزانة ونظر «كَيْفَ يُلْقِي الْجَمْعُ نُحَاسًا فِي الْخِزَانَةِ» فجاء أغنياء وألقوا كثيرًا. ثم جاءت أرملة فقيرة وألقت فلسين. فقال الرب لتلاميذه: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ هذِهِ الأَرْمَلَةَ الْفَقِيرَةَ قَدْ أَلْقَتْ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ الَّذِينَ أَلْقَوْا فِي الْخِزَانَةِ، لأَنَّ الْجَمِيعَ مِنْ فَضْلَتِهِمْ أَلْقَوْا. وَأَمَّا هذِهِ فَمِنْ إِعْوَازِهَا أَلْقَتْ كُلَّ ما عِنْدَهَا، كُلَّ مَعِيشَتِهَا» (مر 12: 43، 44، لو 21: 1-4).

فعطايا الفقراء ثمينة قدَّام الله لأنهم انتزعوها من القليل الذي عندهم. أمَّا عطايا الأغنياء فإن لم تقترن بالسخاء والخفاء والإيثار فهي مكرهة أمام الرب. من هنا كان تقييم الرب لفلسي الأرملة أنهما كانا أكثر من كل عطايا الأغنياء.

(يتبع)

دكتور جميل نجيب سليمان

__________________________________________________________

(1) يسجل الكتاب أن كثيرين من آباء العهد القديم كانوا أغنياء محبين لإلههم وللآخرين مثل إبراهيم (تك 13: 2؛ 24: 35) وأيوب (أي 11: 3، 8) وملوك مثل داود وسليمان ويوشيا وغيرهم.
(2) ظلَّت هذه هي الظروف السائدة حتى القرن 18 حين قامت أولى الثورات من أجل الحقوق المتكافئة وحكم الشعب: الثورة الفرنسية (1789-1799) وكان شعارها: الحرية، الإخاء، المساواة. ثم إعلان الجمهورية 1792. وفي القرن التاسع عشر قامت في الولايات المتحدة حرب تحرير العبيد بين الشمال والجنوب في 1862-1865 بقيادة أبراهام لينكولن واحتاج الأمر قرنًا تاليًا لصدور قانون الحقوق المدنية. وفي القرن العشرين كانت ثورة السود في جنوب أفريقيا ضد التمييز العنصري Apartheid من الأقلية البيضاء بقيادة نيلسون مانديلا الذي قضى في السجن 27 عامًا حتى خرج في 1990 وصار رئيسًا للجمهورية في 1994 وصنع مصالحة بين السود والبيض.

This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis