- بداية حياة القديس مقاريوس
-
المقابلة مع الشار
وبيم وبداية حياته الرهبانية - أول تجربة في حياته الرهبانية وترك القرية
- انطلاقه إلى برية شيهيت
- بداية ظهور دير أنبا مقار
- تبديره الروحي
- نياحة القديس مقاريوس
- أحداث في حياة مقاريوس
يقول بالليديوس إن القديس مقاريوس الكبير دُعي بالمصري لأنه كان يسكن في منطقة منف، ويؤكِّد المؤرِّخ رينيه باسيه أن بلد القديس مقاريوس الكبير هي منف اعتماداً على اللقب الذي اشتُهِرَ به منذ البدء بالمصري.
تُشير المخطوطة العربية (18 س) وزميلتها المخطوطة القبطية التي حققها وترجمها ونشرها المؤرِّخ أميلينو عن حياة القديس مقاريوس الكبير بقلم صرابامون تلميذه، أن بلد أَبويِّ مقاريوس لم تكن ”شبشير“ (بمحافظة المنوفية حالياً)، إنما شبشير هي البلد التي نزحا إليها من موطنهما الأصلي، دون ذكر اسم هذا الموطن اعتماداً على بديهيته، كونه ملقباً بالمصري.
وكان والد القديس مقاريوس يُدعى إبراهيم، كاهنا على كنيسة المنطقة المذكورة بمنف. وكانت أمه امرأة قديسة تُدعى سارة. وكانا عاقرين، وقد حدثت في زمانهما حوادث شغب ونهب وسلب، اضطرتهما للهجرة إلى بلدة شبشير بالمنوفية، أو كما تقول المخطوطة: [كان في ذلك الزمان هياج ولم يكن أحد يخاف السلطان (الوالي الروماني على إقليم مصر) في كل أرض مصر، وكان كل مَنْ يتمكن من رفيقه يقتله وينهب أمواله. وإذا بلصوص أتى بهم الشيطان إلى منـزل هذين المغبوطين فأخذوا كل ما لهما … وفي رؤيا أمرهما الملاك أن يرحلا إلى شبشير]. وكان ذلك تقريباً حوالي سنة 285م. ومعروف أن القديس مقاريوس وُلِدَ سنة 300 م.
وحينما كان مقاريوس طفلاً تربَّى ونما في مخافة الله على يد أبويه الصالحين. ولما شبَّ عن الطوق بدأ يذهب مع أبيه إلى المزارع، وقليلاً قليلاً بدأ يساعد أباه في فلاحة الأرض، وكان الله قد وسَّع رزقهما جداً من مواشٍ وأملاك. وبدت النعمة على الشاب مقاريوس، فكانوا يلقبونه بـ ”الشاب الحكيم“ ومن فرط محبة كهنة القرية له أخذوه إلى أسقف الناحية بدون علم أبيه ورسموه ”أناغنوستيس“ (أي قارئ الأسفار المقدَّسة في القداس).
وكان والداه يدبِّران له حسب نيتهم لكي يزوجاه لكي يُرسَم كاهناً وهكذا أيضاً بدأ الضغط من الكهنة، بالإضافة إلى أبويه، حتى رضخ لهم بدون نيَّة منه. ولكنه حفظ بتوليته باتفاق مع الفتاة التي اختاروها له.
ولكي يكمِّل الكهنة نيتهم فيه، أخذوه ورسموه شماساً كخطوة لازمة قبل القسوسية.
وكان مقاريوس حافظاً مخافة الله بالطهارة وتلاوة الكتب المقدسة في الكنيسة باعتباره ”أناغنوستيس“. وكان يفهم بقلبهِ الذي يقرأه، فألزمه كهنة الكنيسة أن يكون خادماً للبيعة (أي ثبتوه شماساً عليها ثم رسموه قساً) ولكنه كان بقلبه ونفسه ناظراً إلى الله، فلم ينظر إلى امرأته ولم يتقدَّم إليها البتة وظل حافظاً بتوليته. ولكي يبتعد مقارة عن الفتاة أطول مدة ممكنة، كان يذهب مع الجمَّالين الأُجراء عند أبيه لجلب النطرون (الملح) من جبل النطرون! وهكذا أتقن خدمة الإبل والجمال، لذلك كان يُدعى مقارة الجمَّال.
وهنا تبدأ في السيرة أول إشارة إلى العلاقة المقدَّسة التي بدأت بين مقارة وجبل شيهيت واستمرت إلى اليوم، وستستمر إلى جيل الأجيال.
وفي أحد الأسفار وهو نازل مع الجمالين إلى وادي النطرون وقد صار بالقرب من الجبل المطل على البحيرات وكان الكل نياماً من التعب ومقارة أيضاً نائماً، إذ [رأى في نومه أمراً مخوفاً: إنساناً نورانياً متشحاً باسطوانة كالبرق الساطع، وهذه الاسطوانة مكلَّلة بالجواهر (عيون الشاروبيم)، وكلَّمه قائلاً: ”انظر حولك وتأمل أعماق الجبل“. فأجابه مقارة: ”إني يا سيدي لا أرى شيئاً سوى رأس البهلس (بحيرات النطرون)، والغابة (أعشاب البردي والنخيل المتكاثف بالقرب من الماء)، وعن يمينه المستنقعات، والجبل المحيط“. فقال له الرجل النوراني: ”إن الله يقول لك إني أعطيك هذا الجبل ميراثاً لك ولأولادك، يتفرغون فيه للصلاة، ويخرج منك رؤوس ومقدِّمون، من هذه البرية. والآن انهض من نومك وتذكَّر جيداً جميع ما قلته لك، وإذا صرت كاملاً أعود فأظهر لك، وأُكلِّمك بما يجب من فم الله“].
وبعد رجوع القديس أنبا مقار إلى بلده وجد أن فتاته البتول مريضة بالحُمى، التي اشتدَّت عليها حتى فارقت الحياة، وكان هذا بتدبير من الله لتبدأ قصة القديس مقارة على أروع صورها.
فما كان من الشاب مقارة إلا أن تنبَّه لنفسه وقال: يا مقارة اِحرص الآن على اغتنام هذه الفرصة لنفسك لمداواتها، لأنك حتماً ستؤخذ مثل أختك التي سبقتك.
وبدأ مقارة لا يُرى في البيت إلا منتصباً في الصلاة!! ولا يوجد في خارج البيت إلا في الكنيسة! وظل يخدم أباه الشيخ الذي أسلم روحه الطاهرة بعد ذلك.
وبموت أبيه ابتدأ يفرِّق مقتنياته كلها التي ورثها عنه، ولما بدأت أمه تعنِّفه على مسلكه، كان يحتملها بصبر، إلى أن تنيَّحت هي الأخرى بعد ستة أشهر من نياحة زوجها.
وكان هناك راهبٌ متوحدٌ بعيداً عن القرية قليلاً، يتقي الله كثيراً، هادياً في رهبنته، منفرداً وحده، هذا مضى إليه مقارة وعرَّفه أفكاره قائلاً: إني أودُّ أن أعيش منفرداً وأهتم بخلاص نفسي. فتعجَّب المتوحد من لطف خطابه وتواضعه، فأجابه بكلام أحلى من الشهد، وقال له: الشيء الذي فكَّرت فيه اعمله، فإنَّ دَعْوَتك هي من الله. وأرشده الشيخ أن يمضي بعيداً عن القرية ويسكن في قلاية وحده، لأنه لم تكن هناك بعد أديرة.
وكان سبب تركه لمكانه هذا الذي كان على أطراف القرية أن تجربة مريرة أتت عليه جعلته فيما بعد يترك طرف القرية ويذهب بعيداً إلى صحراء شيهيت في وادي النطرون.
وكان كثيراً ما يحكي لتلاميذه عن تجربته هذه فكان يقول: [إني في حالِ شبابي كنتُ جالساً في قلايةٍ، فأمسكوني وجعلوني قساً لضيعةٍ, وإذ لم أرغب أن أتقلَّدَ هذه الرتبةَ هربتُ إلى مكانٍ آخرَ. حيث كان يأتيني رجلٌ علماني تقي وكان يخدِمُني ويبيعُ عملَ يديَّ. وفي يومٍ من الأيامِ حدث أن بتولاً في ذلك المكانِ سقطت في زنى وحملت في بطنها. فلما أُشهرت سُئلت عمَّن فعل معها هذا الفعلَ، فقالت: «المتوحد»! وسُرعان ما خرجوا عليّ وأخذوني باستهزاءٍ مريعٍ إلى الضَّيعةِ وعلّقوا في عنقي قدوراً قذرةً جداً وآذانَ جِرارٍ مكسورةٍ. وشهَّروا بي في كلِّ شارعٍ من شوارعِ الضيعةِ وهم يضربونني قائلين: «إن هذا الراهبَ أفسدَ عفةَ ابنتنا البتول، أخزوه». وهكذا ضربوني ضرباً مُبَرِّحاً قربتُ بسببهِ إلى الموتِ، إلى أن جاءني أحدُ الشيوخِ فقال لهم: «إلى متى هذه الإهانةُ. أما يكفيه كلُّ ذلك خجلاً»، فكانوا يشتمونه قائلين: «ها هو المتوحدُ الذي شهدتَ له بالفضلِ، انظر ماذا فعل». وأخيراً قال والدُها: «لن نُطلِقَه حتى يأتينا بضامنٍ بأنه يتعهدُ بالقيامِ بإطعامِها». فقال الشيخُ لخادمي: «اضمنه»، فضمنني ومضيْتُ إلى قلايتي ودفعتُ إليه الزنابيل التي كانت عندي قائلاً: «بعها وادفع ثمنَها لامرأتي لتأكلَ بها». وخاطبتُ نفسي قائلاً: «كِدَّ يا مقارة، ها قد صارت لك امرأةٌ». فكنتُ أشتغلُ ليلاً ونهاراً وأتعبُ لأقومَ بإطعامِها. فلما حان وقتُ ولادةِ الشقيةِ مكثتْ أياماً كثيرةً وهي معذبةٌ وما استطاعت أن تلدَ. فقالوا لها: «ما هو هذا»؟ فقالت: «إن كلَّ ما أصابني كان بسببِ أنَّني قد ظلمتُ المتوحدَ واتهمتُه وهو بريءٌ لأنه ما فعل بي شيئاً قط. لكن فلانَ الشاب هو الذي فعل بي هذا». فجاء إليَّ خادمي مسروراً وقال لي: «إن تلك البتولَ ما استطاعت أن تلدَ حتى اعترفتْ قائلة: إن المتوحدَ لا ذنب له في هذا الأمرِ مطلقاً، وقد كنتُ كاذبةً في اتهامي له. وها هم أهلُ القريةِ كلُّهم عازمون على الحضورِ إليك يريدون أن يتوبوا إليك ويسألونك الصفحَ والغفرانَ». فلما سمعتُ أنا هذا الكلامَ من خادمي أسرعتُ هارباً إلى الإسقيطِ. هذا هو السببُ الذي لأجلهِ جئتُ إلى جبلِ النطرون].
ولما انتقل القديس أنبا مقار إلى جبل النطرون عمل له مغارة بالقرب من موضع دير البراموس حالياً حيث حفر أول بئر وعاش بجوارها وتجمع حوله تلاميذه الرهبان (أمثال: القديسين أنبا أموي وأنبا إيسيذوروس ومكسيموس ودوماديوس وأنبا شيشوي وأنبا يوحنا ... وغيرهم) الذين صاروا باكورة شيهيت المقدَّسة، وأول دير في الإسقيط. وبعد مدة وجيزة أقام أول كنيسة التي كانت تُدعى كنيسة شيهيت، والبئر الذي كان يُدعى بئر شيهيت، والصخرة المتاخمة لها (قارة ملوك) كانت تُدعى صخرة شيهيت أو (بترا). وكان هذا كله بجوار البحيرات (البهلَس) من طرفها الشمالي. وهكذا أصبحت منطقة البرموس المركز الأول الرسمي للتجمعات الرهبانية المقارية. والتي دُعيت فيما بعد بالأسقيط أو بشيهيت، وبعد نياحة القديسين مكسيموس ودوماديوس بنى كنيسة صغيرة هناك تخليداً لهما.
وابتدأ القديس مقاريوس من ذلك الزمان تنمو شهرته في كل أنحاء العالم، ولرغبة القديس في الهدوء والعزلة ولكثرة مضايقات العدو المضاد له، قام بإرشاد الشاروبيم وانحدر جنوباً بشرق إلى الصخرة الواقعة في جنوب الملاحات غرب البئر الواقعة أعلى الوادي. ثم أرشده الملاك أن يبني مسكناً له هناك وكنيسة للصلاة، كما أعلمه أن جموعاً كثيرة سوف تأتي وتسكن هذا المكان. وتقول المخطوطة إنه سكن هناك حتى يوم نياحته. لذلك دُعي هذا الموضع بإسقيط مكاريوس وذلك بنوع خاص، دون كافة المواضع التي عمَّرها لأنه هو المكان الذي أنهى حياته فيه.
وحينما بدأ دير القديس أنبا مقار في الظهور في الثلث الأخير من القرن الرابع (385م) (بعد نياحة القديسين مكسيموس ودوماديوس مباشرة) لم يكن بشكله الحالي على الإطلاق، وكذلك بقية الأديرة الثلاثة بوادي النطرون، فلم يكن له أسوارٌ بالمرة ولا حصن ولا قصور للضيافة ولا طواحين للجبس ولا سواقي ولا حظائر للبهائم ولا شيء بالصورة التي يبدو عليها الدير اليوم.
فقد بدأ الدير بقلاية الأب الكبير مقاريوس التي بناها في طرف الصخرة (أي الجبل الواقع الآن غرب دير أنبا مقار مباشرة، وكانت عبارة عن مغارة مسقوفة بالجريد والبردي، ثم تجمَّع حوله التلاميذ وبنوا قلاليهم على مسافات متباعدة من قلاية الأب، وكانوا فقراء جداً، ولهم رغبة في الوحدة والصمت.
ومع بناء القلالي كعادة الآباء بُدئ ببناء الكنيسة لإقامة الصلوات؛ وبظهور الكنيسة ظهر معها في نفس الوقت القلالي الملاصقة لاستخدام خُدَّام الكنيسة من كهنة وشمامسة، وكذلك مخازن وبئر قريب وغرف للمرضى والزائرين.
وتقدَّم القديس أنبا مقار في الأيام وشاخ جداً حتى بلغ سنه تسعين سنة.
وكان يحمله أولاده ويجلسونه في حوش قلايته، وما كفَّ عن صراع الشياطين، وما كفَّت الشياطين عن الصراع معه، حتى في هذا السن، وكان يكلِّم أولاده بما ينفعهم دائماً وكان أحياناً يعزِّي كل واحد على قدر رتبته. وكان يقول: الله يعلم أنني ما كتمت عنكم شيئاً، بل خاطبتكم دائماً بما أعلم أنه ينفع أنفسكم، وعملت بينكم على قدر قوَّتي، وكلَّفت نفسي دائماً حتى لا أصير سبباً لاسترخاء أَحَدٍ منكم، لا كبير ولا صغير، ولا نمت قط ليلة واحدة وفي قلبي غضب على أحد منكم، ولا تعدَّيت أعمال الله، ولا تجاوزتها، ولا نقضت محبتي لله، ولا محبتي لإخوتي المعروفين لله ولكل الخليقة، الرب يعلم ويشهد عليَّ لأنه قال لي مرَّة: إنك يا مقارة لم تصل بعد إلى درجة أعمال المرأتين، لذلك كان تفكيري فيهما باستمرار، أما الغلبة التي نلتها على العدو فكانت بالقوة والنعمة اللتين نلتهما من الله. فلا أذكر قط أني عملت شيئاً بقوَّتي بل كل ما عملت من أشفية أو رحمة بيد قوة الله المقدَّسة. فاهتموا يا إخوتي بخلاص أنفسكم وتيقَّظوا لأني بعد قليل سأُوخذ منكم.
وبعد الكلام معهم صرفهم. وكان كل الرهبان يحبونه ويخافونه كما يخافون الله، لأنه كان بينهم كقائد الجيش الذي يقوِّي ويعزِّي جنوده، وأدخله تلميذه إلى مغارته في الداخل ورقد وفي نحو الساعة السابعة ظَهَرَ شخصان قديسان مضيئان وعليهما مجد وجلال إلهيان، وكل منهما يبتسم للآخر، وتكلَّم واحد منهما معه قائلاً: ”أما تعرف هذا الآخر؟“ أما هو فسكت كعادته، لأنه ما كان يجاوب أحداً بسرعة، بل يتمهَّل ثم يجاوب، فقال له: ”إنه الأب باخوم أب رهبان دوناسة، وقد أرسلنا الرب إليك لندعوك، فاهتم الآن بما تريده، فإنك بعد تسعة أيام ستخلع عنك هذا الجسد، وتأتي لتسكن معنا“. ثم غابا عنه.
وظل الأب مطروحاً على الحصير، لا يستطيع أن يقوم من الوجع الصعب، لأنه كان ملتهباً بالحمى كالنار، وفي اليوم السابع والعشرين من برمهات ظهر له الكروبيم، الذي كان معه منذ الابتداء، ومعه جمع كثير من الروحانيين، وقال له: ”أسْرِع وتعالَ فإن هؤلاءِ كلَّهم ينتظرونك“. فصاح أنبا مقار بصوتٍ خافتٍ قائلاً: ”يا سيدي يسوعَ المسيحَ حبيبَ نفسي اِقبل روحي إليك“. وأسلم روحه الطاهرة بسلام. فلما سمع الإخوة الرهبان خبر نياحته اجتمعوا من أطراف الجبل من الأربعة الأديرة، باكين من أجل شعورهم باليُتم، لأنه كان أباً لكلِّ واحدٍ منهم واحتاطوا بالجسد في الكنيسة يتباركون منه ويقبِّلونه وصلوا جميعاً عليه وقدَّموا القداس، واشتركوا جميعاً، ثم حملوا الجسد الطاهر إلى المغارة التي بجوار البيعة، التي بناها هو في حياته، ووضعوه هناك، وانصرفوا إلى قلاليهم بحزن عظيم.
ويقول القديس سيرابيون أن القديس أنبا مقار عاش حتى أبصر الأربعة أديرة معمورة جداً، وتنبأ عليها بالروح القدس وقال هذه الأربعة ديار يحبها ربنا يسوع المسيح ويريد أن تصير مثل الأربعة مدن التي كانت ملجأ وخلاصاً لبني إسرائيل، فأسسها الملك المسيح على هذا الجبل لتكون خلاصاً لأهل العالم.
السنة | الحَدَث |
---|---|
300 | ميلاد القديس أنبا مقار. |
330 | بداية توحده. |
340 | رسامته قساً. |
340 | انطلاق القديس مقاريوس إلى برية شيهيت بقيادة الشاروبيم. |
343 | زيارته الأولى لأنبا أنطونيوس. |
353 | زيارته الثانية لأنبا أنطونيوس. |
360 | نـزوح القديس أنبا مقار إلى مكان ديره الحالي. |
373 | نفي القديس مقاريوس إلى جزيرة بالدلتا سنة 373م وذلك بتحريض من أتباع آريوس. |
375 | عودته من المنفى. |
390 | نياحة القديس أنبا مقار في شهر برمهات من هذه السنة. |
480 | ظل جسد القديس أنبا مقار خارج الدير. |
793 | عودة جسد القديس أنبا مقار إلى ديره. |
يقول بالليديوس إن القديس مقاريوس الكبير دُعي بالمصري لأنه كان يسكن في منطقة منف، ويؤكِّد المؤرِّخ رينيه باسيه أن بلد القديس مقاريوس الكبير هي منف اعتماداً على اللقب الذي اشتُهِرَ به منذ البدء بالمصري.
تُشير المخطوطة العربية (18 س) وزميلتها المخطوطة القبطية التي حققها وترجمها ونشرها المؤرِّخ أميلينو عن حياة القديس مقاريوس الكبير بقلم صرابامون تلميذه، أن بلد أَبويِّ مقاريوس لم تكن ”شبشير“ (بمحافظة المنوفية حالياً)، إنما شبشير هي البلد التي نزحا إليها من موطنهما الأصلي، دون ذكر اسم هذا الموطن اعتماداً على بديهيته، كونه ملقباً بالمصري.
وكان والد القديس مقاريوس يُدعى إبراهيم، كاهنا على كنيسة المنطقة المذكورة بمنف. وكانت أمه امرأة قديسة تُدعى سارة. وكانا عاقرين، وقد حدثت في زمانهما حوادث شغب ونهب وسلب، اضطرتهما للهجرة إلى بلدة شبشير بالمنوفية، أو كما تقول المخطوطة: [كان في ذلك الزمان هياج ولم يكن أحد يخاف السلطان (الوالي الروماني على إقليم مصر) في كل أرض مصر، وكان كل مَنْ يتمكن من رفيقه يقتله وينهب أمواله. وإذا بلصوص أتى بهم الشيطان إلى منـزل هذين المغبوطين فأخذوا كل ما لهما … وفي رؤيا أمرهما الملاك أن يرحلا إلى شبشير]. وكان ذلك تقريباً حوالي سنة 285م. ومعروف أن القديس مقاريوس وُلِدَ سنة 300 م.
وحينما كان مقاريوس طفلاً تربَّى ونما في مخافة الله على يد أبويه الصالحين. ولما شبَّ عن الطوق بدأ يذهب مع أبيه إلى المزارع، وقليلاً قليلاً بدأ يساعد أباه في فلاحة الأرض، وكان الله قد وسَّع رزقهما جداً من مواشٍ وأملاك. وبدت النعمة على الشاب مقاريوس، فكانوا يلقبونه بـ ”الشاب الحكيم“ ومن فرط محبة كهنة القرية له أخذوه إلى أسقف الناحية بدون علم أبيه ورسموه ”أناغنوستيس“ (أي قارئ الأسفار المقدَّسة في القداس).
وكان والداه يدبِّران له حسب نيتهم لكي يزوجاه لكي يُرسَم كاهناً وهكذا أيضاً بدأ الضغط من الكهنة، بالإضافة إلى أبويه، حتى رضخ لهم بدون نيَّة منه. ولكنه حفظ بتوليته باتفاق مع الفتاة التي اختاروها له.
ولكي يكمِّل الكهنة نيتهم فيه، أخذوه ورسموه شماساً كخطوة لازمة قبل القسوسية.
وكان مقاريوس حافظاً مخافة الله بالطهارة وتلاوة الكتب المقدسة في الكنيسة باعتباره ”أناغنوستيس“. وكان يفهم بقلبهِ الذي يقرأه، فألزمه كهنة الكنيسة أن يكون خادماً للبيعة (أي ثبتوه شماساً عليها ثم رسموه قساً) ولكنه كان بقلبه ونفسه ناظراً إلى الله، فلم ينظر إلى امرأته ولم يتقدَّم إليها البتة وظل حافظاً بتوليته. ولكي يبتعد مقارة عن الفتاة أطول مدة ممكنة، كان يذهب مع الجمَّالين الأُجراء عند أبيه لجلب النطرون (الملح) من جبل النطرون! وهكذا أتقن خدمة الإبل والجمال، لذلك كان يُدعى مقارة الجمَّال.
وهنا تبدأ في السيرة أول إشارة إلى العلاقة المقدَّسة التي بدأت بين مقارة وجبل شيهيت واستمرت إلى اليوم، وستستمر إلى جيل الأجيال.
وفي أحد الأسفار وهو نازل مع الجمالين إلى وادي النطرون وقد صار بالقرب من الجبل المطل على البحيرات وكان الكل نياماً من التعب ومقارة أيضاً نائماً، إذ [رأى في نومه أمراً مخوفاً: إنساناً نورانياً متشحاً باسطوانة كالبرق الساطع، وهذه الاسطوانة مكلَّلة بالجواهر (عيون الشاروبيم)، وكلَّمه قائلاً: ”انظر حولك وتأمل أعماق الجبل“. فأجابه مقارة: ”إني يا سيدي لا أرى شيئاً سوى رأس البهلس (بحيرات النطرون)، والغابة (أعشاب البردي والنخيل المتكاثف بالقرب من الماء)، وعن يمينه المستنقعات، والجبل المحيط“. فقال له الرجل النوراني: ”إن الله يقول لك إني أعطيك هذا الجبل ميراثاً لك ولأولادك، يتفرغون فيه للصلاة، ويخرج منك رؤوس ومقدِّمون، من هذه البرية. والآن انهض من نومك وتذكَّر جيداً جميع ما قلته لك، وإذا صرت كاملاً أعود فأظهر لك، وأُكلِّمك بما يجب من فم الله“].
وبعد رجوع القديس أنبا مقار إلى بلده وجد أن فتاته البتول مريضة بالحُمى، التي اشتدَّت عليها حتى فارقت الحياة، وكان هذا بتدبير من الله لتبدأ قصة القديس مقارة على أروع صورها.
فما كان من الشاب مقارة إلا أن تنبَّه لنفسه وقال: يا مقارة اِحرص الآن على اغتنام هذه الفرصة لنفسك لمداواتها، لأنك حتماً ستؤخذ مثل أختك التي سبقتك.
وبدأ مقارة لا يُرى في البيت إلا منتصباً في الصلاة!! ولا يوجد في خارج البيت إلا في الكنيسة! وظل يخدم أباه الشيخ الذي أسلم روحه الطاهرة بعد ذلك.
وبموت أبيه ابتدأ يفرِّق مقتنياته كلها التي ورثها عنه، ولما بدأت أمه تعنِّفه على مسلكه، كان يحتملها بصبر، إلى أن تنيَّحت هي الأخرى بعد ستة أشهر من نياحة زوجها.
وكان هناك راهبٌ متوحدٌ بعيداً عن القرية قليلاً، يتقي الله كثيراً، هادياً في رهبنته، منفرداً وحده، هذا مضى إليه مقارة وعرَّفه أفكاره قائلاً: إني أودُّ أن أعيش منفرداً وأهتم بخلاص نفسي. فتعجَّب المتوحد من لطف خطابه وتواضعه، فأجابه بكلام أحلى من الشهد، وقال له: الشيء الذي فكَّرت فيه اعمله، فإنَّ دَعْوَتك هي من الله. وأرشده الشيخ أن يمضي بعيداً عن القرية ويسكن في قلاية وحده، لأنه لم تكن هناك بعد أديرة.
وكان سبب تركه لمكانه هذا الذي كان على أطراف القرية أن تجربة مريرة أتت عليه جعلته فيما بعد يترك طرف القرية ويذهب بعيداً إلى صحراء شيهيت في وادي النطرون.
وكان كثيراً ما يحكي لتلاميذه عن تجربته هذه فكان يقول: [إني في حالِ شبابي كنتُ جالساً في قلايةٍ، فأمسكوني وجعلوني قساً لضيعةٍ, وإذ لم أرغب أن أتقلَّدَ هذه الرتبةَ هربتُ إلى مكانٍ آخرَ. حيث كان يأتيني رجلٌ علماني تقي وكان يخدِمُني ويبيعُ عملَ يديَّ. وفي يومٍ من الأيامِ حدث أن بتولاً في ذلك المكانِ سقطت في زنى وحملت في بطنها. فلما أُشهرت سُئلت عمَّن فعل معها هذا الفعلَ، فقالت: «المتوحد»! وسُرعان ما خرجوا عليّ وأخذوني باستهزاءٍ مريعٍ إلى الضَّيعةِ وعلّقوا في عنقي قدوراً قذرةً جداً وآذانَ جِرارٍ مكسورةٍ. وشهَّروا بي في كلِّ شارعٍ من شوارعِ الضيعةِ وهم يضربونني قائلين: «إن هذا الراهبَ أفسدَ عفةَ ابنتنا البتول، أخزوه». وهكذا ضربوني ضرباً مُبَرِّحاً قربتُ بسببهِ إلى الموتِ، إلى أن جاءني أحدُ الشيوخِ فقال لهم: «إلى متى هذه الإهانةُ. أما يكفيه كلُّ ذلك خجلاً»، فكانوا يشتمونه قائلين: «ها هو المتوحدُ الذي شهدتَ له بالفضلِ، انظر ماذا فعل». وأخيراً قال والدُها: «لن نُطلِقَه حتى يأتينا بضامنٍ بأنه يتعهدُ بالقيامِ بإطعامِها». فقال الشيخُ لخادمي: «اضمنه»، فضمنني ومضيْتُ إلى قلايتي ودفعتُ إليه الزنابيل التي كانت عندي قائلاً: «بعها وادفع ثمنَها لامرأتي لتأكلَ بها». وخاطبتُ نفسي قائلاً: «كِدَّ يا مقارة، ها قد صارت لك امرأةٌ». فكنتُ أشتغلُ ليلاً ونهاراً وأتعبُ لأقومَ بإطعامِها. فلما حان وقتُ ولادةِ الشقيةِ مكثتْ أياماً كثيرةً وهي معذبةٌ وما استطاعت أن تلدَ. فقالوا لها: «ما هو هذا»؟ فقالت: «إن كلَّ ما أصابني كان بسببِ أنَّني قد ظلمتُ المتوحدَ واتهمتُه وهو بريءٌ لأنه ما فعل بي شيئاً قط. لكن فلانَ الشاب هو الذي فعل بي هذا». فجاء إليَّ خادمي مسروراً وقال لي: «إن تلك البتولَ ما استطاعت أن تلدَ حتى اعترفتْ قائلة: إن المتوحدَ لا ذنب له في هذا الأمرِ مطلقاً، وقد كنتُ كاذبةً في اتهامي له. وها هم أهلُ القريةِ كلُّهم عازمون على الحضورِ إليك يريدون أن يتوبوا إليك ويسألونك الصفحَ والغفرانَ». فلما سمعتُ أنا هذا الكلامَ من خادمي أسرعتُ هارباً إلى الإسقيطِ. هذا هو السببُ الذي لأجلهِ جئتُ إلى جبلِ النطرون].
ولما انتقل القديس أنبا مقار إلى جبل النطرون عمل له مغارة بالقرب من موضع دير البراموس حالياً حيث حفر أول بئر وعاش بجوارها وتجمع حوله تلاميذه الرهبان (أمثال: القديسين أنبا أموي وأنبا إيسيذوروس ومكسيموس ودوماديوس وأنبا شيشوي وأنبا يوحنا … وغيرهم) الذين صاروا باكورة شيهيت المقدَّسة، وأول دير في الإسقيط. وبعد مدة وجيزة أقام أول كنيسة التي كانت تُدعى كنيسة شيهيت، والبئر الذي كان يُدعى بئر شيهيت، والصخرة المتاخمة لها (قارة ملوك) كانت تُدعى صخرة شيهيت أو (بترا). وكان هذا كله بجوار البحيرات (البهلَس) من طرفها الشمالي. وهكذا أصبحت منطقة البرموس المركز الأول الرسمي للتجمعات الرهبانية المقارية. والتي دُعيت فيما بعد بالأسقيط أو بشيهيت، وبعد نياحة القديسين مكسيموس ودوماديوس بنى كنيسة صغيرة هناك تخليداً لهما.
وابتدأ القديس مقاريوس من ذلك الزمان تنمو شهرته في كل أنحاء العالم، ولرغبة القديس في الهدوء والعزلة ولكثرة مضايقات العدو المضاد له، قام بإرشاد الشاروبيم وانحدر جنوباً بشرق إلى الصخرة الواقعة في جنوب الملاحات غرب البئر الواقعة أعلى الوادي. ثم أرشده الملاك أن يبني مسكناً له هناك وكنيسة للصلاة، كما أعلمه أن جموعاً كثيرة سوف تأتي وتسكن هذا المكان. وتقول المخطوطة إنه سكن هناك حتى يوم نياحته. لذلك دُعي هذا الموضع بإسقيط مكاريوس وذلك بنوع خاص، دون كافة المواضع التي عمَّرها لأنه هو المكان الذي أنهى حياته فيه.
وحينما بدأ دير القديس أنبا مقار في الظهور في الثلث الأخير من القرن الرابع (385م) (بعد نياحة القديسين مكسيموس ودوماديوس مباشرة) لم يكن بشكله الحالي على الإطلاق، وكذلك بقية الأديرة الثلاثة بوادي النطرون، فلم يكن له أسوارٌ بالمرة ولا حصن ولا قصور للضيافة ولا طواحين للجبس ولا سواقي ولا حظائر للبهائم ولا شيء بالصورة التي يبدو عليها الدير اليوم.
فقد بدأ الدير بقلاية الأب الكبير مقاريوس التي بناها في طرف الصخرة (أي الجبل الواقع الآن قبليَّ دير أنبا مقار مباشرة، وكانت عبارة عن مغارة مسقوفة بالجريد والبردي، ثم تجمَّع حوله التلاميذ وبنوا قلاليهم على مسافات متباعدة من قلاية الأب، وكانوا فقراء جداً، ولهم رغبة في الوحدة والصمت.
ومع بناء القلالي كعادة الآباء بُدئ ببناء الكنيسة لإقامة الصلوات؛ وبظهور الكنيسة ظهر معها في نفس الوقت القلالي الملاصقة لاستخدام خُدَّام الكنيسة من كهنة وشمامسة، وكذلك مخازن وبئر قريب وغرف للمرضى والزائرين.
وتقدَّم القديس أنبا مقار في الأيام وشاخ جداً حتى بلغ سنه تسعين سنة.
وكان يحمله أولاده ويجلسونه في حوش قلايته، وما كفَّ عن صراع الشياطين، وما كفَّت الشياطين عن الصراع معه، حتى في هذا السن، وكان يكلِّم أولاده بما ينفعهم دائماً وكان أحياناً يعزِّي كل واحد على قدر رتبته. وكان يقول: الله يعلم أنني ما كتمت عنكم شيئاً، بل خاطبتكم دائماً بما أعلم أنه ينفع أنفسكم، وعملت بينكم على قدر قوَّتي، وكلَّفت نفسي دائماً حتى لا أصير سبباً لاسترخاء أَحَدٍ منكم، لا كبير ولا صغير، ولا نمت قط ليلة واحدة وفي قلبي غضب على أحد منكم، ولا تعدَّيت أعمال الله، ولا تجاوزتها، ولا نقضت محبتي لله، ولا محبتي لإخوتي المعروفين لله ولكل الخليقة، الرب يعلم ويشهد عليَّ لأنه قال لي مرَّة: إنك يا مقارة لم تصل بعد إلى درجة أعمال المرأتين، لذلك كان تفكيري فيهما باستمرار، أما الغلبة التي نلتها على العدو فكانت بالقوة والنعمة اللتين نلتهما من الله. فلا أذكر قط أني عملت شيئاً بقوَّتي بل كل ما عملت من أشفية أو رحمة بيد قوة الله المقدَّسة. فاهتموا يا إخوتي بخلاص أنفسكم وتيقَّظوا لأني بعد قليل سأُوخذ منكم.
وبعد الكلام معهم صرفهم. وكان كل الرهبان يحبونه ويخافونه كما يخافون الله، لأنه كان بينهم كقائد الجيش الذي يقوِّي ويعزِّي جنوده، وأدخله تلميذه إلى مغارته في الداخل ورقد وفي نحو الساعة السابعة ظَهَرَ شخصان قديسان مضيئان وعليهما مجد وجلال إلهيان، وكل منهما يبتسم للآخر، وتكلَّم واحد منهما معه قائلاً: ”أما تعرف هذا الآخر؟“ أما هو فسكت كعادته، لأنه ما كان يجاوب أحداً بسرعة، بل يتمهَّل ثم يجاوب، فقال له: ”إنه الأب باخوم أب رهبان دوناسة، وقد أرسلنا الرب إليك لندعوك، فاهتم الآن بما تريده، فإنك بعد تسعة أيام ستخلع عنك هذا الجسد، وتأتي لتسكن معنا“. ثم غابا عنه.
وظل الأب مطروحًا على الحصير، لا يستطيع أن يقوم من الوجع الصعب، لأنه كان ملتهباً بالحمى كالنار، وفي اليوم السابع والعشرين من برمهات ظهر له الكروبيم، الذي كان معه منذ الابتداء، ومعه جمع كثير من الروحانيين، وقال له: ”أسْرِع وتعالَ فإن هؤلاءِ كلَّهم ينتظرونك“. فصاح أنبا مقار بصوتٍ خافتٍ قائلاً: ”يا سيدي يسوعَ المسيحَ حبيبَ نفسي اِقبل روحي إليك“. وأسلم روحه الطاهرة بسلام. فلما سمع الإخوة الرهبان خبر نياحته اجتمعوا من أطراف الجبل من الأربعة الأديرة، باكين من أجل شعورهم باليُتم، لأنه كان أباً لكلِّ واحدٍ منهم واحتاطوا بالجسد في الكنيسة يتباركون منه ويقبِّلونه وصلوا جميعاً عليه وقدَّموا القداس، واشتركوا جميعاً، ثم حملوا الجسد الطاهر إلى المغارة التي بجوار البيعة، التي بناها هو في حياته، ووضعوه هناك، وانصرفوا إلى قلاليهم بحزن عظيم.
ويقول القديس سيرابيون أن القديس أنبا مقار عاش حتى أبصر الأربعة أديرة معمورة جداً، وتنبأ عليها بالروح القدس وقال هذه الأربعة ديار يحبها ربنا يسوع المسيح ويريد أن تصير مثل الأربعة مدن التي كانت ملجأ وخلاصاً لبني إسرائيل، فأسسها الملك المسيح على هذا الجبل لتكون خلاصاً لأهل العالم.
السنة | الحَدَث |
---|---|
300 | ميلاد القديس أنبا مقار. |
330 | بداية توحده. |
340 | رسامته قساً. |
340 | انطلاق القديس مقاريوس إلى برية شيهيت بقيادة الشاروبيم. |
343 | زيارته الأولى لأنبا أنطونيوس. |
353 | زيارته الثانية لأنبا أنطونيوس. |
360 | نـزوح القديس أنبا مقار إلى مكان ديره الحالي. |
373 | نفي القديس مقاريوس إلى جزيرة بالدلتا سنة 373م وذلك بتحريض من أتباع آريوس. |
375 | عودته من المنفى. |
390 | نياحة القديس أنبا مقار في شهر برمهات من هذه السنة. |
480 | ظل جسد القديس أنبا مقار خارج الدير. |
793 | عودة جسد القديس أنبا مقار إلى ديره. |