قصة من واقع الحياة



بسبب الأمطار لم ينتحر!

في إحـدى ليالي السبت، كـان القس خارج منزله يؤدِّي خدمة الافتقاد متأخِّراً. ولسببٍ مـا، قـرَّر الاتِّصال بزوجته قبل أن يرجع إلى منزله، برقم تليفون الكنيسة الذي هـو نفسه رقم تليفون منزله. كـان ذلك حوالي الساعة العاشرة مساءً، لكن زوجته لم تردَّ على الهاتف.

وظلَّ القس يتصل بزوجته عدَّة مرَّات، وهي لا تردُّ عليه. فبدأ القس يقلق، إذ كان يُفكِّر أنه من الغريب أنَّ زوجته لم تردَّ على الهاتف. ولكنه قـرَّر إنهاء بعض الأمـور الهامة. وبعد إنهائها، حاول مرَّةً أخرى الاتِّصال بزوجته لعدَّة دقـائق، وأخيراً أجابت على اتِّصاله!

وعندمـا سأل القس زوجته عـن سبب عدم ردِّها على اتّصاله من قبل، قـالت له: إنَّ الهاتف ربما لم يَستَجِب للاتِّصال على رقم منزلهما بسبب سيول الأمطار التي كانت تهطل تلك الليلة. وبعد أن اطمـأن القس على زوجتـه، أنهيا الحديث، ونَسِيَ الكاهن الأمر تماماً.

+ + +

وفي يوم الاثنين التالي، تلقَّى القس مُكالمة في مكتب الكنيسة، من نفس الهاتف الذي استخدمه ليلة السبت. وأراد السائل الذي تحدَّث مع القس أن يعرف سبب طلبه ليلة ذلك السبت. ولكن القس لم يستطع معرفة ما كان يتحدَّث عنه ذلك الرجل.

ثم قال الرجل المُتَّصل للقس:

- ”لقـد سمعتُ رنـين الهاتف، لكنني لم أَردَّ عليه“!

وحينئذ تذكَّر القس أنَّ أحداً لم يردَّ على هاتفه في يوم السبت الماضي، ثم تذكَّر قول زوجته إنه ربما كان الهاتف يرنُّ في رقم آخر في ذلك اليوم بسبب السيول. وعندمـا عَلِمَ القس بذلك، اعتذر لزوجته بسبب إزعاجها برنَّـات الهاتف التي لم تردَّ عليه.

وعندها أجاب الرجل الذي اتَّصل بالقس:

- ”لا بأس، دَعني أُخبرك بقصتي. لقد كنتُ أُخطِّط للانتحار ليلة السبت؛ ولكـن قبل الإقدام على الانتحار، صلَّيتُ لله قائـلاً: "إذا كنتَ أنت يا الله هنا، ولا تُريد أن أفعل هـذا الأمر، أَعطِني علامةً الآن"“.

- ”وبعد هذه الصلاة، بدأ هاتفي بالرنين عدَّة مـرَّاتٍ، ونظـرتُ فيه لكي أعرف مَـن هـو المُتَّصل، فإذا باسم المتَّصل: "كنيسة الله المُخلِّص (سوتير)". ولذلك خشيتُ أن أَردَّ على الهاتـف. ولكنني بعد أن تعـرَّفتُ على اسم الكنيسة مـن خلال الهاتف، ألغيتُ فكـرة الانتحار، ثم اتَّصلتُ بقدسك بعد ذلك“!

كـانت الكنيسة التي يخـدم فيها هـذا القس، تُدعَى: ”كنيسة المُخلِّص“، واسم المُخلِّص باللغة اليونانية وكذلك باللغة القبطية: ”سوتير“.

وعندما قـرأ ذلك الرجل، المُقدِم على الانتحار، اسم الكنيسـة على الهاتف، عَـدَل في الحال عـن الانتحار، مُعتَبراً أنَّ الله ”المُخلِّص“ هو الذي يطلبه بالذات. وبناءً على ذلك، خجل، واستراح في نفسه، وتحقَّق أنَّ عينَي الرب عليه وأنـه يُريد إنقاذ حياته وخلاصه. ولذلك لم يُنفِّذ قراره السابق بالانتحار!

+ + +

+ «ادْعُنِي فِي يَوْمِ الضِّيقِ أُنْقِذْكَ فَتُمَجِّدَنِي» (مز 50: 15).

+ «الرَّبُّ بَارٌّ فِي كُلِّ طُرُقِهِ، وَرَحِيمٌ فِي كُلِّ أَعْمَالِهِ. الرَّبُّ قَرِيبٌ لِكُلِّ الَّذِينَ يَدْعُونَهُ، الَّذِينَ يَدْعُونَهُ بِالْحَقِّ» (مز 145: 18،17).

+ «اُطْلُبُوا الرَّبَّ مَا دَامَ يُوجَدُ. ادْعُوهُ وَهُـوَ قَرِيبٌ» (إش 55: 6).

+ «وَيَكُونُ أَنِّي قَبْلَمَا يَدْعُونَ أَنَا أُجِيبُ، وَفِيمَا هُمْ يَتَكَلَّمُونَ بَعْدُ أَنَا أَسْمَعُ» (إش 65: 24).

+ «حَيٌّ أَنَـا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، إِنِّي لاَ أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ، بَـلْ بِـأَنْ يَرْجِعَ الشِّرِّيرُ عَـنْ طَرِيقِهِ وَيَحْيَا. اِرْجِعُوا، ارْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمْ الرَّدِيئَةِ!» (حز 33: 11).

+ «لأَنَّ ابْـنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَـأْتِ لِيُهْلِكَ أَنْفُسَ النَّاسِ، بَلْ لِيُخَلِّصَ» (لو 9: 56).

+ «لأَنَّـهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَـنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ» (يو 3: 16).

+ «لأَنَّ الْمَسِيحَ إِذْ كُنَّا بَعْدُ ضُعَفَاءَ، مَاتَ فِي الْوَقْتِ الْمُعَيَّنِ لأَجْـلِ الْفُجَّارِ... وَلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا» (رو 5: 8،6).

+ «فَإِنَّنَا لاَ نُرِيدُ أَنْ تَجْهَلُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ مِـنْ جِهَةِ ضِيقَتِنَا الَّتِي أَصَابَتْنَا فِي أَسِيَّا، أَنَّنَـا تَثَقَّلْنَا جِدًّا فَوْقَ الطَّاقَةِ، حَتَّى أَيِسْنَا مِـنَ الْحَيَاةِ أَيْضاً. لكِنْ كَانَ لَنَا فِي أَنْفُسِنَا حُكْمُ الْمَوْتِ، لِكَيْ لاَ نَكُونَ مُتَّكِلِينَ عَلَى أَنْفُسِنَا بَـلْ عَلَى اللهِ الَّذِي يُقِيمُ الأَمْـوَاتَ، الَّذِي نَجَّانَا مِنْ مَوْتٍ مِثْلِ هـذَا، وَهُـوَ يُنَجِّي. الَّذِي لَنَا رَجَاءٌ فِيهِ أَنَّهُ سَيُنَجِّي أَيْضاً فِيمَا بَعْدُ» (2كو 1: 8-10).

+ «وَلكِنَّنِي رُحِمْتُ، لأَنِّي فَعَلْتُ بِجَهْلٍ فِي عَدَمِ إِيمَانٍ. وَتَفَاضَلَتْ نِعْمَةُ رَبِّنَا جِدًّا مَعَ الإِيْمَانِ وَالْمَحَبَّةِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. صَادِقَـةٌ هِيَ الْكَلِمَةُ وَمُسْتَحِقَّةٌ كُلَّ قُبُولٍ: أَنَّ الْمَسِيحَ يَسُوعَ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ لِيُخَلِّصَ الْخُطَاةَ الَّذِينَ أَوَّلُهُمْ أَنَا» (1تي 1: 13-15).

This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis