كان تكريسُ الميرونِ في السابق، يُجرَى في كنيسةِ مار مرقس بالإسكندرية، ولكن فيما بعد صار يُجرَى التكريسُ في ديرِ القديسِ أنبا مقار في يومِ الجمعةِ من الأسبوعِ السادسِ من الصومِ الكبيرِ، والمعروفِ بجمعةِ ختامِ الصومِ، ولكن في القرنِ العاشرِ تغيَّر هذا اليوم، إذ قد عمل البابا مكاريوس الأولُ([1]) تكريس الميرون في يومِ خميسِ العهدِ بدلَ الجمعة، وسار الباباوات من خلفِه بعد ذلك على هذا النظام.
ويقول المؤرِّخ القديم أبو البركات([2]) إنه بسبب الاضطهاد الذي أصاب المسيحيين في زمن هذا البطريرك في القرن الحادي عشر أُغلقت جميع الكنائس في مصر كلها، ولم يتبقَّ إلا كنائس الأديرة الأربعة في برية شيهيت، وبذلك صار وادي هبيب ملجأً للمسيحيين.
ومن ذلك الحين كان كهنة دير أنبا مقار يتمسَّكون بتكريس الميرون سنوياً بالدير في يوم الجمعة أو خميس العهد، ويُقال إن طقس الميرون كان من وضع أنبا ثاوفيلس البطريرك الـ 23 (385 – 412 م.).
وفي كتاب الميرون نجد هذه العبارة: [العادة المتبعة لعمل الميرون المقدس في دير القديس أنبا مقار الكبير في برية شيهيت التي تُدعى ميزان القلوب في يوم الخميس من الأسبوع المقدَّس (أسبوع الآلام)].
ولكن منذ أيام البابا أنبا غبريال الثاني ”ابن تريك“([3]) انقطعت العادة التي كانت تُلزم البطاركة بعمله سنوياً، إذ اختطَّ هذا البطريرك نظاماً جديداً وهو أن يُعمل الميرون بكميات كبيرة حتى يتفادى الالتـزام بالذهاب إلى الدير سنوياً، فأصبح يُعمل على مدى سنين متباعدة، إنما احتفظوا بخميس العهد كيوم رسمي لصنعه.
ثم بعد ذلك عُمل الميرون في عهد البابا كيرلس السادس البطريرك الـ 116 داخل الكنيسة المرقسية الكبرى بكلوت بك عام 1967م بحضور ممثلي الكنيسة الأثيوبية،
ثم قام البابا المتنيح شنوده الثالث بعمل الميرون أكثر من مرة في دير القديس العظيم الأنبا بيشوي. وأخيراً عمله قداسة البابا تاوضروس الثاني في فبراير سنة 2014م.
([1]) مكاريوس الأول أو مقاريوس الأول، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية للأقباط الأرثوذكس رقم 59. أقام بطريركاً 19 سنة و11 شهراً و23 يوماً، في الفترة من 27 مارس 932م. حتى 20 مارس 952م، وتوفي. وخلا الكرسي بعده لمدة شهراً واحداً.
([2]) هو القس المؤتمن شمس الرئاسة أبو البركات بن كبر (تنيح سنة 1323م).
([3]) البابا غبريال الثاني ابن تريك (أبو العلاء بن تريك) 1131-1146م (مدفون بدير أنبا مقار).
