انتقال راهب فاضل


نياحة الراهب الفاضل
منسى المقاري
الراهب الصامت
(وُلد في 28/10/1969م؛
وتنيَّح في 23/11/2021م)


راهب بكل معنى الكلمة. عاش كل أيام حياته هادئًا يعمل في صمت وبلا ضوضاء. كان كسيده لا يُسمع له صوتٌ، يعمل في هدوء وبلا شكوى أو تذمر.

كان يقضي يومه كله في عمل شاق يتطلب تركيزًا سواء في تعامله مع العمال أو تصريف منتجات الدير مع التجار في أمانة مُطلقة للدير. لم يتوانَ أبدًا عن خدمة إخوته.

يعيش في جنته المغلقة، في صمت، بينما قلبه يلهج بمحبة وعشق سيده. كان مواظبًا كل يوم بلا انقطاع على حضور تسبحة نصف الليل في مكان قصي بالكنيسة، يُسبِّح إلهه بقلبه أكثر من لسانه. ليس من طبعه الظهور ولعل هذا ما لاحظه فيه المتنيح أبونا كيرلس المقاري في بداية رهبنته، فأعطاه اسم "منسَّى" أي المنسي، الذي لا يتذكره أحد. وكان أبونا منسَّى يعتز بهذا الاسم. بالحق كان ملاكًا أرضيًّا.

رفض أن يُرسَم كاهنًا، ولم يُفكِّر في هذا الأمر أصلًا. ولا نعرف إن كان شماسًا أم لا، فلم نَرَهُ مرةً يخدم كشماس. بقي راهبًا حقيقيًّا مُخليًّا لنفسه، مُنكرً لذاته، معتزًّا برهبانيته، أمينًا لديره، باذلًا نفسه في شغل الدير إلى أقصى حد، خادمًا للكل، محبًّا لجميع إخوته.

نحن لا نحزن كالباقين الذين لا رجاء لهم، بل نقول: هنيئًا لك يا أبانا منسى بالملكوت وبلقاء يسوع حبيبك، نهاية المطاف، وإلى أن نلقاك هناك.

This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis