للقديس أثناسيوس الرسولي

مَن هو، يا تُرَى، الذي أنجز هذا السلام؟

(ترجمة النص اليوناني الآبائي
المنشور في باطن الغلاف)

[ولكنه لأمرٌ غريب، أن يتحوَّل البشر، بندمٍ حقيقي، إلى تعليم المسيح، إذ أن‍هم أَلقوا جانباً وبـلا رجعة، قساوت‍هم القاتلة، ولم يعودوا يُدبِّـرون الحروب فيما بعد؛ بل، على العكس، فقد حلَّ السلام فيما بينهم، ولم يَعُدْ عندهم سوى الرغبة في المودَّة والصداقة. - فمَنْ هو، إذن، ذاك الذي أنجز كلَّ هذا، إذ وحَّد في السلام أولئك الذيـن كانـوا يُبغضون بعضهم بعضـاً؛ اللهم إلاَّ الابـن الحبيب للآب، مُخلِّص الجميع، يسوع المسيح، الذي بمحبته سخَّر كلَّ شيء في سبيل خلاصنا؟ - وأَضِفْ إلى ذلك أنَّ هذا السلام الذي كان مُزمعاً منذ البدء أن يُتمِّمه، سبق وتنبَّأتْ به الكُتُب المقدَّسة: «سـوف يُحوِّلون سيوفهم (جمع ”سيف“، وهو أداة الحروب والقتل قديماً) إلى محاريث (جمع ”محراث“، وهو أداة تمهيد الأرض الزراعية للزرع وإلقاء البذور فيها)، ورماحهم (جمع ”رُمح“، وهو أداة يدويـة لقَتْل الأعـداء) إلى مناجـل (جمع ”مِنْجل“، وهو أداة يدويـة لحصاد المزروعات)» (نبوءة إشعياء 2: 4 - ترجمة عن الأصل)].

(عن كتاب: ”تجسُّد الكلمة“ – 51: 6؛ 52: 1)

This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis