|
|
|
«أسلحة محاربتنا ليست جسدية،
بل قادرة بالله على هدم حصون»:
لقد دعانا الرب أن نتبعه حاملين الصليب كجنود صالحين ليسوع المسيح، محاضرين بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا: «ناظرين إلى رئيس الإيمان ومُكمِّله، يسوع، الذي من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب مستهيناً بالخزي، فجلس في يمين عرش الله» (عب 12: 2).
فنحن نعيش في عالم يحكمه إبليس خصمنا الذي يسعى «كأسد زائر، يجول ملتمساً مَن يبتلعه هو»، كقول بطرس الرسول، الذي يُكمل قائلاً: «فقاوموه راسخين في الإيمان، عالمين أن نفس هذه الآلام تُجرَى على إخوتكم الذين في العالم» (1بط 5: 9،8).
فكل ما في العالم من شرور وخطايا هو بغواية إبليس، كما يقول يوحنا الرسول: «مَن يفعل الخطية فهو من إبليس، لأن إبليس من البدء يُخطئ. لأجل هذا أُظهر ابن الله لكي ينقض أعمال إبليس» (1يو 3: 8). وحينما أرسل الرب تلاميذه لكي يكرزوا بالملكوت ثم رجعوا إليه بفرح قائلين: «يا رب، حتى الشياطين تخضع لنا باسمك»، قال لهم: «رأيتُ الشيطان ساقطاً مثل البرق من السماء. ها أنا أُعطيكم سلطاناً لتدوسوا الحيَّات والعقارب وكل قوة العدو، ولا يضرُّكم شيء. ولكن لا تفرحوا بهذا أن الأرواح تخضع لكم، بل افرحوا بالحري أن أسماءكم كُتِبَت في السموات» (لو 10: 17-20).
ثم عاد وأخبرهم، حينما كان مزمعاً أن يُسلِّم نفسه للموت عن حياة العالم: «الآن دينونة هذا العالم، الآن يُطرح رئيس هذا العالم خارجاً. وأنا إنْ ارتفعتُ عن الأرض أجذب إليَّ الجميع. قال هذا مُشيراً إلى أية ميتة كان مُزمعاً أن يموت» (يو 12: 31-33).
ولما جاءت ساعته لينتقل من العالم ويمضي إلى الآب، «إذ كان قد أحب خاصته الذين في العالم، أحبهم إلى المنتهى» (يو 13: 1)، قال لتلاميذه: «إنه خير لكم أن أنطلق، لأنه إنْ لم أنطلق لا يأتيكم المُعزِّي، ولكن إنْ ذهبت أُرسله إليكم. ومتى جاء ذاك يُبكِّت العالم على خطية وعلى برٍّ وعلى دينونة. أما على خطية فلأنهم لا يؤمنون بي. وأما على برٍّ فلأني ذاهبٌ إلى أبي ولا ترونني أيضاً. وأما على دينونة فلأن رئيس هذا العالم قد دِين» (يو 16: 7-11).
أما تفسير ذلك: فإنَّ عدم إيمان العالم بالمسيح رغم كل الآيات التي عملها ولم يعمل أحد قط مثلها غيره، لذلك فخطيتهم باقية، والروح سيُبكِّتهم عليها. أما تبكيته للعالم على برٍّ بعد أن أكمل الرب رسالته في العالم وانطلاقه إلى الآب ولم يَعُدْ يراه أحد أيضاً، فصار لأن البرَّ هو الإيمان بالمسيح وبموته وقيامته وصعوده إلى السموات، رغم أننا لم نَعُد ننظره بعد في الجسد، بل ونثق أنه كائن في وسطنا حسب وعده: «ها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر» (مت 28: 20). لذلك فإنَّ كل مَن لا يؤمن به ليس له عُذر لأن برَّ الله قد استُعلِن للعالم في الذين آمنوا به. وأما تبكيته للعالم على دينونة، فلأن الرب قد سبق وأعلن أن دينونة العالم قد أُكملت على الصليب حينما قال: «الآن دينونة هذا العالم، الآن يُطرح رئيس هذا العالم خارجاً. وأنا إنْ ارتفعتُ عن الأرض أجذب إليَّ الجميع» (يو 12: 32،31).
وبولس الرسول يقول أيضاً إن الربَّ بصليبه «جرَّد الرياسات والسلاطين أشهرهم جهاراً، ظافراً بهم فيه (في الصليب)» (كو 2: 15). فبعد أن سحق الرب العدو تحت أقدامنا، أصبحنا بلا عذر إذا رضخنا لإغراءاته وصنعنا مشورته بعد أن جرَّده الرب من كل قوته.
وإن كان الرب قد دعا إبليس ”رئيس هذا العالم“، فليس معنى ذلك أن له سلطاناً على أولاد الله؛ ولكن، لأنه ما يزال يسيطر ويسود على أولئك الذين لا يؤمنون بالمسيح مخلِّص العالم. وفي ذلك يقول القديس كيرلس الكبير:
[إنَّ الله دعا الشيطان رئيس هذا العالم، لا باعتباره هكذا حقيقةً، ولا كأن هذه السيادة هي أصيلة في كيانه، بل حصل على مجده هذا بالخداع والطمع، وهو لا يزال يسيطر ويسود على أولئك الذين انحرفوا بسبب القصد الشرير الذي فيهم، وبواسطة هذا القصد تعلَّق ذهنهم بالضلال، وبذلك صاروا مُقيَّدين بلا فكاك من شَرَك الأَسْر الشيطاني، رغم أنهم كان في إمكانهم أن يهربوا منه بتحوُّلهم بواسطة الإيمان بالمسيح لمعرفة الإله الحقيقي. فالشيطان إذاً هو مجرد مدَّعي أنه رئيس وحاكم، وليس له أي حق طبيعي لهذه الرئاسة أمام الله، ولكنه يُمارس الحُكْم عن طريق شرِّ أولئك الذين ضلُّوا](1).
إبليس يزداد هياجاً، والخطية تزداد تفاقُماً:
والواقع أن إبليس قد ازداد هياجاً في هذه الأيام، فقد كُتب عنه في سفر الرؤيا: «ويل لساكني الأرض والبحر، لأنَّ إبليس نزل إليكم وبه غضب عظيم عالماً أن له زماناً قليلاً» (رؤ 12: 12).
كما يقول بولس الرسول مُحذِّراً: «ولكن الروح يقول صريحاً: إنه في الأزمنة الأخيرة يرتدُّ قومٌ عن الإيمان، تابعين أرواحاً مُضِلَّة وتعاليمَ شياطين، في رياءِ أقوال كاذبة، موسومةً ضمائرهم (أي ضمائرهم أُصيبت بفقدان الشعور)» (1تي 4: 2،1). كما يعود ويؤكِّد ذلك مرة أخرى في رسالته الثانية لتلميذه تيموثاوس قائلاً:
+ «ولكن اعْلَمْ هذا أنه في الأيام الأخيرة ستأتي أزمنةٌ صعبة، لأن الناس يكونون مُحِبِّين لأنفسهم، مُحبين للمال، مُتعظِّمين، مُستكبرين، مُجدِّفين، غير طائعين لوالديهم، غير شاكرين، دنسين، بلا حُنُوٍّ، بلا رِضًى، ثالبين، عديمي النزاهة، شرسين، غير مُحبِّين للصلاح، خائنين، مُقْتَحِمين، مُتصلِّفين، مُحبِّين للَّذَّات دون محبَّةٍ لله، لهم صورة التقوى، ولكنهم مُنكرون قوَّتها» (2تي 3: 1-5).
وهذا كله لابد أن يحصل لكل الذين «لم يستحسنوا أن يُبقُوا الله في معرفتهم»، الذين يقول عنهم بولس الرسول أيضاً:
+ «أسلمهم الله إلى ذهن مرفوض ليفعلوا ما لا يليق. مملوئين من كل إثم وزنا وشرٍّ وطمع وخُبث، مشحونين حسداً وقتلاً وخصاماً ومكراً وسوءاً، نمَّامين مُفترين، مُبغضين لله، ثالبين مُتعظِّمين مُدَّعين، مُبتَدِعين شروراً، غير طائعين للوالدين، بلا فَهْم ولا عهد ولا حُنُوٍّ ولا رِضًى ولا رحمة. الذين إذ عرفوا حُكْم الله أنَّ الذين يعملون مثل هذه يستوجبون الموت، لا يفعلونها فقط، بل أيضاً يُسَرُّون بالذين يعملون» (رو 1: 28-32).
لأن كل الذين لا يقبلون المسيح ربّاً وفادياً ومُخلِّصاً ولا يُسلِّمون حياتهم لمَن اشتراهم بدمه، يصيرون عبيداً لإبليس ومستعبَدين لكل الخطايا التي يفعلونها منساقين لشهوة الجسد وشهوة العيون وتعظُّم المعيشة. وفي هذا يقول بولس الرسول:
+ «وأنتم إذ كنتم أمواتاً بالذنوب والخطايا، التي سلكتم فيها قبلاً حسب دهر هذا العالم، حسب رئيس سلطان الهواء، الروح الذي يعمل الآن في أبناء المعصية، الذين نحن أيضاً جميعاً تصرَّفنا قبلاً بينهم في شهوات جسدنا، عاملين مشيئات الجسد والأفكار، وكُنَّا بالطبيعة أبناء الغضب كالباقين أيضاً، الله الذي هو غنيٌّ في الرحمة، من أجل محبته الكثيرة التي أحبَّنا بها، ونحن أمواتٌ بالخطايا أحيانا مع المسيح، بالنعمة أنتم مُخلَّصون، وأقامنا معه وأجلسنا معه في السماويَّات في المسيح يسوع» (أف 2: 1-6).
يُلاحَظ هنا أن بولس الرسول يُذكِّر أهل أفسس أنهم كانوا قبلاً أمواتاً بالذنوب والخطايا رازحين تحت نير سلطات ثلاث:
1. سلطان هذا العالم ومبادؤه المادية والنفعية والاستبدادية؛
2. وتحت عبودية إبليس رئيس سلطان الهواء مع «الملائكة الذين لم يحفظوا رياستهم، بل تركوا مسكنهم، (لذلك) حفظهم (الله) إلى دينونة اليوم العظيم بقيود أبدية تحت الظلام» (يه 6)؛
3. وتحت سلطان الطبيعة الساقطة كنتيجة لعصيان أبينا آدم، فصرنا جميعاً أبناء الغضب كالباقين، مستعبدين لشهوات الجسد، عاملين مشيئاته. ولكن الله الذي هو غني في الرحمة من أجل محبته الكثيرة التي أحبنا بها، أحيانا مع المسيح بموته عنا وقيامته، فأقامنا معه وأجلسنا معه في السماويَّات.
وهكذا يتضح أنه بقدر ما ازدادت الخطية وتفاقمت، ازدادت النعمة جداً. وهذا ما عبَّر عنه بولس الرسول قائلاً: «وأما الناموس فدخل لكي تكثُر الخطية. ولكن حيث كثُرت الخطية ازدادت النعمة جداً. حتى كما ملكت الخطية في الموت، هكذا تملك النعمة بالبرِّ، للحياة الأبدية، بيسوع المسيح ربنا» (رو 5: 21،20).
مصارعتنا ليست جسدية:
واضح، إذن، أنَّ «مصارعتنا ليست مع دم ولحم، بل مع الرؤساء، مع السلاطين، مع ولاة العالم، على ظلمة هذا الدهر، مع أجناد الشر الروحية في السماويَّات» (أف 6: 12).
وقد جاءت كلمة ”مصارعتنا“ باللغة اليونانية ¹ p£lh في هــذه الآيــة فقط، وتُرجمت للإنجليزية: إما struggle، أو conflict؛ وهي لا تعني طبعاً مصارعة جسدية ولا بأسلحة جسدية، ولكنها تدلُّ على المقاومة فقط بالفكر وبالجهاد الروحي بالصلاة والصوم. لأن العدو الذي نحاربه أو نواجهه ليس على مستوى الجسد، كما أنه متفوِّق عنا في طبيعته غير المادية، ولكنه ليس متفوِّقاً عنَّا في المسيح الذي لبسناه في المعمودية. لذلك يقول يعقوب الرسول: «قاوموا إبليس فيهرب منكم» (يع 4: 7)، كما يقول بطرس الرسول أيضاً: «فقاوموه راسخين في الإيمان» (1بط 5: 9).
أما بولس الرسول فيصف لنا أسلحة محاربتنا بقوله: «من أجل ذلك احمِلوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تُقاوموا في اليوم الشرير، وبعد أن تُتَمِّموا كل شيء أن تَثبُتُوا» (أف 6: 13)، ثم يُعدِّد أنواع هذه الأسلحة الروحية: درع البر، إنجيل السلام، تُرس الإيمان، خوذة الخلاص، سيف الروح الذي هو كلمة الله، والصلاة بالروح (أف 6: 14-18).
كما يقول لنا أيضاً: «لأننا وإنْ كنَّا نسلك في الجسد، لسنا حسب الجسد نُحارِب. إذ أسلحة محاربتنا ليست جسدية، بل قادرة بالله على هدم حصون. هادمين ظُنُوناً وكل عُلْوٍ يرتفع ضد معرفة الله، ومستأسرين كل فكر إلى طاعة المسيح» (2كو 10: 3-5).
فأسلحة الله كلها أسلحة إيجابية ليس فيها واحد للهجوم. فهي أسلحة إتقاء شر الشرير. لأنه يستحيل على إنسان، كان مَن كان، أن يُقهر الشيطان بإمكانياته الخاصة، فقد قال القديس أنطونيوس الكبير للشياطين التي اجتمعت ضده لمحاربته: ”أنا أضعف من أصغركم“. وباتضاعه هذا، واعتماده الكلِّي على الرب يسوع، وصلواته ودموعه، وأسلحة محاربته القادرة بالله على هدم حصون؛ استطاع أن يغلبهم جميعاً، هادماً ظنوناً وكل علو يرتفع ضد معرفة الله.
فالوحيد الذي غلب الشيطان هو الرب يسوع المسيح لحسابنا. ونحن بتمسُّكنا الدائم بالمسيح، وثباتنا فيه، وإيماننا الراسخ في قدرته على خلاصنا، وصراخنا المتواصل نحوه قائلين: ”لا تدخلنا في تجربة لكن نجِّنا من الشرير“؛ هكذا نغلب به العدو. ولكن لا نكفُّ أن نستعدَّ للحرب من جديد إلى أن يأتي المنتهى، فإنَّ «الذي يصبر إلى المنتهى فهذا يخلُص» (مت 24: 13). وعندما تنتهي الحرب نُكلَّل، في الموطن السعيد.
فعلينا، إذن، أن نتبع الرب كل حين حاملين الصليب، مُحاضرين بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا: ”ناظرين إلى رئيس إيماننا ومُكمِّله: يسوع“، كقول بولس الرسول. وكما يُعلِّـق على ذلك القديس يوحنا ذهبي الفم قائلاً:
[إن كان الرب قد وضع فينا بداية الإيمان، فإنه سيُكمِّله. فهو (بولس الرسول) يقول: «الذي من أجل السرور الموضوع أمامه، احتمل الصليب، مستهيناً بالخِزي». هذا يعني أنه كان يمكنه ألاَّ يُعاني إن كان قد أراد ذلك... إذاً إن كان المسيح الذي لم يكن مُجبراً أن يُصلب، قد صُلِبَ لأجلنا، فكم يكون أمراً عادلاً أن نصبر نحن على كل شيء بشجاعة! يقول: «من أجل السرور الموضوع أمامه، احتمل الصليب، مُستهينا بالخِزي».
فماذا يعني بقوله: «مستهيناً بالخزي»؟ يعني: إنه فضَّل موت العار... ليس لسببٍ آخر سوى أنه أراد أن يُعلِّمنا أن نحتقر المجد الذاتي. لهذا فإنه رغم أنه لم يظلم (أي لم يُخطئ)، إلاَّ أنه فضَّل أن يموت بهذه الطريقة. ولماذا لم يتكلَّم عن ”الآلام“، بل تكلَّم عن استهانته بالخزي؟ لأنه لم يحزن لاجتيازه هذه الآلام. إذاً ماذا كانت النتيجة؟ اسمع ما يقوله: «فجلس في يمين عرش الله»](2).
(يتبع)
[ مَن هم الشهداء؟ أليسوا هم شهود المسيح، ويحملون الشهادة للحق!
ولكن إذا دقَّقنا التعبير عن الحقيقة، فإننا نقول: حينما ينطق هؤلاء الشهداء بالشهادة، فإنَّ المسيح هو الذي يشهد لنفسه فيهم. إنه يحلُّ في الشهداء ليجعلهم قادرين على أن يحملوا الشهادة للحق.
اسمع لواحد من هؤلاء الشهداء، أعني به بولس الرسول، يقول: «إذ أنتم تطلبون برهان المسيح المتكلِّم فيَّ» (2كو 13: 3). فعندما يشهد يوحنا (المعمدان)، يكون المسيح الحالُّ في يوحنا هو الذي يشهد لنفسه. فإذا شهد بطرس أو شهد بولس، أو شهد أيٌّ من الرسل، أو إذا شهد استفانوس؛ فإنما هو المسيح الحالُّ فيهم جميعاً هو الذي يشهد لنفسه فيهم. فهو بدونهم إله، أمَّا هم بدونه، فماذا يكونون؟
لقد قيل عـن المسيح: «إذ صعد إلى العلاء سبى سبياً وأعطى الناس هباتٍ (عطايا)» (أف 4: 8). فماذا يعني هنا بـ «سبى سبياً»؟ إنه يعني أنه قهر الموت، وهزم إبليس المتسبِّب في الموت، وأنَّ الموت سُبِيَ بموت المسيح، أي أنَّ الموت أُخِذَ أسيراً.
ثم يقول: إنه «صعد إلى العلاء»، والعلاء هو السماء. لقد صعد الرب إلى السماء، بحسب الرؤيا المنظورة وأمام أعين تلاميذه. هذا ما نعرفه ونؤمن به.
أما ماذا عن «أعطى الناس عطايا»، وأي عطايا يقصد؟ إنها عطية الروح القدس نفسه. ولكن مَن تُراه يكون واهب مثل هذه العطية؟ ما أعظم حنان الله! إنه يُعطي الهبة المساوية لنفسه؛ لأن عطيته هي الروح القدس، وشركة الثالوث القدوس كله: الآب والابن والروح القدس في إله واحد].
******************************** (القديس أُغسطينوس، من عظاته على العهد الجديد - يو 5: 31؛ غل 5: 16)
(1) شرح إنجيل يوحنا، الأصحاح السادس عشر، الجزء الثاني، مؤسسة القديس أنطونيوس، ص 327.
(2) تفسير الرسالة إلى العبرانيين، مؤسسة القديس أنطونيوس، ص 365،364.