|
|
|
حياته المبكِّرة:
+”خوخي ماريو بيرجوليو“، وُلد في 17 ديسمبر 1936 في بيونس آيرس - الأرجنتين لماريو خوسيه بيرجوليو وريجينا سيفوري ماريا في عائلة مكوَّنة من خمسة أطفال. كان والده مهاجراً من إيطاليا، وأما والدته فقد وُلدت في الأرجنتين، غير أنها من أصول إيطالية جِنَويَّة (من جنوا) أيضاً. عمل والده في السكك الحديدية، أما والدته فكانت ربَّة منزل. خلال سني مراهقته المبكرة أُصيب ”خوخي ماريو“ بالتهاب رئوي حاد نتيجة العَدْوَى، وهو ما سيؤثِّر على صحته لاحقاً ويؤدِّي لاستئصال رئته اليُمنى حين كان كاهناً.
+ البابا فرنسيس (باللاتينية: Franciscus)، هو بابا الكنيسة الكاثوليكية السادس والستون بعد المائتين، وذلك بدءاً من 13 مارس 2013.
لمحة عن حياة البابا فرنسيس الأول:
+ حصـل على درجـة الماجسـتير في الكيمياء في جامعة بيونس آيرس، وعمل لعدة سنوات ضمن مجال اختصاصه في أحد المخابر في العاصمة الأرجنتينية. وتُشير بعض المصادر إلى حصوله على شهادات دراسية عُليا في الكيمياء في وقت لاحق من جامعة بيونس آيرس.
قداسة البابا فرنسيس الأول مع قداسة البابا المستقيل
بنديكت السادس عشر يُصلِّيان معاً
+ انضمَّ إلى الرهبنة اليسوعية في 11 مارس 1958، وحصل على بكالوريوس في الفلسفة من جامعة سان ماكسيمو دي ميغل، وتابَعَ دراساته في الأدب وعلم النفس في جامعة ديلا أنماكيولادا في سانتافي بالأرجنتين، وتخرَّج منها في عام 1962.
+ اختاره البابا يوحنا بولس الثاني ليكون أسقفاً مساعداً لرئيس أساقفة بيونس آيرس الكاردينال أنطونيو كاراكينو. في 3 يونية 1997، عُيِّن بيرجوليو قائماً بالأعمال الفعلية لإيبارشية بيونس آيرس مع حق الخلافة التلقائية بعد تقدُّم رئيس أساقفتها في السنِّ وتعثُّر صحته، والذي سرعان ما توفِّي في 28 فبراير 1998، ما أفسح المجال أمام بيرجوليو ليغدو خليفته في رئاسة أساقفة المدينة بعد شغور منصب رئيس الأساقفة. وأُضيفت إلى مهامه مهمة الإشراف على الكنائس الكاثوليكية الشرقية، وقد صدر كِلا التفويضين عن البابا يوحنا بولس الثاني.
+ بعد تعيينه رئيس أساقفة بثلاث سنوات، في عام 2001، كرَّسه البابا يوحنا بولس الثاني كاردينالاً، وعيَّنه في ست وظائف إدارية في هيئة ”الكوريا الرومانية“ (مجلس الكرادلة المحيط بالبابا)، وفي عضوية ”مجمع العبادة الإلهية وتنظيم الأسرار“، وعضواً في ”مجمع الإكليروس“، وعضواً في ”مجمع مؤسَّسات الحياة المُكرَّسة وجمعيات الحياة الرسولية“، وعضواً في ”المجلس الحَبْري للعائلة“، وعضواً في ”مجلس أساقفة أمريكا الجنوبية“.
+ اشتهر الكاردينال بيرجوليو بالتواضع، والمدافعة عن العدالة الاجتماعية، والمحافظة على شئون العقيدة. وساهَمَ نمط حياته ككاردينال في تكريس صورته كمتواضع، إذ اكتفى بالعيش في شقته الصغيرة بدلاً من مقر رئاسة الأساقفة الفخم، وتخلَّى عن سيارة الليموزين مع سائق شخصي، واكتفى في تنقُّلاته بوسائل النقل العام.
حلَّ الكاردينال بيرجوليو محلَّ الكاردينال إدوارد إيغان الذي عاد إلى نيويورك في أعقاب أحداث 11 سبتمبر 2001 بمنصب أسقف التسجيل في سينودس الأساقفة؛ ووفقاً لصحيفة هيرالد الكاثوليكية، ترك بيرجوليو ”انطباعاً إيجابياً كرجل يقبل التواصُل والحوار“.
+ بعد انتخاب البابا بنديكت السادس عشر، انتُخب بيرجوليو عضواً في مجلس الأساقفة في أعقاب سينودس الأساقفة لعام 2005. وفي 8 نوفمبر 2005، انتُخب رئيساً للمؤتمر الأسقفي الأرجنتيني في ولاية استمرت ثلاث سنوات بين 2005-2008، ثم أُعيد انتخابه بالأغلبية الساحقة من أساقفة الأرجنتين. وبعد إعادة انتخابه، انتُخب أيضاً رئيساً للجامعات الحبرية الكاثوليكية في الأرجنتين. كما درج على تحرير ونشر المؤلَّفات والمقالات في مجموعة من الصحف الكاثوليكية في حينها، وكان ذا رأي شديد في معارضة قانون زواج المثليين.
ظروف انتخاب البابا فرنسيس الأول:
+ في 11 فبراير 2013، ومع بدء الصوم الكبير في الكنيسة الكاثوليكية، تقدَّم البابا بنديكت السادس عشر باستقالته بدافع تقدُّمه في السنِّ، بعد حبرية دامت قرابة ثماني سنوات. واختار البابا بنديكت أن تدخل استقالته حيِّز التنفيذ بدءاً من 28 فبراير 2013. وبموجب التقاليد الفاتيكانية، فإنَّ المجمع المغلق ينعقد بعد خمسة عشر يوماً على الأقل من وفاة البابا، غير أن البابا بنديكت عدَّل أحكام هذا القانون التنظيمي في حالة الاستقالة، بحيث يمكن تقديم موعد المجمع المُغلق والتئامه وانتخاب البابا الجديد قبل أسبوع الآلام وعيد الفصح بين 24-31 مارس 2013.
+ مع سريان استقالة البابا بنديكت حيِّز التنفيذ، انعقدت الجمعية العامة لمجمع الكرادلة في 4 مارس، وحدَّدت يوم 12 مارس موعد بدء المجمع. وفي 12 مارس 2013، احتفل الكرادلة بالقدَّاس الإلهي في كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان، وألقى عميد مجمع الكرادلة الكاردينال ”آنجيلو سوداني“ عظة شدَّد فيها على أهمية أن ”يمنح الربُّ كنيسته راعياً جديداً“، ووجَّه فيها التحية إلى البابا الفخري بنديكت السادس عشر، وتمنَّى أن يكون المجمع المُغلق قصيراً.
وبعد الظهر، توجَّه الكرادلة إلى كنيسة سيستين في موكب جماعي، مع ترتيل طلبة ”جميع القديسين“، ثمَّ: ”هَلُمَّ أيها الروح الخالق“ باللاتينية، ثم أقسموا بحفظ السريَّة قبل أن تبدأ أُولى جلسات التصويت، والتي لم تُفْضِ إلى نتيجة، فتصاعد الدخان الأسود من مدخنة الكنيسة السيستينية مساء ذلك اليوم.
وفي اليوم الثاني لعَقْد المجمع، لم تُفْضِ أيضاً الجولتان الصباحيتان لتأمين أغلبية الثلثين، فانبعث الدخان الأسود مجدَّداً مساء يوم 13 مارس 2013. وبعد الجولة الرابعة، توصَّل الكرادلة الناخبون لتأمين أغلبية الثلثين للكاردينال بيرجوليو، فأصبح بذلك الحَبْر المنتخب، وتصاعد الدخان الأبيض من كنيسة سيستين، بموجب الأعراف الكنسيَّة اللاتينية مُؤذِناً بخبر انتخاب البابا الجديد، في واحدٍ من أقصر المجامع المُغلقة في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية؛ كذلك قرعت الأجراس، وهو تقليد أرساه البابا يوحنا بولس الثاني. وكان اسم الكاردينال الأرجنتيني بيرجوليو من بين الأسماء المطروحة كمرشح رئيسي في الصحافة ووسائل الإعلام.
+ بعد تصاعُد الدخان الأبيض وقَرْع الأجراس، أطلَّ كاردينال بمرتبة رئيس الشمامسة يُدعَى ”جون لوي توران“ (درجة الكاردينال درجة شرفية وليست ضمن الرتب الكنسية الثلاث: أسقف، قس، شماس - كما يظن الكثيرون - لذلك قد ينالها شماس أو كاهن)، أطلَّ الكاردينال رئيس الشمامسة على ساحة القديس بطرس لإعلام الحشود المجتمعة باسم البابا الجديد.
+ بعد حوالي نصف ساعة، أطلَّ البابا الجديد على الحشود. وخلافاً للتقليد، افتتح كلامه بعبارة ”مساء الخير“، كما وبشكل غير متوقَّع طلب الصلاة من أجل سلفه البابا "الشَّرَفي" بنديكت السادس عشر، وكذلك طلب من الجماهير ”أن تُصلِّي كي يُبارك الله أسقف روما“، قبل أن يقوم بتوجيه التحية التقليدية إلى المدينة والعالم.
+ ويُعتبر البابا فرنسيس أبسط من سابقيه في طريقة تولِّيه لمنصبه. ففي ليلة انتخابه أخذ الأتوبيس إلى الفندق الذي يُقيم فيه مع الكرادلة، بدلاً من أن يستقل السيارة البابوية التي تُوفِّرها دولة الفاتيكان له. وفي اليوم الثاني بعد انتخابه، زار البابا المستشفى وتجاذَب أطراف الحديث مع المرضى والموظفين. وقال أمام وسائل الإعلام بعد انتخابه، إنَّ القديس فرنسيس الأسيزي أوصى قائلاً: ”أن يكون الرجل الذي يُعطي السلام هو الرجل الفقير"؛ وأضاف قداسته قائلاً: ”أودُّ أن تكون الكنيسة كنيسة الفقراء وللفقراء“.
+ والبابا فرنسيس الأول هو الحَبر الأعظم للكنيسة الكاثوليكية، وأول بابا من العالم الجديد وأمريكا الجنوبية والأرجنتين، كما أنـه أول بـابـا مـن خارج أوروبـا منذ عهد البابـا السوري غـريغـوري الثالث (731-741م). ويُعتبر البابا أول بابا عضو في ”جمعية يسوع Jésus de Sociètè“ المختصَّة بتعليم النشء، والمعروفة باسم الآباء اليسوعيين أو ”الجيزويت“ نسبة إلى اسم الجمعية منذ البابا غريغوري السادس عشر.
الاسم البابوي:
+ باختياره اسم ”فرنسيس“، كان البابا أول حَبْر منذ عهد البابا لاندو (913-914م) يختار اسماً لم يستعمله أحد أسلافه، كما كان أول بابا يتسمَّى باسم ”فرنسيس“. التسمية جاءت تشبُّهاً بالقديس فرنسيس الأسيزي، الذي ”لعب دوراً هاماً في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية“.
+ وذكرت صحيفة ”التلغراف“: ”إنَّ اختيار البابا لهذا الاسم بالذات يكشف عن الخلفية التي جاء منها، وطريقته المتوقَّعة لإدارة الكنيسة، ولكنه في الوقت ذاته صعَّب من مهمته في المرحلة المقبلة... إذ يُعرف عن القديس فرنسيس، الذي بزغ اسمه في القرن الثالث عشر، بأنه كان من أتباع التيار الإصلاحي في الكنيسة، وقد ترك حياة التَّرَف واختار حياة الزُّهد، تاركاً عائلته الغنية وأصدقاءه، وبدأ بالدعوة إلى مساعدة الفقراء، ونادَى بإعادة بنيان الكنيسة“.
وقد أشار الأب ”غيليرمو ماركو“ أقرب مساعدي البابا فرنسيس، أنه اختار ”هذا الاسم من أجل مُحاربة الفقر، فلطالما كان من كبار المُعجبين بفرنسيس الأسيزي“.
البابا فرنسيس يستقبل مُمثِّلي الأديان
والكنائس الأرثوذكسية الشرقية:
+ في يوم 20 مارس، استقبل البابا فرنسيس ممثِّلي الأديان والكنائس الأرثوذكسية الشرقية التي يرأسها البطريرك المسكوني برثولماوس الأول بطريرك القسطنطينية. وقد أُعطِيَ للبطريرك برثولماوس مكان بارز في استقبال البابا، كما أوضحت صحيفة ”أوبسيرفاتوري رومانو“ الصحيفة الرسمية للفاتيكان. وقد بدأ الاستقبال بالتحية التي وجَّهها البطريرك المسكوني في خطابه الذي ألقاه في الاحتفال. وقد خاطبه البابا فرنسيس واصفاً إيَّـاه: ”أخي أندراوس“ في إشارة إلى الرسول أندراوس مؤسِّس كرسي القسطنطينية أخي الرسول بطرس مؤسِّس كرسي روما.
قداسة البابا فرنسيس الأول يستقبل
غبطة البطريرك المسكوني برثولماوس الأول
وأكَّد البابا فرنسيس أنَّ ”تحقيق كامل“ الوحدة بين المؤمنين في المسيح لا يتوقَّف فقط على ”تدبير الله“، ولكن أيضاً على ”تعاوننا المُخْلِص“.
+ وأضاف قداسته:
- ”هَلُمَّ نطلب من الآب الرحيم لكي نعيش من أجل بلوغ كامل ما أعطانا الإيمان من عطية تلقيناها في يوم معموديتنا، ولكي نكون قادرين على أن نحمل الشهادة الحُرَّة والبهيجة والشُّجاعة على تلك المعمودية. وستكون هذه الشهادة أفضل خدمة نُقدِّمها لقضية الوحدة بين المسيحيين، وهي خدمة الرجاء من أجل عالم لا يزال يتألَّم من الانقسامات والاشتباكات والتناحُر“.
قداسة البابا فرنسيس الأول في اجتماع مع ممثِّلي
الأديان والكنائس الأرثوذكسية
+ وفي حديثه إلى ممثِّلي الأديان الأخرى، أشار البابا إلى: ”مسئوليتنا المشتركة عن الخليقة، والتي يجب علينا أن نحبها ونحميها“، وقال: إنه فيما يتعلَّق ”بأولئك الذيـن هم الأشد فقراً والضعفاء والذين يُعانون، علينا أن نُعزِّز تطبيق العدالة، وأن ندعو إلى تعزيز المصالحة وبناء السلام“.
+ وشجَّع البابا فرنسيس جميع المنتمين إلى الأديان المختلفة ”على الحفاظ على أن يظل العَطَش إلى الله المطلق واقعاً حيّاً في العالم، بدون السماح لأن تسود وجهة النظر أُحادية البُعد والخطرة على الإنسان البشري حيث يتم اختزال الرجال والنساء في ما يُنتجون وما يستهلكون“.
+ وأضاف قداسته:
- ”نحن نعلم كم من العنف قد ظهر في التاريخ الحديث عن طريق محاولة تجاهُل الله وكل ما هو إلهي من أُفق الإنسانية“.
قداسة البابا تواضروس الثاني سيزور
قداسة البابا فرنسيس الأول في الفاتيكان:
+ ومِمَّا يُذكر أنَّ قداسة البابا تواضروس الثاني أرسل برقية تهنئة لقداسة البابا فرنسيس الأول فور الإعلان عن انتخابه، تقول: ”إن أخبار انتخابك كرأس للكنيسة الكاثوليكية يملأ قلبي بالفرح. أُهنِّئكم والكرادلة من كل قلبي بهذا الاختيار المُبارك. أتمنَّى لقداستك الصحة الطيِّبة وطول العمر، حتى من خلال عملك تنمو الكنيسة الكاثوليكية وتحمل الشهادة للمسيح في كل العالم“.
(asianews.it, 15 March 2013).
+ وقد أعلن قداسة البابا تواضروس الثاني عن زيارته للفاتيكان عقب لقائه مع القاصد الرسولي للفاتيكان رئيس الأساقفة ”جان بول جوبل“ يوم 3 أبريل 2013. وقد صرَّح قداسة البابا تواضروس الثاني بأنه يأمل في لقاء قداسة البابا فرنسيس الأول في الفاتيكان قريباً، وسيتم ذلك في 10 مايو 2013.
(عن: الإنترنت ووكالات الأنباء العالمية ومراجع أخرى)