قصة
ميلادية


التعرُّف على الرب يسوع

هذه قصة من القصص المُفضَّلة لديَّ في عيد الميلاد، وهي تدور حـول الإسكافي الذي كـان يحلم - عشية عيد الميلاد - أن يأتي الرب يسوع لزيارته في اليوم التالي.

كـان الحلم - في نظـر الإسكافي - حقيقة، لدرجة أنه كان مُقتنعاً تماماً بأنه سيتحقَّق!

ففي صباح اليوم التالي، وهـو صباح عيـد الميلاد، نهض الإسكافي مُبكِّراً، وخرج من بيته، وبدأ يقطع أغصاناً خضراء.

كمـا أنـه صار يُزخـرف متجره الصغير، واستعدَّ بكل شيء، منتَظِراً أن يأتي الرب يسوع إليه ويزوره.

كـان على يقينٍ تـام بأن الرب يسوع سيأتي لزيارته في ذلك الصباح. وهكذا جلس منتَظِراً إيَّاه.

مرَّت الساعات، ولم يأتِ الرب يسوع. لكن جـاء رجلٌ عجـوز ودخـل متجـر الإسكافي للحظة، ليتدفَّأ من برد الشتاء الذي بالخارج.

وعندما تحدَّث الإسكافي مـع الرجـل العجوز، لاحَظ وجود ثقوب في حذائـه العتيـق. فصعد إلى الأرفـف العُليا، وحمل معه زوجـاً جديـداً مـن الأحذية كهديـة مجانية. وتأكَّـد أنها تُناسب قدمَي الرجل العجوز، وأن جواربه قد نشفت من البلل. وبعد ذلك شيَّع الرجل بترحاب مثلما استقبله تماماً.

(+(+(

وجلس الإسكافي ينتظر - مرَّةً أخرى - قدوم الرب يسوع. لكن يسوع لم يأتِ، وإنما جاءت امرأةٌ مُسِنَّة، لم تحصل على وجبة طعام واحـدة على مـدى يومين. فرحَّب بها الإسكافي ببشاشة، وأجلسها.

وبعد برهة مـن الوقت، قام وأعدَّ لها بعض الطعام، ليأكل كلاهما.

وبعد أن شبعت المرأة مـن الطعام، أعطاها الإسكافي أيضاً وجبـةً أخرى، ثم شيَّعها بسلامٍ، إلى أن مضت في طريقها!

(+(+(

ثـم جلس الإسكافي مـرَّةً أخـرى، وهـو ما يزال مُنتَظِراً بتلهُّفٍ مجيء الرب يسوع إليه. لكن مع طول انتظاره، لم يأتِ يسوع بعد!

وحينئذ سمع صـوت صبي صغير يصـرخ مُستغيثاً أمـام متجره. فخرج مُسرعاً وتحدَّث مع الصبي، واكتشف أن هـذا الصبي قد انفصل عن والديه في الزحام، ولم يَعُدْ يعرف كيف يصل إلى منزله، لأنه كان صغيراً جداً.

ولما استمع الإسكافي لقصة الصبي الصغير، ارتدى معطفه، وأخذ الصبي بيده، وبدأ يبحث عن منزله، إلى أن قاده إلى منزل والديه!

وعندما عاد إلى دكَّان الأحذية الصغير، كان الظلام قد عمَّ المكان تقريباً، والشوارع قد أَقْفَرَت من الناس.

وفي لحظةٍ من اليأس والقنوط، رفع الإسكافي صوته إلى السماء وقال:

- ”يا ربي يسوع، لماذا لم تأتِ بعد؟“.

ثم، وبعد برهة من الصمت، بَدَا وكأنه يسمع صوتاً يقول له:

+ ”يا صانع الأحذية، ارفعْ قلبك إلى فوق.

لقد أَوْفَيتَُ أنا بكلمتي.

وهـا أنـا ثلاث مرَّاتٍ، وأنا أطرقُ بابك الودود المفتوح للكلِّ.

ثـلاث مرَّاتٍ سقط ظِلِّي عَـبْر الطابـق الخاص بك:

كنتُ أنا الرجل ذا القدمين المُقرحتين؛

وكنتُ أنـا المـرأة التي رحَّبتَ أنت بها لتتناول الطعام؛

كما كنتُ أنـا الولـد الصغير الذي كـان يصرخ في الشارع وهو بلا مأوى“.

وهكذا جاء الرب يسوع إلى الإسكافي في أشخاص هـؤلاء الثلاثة: الرجل العجوز، المرأة المُسِنَّة، والصبي الصغير الباكـي؛ بينمـا كـان الإسكافي لم يُدرك ذلك الحضور الإلهي بعد!

بقلم: ”مالفين نيولان“ Melvin Newlan

+ + +

+ «ثُمَّ يَقُولُ الْمَلِكُ لِلَّذِيـنَ عَنْ يَمِينِهِ: تَعَالَوْا يَـا مُبَارَكِـي أَبِي، رِثُـوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُـمْ مُنْـذُ تَأْسِيسِ الْعَالَـمِ. لأَنِّي جُعْـتُ فَـأَطْعَمْتُمُونِي. عَطِشْـتُ فَسَقَيْتُمُـونِي. كُنْـتُ غَـرِيبـاً فَـآوَيْتُمُونِي. عُرْيَانـاً فَكَسَوْتُمُونِي. مَرِيضاً فَزُرْتُمُونِي. مَحْبُوساً فَأَتَيْتُمْ إِلَيَّ... الْحَقَّ أَقُـولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هـؤُلاَءِ الأَصَاغِـرِ، فَبِـي فَعَلْتُمْ» (مـت 25: 34-40).

+ «كُلُّ وَاحِدٍ كَمَا يَنْوِي بِقَلْبِهِ، لَيْسَ عَنْ حُزْنٍ أَوِ اضْطِرَارٍ. لأَنَّ الْمُعْطِيَ الْمَسْرُورَ يُحِبُّهُ اللهُ» (2كو 9: 7).

+ «أَوْصِ الأَغْنِيَـاءَ فِي الدَّهْـرِ الْحَاضِـرِ أَنْ لاَ يَسْتَكْبِرُوا، وَلاَ يُلْقُوا رَجَـاءَهُمْ عَلَى غَيْرِ يَقِينِيَّةِ الْغِنَى، بَلْ عَلَى اللهِ الْحَيِّ الَّذِي يَمْنَحُنَا كُـلَّ شَيْءٍ بِغِنَىً لِلتَّمَتُّـعِ. وَأَنْ يَصْنَعُـوا صَلاَحـاً، وَأَنْ يَكُونُـوا أَغْنِيَاءَ فِي أَعْمَـالٍ صَالِحَةٍ، وَأَنْ يَكُونُـوا أَسْخِيَاءَ فِي الْعَطَاءِ، كُرَمَـاءَ فِي التَّوْزِيـعِ، مُدَّخِرِيـنَ لأَنْفُسِهِمْ أَسَاساً حَسَناً لِلْمُسْتَقْبَلِ، لِكَيْ يُمْسِكُوا بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ» (1تي 6: 17-19).

This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis