التجسُّد والخلاص

ما أبأس المصير الذي كان سينتهي إليه الإنسان لو لم يفتقده الله برحمته، وينزل إليه متجسِّداً، ويفتح له أبواب الملكوت. وما أشد تعاسة الإنسان إن بَقِيَ أسير الشيطان والخطية والموت لو لم يتحنَّن عليه جابله ومجيئه مخلِّصاً وفادياً، ويُحرِّره من سجنه، ويُنعم عليه بالحياة الأبدية. وما أفقر حياة الإنسان وأحلك الظلمة التي كانت ستسوده لو لم يأتِ إليه في ملء الزمان ابن الله في الجسد ويملأ حياته نوراً وبهجة ورجاء.
التجسُّد Incarnation، أي أن يأخذ الله جسد الإنسان، كان الرد الإلهي على سقوط الإنسان وخضوعه للموت. فأمام عجز الإنسان الخاطئ عن أن يُكفِّر عن خطيته وينجو من الموت، كان أن صار الله إنساناً مكافئاً للناس في كل شيء، ما عدا الخطية المُسبِّبة للموت، ويُكفِّر بدم نفسه من أجل الخطاة. وهو إذ يقوم منتصراً بعد موته من أجلهم، يُعلِن غلبته على الموت، ويُحقِّق البراءة للإنسان الخاطئ، ويهب كل مَن يؤمن به الحياة الأبدية.

التجسُّد هو عماد الإيمان المسيحي وقرينه وحده. المسيحية هي المسيح. والمسيح هو أقنوم الابن الذي تجسَّد لأجل خلاص جنس البشر. والتجسُّد اقتضى أن يُولَد الله بشراً من امرأة (غل 4: 4). ولكي يتحرَّر الجسد، الذي يتَّخذه الله، من الخطية التي سبَّبت الموت، كي يكون مؤهَّلاً للتكفير عن الخطاة؛ اقتضى أن يكون ميلاده بالتالي من عذراء بغير الزواج الطبيعي. والكتاب يُسجِّل هذا التدبير الإلهي بعد سقوط الإنسان مباشرة، في قول الله للحيَّة (إبليس): «وهو (أي نسل المرأة) يسحق رأسكِ» (تك 3: 15). فهو هنا ينسب النسل لا للرجل (حسب التقليد) وإنما للمرأة. وتكشف النبوَّات عن عذراوية هذه ”المرأة“: «ها العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل» (إش 7: 14؛ مت 1: 23؛ لو 1: 31-34).

بالطبع فإنَّ حدثاً مركزياً في تاريخ العلاقة بين الله والإنسان قبل التجسُّد الإلهي لابد أن تكون له انعكاساته العديدة على جوانب أخرى من حياة الإنسان والوجود، ولكن يظل الفداء والخلاص الهدف المباشر البارز بشهادة الكتاب بعهديه وكتابات الآباء الأوائل وقوانين الكنيسة الجامعة، برغم مَن يقبلون منه أموراً ويرفضون غيرها، أو مَن يقولون بحتمية التجسُّد ومجيء الابن إلى العالم حتى لو لم يُخطئ الإنسان! +شهادة العهد الجديد

عن ارتباط التجسُّد بالخلاص:

تشهد آيات العهد الجديد بوضوح عن ارتباط التجسُّد بالخلاص كالهدف المباشر في المقام الأول ومنذ اللحظة الأولى:

( فالملاك وهو يُطمئِن يوسف من جهة طهارة العذراء وبأن الذي حُبِل به فيها هو من الروح القدس، يقول: «فستلد ابناً وتدعو اسمه يسوع، لأنه يُخلِّص شعبه من خطاياهم» (مت 1: 21،20)، فحتى اسمه المختار له في التدبير يُشير إلى مهمته الخلاصية.

( وعندما تمَّ الميلاد، ظهر ملاك الرب للرعاة الساهرين يُبشِّرهم بفرح عظيم بمجيء المخلِّص، قائلاً: «إنه وُلد لكم اليوم في مدينة داود مُخلِّص هو المسيح الرب» (لو 2: 9-11).

( وهدايا المجوس للطفل الإلهي تنطق بهويته ورسالته: فالذهب يُشير إلى رفعة مقامه وأنه «ملك الملوك» (1تي 6: 15؛ رؤ 17: 14؛ 19: 16)، والمر يكشف عن كأس الآلام التي سيتجرَّعها لفداء البشر (إش 50: 6؛ 53: 7،5)، واللبان يُنبئ عن مهمته الكبرى كـ «كاهن عظيم على بيت الله» يدخل مرة واحدة إلى الأقداس «ليُبطِل الخطية بذبيحة نفسه»، فيجد «فداءً أبدياً» (عب 9: 26،13؛ 10: 21)، وهو يظل كاهناً إلى الأبد بكهنوت لا يزول: «فمِن ثمَّ يقدر أن يُخلِّص إلى التمام الذين يتقدَّمون به إلى الله، إذ هو حي في كل حين ليشفع فيهم» (مز 110: 4؛ عب 7: 25،24،21).

( والمعمدان، المولود بوعد إلهي لشيخين كملاك يُهيِّئ الطريق أمام الرب (ملا 3: 1؛ مر 1: 2)، يُنادي وهو يُقدِّمه إلى العالم: «هوذا حَمَل الله الذي يرفع خطية العالم» (يو 1: 29)، فهي مهمته الأولى أن يحمل خطية العالم في جسده ويرفعها عن كاهل الخطاة.

( والرب يكشف لنيقوديموس عن مدى محبة الله للعالم «حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل مَن يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية. لأنه لم يُرسل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم، بل ليخلُص به العالم» (يو 3: 17،16). ويقول أيضاً: «لأني لم آتِ لأدين العالم بل لأُخلِّص العالم» (يو 12: 47).

( ويوم خلاص زكَّا وبيته، يُعلن الرب أنَّ «ابن الإنسان قد جاء لكي يطلب ويُخلِّص ما قد هلك» (لو 19: 10).

( وبعد معجزة إشباع الجموع بالخبز، نقل فكرهم إلى شخصه باعتباره ”خبز الحياة“ الذي نزل من السماء، ثم يُضيف موضِّحاً: «والخبز الذي أُعطي هو جسدي الذي أبذله من أجل حياة العالم» (يو 6: 48-51) (وهو ما قاله لتلاميذه وهو يرسم سر الشكر - لو 22: 19).

( ولا يفتأ الرب يؤكِّد في كل مناسبة تُتاح له أنه جاء ليبذل نفسه خلاصاً للخطاة، وهو القصد من تجسُّده: «... أن ابن الإنسان (أيضاً) لم يأتِ ليُخدَم بل ليَخدِم، وليبذل نفسه فدية عن كثيرين» (مت 20: 28؛ مر 10: 45)، «أنا هو الراعي الصالح، والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف» (يو 10: 11).

( والرب يُصرِّح لتلاميذه في وقت مُبكِّر، أكثر من مرة، أنه سوف يتألم كثيراً ويُقتل ولكنه يقوم، وفي آخر الأيام سيأتي للدينونة (مت 16: 27،21؛ 17: 23،22؛ 20: 19،18؛ مر 18: 31-33؛ 9: 12؛ 10: 34،33؛ لو 9: 22؛ 18: 31-33).

( بل إنه يُشير إلى موعد موته بالضبط كأمر واقع وحتمي (حين يأتي الوقت لتحقيق ما أشار إليه الفصح القديم): «تعلمون أنه بعد يومين يكون الفصح، وابن الإنسان (الفصح الجديد الكامل) يُسلَّم ليُصلَب» (مت 26: 2).

( والرب يجعل من ارتفاعه على الصليب وموته، الذي يراه واقعاً قبل أن يتمَّ، الشهادة أنه المسيَّا الموعود به لخلاص العالم، فلم يكن أبداً حدثاً عارضاً أو طارئاً: «متى رفعتم ابن الإنسان حينئذ تفهمون إني أنا هو» (يو 8: 28).

( وفي عشاء بيت عنيا ابتهاجاً بإقامة لعازر، وقد أتت مريم أخت لعازر ودهنت قدمَى الرب بالطِّيب، لم يشغله الحفل عمَّا سيأتي عليه بعد أيام. وردّاً على احتجاج يهوذا على إهدار الطِّيب الثمين الذي كان يمكن بيعه لخدمة الفقراء، قال الرب: «اتركوها، إنها ليوم تكفيني قد حفظته» (مت 25: 12؛ مر 14: 8؛ يو 12: 7). فهو يرى نفسه في الأكفان قبل أن يموت.

( وفي كل هذا فهو يتعامل مع الآلام الآتية والصليب والموت القادمين على أنها تحقيق الخطة الأزلية للخلاص: «الكأس التي أعطاني الآب أَلا أشربها!» (يو 18: 11)، ويراها لا كمحنة يتجرَّعها مُرغماً، وإنما تتويجاً لإرساليته وتمجيداً لابن الإنسان ومشيئة الآب: «قد أتت الساعة ليتمجَّد ابن الإنسان. الحق الحق أقول لكم: إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتَمُت فهي تبقى وحدها، ولكن إن ماتت تأتي بثمر كثير» (يو 12: 24،23).

بل إنه لما خرج يهوذا ليلاً ليلتقي بمَن اتفق معهم لتسليم الرب، قال الرب: «الآن تمجَّد ابن الإنسان، وتمجَّد الله (الآب) فيه» (يو 13: 31).

( ولأن خلاص الناس كان هو الغاية الكبرى من تجسُّد الرب وظهوره إلى العالم، فقد استبقى آثار الصليب في جسده، وسمح لتوما أن يضع إصبعه في جراح الصليب (يو 20: 27).

بل قد صار الصليب علامته التي ستُعلِن ظهوره في اليوم الأخير (مت 24: 30). وفي رؤيا القديس يوحنا ظهر الرب في وسط العرش «كخروف قائم كأنه مذبوح» (رؤ 5: 6)، أي يحمل في جسده آثار الصليب والدم النازف.

( والقديس بولس يشهد مبتهجاً كيف أنه كسائر الخطاة نال الخلاص بمجيء المسيح مثالاً لكل مَن يؤمن به فيقول: «صادقة هي الكلمة ومُستحِقَّة كل قُبُول أنَّ المسيح يسوع جاء إلى العالم ليُخلِّص الخطاة الذين أولهم أنا. لكنني لهذا رُحمتُ ليُظهِر يسوع المسيح فيَّ أنا أولاً كل أناة مثالاً للعتيدين أن يؤمنوا به للحياة الأبدية» (1تي 1: 16،15).

( ويكتب القديس يوحنا في رسالته الأولى: «ليس أننا نحن أحببنا الله، بل أنه هو أحبَّنا، وأرسل ابنه كفَّارة لخطايانا» (1يو 4: 10)، وهو كان يُعيد ما قاله الرب (يو 3: 16).

+ شهادة العهد القديم

عن ارتباط التجسُّد بالخلاص:

يسوع المسيح هو محور العهدَيْن القديم والجديد. هو مستتر في العهد القديم وراء الأحداث والأشخاص والرموز والنبوَّات، وهو مُستعلَن في العهد الجديد كمخلِّص العالم ومُحقِّقاً كل ما أشار إليه العهد القديم عنه(1).

والرب حثَّ اليهود أن يفتِّشوا الكتب (أي الناموس والأنبياء) لأنها تشهد له (يو 5: 39)، وأنَّ موسى كتب عنه (يو 5: 46). كما استخدم في حواراته نصوصاً من العهد القديم. وفي التجربة على الجبل أفحم الشيطان بما هو مكتوب في سفر التثنية. فالعهد القديم يُشير إلى إرسالية الابن للخلاص، وإعلان عهد جديد بين الله والإنسان، وإعادة الإنسان من جديد إلى طريق الحياة الأبدية.

( وفي بداية خدمته، دخل الرب مجمع الناصرة يوم السبت كعادته، ودُفِعَ إليه سفر إشعياء، ففتحه وقرأ فيه: «روح الرب عليَّ، لأنه مسحني لأُبشِّر المساكين. أرسلني لأشفي المنكسري القلوب. لأُنادي للمأسورين بالإطلاق، والعُمي بالبصر. وأرسل المنسحقين في الحرية. وأكرز بسنة الرب المقبولة»، ثم طوى السفر وجلس وابتدأ يقول: «اليوم قد تمَّ هذا المكتوب في مسامعكم». ففي مجيء الرب تحقيق عهد الله للبشر (إش 61: 2،1؛ لو 4: 18-21).

( وعند مجيء يهوذا إلى البستان ومعه الجنود للقبض على يسوع، قال الرب: «وأما هذا كله فقد كان لكي تُكَمَّل كتب الأنبياء» (مت 26: 56).

( وفي لقاء الرب مساء يوم قيامته مع تلميذَي عمواس المتحيِّرَيْن، وبَّخهما على بُطء فهمهما لِمَا شهد به الأنبياء عن آلامه وخلاصه قائلاً: «أَمَا كان ينبغي أن المسيح يتألَّم بهذا ويدخل إلى مجده... ثم ابتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يُفسِّر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب» (لو 24: 25-27).

( والرب استدعى لليهود من الماضي مشهد الحيَّة النحاسية التي أقامها موسى بأمر الرب بعد أن لدغت الحيَّات الكثيرين عقاباً، فكل مَن نظر إليها كان يحيا (عد 21: 9،8)، وكشف عن علاقتها بمهمته الخلاصية قائلاً: «وكما رفع موسى الحيَّة في البرية هكذا ينبغي أن يُرفَع ابن الإنسان، لكي لا يهلك كل مَن يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية» (يو 3: 15،14). وهو كثيراً ما استخدم تعبير الارتفاع عن الأرض إشارة إلى موته مُعلَّقاً على الصليب: «وأنا إنْ ارتفعتُ عن الأرض أجذب إليَّ الجميع» (يو 12: 33،32).

( وبالمثل فقد ذَكَرَ الرب ما جرى ليونان النبي من ابتلاع الحوت له إشارة وشهادة مُسبقة على ما سوف يجتازه هو موتاً وقيامة: «لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ، هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ». ويُضيف أنه إذا كان أهل نينوى قد تابوا بمناداة يونان، فالرب أعظم منه لأنه يُخلِّص كل البشر إلى آخر الأيام بذبيحة نفسه (مت 12: 38-41).

( والقديس متى وهو يكتب بشارته حرص على أن يُقرِن أحداث حياة المخلِّص بنبوَّات العهد القديم التي تشهد بالعلاقة المتبادلة بين العهدَيْن، فتحقيق النبوءة يشهد لصدقها كما يشهد لصدق الحدث.

فيورد البشير متى نبوَّات عن الميلاد من عذراء (إش 7: 14؛ مت 1: 23)، وعن الميلاد في بيت لحم (مي 5: 2؛ مت 2: 6؛ يو 7: 42)، وعن هروب العائلة المقدسة إلى مصر وعودتها (هو 11: 1؛ مت 2: 12)، وعن مقتل أطفال بيت لحم (إر 31: 15؛ مت 2: 18)، وعن انتقال الرب من الناصرة إلى كفرناحوم (إش 9: 2،1؛ 42: 7؛ مت 4: 16،15)، وعن شفائه للمرضى (إش 53: 4؛ مت 17،16)، وعن شهادته بالحق ووداعته (إش 42: 1-4؛ مت 12: 18-21)، وعن غلاظة قلب بعض سامعيه (إش 6: 10،9؛ مت 13: 15،14) وعبادتهم الشكلية (إش 29: 13؛ حز 33: 31؛ مت 15: 9،8)، وعن دخوله الأخير إلى أورشليم راكباً أتاناً (زك 9: 9؛ مت 21)، وعن هتاف الأولاد له (مز 8: 2؛ مت 21: 16)، وعمَّا قاله عند طرد الباعة من الهيكل (إش 56: 7؛ مت 21: 13؛ مر 11: 17؛ لو 19: 46)، وعن كونه حجر الزاوية رغم رفض اليهود له (مز 118: 22؛ مت 21: 42؛ مر 12: 11،10؛ لو 20: 18،17؛ أع 4: 11؛ 1بط 2: 7)، وعن جلده والبصق عليه (إش 50: 6؛ مت 26: 67؛ 27: 26-30)، وعن طاعته واستسلامه للصليب فلم يفتح فاه (إش 53: 7-9؛ مت 27: 14،12)، واقتسام ثيابه عند الصليب (مز 22: 18،17؛ مت 27: 35؛ يو 19: 24،23)، وعن بيعه بثلاثين من الفضة وشراء حقل الفخاري بها ليكون مقبرة للغرباء بعد أن طرحها يهوذا في الهيكل ومضى وخنق نفسه (زك 11: 12؛ مت 27: 10،9)، وعن دفن الرب في قبر جديد (إش 53: 9؛ مت 27: 57-60؛ مر 15: 43-46؛ لو 23: 50-53).

( كما تحفل البشائر الثلاث الأخرى وسفر الأعمال والرسائل بنبوَّات العهد القديم التي تشير إلى أحداث بعينها في مسيرة الخلاص، فضلاً عن نبوَّات أخرى تحقَّقت وإن لم تَرِد في العهد الجديد، نذكر هنا بعضها: ثقب يديه ورجليه في الصليب (مز 22: 17،16)، صلبه مع لصين (إش 53: 12؛ مر 15: 27؛ لو 23: 34)، عطش الرب على الصليب وتقديم الخل له (مز 69: 21؛ يو 19: 28-30)، صرخته في النزع الأخير (مز 22: 1؛ مت 27: 46)، وما فاه به عند تسليمه الروح (مز 31: 5؛ لو 23: 46)، وطعنه بالحربة (مز 34: 5؛ زك 12: 10؛ يو 19: 32-37)، ونصرة القيامة وتحقيق الفداء (مز 16: 11،10؛ إش 53: 11،10؛ يو 20 9)، وعن صعوده (مز 68: 18؛ أف 4: 8).

( ولا يمكن حصر كل الرموز، أحداثاً (خروف الفصح، الحيَّة النحاسية، الصخرة، على سبيل المثال)، وأشخاصاً (آدم، هابيل، إسحق، موسى، يونان، على سبيل المثال)، أو كل نبوَّات العهد القديم التي تشير إلى أحداث تجسُّد الرب وخلاصه كما سجَّلها العهد الجديد، وإن كان يبرز من بينها ما جاء في المزامير (مز 22، على سبيل المثال) وسفر إشعياء (إش 55،53،9، 63،61، على سبيل المثال)، وكتب الأنبياء الصغار (هوشع ويوئيل وميخا وزكريا، على سبيل المثال).

(يتبع)

دكتور جميل نجيب سليمان

(1) في صلوات البصخة تتابع الكنيسة كل يوم في خمس ساعات نهارية وخمس ليلية، بكل تدقيق، أحداث حياة المسيح الأخيرة حتى الصليب والموت بقراءات من العهدين، ولكل ساعة نبوَّاتها، ويسبق كلَّ إنجيل مزمور يتعلَّق به. والمتابع الحريص لصلوات هذا الأسبوع، سيجد أمامه كل شهادة العهد القديم عن قصة الخلاص الذي تحقَّق بتجسُّد الرب وموته وقيامته.