للقديس أثناسيوس الرسولي

فبينما مات الجسد،
فإنه قام بسبب الحياة التي للكلمة

(ترجمة النص اليوناني الآبائي
المنشور في باطن الغلاف)

[لأن ابن الله هو ”حيٌّ وفاعلٌ“ (عب 4: 12), وهو يعمل يوماً وراء يوم، ويَفي بالخلاص للجميع. وأمَّا الموت، فهو في كلِّ يوم يثبت أنه قد فَقَدَ كلَّ قوَّته. والأوثـان والأرواح (الشريرة) قـد ظَهَرَ أن‍ها ميتة، بعكس المسيح؛ حتى أنـه، من الآن فصاعداً، ما عاد أحدٌ يشكُّ في قيامة جسد المسيح. - أمَّا الشكَّاك في قيامة جسد الرب، فلا شكَّ أنه جاهلٌ بقوَّة كلمة الله وحكمة الله (أي المسيح). - فإن كان الربُّ قد اتَّخذ، حقّاً وحقيقةً، لنفسه جسداً، في اتِّساقٍ منطقي، كما أَظهرت براهيننا ذلك، وقد هيَّأه لنفسه؛ فماذا كان الربُّ سيفعل به؟ أو ماذا ستكون ن‍هاية هذا الجسد حينما حلَّ فيه الكلمة؟ - فقد كان لابد أن يموت هذا الجسد، لأنه جسدٌ قابـلٌ للموت، وأن يُقدِّمه الرب للموت، مـن أجل الجميع؛ وإلاَّ فلأجل أيَّة غاية هيَّأه الرب لنفسه؟ - ولكن، من جهةٍ أخرى، كان من المستحيل أن يبقى الجسد ميتاً، إذ أنـه سبق وكـان هيكلاً للحياة الأبدية. لذلك، فبينما مات هـذا الجسد، فإنـه قام للحياة ثانيةً، بسبب الحياة التي في الكلمة. وفي قيامته صارت أعماله بمثابة علامة وآية لقيامته].

(عن كتاب: ”تجسُّد الكلمة“ – 31: 4،3)

This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis