للقديس مقاريوس الكبير

في القيامة سنلبس النور الإلهي

(ترجمة النص اليوناني الآبائي المنشور في باطن الغلاف الأخير)

[إنَّ كلَّ مجيء الرَّبِّ كان من أجل الإنسان
الَّذي قد أُميت في قبر الظُّلمة والخطيئةِ
والأرواح النَّجسة والقوَّاتِ الشِّرِّيرة،
لكي يُقيمَ الإنسانَ، الآن في هذا الدَّهر،
ويُحيِيَه ويطهِّرَه من كلِّ سوادٍ وينيرَه بنوره الخاصّ
ويُلبِسه ثيابَه هو - ثيابَ اللَّاهوت السَّماويّة.
أمَّا عند قيامة الأجساد
الَّتي قد قامت نفوسُها قبلًا وتمجدَّت،
فحينئذٍ تتمجَّد الأجساد أيضًا معها
وتستنير مع النَّفس الَّتي قد استنارت منذ الآن وتمجَّدَت،
لأنَّ الرَّبَّ يكون بيتَهم وخيمتَهم ومدينتَهم.
فقد لبسوا «ِالْمَسْكِنَ الَّذِي مِنَ السَّماء
غَيْرَ الْمَصْنُوعِ بِيَدٍ» (2كو5: 1)،
أيْ مجدَ النُّور الإلهيّ، كونهم صاروا أبناءً للنُّور،
فلن يَرمُقوا بعضُهم بعضًا بعينٍ شرِّيرة،
لأنَّ الشَّرَّ يكون قد انتفى.
هناك «لَيْسَ ذَكَرٌ وَأُنْثَى، عَبْدٌ وَحُرٌّ»(غل28:3)،
إذ يتغيَّر الجميع إلى طبيعةٍ ذات صفات إلهيَّة،
صائرين مُسَحاءَ وآلهةً وأولادًا لله].

عظة34: 2

This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis