|
|
|
بعد لقاءات الرب بتلاميذه في أورشليم، وعلى بحر طبريـة، التقى بهم في الجليل (مت 28: 16-20). ثم كان لقاؤه الأخير بهم في أورشليم الذي ختمه بالقول: «وها أنا أُرسل إليكم موعد أبي. فأَقيموا في مدينة أُورشليم إلى أن تُلْبَسُوا قـوَّةً من الأعالي» (لو 24: 49).
ثم يُحقِّق الرب ما قاله للمجدلية يوم قيامته: «اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم: إني أَصْعَد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم» (يو 20: 17)، فيأخذ تـلاميذه خارجـاً إلى بيت عنيا، ويرفع يديـه ويُباركهم، «وفيما هو يُباركهم، انفرد عنهم (أي ابتعـد عنهم قليلاً مرتفعـاً على الجبل ليراه الجميـع)، وأُصْعِـدَ إلى السمـاء» (لـو 24: 51،50)، «وأخذتـه سحابـة عن أعينهم» (أع 1: 9)، «وجلس عن يمين الله» (مر 16: 19).
وإذا كان جسد الرب خلال الأربعين يوماً السابقة - كما رأينا(1) - كان يتحوَّل من الهيئة الكثيفة الظاهرة العاديـة إلى الهيئة الروحية شبه النورانيـة حيث يدخـل مـن الأبواب المُغلَّقة؛ فها نحن نراه اليوم، مع تلاميذه ومحبيه، يصعد إلى السماء بعيداً إلى فوق ضد جاذبية الأرض حتى أَخذته السحابة واختفى عن أعينهم(2).
من هذه اللحظة أَخَذَ الجسد يتخفَّف تماماً من كثافته ليتجلَّى في كامل مجده جسداً روحياً بهيّاً، متحوِّلاً نهائياً من جسد اللحم والدم الذي كان يحيا على الأرض بحسب قـوانين الأرض ويخضـع لجاذبيتها: يأكل ويشرب ويجوع ويعطش ويتعب ويفرح ويحزن ويبكي ويتألَّم، ينجرح وينزف ويموت؛ ليأخذ الجسد السماوي الذي كشف عن بعض جوانبه يوم التجلِّي وعند قيامته وحتى صعوده، والذي لم يَعُد مادياً: لا يجوع ولا يعطش ولا يتعب و«لا يسـود عليه الموت بعد» (رو 6: 9)، مُتخلِّياً عن أجهزة الجسد الذي كان على الأرض، لأن قـوانين السماء تختلف: «إن لحماً ودماً لا يقدران أن يرثا ملكوت الله» (1كو 15: 50). وها هو يخرج من الأرض ويرتفع نحو السماء ويدخل إلى الأقداس ليجلس «في يمين العظمة في الأعالي (السموات)(3)» (عب 1: 3؛ 8: 1)، «فـوق كـل ريـاسة وسُلطان وقـوَّة وسيادة، وكل اسمٍ يُسمَّى ليس في هذا الدهر فقط بل في المستقبل أيضاً» (أف 1: 21).
كان مُحتَّماً أن يعود الرب إلى مجده لأنه ليس من هذه الأرض، وإنما هو نزل إليها من أجل خلاص البشر، وصار واحداً منهم وحَمَل خطاياهم ومات من أجلهم وقام. فالصعود يتعلَّق بالجسد الذي أخذه الرب عند تجسُّده ودخل به إلى مجده عن يمين الآب. ولكنه بالطبع، كالله الابن، لم يترك الأرض فهو القائل: «وليس أحدٌ صَعِدَ إلى السماء إلاَّ الذي نزل من السماء، ابن الإنسان الذي هو في السماء» (يو 3: 13). فهو عندما كان بالجسد على الأرض كان يملأ الكون كله بلاهوته.
وإذا كان الرب قد ظهر في العهد القديم لإبراهيم ويشوع وجدعون وغيرهم في تجسُّدات مؤقتة، لكنه يبقى في جسده المُمجَّد إلى الأبد. هكذا رآه شاول (بولس) في طريق دمشق في نصف النهار: «نوراً من السماء أفضل من لمعان الشمس» (أع 26: 13)، مما جعله يسقط على الأرض هو ورفاقه، ويفقد البصر لثلاثة أيام (أع 9: 9). ورآه القديس يوحنا وهـو أسير في جزيرة بطمس: «شِبْه ابـن إنسـان... رأسـه وشعره فـأبيضان... كـالثلج، وعينـاه كـلهيب نـار... ووجهـه كـالشمس وهـي تُضيء في قُوَّتها»، حتى أنـه سقط عند رجليه كميت (رؤ 1: 13-17)(4).
هذا المجد هو في صميم طبيعة الرب. ومع هذا فالله يمكن أن يسمح لمختاريه بإمكانات غير عادية كإنعام إلهي. فإيليا اختُطِفَ في مركبة نارية إلى السماء (2مل 2: 12،11)؛ وفيلبُّس الشماس اختطفه روح الرب بعد تعميده وزيـر كنداكـة ملكة الحبشة وظهر في أشدود (أع 8: 38-40)؛ والقديس بـولس اختطفـه إلى الفردوس (2كو 12: 2). وكـان ظِلُّ بطرس يشفي الأمراض (أع 5: 15)، وكانت مناديل ومآزر بولس تشفي الأمراض وتُخْرِج الأرواح الشريرة (أع 19: 12). والرب قال لتلاميذه في حديثه قبل الصليب: «الحقَّ الحقَّ أقول لكم: مَن يؤمن بي فالأعمال التي أنا أَعملها يعملها هو أيضاً، ويعمل أعظم منها» (يو 14: 12).
ثالثاً: عن جسد قيامتنا
+ عن قيامتنا:
الحديث عن ”جسد قيامتنا“ يستدعي مباشرة ”قيامة الرب“ و”جسد قيامته“، فالعلاقة بينهما عضوية. فالمسيح بقيامته من الموت صار «باكورة الراقدين» (1كو 15: 20) أو «أول قيامة الأموات» (أع 26: 23). وقبل قيامة المسيح قام كثيرون، بعضهم أقامهم الرب (مثل لعازر بعد موته بأربعة أيام - يو 11: 44،17؛ والقديسين الذين قاموا وظهروا في أورشليم مع قيامـة الرب - مت 27: 53،52)، ورسله (بطرس - أع 9: 40؛ بولس - أع 20: 10)، وبعضهم أقامهم أنبياء في العهد القديم (مثل إيليا - 17: 19-24؛ أليشع حيّاً وميتاً - 2مل 4: 33-36؛ 11: 21). لكن هؤلاء ليسوا باكورة الراقدين، لأنهم بعد أن قاموا وعاشوا بعض الوقت خضعوا لحُكْم الموت، وعادوا إلى التراب. ولكن الرب يسوع وحده، الذي بعد أن قام بعد موتٍ لثلاثة أيام، لن يموت ثانية، إذ «هو حيٌّ إلى أبد الآبدين» (رؤ 1: 18).
فقيامـة الرب هي مُقدِّمـة وضمان قيامـة مؤمنيه(5) في اليوم الأخير: «المسيح باكورة ثم الذين للمسيح في مجيئه» (1كو 15: 23)، وفي قيامته رجاؤهم في الحياة الأبدية بعد الموت (تي 1: 2،1؛ 2: 13؛ 3: 7؛ 2بط 1: 4،3). وقيامة المسيح هي حجر الأساس في الإيمان ومحـور الكرازة (أع 1: 22؛ 2: 32؛ 4: 33،2؛ 10: 23). وهي لم تكن مجرد حدث في حياة الرب، ولكنهـا أكملت عمـل الصليب، ومجَّدت مـوت الرب، وحقَّقت هدف مجيئه في خلاص الإنسان وإنقـاذه من الخطية والموت الأبـدي. وستقترن قيامتنا بـالمجيء الثاني للرب في اليوم الأخـير لتمجيد قدِّيسيه، الذي هـو ختام الخلاص بعد أن أتمَّ تبريـرهم وتقديسهم عنـد قبولهم الإيمـان والمعموديـة وعـاشوا الحيـاة الجديـدة بحسب الوصية: «هكذا المسيح أيضاً، بعدما قُدِّم مرَّةً لكي يحمل خطايا كثيرين، سيظهر ثانيةً بلا خطية (التي حَسَمَ قضيتـها في مجيئـه الأول بصليبـه وموتـه وقيامتـه) للخلاص (الأخـير) للذيـن ينتظرونه» (عب 9: 28)، «أنتم الذين بقوَّة الله محروسون، بإيمانٍ، لخلاصٍ مُسْتَعَدٍّ أن يُعلَن في الزمـان الأخـير» (1بط 1: 5).
والحقيقة أننـا بـالإيمان نُصلَب مع المسيح، ونموت معه، ونقوم معه، ونحـيا معه، بـادئين حياتنا الأبدية منذ الآن: «ها ملكوت الله داخلكم» (لو 17: 21)؛ «مع المسيح صُلِبتُ فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ» (غل 2: 20)؛ «فدُفنَّا معه بالمعمودية للموت، حتى كما أُقيم المسيح من الأموات، بمجد الآب، هكذا نسلك نحن أيضاً في جِدَّة الحياة» (رو 6: 4)؛ «مدفونين معه في المعموديـة، التي فيها أُقمتُم أيضاً معه بإيمان عمـل الله، الـذي أقامـه مـن الأموات» (كو 2: 12)؛ «الله الذي هـو غني في الرحمة... ونحـن أمواتٌ بالخطايـا أحيانـا مع المسيح... وأقـامنا معه، وأجلسنا معه في السماويَّـات في المسيح يسوع» (أف 2: 4-6)؛ «فـإنْ كُنتم قد قُمتُم مـع المسيح فـاطلبوا مـا فـوق، حيث المسيح جالسٌ عن يمين الله» (كو 3: 1).
+ عن جسد قيامتنا:
كما أَخَذ الرب جسدنا ومات به وقام به، هكذا ستقوم أجسادنا نحن أيضاً في مجيء الرب. ولكن إن كـان جسد الرب لم يَرَ فساداً، لأنـه هو لم يُخطئ وإنما حَمَل خطايانا ومات لأجلنا، وإن كان المسيح بموته رفع عنَّا حُكْم الموت الأبدي؛ إلاَّ أنَّ عقوبة موت جسد الإنسان (تك 3: 19)(6) تظل باقية كعنصر في طبيعة الجسد الأرضي ليصير الموت «آخـر عدو يُبطَل» (1كو 15: 26). فالعودة إلى التراب تسري على الجميع، وحتى الذين أُخِذوا أحياء مثل أخنوخ (تك 5: 24،22؛ عب 11: 5) وإيليا (2مل 2: 10) سيعودان يوماً ويستعيدان هيئتهما البشرية الأرضية ليموتا مثل سائر البشر (ملاخي 4: 5).
والذين يبقون أحياء إلى يوم ظهور المسيح فهـؤلاء - بعد أن يقوم الأموات في المسيح أولاً - يتغيَّرون «في لحظةٍ، في طَرْفة عين، عند البوق الأخير» (1كو 15: 52،51)، ثم يقومون بأجسادٍ مُمجَّدة، ويُخطفون جميعاً لملاقاة الرب في السُّحُب (1تس 4: 15-17).
وعلى مثال جسد قيامة الرب المُمجَّد، سيكون جسد قيامتنا: «ونحن جميعاً ناظريـن مجد الرب بوجهٍ مكشوف، كما في مرآةٍ، نتغيَّر إلى تـلك الصورة عينها، من مجدٍ إلى مجدٍ، كما من الربِّ الـروح» (2كو 3: 18)؛ «متى أُظْهِـرَ المسيحُ حياتُنـا، فحينئذٍ تُظْهَرُون أنتم أيضاً معـه في المجد» (كو 3: 4)؛ «فإنَّ سيرتنا نحن هي في السموات، التي منها أيضاً ننتظر مُخلِّصاً هو الربُّ يسوع المسيح، الذي سيُغيِّر شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده» (في 3: 21،20)؛ «يُزرع في هوان ويُقام في مجـد» (1كو 15: 43).
لا مكان، إذاً، في الملكوت لجسد الموت الذي عشنا بـه على الأرض بكل أجهزته: «يُزرع جسماً حيوانياً ويُقام جسماً روحانياً» (1كو 15: 44)، ذلك «إنَّ لحماً ودماً لا يقدران أن يرثا ملكوت الله، ولا يرث الفسادُ عدمَ الفساد» ولابد للمائت أن يلبس عدم موت (1كو 15: 53،50). الجسد الأرضي كان مؤهَّلاً للحياة على الأرض، ولابد أن يتغيَّر شكلاً ومضموناً للحياة في السماء، وملكوت الله ليس أكلاً وشُرباً «بل هو برٌّ وسلامٌ وفرحٌ في الروح القدس» (رو 14: 17).
والمؤمنون أبناء القيامة سيحيون كملائكة الله في السماء «لا يُزوِّجون ولا يتزوَّجون» (مت 12: 30؛ مر 12: 25؛ لو 20: 36،35)، ولا مكان هناك لجنَّة أو أنهار مِمَّا على الأرض، فأرضنا وما عليها، بل وبلايين المجرَّات، كلها مُرشَّحة للفناء يوماً (مت 24: 29)، ويكون ملكوت السموات هـو سماؤنا الجديدة وأرضنا الجديدة (رؤ 21: 1)، «ولا يكون ليلٌ هناك، ولا يحتاجون إلى سِرَاجٍ أو نورِ شمسٍ، لأن الربَّ الإله يُنير عليهم» (رؤ 22: 5).
وكما تجلَّى الرب، وكما ظهر للقدِّيسَيْن بولس ويوحنا بعد صعوده، هكذا قال الرب عن مؤمنيه: «حينئذ يُضيء الأبـرار كالشمس في ملكوت أبيهم» (مـت 13: 43). وضياء المؤمنين في الأبدية هو انعكاس النور الإلهي عليهم، كما هو نور القمر بالنسبة للشمس، وكما كان يلمع وجه موسى النبي عند نزوله من على الجبل بعد أن أَخَذ الوصايا من الله حتى أنه كان يضع بُرقعاً ليُخفي نوره (خر 34: 29-35؛ 2كو 3: 13).
ورغـم الاختلاف بـين جسد الموت الترابي وجسد القيامة الروحاني، فهذا لا يعني أنَّ الجسد المُمجَّد هـو جسد آخر لا علاقة له بالأول، فهذه لا تكون قيامة. فالعلاقة بينهما كالعلاقة بين البذرة وما ينبت عنها. فالجسد الذي مات وتحلَّل لم يَفنَ، ولكن منه (أو من أجزائه التي تمزَّقت أو تفرَّقت بالنسبة للبعض) يُشرِق جسد القيامة الذي يستبقي سماته وهيئته الأولى في أَوجها بغير نقائص أو عيوب، ولكن في صورة روحية مُمجَّدة:
+ «لأن الذين سبق فعرفهم سبق فعيَّنهم ليكونوا مُشابهين صورة ابنه، ليكون هو بِكْراً بين إخـوة كثيرين. والذيـن سبق فعيَّنهم، فهولاء دعـاهم أيضاً. والذيـن دعاهم، فهؤلاء بـرَّرهم أيضاً. والـذين بـرَّرهم، فهـؤلاء مجَّـدهم أيضاً» (رو 8: 30،29).
وفي الحقيقة، فنحـن نستكمل المجـد الذي تمتَّعنا ببعضه أثناء حياتنا في اتحادنا بالمسيح في الأسـرار، وشـركتنا معه في الصلاة وكلمة الله وجهادنا وخدمة الآخرين في المسيح.
وإنْ كان المجد الذي يُنْعِم به الرب على الأبرار هـو واحـدٌ للكل، ولكـن التفاوت يكون في الدرجـة، كمـا يمتاز نجم عـن نجم (1كو 15: 41)، بحسب ما استثمر كـل واحد وزناته (مت 25: 40،23،21؛ رؤ 6: 11). ولكن آنية الكـل، كبرت أم صغرت، هي ممتلئة كـاملة، والمحبة والفرح يسودان الجميع، ولا مكان هناك لضعفات الجسد القديم.
(+( (
بالطبع فإنَّ الأحاسيس ووسائل التواصُل بين المؤمنين، والتعرُّف على الآباء والأنبياء والرسل والشهداء ولغة السمائيين الواحدة(7) (وهو ما يبدأ منذ انتقال نفوس الأبرار إلى مكان الانتظار في الفردوس، وتمتُّعهم بمعرفة أكثر اتِّساعاً مِمَّا كان لهم، خـاصة بالنسبة للقدِّيسين الذيـن يرفعون صلوات المُتشفِّعين بهم إلى العرش السماوي)؛ هي ما يتجاوز أفهامنا وتصوُّرنا.
ورغم أن الـرؤى التي جـاءت في الكتاب عـن السماء والفردوس والعرش الإلهي، بقدر ما وسعته لغات البشر للإفصاح عن بعض أسرار السماء، فإنه يستحيل أن نبلغ الحقيقة ونحن في الجسد. هكـذا كتب القديس بولس: «فـإننا ننظر الآن في مرآةٍ، في لُغْزٍ، لكن حينئذ وجهاً لوجه. الآن أعرف بعض المعرفة، لكن حينئذٍ سأَعرِف كمـا عُرِفْتُ» (1كـو 13: 12). وهكـذا كتب القديس يوحنا: «الآن نحن أولاد الله، ولم يُظْهَر بعد ماذا سنكون. ولكن نَعْلَم أنه إذا أُظْهِرَ نكون مثله، لأننا سنراه كما هـو» (1يو 3: 2).
دكتور جميل نجيب سليمان
(1) راجع الجزء الأول من هذا المقال: عدد أبريل 2016، ص 34.
(2) وهو ما جرى، قياساً مع الفارق، مع إيليا النبي الذي اختُطِفَ في مركبة نارية إلى السماء (2مل 2: 11). فهو لم يحترق، ولكن لابد أن طبيعة جسده قد تغيَّرت (كما حدث أيضا مع أخنوخ قبله) إلى هيئة روحية تتواءم مع طبيعة المكان السمائي الذي انتقل إليه. حتى كان يوم تجلِّي الرب، حين عاد إيليا بعد سبعة قرون مع النبي موسى، الذي مات قبل 1500 عام، حيث «ظهرا بمجدٍ» (لو 1: 31) بصورة مؤقتة، وعرفهما التلاميذ الثلاثة. فرغم هيئتهما الظاهرة لم يكونا في جسدٍ مُطابق لِمَا كانا عليه وهما على الأرض.
(3) اليمين هو رمز العزَّة والقوة والمجد والسلطان والرئاسة. فالابن هو بهاء مجد الآب «ورسم جوهره، وحاملٌ كـلَّ الأشياء بكلمة قدرته» (عب 1: 3).
(4) ولكن بالطبع يمكن للرب أن يظهر فجأة في أيِّ وقـت في أيَّـة هيئـة أخرى كقـادرٍ على كلِّ شيء.
(5) الحديث هنا قاصرٌ على ”قيامة الحياة“ الخاصة بالمؤمنين، ولكن بالطبع هناك ”قيامة الدينونة“ لغير المؤمنين (يو 5: 29،28) الذين يسود عليهم الموت الثاني الأبدي (رؤ 20: 12-15).
(6) حتى وإنْ صار الموت للمؤمنين هو الوسيلة للخروج من الجسد الترابي الذي ينحلُّ ليلبسوا جسد المجد السماوي؛ فنحن نموت (نرقد) لكي نحيا إلى الأبد، والجسد الذي شارَك النفس والروح في العبادة والجهاد والتألُّم، سوف يُشاركهما أيضاً مجد القيامة.
(7) هي عودة إلى البداية عندما «كانت الأرض كلها لسانـاً واحـداً ولُغة واحدة» قبل أن تتعدَّد الألسنة (تك 11: 1). وفي كتابـات بعض الآباء أنَّ التواصُل في السماء لن يكون بالكلام وإنما بالروح، والمحبة تجمع الكل، بغير انحصار في القرابات الجسدية أو الانتماءات الأرضية القديمة، ضمن الكنيسة السماوية الواحدة.