للقديس كيرلس الإسكندري
|
وهكذا سمح، بالتدبير، أن تنطبق عليه
|
(ترجمة النص اليوناني الآبائي المنشور في باطن الغلاف الأخير)
|
[ لم يكـن أمـراً مُستحيلاً، ولا مُتعذَّراً، أن يأتي الكلمة من الله الآب، وأن يتطلَّع الآب من فوق، ويتنازَل (الكلمة) لكي يُقمَّط بالأقمطة التي يُقمَّط بها الرُّضَّع من البشر. وهو اتَّحد بالجسد، الذي جعله ينمو، إلى أن يصل إلى مرحلة الرجولة. - وأنا أقول هنا أيضاً، لكي يُظهِرَ جليّاً الحكمة البديعة، عندما قيل إنه اجتاز مرحلة الطفولة الرضيعة؛ ولم يكن ذلك صعباً عليه أبداً، بل سَهْلٌ وميسورٌ، واجتازه دون عائق. - ولكنـه لم يتوقَّف عند مرحلة الطفولة الرضيعة، لأن هـذا لا يتَّفق مـع التدبير الإلهي، ولا مع حكمة الله الفائقة . - كمـا أنَّ كـلَّ ذلك تمَّ بـدون ضجَّةٍ، لأن سـرَّ تدبير التجسُّد كان يقتضي ذلك. - وهكـذا، سمح - بالتدبـير - أن تنطبـق عليه مقاييس الطبيعـة الإنسانيـة. وكـل هـذا تمَّ بتدبيرٍ لائق، ليكون فعلاً على شَبَهِنا في كلِّ شيء. - وأن يتقدَّم في النموِّ قليلاً قليلاً حتى الكمال، حسب مـا تستدعي المرحلة العُمْريَّـة، وأن تنمو القامة مـع الإدراك في توافُـقٍ وليس خارجاً عنها].
(عن: ”المسيح واحد“ - PG 75: 296)