دير أنبا مقار ينعي د. سعيد حكيم

يودع دير القديس أنبا مقار على رجاء القيامة د. سعيد حكيم، وكيل الدراسات العليا بالكلية لاكليريكية اللاهوتية القبطية الارثوذكسية وأستاذ علم الآباء بالكلية الاكليريكية اللاهوتية بالانبا رويس والعميد لاكاديمية انافورة اللاهوتية. حصل على دكتوراه في العلوم اللاهوتية من جامعة تسألونيكي باليونان وقد كان باحثا متخصصا في كتابات الآباء بمركز دراسات الاباء.

وقد تشرف دير أنبا مقار في الشهور الأخيرة بأن ألقى فيه د. سعيد حكيم محاضرة قيمة يوم 4 نوفمبر 2022 عن “البرية والمجتمع في حياة الأنبا شنودة رئيس المتوحدين” وهو موضوع رسالته بجامعة تسالونيكي اليونانية.

نال منها الآباء الرهبان فائدة غير قليلة واستطاعوا من خلالها أن يُقدِّروا قيمة هذا الرجل العلمية والروحية.

وجدير بالذكر أنه عند نياحة نيافة أنبا إبيفانيوس كتب د. سعيد حكيم كلمة تقدير له بعنوان “لماذا السفر الآن؟” وننشرها الآن معتبرين أن الكثير مما قاله فيها د. سعيد ينطبق عليه هو أيضًا!

ولكم نص كلمته عن أنبا إبيفانيوس.

لماذا السفر الان ؟

يا سيدنا الحبيب نيافه الانبا ابيفانيوس : سفرك الان هو من المفاجئات غير الساره لنا نحن اللذين عرفناك .
عرفناك هادئا وديعا رقيقا مهذبا . عرفناك بارا نقيا تقيا متفردا فى كل شئ . ولم تدعى علما ليس لك او تواضعا ليس فيك . فنحن نشهد بأن اتضاعك وصل الى ابعد حد يصل اليه الاتضاع . ومحبتك نقيه قويه للجميع ، يشهد بها كل من عرفك عن قرب ، محبه احتوت حتى المختلفين معك . قابلت الاساءه بالاحسان ، ولم ترد على اللذين هاجموك مهما كان حجم الاساءه . كنت عفيفا ، مترفعا ، متجردا فى كل شئ . همك الاول والأخير هو سلام الكنيسه ، وهدوئها ، واستقرارها ، ونموها فى الروح . اقتفاءك لاثار خطى الاباء الاوائل ، والرغبه فى نقل تعاليمهم كان محور اهتمامك . نشهد ايضا بأن روح الله قد انعم عليك باستناره خاصه ظهرت فى كلماتك وارشادك وتعليمك . نشهد بأن حضورك فى وسطنا كان يشبه تلك النسمات الرقيقه المنعشه للنفوس التواقه لهذا الحضور الملائكى .
يا سيدنا الحبيب الخساره ليست فقط لديرك وابناءك من الرهبان ، بل للكنيسه التى فقدت عالما حقيقيا ، وراعيا امينا ، ومدبرا حكيما يندر وجوده فى هذا الزمان . عزاؤنا الان انك فى رفقه اباءك من القديسين اللذين احببتهم ومتمتع بحضور المسيح ، ونعلم ان ذاك افضل جدا . لكن سفرك الان لم يكن متوقعا ابدا ، وسيترك فراغا كبيرا ، وليس امامنا سوى ان نصلى الى الله ان يملأه بنموذج يشبهك فى محبتك وحكمتك واتضاعك .
دكتور / سعيد حكيم