للقديس كيرلس الكبير

المولود من الجسد،
والمولود من الروح

(ترجمة النص اليوناني الآبائي المنشور في باطن الغلاف الأخير)

[ وفي حوارٍ آخر للمسيح، يحثُّ فيه نيقوديموس أن يتسامَى نحو فَهْمٍ أَسْمَى. وعند سماعنا عن ”الولادة الروحية“، فلا يصحُّ أن تتَّجه أفكارنا إلى خصائص الأجساد. - وقال: كما أنه من الضروري جدّاً أنَّ المولود من الجسد لابـد أن يصير جسداً؛ هكـذا أيضاً أنَّ المولود من الروح (القدس) لابد أن يكون روحاً. - لأنـه كما في كـلِّ الأشياء، هكـذا تكون - بالتأكيد - صِيغة كل نوع مـن الكائنات المتنوِّعة، أن تكون مختلفة عن بعضها البعض الآخر، وليس بنفس الصيغة. - ولكن ليكن معلوماً بأننا ندعـو روح الإنسان بأن‍ها مخلوقة مـن الروح (القدس)، ولكن ليس بكون‍ها مـن نفس طبيعة الروح (القدس)، لأن ذلك أمرٌ مستحيل؛ ولكن في المقام الأول، أن‍ها خُلِقَت في سياق الزمن، لأن تلك التي لم تكـن موجودة، ها هي قد صارت موجودة بيد الله. - وفي المقام الثاني، وبحسـب التدبـي‍ر الإلهـي، وبسبب كون‍ها قـد خُلِقَت لله، وبالله؛ فقد خَتَمَ الله بخاتمـه الخاص علينا، وشَحَذَ أفهامنا لطبيعته، إذا جاز التعبير].

(عن كتاب: ”شرح إنجيل القديس يوحنا“ - 3: 6)

This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis