للقديس كيرلس الكبير
|
«جسد المسيح يُقسَّم دون أن ينقسم»
|
(ترجمة النص اليوناني الآبائي المنشور في باطن الغلاف الأخير)
|
[لمَّا قسَّموا ثيابَ المخلِّص إلى أربعة أقسام وحفظوا القميص غير منقسم، كانت حكمة الابن الوحيد الفائقة تُرتِّب بذلك إشارةً إلى التدبير السرائري الذي به كانت أربعة أرجاء المسكونة عتيدةً أن تخلص. فإن أربعة أرجاء المسكونة قد قسَّمت فيما بينها بنوع ما الثوب الحقيقي المقدس الذي لله الكلمة - الذي هو جسده - ومع ذلك فقد بقي غير منقسم. فمع إنه يُقسَّم إلى قطع صغيرة ليوفي احتياج كل واحد ويُقدِّس بجسده الخاص جسد ونفس كل شخص، لكن الابن الوحيد يبقى بكليته وبغير انقسام في الجميع وهو يبقى واحدًا في كل مكان. فإنه غير قابل قط للانقسام بحسب قول بولس ... فالكتاب من خلال الرموز والظلال، يُعبِّر من جهة على انقسامه على الكثيرين... ومن جهة أخرى يحرص بالأكثر أن يُبيِّن عدم انقسامه بل بقاءه بكامله وبكليته واحدًا في الكثيرين، فيوجد بآن واحدٍ مقسَّمًا وغيرَ منقسمٍ. ويمكنك أن تتأمَّل مثل ذلك فيما يخص ثياب الرب، من حيث أنها قد قُسِّمت إلى أربعة أجزاء وقد بقي القميص غيرَ منقسمٍ].
تفسير إنجيل يوحنا 19: 23 و24