الافتتاحية



الطريق إلى ملكوت الله
- 26 -

«إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله»(1)

إنجيل يوم الجمعة من الأسبوع السادس من الصوم المقدس
(مز 34: 4،5 - يو 3: 1-13)
- 2 -
للأب متى المسكين

الميلاد من الماء والروح:

الميلاد من الماء، كما كان مفهوماً في زمن المسيح، هو على أساس معمودية يوحنا للتوبة؛ وبالرغم من هذا، فإنَّ هذه المعمودية هي موتٌ، بالمفهوم المسيحي. وكأنَّ الرب يسوع يقول لنيقوديموس: ”لا يمكنك أن تفهم الميلاد الجديد، أو الميلاد الثاني، إن لم تحسَّ فعلاً أنك مُتَّ. فعندما تشعر أنك مُتَّ فعلاً، فحينئذ تولَد من جديد“. فالموت هنا هو موتٌ إرادي عن حياة الماضي، حياة الجسد بأعماله وشهواته؛ وليس من بطن الأُمِّ ينبثق الميلاد الثاني.

أمَّا الميلاد من الروح، فهنا يأتي التصحيح الثاني الذي ذَكَره الرب يسوع لنيقوديموس. فليس كما فَهِمَ نيقوديموس أنـه ميلادٌ جسدي، بـل هـو ميلادٌ روحي. وهنا يتكلَّم المسيح مع نيقوديموس كشخصٍ عالِمٍ بالكُتُب المقدَّسة، إذ أنَّ الميلاد مـن الروح هـو الذي تكلَّم عنه الأنبياء. فقد تكلَّم الأنبياء عـن المياه وأثرها في تجديد الإنسان. ولكن إحساس نيقوديموس أنه عالِمٌ، وشعوره بالعظمة والرئاسة وأنه مُعلِّمٌ في إسرائيل؛ جعله يسأل المسيح هذه الأسئلة التي تبدو أن‍ها ساذجة وبسيطة!

فقد أزاح نيقوديموس جانباً كلام المسيح عـن الميلاد من فوق، وبدأ يتحدَّث عن كيفية الميلاد: ”ألعلَّ الإنسان يقدر أن يدخل بطن أُمِّه ثانيةً ويولَد؟“. تماماً كما كان الناموسيُّون، الذين قال عنهم الرب يسوع: «تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالشِّبِثَّ وَالْكَمُّونَ، وَتَرَكْتُمْ أَثْقَلَ النَّامُوسَ: الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ. كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هذِهِ وَلاَ َتَتْرُكُوا تِلْكَ» (مت 23: 23). فكما أنَّ «اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ»، كذلك «الْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ».

فالميلاد الروحاني ينشأ من الروح، فيه قوَّة جديدة، وإمكانية جديدة، وكيان جديد. وعندما أراد نيقوديموس توضيحاً لكلام المسيح: «كَيْفَ يُمْكِنُ الإِنْسَانَ أَنْ يُولَدَ وَهُوَ شَيْخٌ؟ أَلَعَلَّهُ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ بَطْنَ أُمِّهِ ثَانِيَةً وَيُولَدَ؟»، باعتبار أنَّ الميلاد الفوقاني، أو الميلاد من الروح، هو مَخفيٌّ عن العين البشرية؛ أوضح له الرب يسوع ذلك قائلاً: «اَلرِّيحُ تَهُبُّ حَيْثُ تَشَاءُ، وَتَسْمَعُ صَوْتَهَا، لكِنَّكَ لاَ تَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ تَأْتِي وَلاَ إِلَى أَيْنَ تَذْهَبُ. هكَذَا كُلُّ مَنْ وُلِدَ مِنَ الرُّوحِ». والذي يقصده المسيح مـن هـذا التوضيح، أنَّ عمل المعمودية، كما هو عمل الريح، هو عملٌ غير منظور، نشعر به ونحسُّه، ولكننا لا يمكننا فهمه، وإنما نلمس نتائجه في حياتنا. وهـذا هـو ما نؤمن به تماماً!

إنَّ الميلاد الثاني تحسُّ به في داخلك. فعندما تولَد من جديد، وتأخذ طبيعة جديدة، تشعر بالتغيير قد طرأ على كـلِّ حياتك! لقد قـال الرب يسوع: «إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ»، هنا ضمَّ الرب يسوع الماء إلى الروح في المعمودية. ولكن لماذا قال الرب هذا الكلام عن المعمودية؟ ولماذا لم يَقُل: ”ميلاد من الماء“ فقط! أو ”ميلاد من الروح“ فحسب!

عندما يتأمَّل الإنسان في هذا الكلام، يجد أنَّ أحدهما ”من الروح“، وهذا هو عمل الله! والثاني ”من الماء“، وهذا هو عمل الإنسان! الأول ”من الروح“ وهو عملٌ إلهي، عملٌ سرِّي تشعر به أنه تكوَّن في أعماقك، فقد حدث في داخلك سريّاً، ولكنك لم تفهمه!

والثاني ”من الماء“، أي يخصُّك أنت، بالنيَّة والجهد الشخصي، وبالعمل والفكر والفعل، أنك تموت عن الحياة الماضية، تموت عن الأعمال السالفة الرديئة. وهنا نُدرك أنَّ ”الميلاد من الماء“، والذي يحوي في مفهومه الموت عن الحياة السالفة، هو عملٌ إرادي، عملٌ يختصُّ بالإنسان. فالميلاد من الماء والروح، فيه جانب يختصُّ بك، وجانب آخر يختصُّ بالله.

وإذا رجعنا إلى يوحنا المعمدان، نجد أنه كـان يكرز ”بالتوبة“. ولكن لماذا يكرز بالتوبة؟ ذلك لكي يُستَعلَن ”ملكوت الله“، بمعنى أن نرى ”ملكوت الله“. فكرازة يوحنا المعمدان كانت أساساً لكي تنفتح العين بالتوبـة، وحينئذ يرى الإنسان ”ملكوت الله“. هنا ”معمودية التوبة“ أساسية ولها صلة كبيرة جداً برؤية ملكوت الله.

فمعموديـة يوحنا أو معمودية الماء - لو فُهِمَت بالمفهوم المسيحي - فيها تطهيرٌ، ليس فقط على المستوى الجسدي، ولكنه تطهيرٌ روحي أيضاً؛ فعندما يتوب الإنسان عن خطاياه، يحدث تطهيرٌ جسدي وأيضاً تطهيرٌ روحي! ولذلك يقـول بولس الرسول: «لكِـنِ اغْتَسَلْتُمْ، بَلْ تَقَدَّسْتُمْ، بَلْ تَبَرَّرْتُمْ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ وَبِرُوحِ إِلهِنَا» (1كو 6: 11). وقبل هذا الكلام، استطرد بولس الرسول في ذِكْر عددٍ من الخطايا البشعة: «لاَ تَضِلُّوا: لاَ زُنَاةٌ وَلاَ عَبَدَةُ أَوْثَانٍ وَلاَ فَاسِقُونَ وَلاَ مَأْبُونُونَ وَلاَ مُضَاجِعُو ذُكُورٍ، وَلاَ سَارِقُونَ وَلاَ طَمَّاعُونَ وَلاَ سِكِّيرُونَ وَلاَ شَتَّامُونَ وَلاَ خَاطِفُونَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ. وَهكَذَا كَانَ أُنَاسٌ مِنْكُمْ» (1كو 6: 9-11).

ولذلك كـان العماد - في الحقيقة - بمفهومه المسيحي، هـو أول درجة لقبول الروح (القدس)، لكي يعمل عمله السرِّي في الولادة الروحانية أو الولادة الثانية.

ومن هنا نرى ضرورة رَبْط الماء بالروح في الميلاد الجديد، كقول الرب يسوع المسيح. فالذين رفضوا الميلاد ”من الماء“، يقولون إننا سنرجع إلى معمودية يوحنا المعمدان، وتناسَوْا أنَّ معمودية يوحنا كانت مـن الله، لأن‍ها تُنادي بملكوت الله. والمسيح - له المجد - اعتمد من يوحنا المعمدان: «اسْمَحِ الآنَ، لأَنَّهُ هكَذَا يَلِيقُ بِنَا أَنْ نُكَمِّلَ كُلَّ بِرٍّ» (يو 3: 15). فالرب يسوع المسيح صَبَغَ معمودية يوحنا المعمدان، وأدخلها ضمن منهج الملكوت، وقد ذَكَرها بوضوح في حديثه لنيقوديموس. فالربط بين الماء والروح في الميلاد الثاني هو أساسيٌّ.

ما السبب في تعثُّر نيقوديموس؟

إذا وضعنا في الاعتبار الشرط الأساسي الذي ذَكَرَه القديس يوحنا، بناءً على تعليم المسيح، فيما يختصُّ بقيمة الإيمان بالمسيح، للانتقال من الميلاد الجسدي إلى الميلاد الروحي؛ لأدركنا في الحال سر تعثُّر نيقوديموس!

يقول القديس يوحنا في الأصحاح الأول من إنجيله: «أَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ to receive»، أي الذي قَبِلَه داخل أعماقه، داخل قلبه، وليس بعقله؛ والنتيجة: «أَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ». وهنا الربط ما بين ”الإيمان بالمسيح“ ”قبول المسيح“، و”الميلاد الثاني“: «أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ» (يو 1: 12). ثم يستكمل القديس يوحنا كلامه قائلاً: «الَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ، بَلْ مِنَ اللهِ (وُلِدوا)» (يو 1: 13). هذه تسمية ثانية للميلاد الثاني، أو الميلاد الجديد، أو الميلاد من فوق، أو الميلاد من الله، أو الميلاد الفوقاني. فالميلاد الثاني يناله الإنسان بالإيمان بالمسيح؛ وأمَّا الذين لم يقبلوه، فهُم لم يؤمنوا به، وبالتالي لم يَرَوْا حياةً أبدية، «بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللهِ» (يو 3: 36).

إذن، فالإيمان بالمسيح هو الواسطة الوحيدة للانتقال ”من أسفل“ ++ +++ ++++ إلى ”فوق“ +++ +++. وهذا هـو السبب الأول والأساسي في تعثُّر نيقوديموس. ولذلك فهو قال للمسيح: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللهِ مُعَلِّماً»، بمعنى: ”إنك مُعلِّمٌ مثلي، ولو أنك (أي المسيح) لستَ مُعلِّماً رسمياً، بينما أنا (نيقوديموس) مُعلِّمٌ رسمي. فعندما أقول: «يا معلِّم»، فهذا تكريمٌ لك، «لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللهُ مَعَهُ»“.

في الحقيقة، عدم إيمان نيقوديموس بالمسيح الماثل أمامه، جعل عقله يتوه، وجعل كلامه ين‍زل إلى مستوى الأرض. فالإيمان بالمسيح، هو الأساس في الانتقال من العالم الأسفل إلى العالم الأعلى.

رؤية الملكوت، والدخول إلى الملكوت:

نُلاحِظ أنَّ في الشرط الأول الذي وضعه المسيح، قد رَبَطَ رؤية الملكوت بالميلاد من فوق؛ ثم يأتي الشرط الثاني الذي يؤدِّي إلى دخول الملكوت، وهو الميلاد من الماء والروح. فهناك فرقٌ بسيط يجعل الاثنين متداخلَيْن.

فالميلاد الثاني سواء كـان ”من فوق“ أو ”من الماء والروح“ يصل بالإنسان إلى رؤية الملكوت والدخول إليه؛ ولكن يفصل بينهما العامل الزمني. فنحن نقبل الملكوت منذ الآن، ونصير بني الملكوت؛ ولكن، الدخول إلى الملكوت سيمتدُّ بنا إلى الأبدية. فرؤيـة الملكوت محصورة في الزمـن الحاضر: «مِنَ الآنَ تَرَوْنَ السَّمَاءَ مَفْتُوحَةً، وَمَلاَئِكَةَ اللهِ يَصْعَدُونَ وَيَنْزِلُونَ عَلَى ابْنِ الإِنْسَانِ» (يو 1: 51). أمَّا الدخول إلى ملكوت الله، فكما قـال الرب لتلاميذه: «أَنَا أَمْضِي لأُعِـدَّ لَكُمْ مَكَاناً، وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَاناً آتِي أَيْضاً وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً» (يو 14: 3،2).

الدخول إلى الملكوت، يستلزم أن يأخذنا المسيح معه، وبدونـه لا نستطيع أن ندخل الملكوت. وهنا نبتدئ ندخل في مجال الإيمان ومفهومه. فالرب في ن‍هاية إنجيل اليوم، يقول لنيقوديموس: «إِنْ كُنْتُ قُلْتُ لَكُمُ الأَرْضِيَّاتِ وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ، فَكَيْفَ تُؤْمِنُونَ إِنْ قُلْتُ لَكُمُ السَّمَاوِيَّاتِ؟ وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ، ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ».

إذن، نزول المسيح (أي تجسُّده) وصعوده (إلى السموات)، هما اللـذان فَتَحا الطريـق إلى ملكوت الله. فالذي هو أصلاً ”من فوق“، رأيناه نَزَلَ إلى ”أسفل“، أي تجسَّد. فالرب من أجل خلاصنا، نزل من سمائه إلى أرضنا وتجسَّد، وشاب‍هنا في كل شيء ما خلا الخطية وحدها: «فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ الأَوْلاَدُ فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ اشْتَرَكَ هُوَ أَيْضاً كَذلِكَ فِيهِمَا» (عب 2: 14). فقد اشترك - بتجسُّده - في كـلِّ ما نشترك فيه بالجسد، من اللحم والدم؛ ثم اجتاز الموت وانتصر عليه، وقام من بين الأموات، بنفس الطبيعة البشرية التي اتَّحد ب‍ها كإله.

فكل خُلاصة هذا الإنجيل الذي قُرئ علينا اليوم، تتمحور في كيفية صعودنا من أسفل إلى فوق، أي الولادة الثانية؛ ولكن يلزمنا أن نموت مع المسيح لكي نقوم معه. هذه هي المعمودية بمفهومها العظيم. فكما يوضِّح لنا القديس بولس الرسول، أنَّ الذي يعتمد لا يعتمد لنفسه، ولا يُولَد من نفسه ككيانٍ قائم بذاته: «أَمْ تَجْهَلُونَ أَنَّنَا كُلَّ مَنِ اعْتَمَدَ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدْنَا لِمَوْتِهِ؟ فَدُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ، حَتَّى كَمَا أُقِيمَ الْمَسِيحُ مِـنَ الأَمْوَاتِ، بِمَجْدِ الآبِ، هكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضاً فِي جِدَّةِ الْحَيَاةِ؟» (رو 6: 4،3)؛ «لأَنَّنَا جَمِيعَنَا بِرُوحٍ وَاحِدٍ أَيْضاً اعْتَمَدْنَا إِلَى جَسَدٍ وَاحِدٍ» (1كو 12: 13).

وقد وَرَدَت كلمة ”إلى“ في اللغة اليونانية +++ أي ”في“؛ وفي اللغة الإنجليزية into. وبالتالي فتكون الترجمة هي: «لأَنَّنَا جَمِيعَنَا بِرُوحٍ وَاحِدٍ أَيْضاً اعْتَمَدْنَا فِي جَسَدٍ وَاحِدٍ»، لأننا نعتمد ”في“ جسد المسيح الواحد! وفي آيـة أخـرى ذكرهـا بولس الرسـول: «لأَنَّ كُلَّكُمُ الَّذِيـنَ اعْتَمَدْتُمْ بِالْمَسِيحِ قَدْ لَبِسْتُمُ الْمَسِيحَ» (غل 3: 27)، وفي الأصل اليوناني، تَرِد ”في +++ المسيح“.

اعتمادي ”للمسيح“ يجعلني بمفردي؛ ولكن اعتمادي ”في المسيح“، يعني صبغة: ”أَصطبغ في المسيح“، ويعني دفن: ”أُدفن في المسيح“ وليس بمفردي. إذا انصبغتُ بمفردي ولوحدي أكـون كـلا شيء؛ ولكن معموديتي في المسيح، تجعلني أصطبغ فيه، وأُولَد فيه. فـإذا اعتمدنا، أنا وأنت - في المسيح - فمعنى هـذا أنـه يأخذنا معه إلى فوق، ويُدخِلنا إلى ”ملكوت الله“.

ولربنا المجد الدائم إلى الأبد، آمين.

(1) هذه العظة هي عن إنجيل قداس يوم الجمعة من الأسبوع السادس من الصوم الأربعيني المقدس عام 1990. وهي رقم (26) من سلسلة العظات التي تُسمَّى ”الطريق إلى ملكوت الله“. وقد نشرنا الجزء الأول منها في عدد نوفمبر 2018.

This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis