أخبار الكنيسة |
|
|
رُوِّعت مصر كلها من الاعتداء الغاشم على الكاتدرائية المرقسية بالأنبا رويس أثناء صلوات الجناز على شهداء قرية الخصوص بالقليوبية. ونقدِّم في هذا المقال آخر ما توصَّلنا إليه من أخبار:
شعار نازي رسمه طفلان فجَّر مواجهات طائفية بمصر:
القاهرة، مصر، الأربعاء، 10 نيسان/أبريل 2013 (CNN) - كشفت مصادر رسمية في مصر يوم الأربعاء، أنَّ سبب تفجُّر أحدث موجة من المواجهات الطائفية بين المسلمين والمسيحيين، في منطقة ”الخصوص“، شمالي القاهرة، يرجع إلى ”شعار النازية“ (الصليب المعقوف)، رسمه طفلان على سور أحد المعاهد الدينية (الأزهرية) بالمنطقة، دون أن يعرفا معناه.
وذكرت المصادر أن الأجهزة الأمنية ألقت القبض على الطفلين، أحدهما يُدعى ”أحمد“ ويبلغ من العمر 12 عاماً، والثاني ”صالح“ 13 عاماً، ضمن عشرات آخرين يُعتَقَد بتورُّطهم في الأحداث الطائفية الأخيرة، التي خلَّفت خمسة قتلى على الأقل، قبل أن تمتد المواجهات إلى محيط الكاتدرائية المرقسية بمنطقة العباسية.
وأفاد موقع ”أخبار مصر“، نقلاً عن وكالة أنباء الشرق الأوسط، بأنَّ المحامي العام لنيابات شمال القليوبية ”حاتم الزيات“، قرَّر إخلاء سبيل الطفلين من سراي النيابة، بعد أن أكَّدا في أقوالهما أنهما رسما الشعار النازي بجوار اسميهما على سور المعهد الأزهري، وأنهما ”لا يعرفان مضمونه، ولم يقصدا الإساءة لأحد“.
وأشارت الوكالة إلى أن قاضي المعارضات بمحكمة ”الخانكة الجزئية“ قرَّر تجديد حبس 15 متهماً، من المسلمين والأقباط، لمدة 15 يوماً على ذمة التحقيقات في ”أحداث الشغب“ أمام كنيسة ”مار جرجس“بالخصوص، بعد أن وجَّهت إليهم النيابة تُهَم حَمْل وإحراز أسلحة نارية، وزجاجات ”المولوتوف“، والبلطجة، وإثارة الذعر.
كما أَمَرَت النيابة بسرعة ضبط وإحضار 20 متهماً آخرين، من الطرفين، في واقعة القتل الرئيسية خلال الأحداث الأولى، بناءً على مذكرة التحريات التي سلَّمتها أجهزة الأمن والمباحث للنيابة، والتي تُحدِّد دور كل متهم في تلك الأحداث.
وقد نشر موقع الأهرام اليومي على الإنترنت صباح 11 أبريل 2013، أَمْر أحمد عيسى مدير نيابة الخصوص بضبط وإحضار20 متهماً جديداً من المتورِّطين، ليرتفع عدد المطلوبين من المُحرِّضين والمتورِّطين في الأحداث الأولى بالخصوص إلى 32 متهماً.
أمر قاضي المعارضات بمحكمة الخانكة بتجديد حبس 15 متهماً في أحداث الخصوص الثانية، والمتهمين بإثارة الشغب ومهاجمة قوات الأمن عقب دفن جثامين ضحايا الأحداث الأولى، وجميعهم من خارج الخصوص، ووجَّهت لهم تُهَم إحراز الأسلحة الخرطوش وقنابل المولوتوف.
ومن جهة أخرى، عاد الهدوء التام إلى شوارع مدينة الخصوص، وفتحت المحال التجارية أبوابها بعد استقرار الأوضاع الأمنية تماماً، وساعَدَ على ذلك تبادُل العزاء في الضحايا بين الوفدين المسلم والمسيحي, حيث قام الأب سوريال يونان راعي كنيسة مار جرجس بالخصوص وبصحبته القس كرم عطا الله راعي الكنيسة الإنجيلية وإبراهيم ملاك كبير مسيحيِّي الخصوص وعدد من الشخصيات القبطية، بتقديم واجب العزاء لأهل الشاب المسلم محمد محمود الذي تُوفِّي في بداية الأحداث؛ في الوقت الذي قام فيه وفد من المسلمين ضمَّ عدداً من المشايخ وكبار المنطقة، منهم: الحاج حسن أبو رجب ومحمد عبد النبي وكبار مشايخ القرية، وقدَّموا العزاء للأب سوريال وأُسَر ضحايا الحادث من الأقباط.
ومن جانبها واصلت نيابة غرب القاهرة بإشراف المستشار أحمد البقلي المحامي العام الأول لنيابات غرب القاهرة الكلِّية تحقيقاتها في أحداث الكاتدرائية المرقسية بالعباسية, حيث قامت بالاستماع إلي أقوال 21 مصاباً في الأحداث, كما استمعت إلي مدير أمن الكاتدرائية عن ظروف وملابسات حادث الاعتداء على الكاتدرائية والمقر البابوي.
وتسلَّمت نيابة الوايلي برئاسة المستشار وليد عماد البيلي رئيس النيابة محاضر الشرطة عن 60 شخصاً من المصابين, وأَمَرَت بإرسال طلبات استدعاء لهم لسماع أقوالهم في الأحداث. وأرسلت النيابة طلبات باستعجال تقرير مهندسي الإذاعة والتليفزيون، وتفريغ كاميرات المراقبة المُرسلة إليهم، وذلك لتحديد صُور المتهمين ومرتكبي الأحداث. كما أَمَرَت باستعجال تحريات الأمن العام والأمن الوطني حول الواقعة.
وكانت المحطة الإخبارية CNN قد نشرت - في القاهرة، يوم 9 أبريل - وكذلك ما جاء على موقع التليفزيون المصري نقلاً عن وكالة أنباء الشرق الأوسط، ما كشفته النيابة العامة في مصر عن أنها لم تتسلَّم، حتى مساء الثلاثاء 9 أبريل، إخطاراً رسمياً بالقبض على أي متهمين من مرتكبي الجرائم أو المتورِّطين بأحداث العنف الأخيرة، التي وقعت في محيط الكاتدرائية المرقسية بالأنبا رويس، حتى يتسنَّى لنيابة ”الوايلي“ فتح التحقيق مع هؤلاء المتهمين. في الوقت الذي أكَّدت فيه مصادر رسمية أن القتيل، الذي لَقِيَ مصرعه في تلك الأحداث، كان يعمل ”ماسح أحذية“، دون أن تُفصح عن ملابسات مقتله.
وذكرت الوكالة الرسمية أن المحامي العام لنيابات غرب القاهرة الكلِّية، المستشار أحمد البقلي، أَمَرَ بـ ”استعجال تحريات هيئة الأمن القومي، وجهاز الأمن الوطني، والأمن العام“، بشأن المواجهات الدامية التي اندلعت بين عدد من المسلمين والمسيحيين، والتي أسفرت عن سقوط قتيل واحد على الأقل، وإصابة عشرات آخرين.
كما أرسلت النيابة مذكِّرة إلى اتحاد الإذاعة والتليفزيون، للحصول على التسجيلات المصوَّرة الخاصة بالأحداث، وذلك لتفريغها وإعداد تقرير بشأنها، عن مجمل الأحداث، للوقوف على كيفية وأسباب الحادث، وهويَّة مرتكبي الجرائم، والتحفُّظ على التسجيلات الخاصة بكاميرات المراقبة بالكاتدرائية.
تصريحات هامة لقداسة البابا تواضروس الثاني:
القاهرة، مصر - 6 أبريل 2013 (CNN) - نفى قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية أن تكون الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قد طلبت أية حماية دولية من الخارج، في أعقاب أحدث موجة من أعمال العنف الطائفية بين المسلمين والمسيحيين في مصر، والتي خلَّفت ستة قتلى على الأقل، إضافة إلى عشرات الجرحى.
وقال قداسة البابا تواضروس الثاني، في تصريحات تليفزيونية أوردها موقع ”أخبار مصر“، التابع للتليفزيون الرسمي الثلاثاء 9 أبريل 2013: إنَّ ”الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تُعبِّر عن نفسها، والأشخاص الطالبون للحماية الدولية يُعبِّرون عن أنفسهم، والكنيسة لا تطلب حماية من أحد إلا الله“.
وأكَّد قداسة بابا الإسكندرية أنَّ: ”الصورة المصرية الآن سيِّئة أمام الرأي العام العالمي“، مُشدِّداً على أنَّ ”القانون المصري يجب أن يبقى مُستيقظاً ويأخذ مجراه“، وتابَعَ مُتسائلاً: ”هل عند حدوث مشكلة يجب أن يتمَّ الانتظار للتوجيه لفتح تحقيق فيها؟“.
وأضاف قداسته: إنَّ ”الضمانة الوحيدة للوطن الآن، أن الغالبية متماسكة، وتوجد قلَّة تُعكِّر صفو المجتمع“، مؤكِّداً أنَّ: ”بيت العائلة لن يتم تفعيل وجوده، إلاَّ في ظل قانون حازم“.
وكانت قد اندلعت مواجهات عنيفة بين مسلمين ومسيحيين في منطقة ”الخصوص“، شمالي القاهرة، مساء السبت 6 أبريل 2013، أسفرت عن سقوط خمسة قتلى على الأقل، ثم تجدَّدت يوم الأحد 7 أبريل المواجهات الطائفية أمام الكاتدرائية المرقسية بأرض الأنبا رويس، أثناء تشييع جثامين ضحايا أحداث الخصوص، مما أسفر عن سقوط قتيل على الأقل، ونحو 84 جريحاً.
الكنيسة تؤجِّل العزاء في ضحايا ”الخصوص والكاتدرائية“ لأجلٍ غير مُسمَّى:
وقد أعلن المقر البابوي الثلاثاء 9 أبريل تأجيل تلقِّي العزاء في شهداء الأحداث التي جرت خلال الأيام الماضية بمنطقة الخصوص، والتي راح ضحيتها 5 أشخاص على الأقل وإصابة آخرين، وأحداث الكاتدرائية والتي راح ضحيتها قبطي وإصابة العشرات إلى أجلٍ غير مُسمَّى.
ويُذكر أن الكاتدرائية المرقسية سبق وأن أعلنت أنَّ قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، سيكون في المقر البابوي صباح الخميس 11 أبريل لتلقِّي العزاء في ضحايا الأحداث، ولكنها عادت لتُعلن تأجيل العزاء.
وقال بيان صَدَرَ عن المقر البابوي الثلاثاء 9 أبريل: ”نظراً للأحداث المؤسفة والمؤلمة وحداداً على أرواح أبنائنا شهداء الخصوص والكاتدرائية، قرَّر قداسة البابا تواضروس الثاني إلغاء اجتماع الأربعاء المقرر 10 أبريل وتأجيل استقبال المعزِّين المقرر يوم 11 أبريل، على أن يتمَّ تحديد ميعاد فيما بعد. ويدعو قداسة البابا جموع الشعب للصلاة من أجل سلامة وطننا والمقدَّسات الدينية فيه“.
يُذكر أن قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، رفض لقاء وفد رئاسة الجمهورية يوم 10 أبريل وكلَّف نيافة الأنبا موسى أسقف الشباب، بمقابلتهم لمناقشة آخر التطورات التي أسفر عنها جرد الخسائر التي تكبَّدتها الكاتدرائية المرقسية بالأنبا رويس، بالإضافة لوضع حلول آنيَّة وعاجلة للاحتقان الدائر بين المسلمين والأقباط، وأنه قرَّر الاعتكاف بدير القديس الأنبا بيشوي للصلاة لحين انتهاء الأزمة.
وأشار موقع ”أخبار مصر“ إلى أن نيابة ”الوايلي“، برئاسة المستشار وليد عماد الدين البيلي، تلقَّت محضراً عن الجثة المجهولة، التي لقيت مصرعها في أحداث الكاتدرائية، وتبيَّن أنها تعود لـ ”ماسح أحذية“، مُقيم في مصر القديمة، ومُسجَّل خطر؛ حيث صرَّحت النيابة بدفن الجثة، فيما تُواصِل سماع أقوال المصابين.
من ناحية أخرى، أفاد بيان تلقَّته CNN العربية، بوصول وفد من رئاسة الجمهورية، يضمُّ: مساعد الرئيس لشئون التواصُل المجتمعي الدكتور عماد عبد الغفور، ومساعدة الرئيس للشئون السياسية الدكتورة باكينام الشرقاوي، ومستشار الرئيس لشئون المصريين بالخارج الدكتور أيمن علي، إلى مقر الكاتدرائية الثلاثاء 9 أبريل، حيث التقى الوفد عدداً من قيادات الكنيسة لبحث تداعيات الأحداث الأخيرة.
في غضون هذا، نظَّم مئات المتظاهرين، من مختلف القُوَى والأحزاب السياسية، مسيرة حاشدة، تحت شعار ”مسيرة وحدة الصف“، انطلقت من مسجد ”الفتح“ في منطقة رمسيس إلى مقر الكاتدرائية، للإعراب عن استنكارهم للأحداث الطائفية التي وقعت في منطقة ”الخصوص“ بالقليوبية وفي محيط الكاتدرائية المرقسية بالأنبا رويس.
? وقد كرَّس رهبان دير القديس أنبا مقار صلاة خاصة يوم الاثنين 8 أبريل 2013، من أجل عودة الهدوء والسلام والتعزية لأُسَر الشهداء والمُصابين.