نياحة الراهب صاروفيم المقاري الراهب الناري

(وُلد في 6/3/1948م؛

وتنيَّح في 2/2/2022م)

في عشية عيد الشيوخ التسعة والأربعين شهيدًا ودَّع مجمع دير الأنبا مقار الشيخ الراهب الفاضل الأب صاروفيم المقاري. وقد كان من الأجيال الرهبانية الأولى التي يرجع لها الفضل في مرحلة تعمير الدير على يد الأب متى المسكين.

كان يحمل هذا الأب كل صفات الرهبنة الأصيلة من زهد وتواضع وبساطة وعفاف. وقد عشق الرهبنة ولم يترك ديره منذ أن دخل الرهبنة من ثمان وأربعين سنة.

وفي الحقيقة كان أبونا صاروفيم راهبًا عجيب الشأن، يحمل غيرة ومحبة نارية عجيبة سواء للدير أو لأبيه الروحي ولإخوته الرهبان والإخوة العمال، ولعل هذا هو السبب في أن أعطاه أبونا متى هذا الاسم.

 تُخدع فيه إذا كنت لا تعرفه. تراه من بعيد وتسمع صوته فتخاف منه، يُرهبك صوته العالي الحاد، ذلك لأنك تخاله شخصًا جبارًا قويًّا، ولكنك ما أن تقترب منه وتتعامل معه عن قُرب حتى تكتشف في الحال أنه غير ما تصوَّرته تمامًا، وما رأيته كان مظهرًا خارجيًّا مختلفًا. نعم ستكتشف أنه يحمل داخله قلب طفل بسيط عطوف حساس مضياف كريم.

كان أبونا صاروفيم على مدى أيام جهاده الرهباني بمثابة الأب الروحي الحنون للعمال في الدير، فهو يسكن وسطهم، ويحل مشاكلهم ويهتم بمَنْ يمرض منهم، ويستقبل أُسرهم، وهم يستأمنوه على أمانتهم… لدرجة أننا أطلقنا عليه اسم نيلسون مانديلا، حبيب العمال! لم يكل أبدًا أو يشكو أو يتذمر أبدًا حتى آخر لحظة من حياته.

اذكرنا أيها الأب المحب المحبوب أمام من أحبَّته نفسك ولم تُرخه طوال حياتك.