من مخطوطات الدير |
|
|
ميمر على القيامة المقدسة للأنبا بولس البوشي أسقف مصر في القرن الثالث عشر الميلادي، نقلاً عن المخطوطة م 18 (ورقة 116 وجه إلى 136 وجه) - مكتبة دير القديس أنبا مقار ببرية شيهيت. وقد نُشر الجزء الأول من الميمر في عدد مايو 2011، ص 8، والجزء الثاني في عدد يونية 2011، ص 25.
لقد قال مرقس (الرسول) خاصة (عن قيامة الرب يسوع): «وقام باكراً أحد السبوت»، فبيَّن جيداً أن الرب قام باكر يوم الأحد. وقال: «وظهر أولاً لمريم المجدلية التي أخرج منها سبعة شياطين». (فعندما) أفردها مرقس ها هنا، حقَّق أنها لم تكن جملة أولئك النسوة اللواتي أتين حيث طلعت الشمس. لأن الرب أَذِنَ للإنجيليين أن يذكروا هذه الألفاظ حتى يؤكِّدوا القيامة جيداً بشهادات شتَّى. ثم ذكر بعدها كيف ظهر لاثنين آخرين من تلاميذه في الحقل، أعني اللذين ذكرهما لوقا في طريق عمواس. ثم ذكر كيف اجتماعه بالأحد عشر، وكيف أوصاهم أن يُبشِّروا كل الأمم ويُعمِّدوهم. وهو الذي ذكره متى، حيث ظهر لهم وأوصاهم أن يُعمِّدوا باسم الآب والابن والروح القدس في العالم أجمع.
أما لوقا ويوحنا (فقد) ذكرا ظهور الرب لتلاميذه عشية يوم القيامة وأراهم يديه ورجليه وجنبه، وأكل معهم. وإن كان بعد القيامة العامة للكل ليس يكون أكل ولا شرب، ولا إذا كان أحدٌ فيه جرح يقوم كذلك، ولا إذا كان بعين واحدة أو أعرج أو ما شابه ذلك، يقوم بشيء من تلك العاهات الجسدية. ولو كان كذلك، فأين يكون عدم الفساد! بل الرب صنع هذا ليُحقِّق لنا أجمعين أن الجسد الذي تألم ومات هو الذي انبعث من بين الأموات. ولما ظنوا أنه روحٌ عند دخوله العلِّية والأبواب مُغلَّقة، أَذِنَ لهم أن يجسوه، كما قال: «إن الروح ليس له عظم ولا عضو كما تَرَوْن أنه لي».
وكما ثبَّت لاهوته بفعل الآيات اللائقة به، كذلك ثبَّت ناسوته أيضاً بفعل هذه الأشياء وما يُماثلها قبل آلامه وبعد قيامته، لتُزيل علة مَنْ يروم العلل.
أما (القديس) متى فإنه خاصة ذكر لفظةً عجيبةً يجب أن تُذكر، بقوله: «وفي عشية السبوت باكر أحد السبوت جاءت مريم». ومعلوم أن تلك الأيام السبعة تُسمَّى سبوتاً، كما أنها عندنا نحن حدود. بل قوله: وفي عشية السبوت وصبيحته (وباكره) جاءت مريم. وذلك أن النسوة كففن في السبت كما في الوصية، أعني أنهن لم يتصرفن في شيء ولا وصلن إلى القبر، لئلا يكون عليهن حجة من اليهود. فلما كان عشية السبوت جاز أن يتصرفن كما في الوصية. خرجت السيدة مريم من أجل حنو الطبيعة لتنظر القبر لكونها لم تمكث عند الصليب حتى تبصر الغاية، وخرجت معها رفيقتها التي ذكرها يوحنا أنها كانت واقفة معها عند الصليب، فنظرت القبر مختوماً، والحراس جلوساً، فرجعن معاً إلى مكانهن، ثم عُدْن باكراً جداً وهو وقت الزلزلة. لأن السيدة ذكرت قول الرب إنه يقوم في اليوم الثالث، فلم تبصره لشدة ما في قلبها، ولم ترهب من اليهود ولا الحراس أيضاً لقوة إيمانها بالرب، وأنه لا ينالها مكروه، ومضت معها أيضاً رفيقتها إلى القبر. فلهذا ذكر الإنجيل الأشياء أولاً فأولاً (أي بالترتيب)، أنه ذكر عشية يوم الجمعة وقت أَخْذ يوسف الجسد، وباكر يوم السبت حيث ختموا القبر، ثم ذكر عشية السبت حيث خرجت السيدة تنظر القبر، ثم باكر يوم الأحد حيث عادت إلى القبر ثانية، لأنها خاصة عادت دفعتين: عشية نظرت، وباكر وقت القيامة. فأوجب (القديس) متى الدفعتين سياقة واحدة قائلاً: «وفي عشية السبوت باكر أحد السبوت جاءت مريم»، وما يتلو ذلك.
أما يوحنا خاصة فإنه ذكر دخول الرب على التلاميذ والأبواب مُغلَّقة في الأحد الثاني للقيامة، الذي هو ثامن العيد، الذي يُسمَّى أحد الحدود، وأَذِنَ لتوما الرسول أن يجسَّه بعد أن أراه أَثَر المسامير وطعنة الحربة. وليس احتقاراً بتوما، لأنه يعرف قصده الجميل، بل ليكون رسولاً محقّاً يُبشِّر بما رآه عياناً. وأن توما صرخ بقوة إيمان قائلاً: «يا ربي وإلهي». قال له الرب: «لما رأيتني آمنتَ، فطوبى للذين لم يروني ويؤمنون». أراد بهذا عزاءً لكل الشعوب الذين يقبلون بالإيمان باسمه.
وذكر يوحنا أيضاً ظهور الرب لهم على بحيرة طبرية، ووصيته لبطرس أن يهتم جيداً بكل الرعية. وكان يظهر لهم إلى كمال الأربعين يوماً بعد القيامة كما شهد كتاب الإبركسيس. وكان يُخفي ذاته عنهم بقوة لاهوته حيناً، إلى أن يَقْوَى اشتياقهم إليه ويشتهوه، ثم يظهر لهم حيناً كما يشاء لكي يتملّوا (يتأملوا) بكلامه معهم ويحفظوه.
ولعل يقول قائلٌ: كيف ظهر الرب لوالدته أولاً، ومرقس يقول إنه ظهر أولاً لمريم المجدلية التي أخرج منها سبعة شياطين. يُقال له كيف (أن) بولس الرسول يقول إنه ظهر لبطرس رأس الرسل أولاً (1كو 15: 5). فإن أراد معرفة ذلك جيداً، يُقال له إن الرسل مُبشِّرون وشهود له عند الكافة من اليهود والشعوب. أراد مرقس أن لا يأخذ شهادة الأقرباء في الجنس في حالة القيامة، بل الغرباء، كما يكون بين الناس، فذكر أولاً مريم المجدلية. فأما بولس فأخذ على جاري عادة الناموس لأنهم لم يروا شهادة النسوة بل الرجال، فذكر بطرس أولاً الذي كان مناشداً ومُبشِّراً أمامهم بقوة وإعلان، معضوداً بفعل الآيات والعجائب التي أجراها الله على يديه. لأن الرب أول ما ظهر لوالدته من دون كافة البشر، التي هي بالحقيقة تُجَلُّ عن الكل (أي تفوق الكل)، وهي بدء كل الأفراح، وأول كل المسرَّات. ثم أول مَن ظهر له من الغرباء مريم المجدلية لأجل حُرقتها ومحبتها في الرب. وأول مَن ظهر له من الرجال بطرس رأس الرسل.
ونحن نجد لوقا موافِقاً لبولس في ذلك حين ذكر عن الرسل وهم مجتمعون قائلين حقاً قام الرب وظهر لبطرس. فأخذ بولس الشهادة من الرجال، لأنهم الذين كانوا شهوداً لقيامته عند كل الشعوب. ولهذا لم يَرَ بولس ذِكْر النسوة بالجملة في حال القيامة لا قبل ولا بعد، لأنه كتب الرسائل على نوع البُشْرى ولم يَرَ ذِكْر النسوة. والإنجيليون ذكروا الأشياء أولاً فأولاً (أي بالترتيب) في حال التدبير، فلهذا ذكروا النسوة.
قال بولس: «وظهر بعده للرسل الاثني عشر»، أعني أن بطرس أيضاً كان حاضراً معهم. قال: «ومن بعد هؤلاء ظهر لأكثر من خمس مائة أخ جميعاً»، أعني السبعين ومحفل التلاميذ الذين كانوا يتبعونه استحقوا أيضاً نظره. قال: «وبعد هؤلاء ظهر ليعقوب»، أعني ابن يوسف النجار. قال: «وبقية الرسل»، أعني كل الذين يلوذون بهم، لأنهم كانوا موافقين الرسل في محبة الله والإيمان به، فلهذا استحقوا مشاهدته. وأظهر الرسل أنهم كانوا جماعة كثيرة، كما كُتِبَ أن الرب ميَّز سبعين آخرين، أعني أنه ميَّزهم من الجماعة كما ميَّز الاثني عشر أيضاً. قال (بولس): «وفي آخر الكل ظهر لي أنا الحقير»، أعني بعد التلاميذ، وأنه لم يُبشِّر باطلاً، بل قد استُعلِن له الرب مثل كافة رسله وجعله مُبشِّراً للإيمان باسمه في كل الشعوب.
وقد أردتُ أن أطنب في الأقوال التي وضعها بولس الرسول في رسائله لأجل القيامة، وكيف مدحها وشرَّفها وأَجَلَّ كرامتها جداً، وأن بها الحياة المؤبدة (الأبدية)، وأن بآدم مَلَكَ الموت، وبقيامة المسيح مَلَكَت الحياة، وأن بها صار الرجاء في القيامة من بين الأموات لنا أجمعين، كما أن بآدم صار حُكْم الموت. فخشيتُ أن يطول الشرح ويملَّ القارئ والسامع معاً. وعلمتُ أن هذا بأسره (أي بالرغم من شرحي إلاَّ أني) لا أبلغ شرف مدح قيامة ربنا يسوع المسيح من بين الأموات، هذه التي بها استراح من جميع أعماله التي على الأرض، وأراح البرايا الذين كانوا والذين يكونون، وقدَّس هذا اليوم وباركه، لأنه بـِكْر كل الأيام، كما هو مكتوب: «أن كل بكر يكون قدوساً للرب، من الناس والبهائم والدواب»، فكم أحرى يكون تقديس يوم الأحد الذي هو بكر جميع ما خلق الله على الأرض، لأن فيه خلق الله الأشياء جملة، ثم وزَّعها في بقية الأيام الأخرى شيئاً فشيئاً.
كذلك فيه أيضاً (شاء) البكر في الانبعاث من بين الأموات أن يخلق الخليقة، لأن الله استراح في اليوم السابع، ومعلوم أن الله لم يعمل شيئاً بآلةٍ ولا كد ولا تعب حتى يستريح، لأنه قال فكان، وأمر فخلقوا، كما هو مكتوب. وإن كان في الخلقة تعبٌ فإن الله لم يَزَل خالقاً إلى الأبد، يأتي بالأمطار في أوقاتها في السبوت وغيرها، يهتم بخليقته، ويُهبِط النَّدَى لتربية الأثمار، ويُخرِج الرياح بأمره على وجه الأرض، ويُعطي غذاءً لكل ذي جسد. ومَن ظنَّ أن العالم يتدبَّر منه وبه بعد الخلقة (أي أن الطبيعة تُدبِّر نفسها)، فهو يُجدِّف، لأن النبي يقول: «إياك يترجـون لتعطيهم طعامهم في حينه»، وما يتلوه (مز 145: 15). والرب يقول: «الذي يُشرق شمسه على الأخيار والأشرار، ويُمطر على الصدِّيقين والظالمين» (مت 5: 45).
وإنما يوم السبت هو كمال الأسبوع ذكر فيه اسم الراحة، أعني الراحة المستأنفة في كمال العالم لمَن يستحقها بالمسيح خاصة. وأما الرب فإنه تجسَّد بحقٍّ وتألم وقام في هذا اليوم المقدَّس الذي هو بكر الأيام (أي يوم الأحد)، هذا الذي جعله الرب له خاصياً، الذي هو البكر في الانبعاث من بين الأموات، وباركه وقدَّسه لأن فيه استراح من كل أعماله التي ابتدأ أن يعمل على الأرض، وأراح الخليقة كلها، الذين كانوا أولاً خلَّصهم من الجحيم، والذين يكونون يُخلِّصهم بالإيمان، وجعلهم أفضل من الأولين.
فيجب علينا حفظ هذا اليوم ونكون فيه متفرغين للقراءة والصلاة ودرس نواميس الرب، كما أمرنا الرسل الأطهار قائلين: إن الله أعطانا الأحد عِوَضاً عن السبت، فيجب أن نحفظه أشد تحفُّظاً من السبت لأن فيه الراحة الكاملة التي لا يلحقها تعب. نكون متحرزين مستيقظين في هذه الليلة كما تأمرنا قوانين البيعة قائلة: هكذا ليلة قيامة ربنا فلنكن باحتراز عظيم حتى لا ينام فيها أحد، ثم تغسلوا أجسادكم بماء قبل الصبح، ويكون كل الشعب يُنوِّر (الأنوار) لأن في هذه الساعة جعل المخلِّص كل البَرِية أحراراً، وعبيده السماويين والأرضيين، لأنه قام من بين الأموات وصعد إلى السموات وجلس عن يمين الآب، وأيضاً يأتي في مجده وملائكته معه، ويجازي كل أحد كنحو أعماله، الذين صنعوا الخير قيامة حياة أبدية، والذين صنعوا الشر قيامة دينونة، كما هو مكتوب.
وأيضاً في كتاب الدسقولية تعليم الرسل الأطهار هكذا: إن الرب قام من بين الأموات، فأصْعِدوا (أي قدِّموا التقدمة أو الصعيدة أي جسد الرب ودمه) أنتم أيضاً التي أمر بها (الرب) على أيدينا قائلاً: ”هكذا اصنعوا لذكري“، ثم حلُّوا صومكم وأنتم مسرورين بأن الرب يسوع قد قام من بين الأموات، وصار أربون (عربون، أي باكورة) لقيامتنا، وهذا يكون لكم ناموساً مؤبداً إلى إتيان الرب.
فيجب، يا أحبائي، أن نتخذ هذا العيد فصحاً، وليس بخمير الشر والمرارة، بل بخمير النقاء والطهارة، لأننا بهذه القيامة المقدسة مزمعون أن نولد من الأرض ميلاداً جديداً بقيامة لا تَبْلَى. كما يُعلِّمنا بطرس رأس الرسل قائلاً: «تبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح الذي بكثرة رحمته ولدنا آنفاً (أي سبق فوَلَدَنا) لرجاء الحياة بقيامة ربنا يسوع المسيح من بين الأموات، للميراث الذي لا يَبْلَى ولا يتدنس ولا يضمحل، المحفوظ لكم في السموات» (1بط 1: 4).
والرسول بولس يقول: «كما انبعث يسوع من بين الأموات بمجد أبيه، هكذا ننبعث نحن أيضاً بحياة جديدة» (رو 6: 4)؛ لأن لأجل هذه القيامة الفاضلة، كل الرسل والأنبياء والشهداء والقديسين لها مترجين، ولأجلها حفظوا الوصايا، وبسببها رفضوا كرامة هذا العالم.
انظروا إلى اجتهاد الرجل الكامل في الله الرسول الإلهي بولس، وكيف يقول: «ليس لي برُّ نفسي الذي اكتسبته من التوراة، بل البر الذي استفدته من الإيمان بالمسيح، وهو البر الذي من الله، وبه أعرف يسوع وقوة قيامته وأشارك أوجاعه وأتشبَّه بموته، عسى أستطيع بلوغ الانبعاث من بين الأموات» (في 3: 9-11).
انظروا لهذا السيد الفاضل لمَّا عرف قوة قيامة الرب أنها تُنجِّي من الفساد لمَن يحفظها، كيف جاهد عليها، وبيَّن أنها برُّ الكمال الذي يولد من الإيمان بالمسيح، فما عسى نحن الضعفاء الحقيرين تُميت منا الشهوة البهيمية، لكي تُشرق فينا العفة الملائكية. نقتل أعضاءنا التي على الأرض التي سوف تضمحل في التراب، لكي نقوم بحياة مضيئة، وتكمل فينا كلمة الرسول الفاضل القائل: «إن كنا غُرسنا معه في شِبه موته، نصير في انبعاثه وقيامته» (رو 6: 5)، نصالح بعضنا بقبلة أخوية، لكي نستحق السلام الذي أعطاه الرب لرسله عند قيامته من بين الأموات، ويملأنا من روح قدسه.
اذكروا تعب صومكم الذي مضى، فلا تُرخِّصوا لأنفسكم السقوط في الآثام، وتُدنِّسوا نفوسكم وأجسادكم معاً، بل يجب أن نُسرَّ ونفرح بقيامة سيدنا التي بها أربون الحياة المؤبدة. فإذا كان لنا محبة في التشبُّه بها فلنحفظ أنفسنا بلا خطية حسب قوتنا، لأن المآكل لا تُبعدنا من الله، إذ كل شيء طاهر للأطهار في نوع الطعام إذا أُخِذَ منه الحاجة بكفاف، وكان العقل محفوظاً من التنازُل من ضد الوصية.
خمسون يوماً وهبها لنا ربنا ليكون فيها تذكار قيامته الشريفة، وإن كان لم يوجِب علينا فيها نُسكاً جسدياً وبخاصة الكافة، بل قد يجب فيها حفظ العقل الروحاني لكي ما (تكون) أعيادنا روحانية لا يهودية جسدانية، ليُسرَّ بنا الذي قام من بين الأموات، ويجعل لنا حظّاً في القيامة المستأنفة (المُزمعة أن تكون) التي لا ينالها موت ولا وَصَب (أي تعب) ولا بَلْوَى (أي ألم)، ويُصيِّرنا بني الملكوت وبني القيامة كما وعدنا.
فغَسْل أجسادنا (يكون) بالماء، فأما نفوسنا فَغَسْلُها (يكون) بأعمال الفضيلة. نضيء بيوتنا بالمصابيح، فأما مخادع قلوبنا فتضيء بالنقاوة. كما سلَّم إلينا قائلاً: «احرص أن لا يكون النور الذي فيك ظلاماً» (مت 6: 23). ثم قال: إذا كان جسدك نيِّراً أو لم يكن فيه جزء مظلم، أعني بالجزء الأعضاء، أن لا تكون في ظلمة رديئة، قال: فإنه يكون كاملاً نيِّراً كما أن السراج يُنير لك بلمع ضيائه.
نُقيم العقل حيّاً من الأعمال الميتة لكي نبلغ القيامة مع الذي انبعث من بين الأموات. نُشرك إخوتنا المُقلِّين (الضعفاء) المساكين في مائدتنا الخصبة التي لهذا العيد اليوم لكي يُشركنا المسيح في الدعوة السمائية، وتكون تعلم أن الذي بيدك ليس هو لك، بل عطية من الله، وبرحمته يُجازيك بالإحسان إذا صنعتَ خيراً مع سهامك (شركائك) في العبودية، كما هو مكتوب: أعطِ الله من الذي له وهو يحسب لك ذلك مثل قرضة محفوظة عنده (أم 19: 17).
ونحن نسأل ربنا يسوع المسيح الذي قام من بين الأموات أن يُقيم هِمَمَنا الساقطة إلى الاهتمام بما يُرضيه، ويُسامحنا بما سَلَفَ من خطايانا، ويصفح عن زلاتنا، ويعضدنا على حفظ وصاياه مدة ما تبقَّى من حياتنا، ويُنيِّح نفوس أمواتنا الذين رقدوا على رجاء الإيمان باسمه القدوس. بشفاعة سيدتنا الطوبانية البتول والدة الخلاص مرتمريم، وبشفاعة الرسل الأطهار والشهداء والقديسين الأبرار، وكل مَن أَرْضَوا الرب بأعمالهم الصالحة إلى الأبـد وإلى الآبدين ودهر الداهرين، آمين.