للقديس كيرلس الإسكندري
|
لهذا صاح المسيح: ”أنا هو الحياة“
|
(ترجمة النص اليوناني الآبائي المنشور في باطن الغلاف الأخير)
|
[إنه لا يمكن أن نفهم معنى كلمة ”البدء“ (في أول آية في إنجيل يوحنا: «في البدء كان الكلمة») على أنها تخصُّ الزمن في وجود ”الابن الوحيد“؛ ذلك لأنه أزليٌّ (أي أنه موجود قبل بداية ”الزمن“)، وأنَّ وجوده كـان قبل خِلْقة الـزمن (أي قبل خِلْقة الشمس التي بدأ منها الزمن). - وأيضاً إنَّ الطبيعة الإلهية هي خارج حدود الزمن (أي لا قبل ولا بعد الزمـن)، كما يُرتِّـل (المُرتِّل) في سِفْر المزامير: «وأنت هو، وسنوكَ لن تنتهي» (مز 102: 27) (أي أزليَّة وأبديَّة - وفي اللغة العربية كلمة ”أزليَّة“ تعني ”ما لا بداية له“، وكلمة ”أبديَّة“ تعني ”ما لا نهاية له“). - وهكذا تُقاس كلمة ”البدء“ (في هذه الآية) على أنه ”أزليٌّ“ (أي لا بداية للكلمة)، و”أبـديٌّ“ (أي لا نهاية للكلمة)؛ أي لا يُوصَف بأيَّة تعبيرات زمنية، لأنه هو الله بالطبيعة. - ولذلك صاح المسيح قائلاً: «أنا هو الحياة» (يو 14: 6)].
(عن كتاب: ”شرح إنجيل يوحنا“ - 1: 18)